جواب الإمام الخامنئي على استفتاء حول التطبير
نصّ جواب ولي أمر المسلمين آية الله العظمى الإمام الخامنئي (دام ظله) ردّاً على رسالة حجّة الإسلام والمسلمين مروّج إمام جمعة أردبيل التي أعلن فيها امتثال أبناء أردبيل لتوجيهات وإرشادات سماحته الخاصة بالمواكب الحسينية وضرورة تنزيهها من كلّ الأعمال التي لا تمتّ للدين بصلة.
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد مروّج إمام جمعة أردبيل دامت بركاته..
بعد التحية والسلام:
لقد استلمت رسالتكم الموقّرة التي تعكس موقف أهالي أردبيل الأعزّاء الجدير بالتقدير من نصائحي التي تتعلق بمواكب سيّد الشهداء عليه ألف تحية وسلام..
إنّ هذا الموقف ليس غريباً عن أناس مؤمنين وغيورين ومضحّين يقفون في الصفوف الأولى مع الصالحين. لقد شاهدت عن قرب سواء في ميدان الحرب المفروضة أو في المواقف الثورية والسياسية والدينية بطولات أهالي أردبيل الأعزّاء وحبّهم وعشقهم لآل البيت عليهم السلام وسيكون أجرهم على الله تبارك وتعالى.
ما طرحته للشعب المتديّن والعاشق لآل النبوّة والولاية عليهم السلام هو من منطلق الحرص، لقد شاهدت كيف يحكم العالم بجفاء على إخلاص ومحبّة الناس لسيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وشاهدت كيف يفسّر استيعاب الناس وفهمهم وإدراكهم لعقيدتهم بمنزلة أهل البيت(عليهم السلام) الرفيعة أخذت تفسر ونتيجة لممارسة أعمال عن جهل وبشكل لا يناسب الشيعة والأئمة الأطهار، وشاهدت كيف عمد الأعداء المتعصّبين للإساءة بإعلامهم الشيطاني لمواكب عزاء عترة الزهراء الطاهرة عليهم السلام، وشاهدت كيف اتّخذ الأعداء بعض الأعمال التي لا تمّت للدين بصلة ذريعة كي يصفوا الإسلام والشيعة ـ والعياذ بالله ـ بالخرافات وأخذوا يعلنون غضبهم وعداءهم لنظام الجمهورية الإسلامية المقدّس.
هل إنّ الشيعة المحبّين والمخلصين عندما يضربون رؤوسهم أو رؤوس بعض الأطفال يوم عاشوراء راضون بأن يتبدّل عملهم هذا إلى سند بأيدي الأعداء في وقت تتسلّط فيه الآلاف من الأعين وتتكالب الألسن من أجل الإساءة للإسلام والتشيع! هل يرضى هؤلاء ومن أجل التظاهر بهذا العمل أن يسيئوا إلى دماء عشرات الآلاف من التعبويين (البسيج) التي أريقت من أجل الحفاظ على كرامة الإسلام والتشيع ونظام الجمهورية الإسلامية؟
إنّ ما نُقل عن مراجعنا الأوائل حول هذه الأعمال لا يتعدّى هذا الحكم ـ إذا لم يترتّب على هذا العمل ضرر يُعتد به فهو جائز ـ. ألم يكن التقليل من مكانة الشيعة في أنظار العالم ضرر يُعتد به؟ ألم تكن الإساءة لمحبة وعشق الشيعة لآل الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخاصة لسيّد الشهداء عليه السلام ضرراً؟ أيّ ضرر أكبر من هذا؟
عندما يتمّ ضرب الرؤوس بالسيوف بشكل فردي وفي البيوت فهو مضرّ وضرره هو ضرر جسمي، وهذا ملاك للحرمة، ولكن عندما يتمّ هذا العمل أمام الناس وأمام عدسات الكاميرات وعيون الأعداء والأجانب وأمام أعين شبابنا فهو ليس مضرّاً جسمياً وشخصياً فقط، بل يعتبر من الأضرار الكبرى حيث الإساءة للإسلام والشيعة.
لقد أصبح هذا الضرر اليوم كبيراً ومدمّراً، لذا فإنّ شجّ الرؤوس (التطبير) بشكل علني وأمام الأعين حرام وممنوع.
طبعاً إنّ الأشخاص الذين سبق أن ضربوا رؤوسهم بنيّة العشق والإخلاص والثواب فأجرهم على الله، ولكن علينا أن نقيم مجالس العزاء والمواكب التي تعكس الحب والشوق والحزن لأهل البيت بشكل يختلف عن تلك المواكب التي كانت تقام في السابق. وما يقرأ في هذه المجالس من شعر ونثر ومصائب يجب أن يكون ذا مغزى وهدف ويستند إلى مصادر متواترة عن الأئمة الأطهار (عليهم السلام).
تحياتي ودعائي بالتوفيق لسماحتكم وجميع أهالي أذربيجان وأردبيل وسائر مناطق البلد الإسلامي.
السيد علي الخامنئي
السابع من محرّم الحرام 1415هـ
تعليقات الزوار