حسين 2

(عنف) الطغاة

لقد دأب الطغاة والسلاطين وصف المجاهدين والثوار بانهم دعاة عنف وقتل وسفك للدماء، ولم يقتصر هذا الوصف على سلاطين اليوم فقد بل اننا نجد به شواهد أخرى عبر التاريخ ولا سيما في خروج الحسين عليه السلام إلى كربلاء، فمما نعت به يزيد عليه اللعنة آل البيت بأنهم طلاب حرب وسفك للدماء، فقد جاء في رسالة بعثها يزيد بعد هلاك ابيه معاوية إلى عامله على المدينة الوليد بن عتبة وهو بجثه على اخذ البيعة من الحسين عليه السلام وثلاثة آخرين: (اما بعد فإن معاوية كان عبدا من عباد الله.. وقد كان عهد إليّ واوصاني بالحذر من آل (أبي تراب) لجرأتهم على سفك الدماء...).

ومن خلال الصحيفة التي أرفقها يزيد بهذه الرسالة كشف عن سوء نياته وأنه هو في الواقع المتجرء على سفك الدماء فقد بعث يزيد إلى الوليد بن عتبة صحيفة صغيرة أرفقها بالرسالة الأولى وكتب فيها: (خذ الحسين وعبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذا شديدا ومن أبى فاضرب عنقه وابعث إلي برأسه).. و قد أظهر يزيد في هذه الصحيفة انه ليس متجردا على القتل والبطش بخيرة الناس فقط، بل إنه يتباهى ويفتخر بهذا الفعل مثلما يفعل الجبابرة والسلاطين حينما تقدم لهم رؤوس أعدائهم بالطشوت والأواني.

من هنا نصل ان الطغاة هم الذين يبادرون إلى استخدام العنف والقوة ضد الإسلاميين، وهم الذين يشرعون حلية سفك دماء المجاهدين من دون وجه حق، وهم يحاولون لصق تهمة الإرهاب بالثوار مثل ما فعل يزيد عندما إتهم آل ابي تراب عليهم السلام بسفك الدماء، بينما هي من سماته الملاصقة لشخصيته، إلا ان الرواية التي أشارت لدخول الحسين عليه السلام على الوليد مع ملازمة شيعته لباب الدار تؤكد ضرورة استعداد الاسلاميين والثوريين بكامل سلاحهم وعتادهم لأي طارئ ولأي مؤامرة قد ينفذها الطغاة للقضاء على الرسالة.