مرقد رقية بنت الامام الحسين (عليهما السلام)

يقع المرقد في (حي العمارة) خلف المسجد الاموي بدمشق إلى جانب باب الفراديس الذي يقع بسوق العمارة قرب مسجد مقام رأس الحسين (عليه السلام) وصاحبة المرقد هي احدى بنات الحسين (عليه السلام)، وهي طفلة بلغت 4 سنوات أوهموا عليها لصغر سنها مقتل ابيها الحسين بعد ان اخذت تسأل عنه في المنام في خرابة الشام ولما حكت المنام ناحت النسوة، فوصل الخبر إلى يزيد فأمر اللعين ان يوضع رأس الحسين في طبق أمامها، ولما رأت الرأس الشريف ماتت في الحال.

ويعود تأسيس مرقدها المبارك إلى سنة 526ه، واول من بنى على قبرها السلاطين الايوبيين.ومن ثم توالت على المرقد عمارات متتالية وفي سنة 1125ه جدد بناء الضريح وبعدها عمر قبرها في زمن العثمانيين وبسنة 1323 ه جدد بناؤه على يد الميرزا علي اصغر خان امين السلطان ناصر الدين شاه، وبسنة 1399 عمد الشيخ نصر الله الخلخالي على توسعة المقبرة والحرم وذلك بشراء المنازل المحيطة بالحرم، وبسنة 1408ه بدل الضريح الذي وضع على القبر في عهد امين السلطان بضريح آخر، تم صنعه على يد أربعين شخصا من الفنانين البارعين وهو في غاية الجمال والروعة.

وتبلغ مساحة البناء الجديد لمرقد السيدة رقية حاليا نحو 4000 متر مربع، ومنه 600 متر مربع صحن وفضاء واسع وبقية البناء يؤلف الرواق والحرم والمسجد المجاور للضريح، وتعلوا المرقد قبة مضلعة ووضع على القبر صخرة من الموزائيك ذات العاج والمرمر، والبناء فخم وضخم يتوافد عليه الزوار من شتى بقاع الارض وكتب على الباب أبيات من الشعر العربي من قبل الحاج احمد رضا الشيرازي وهناك قصائد حول القبر منها قصيدة شعرية للمرحوم الدكتور السيد مصطفى جمال الدين تعبر عن روح الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) ومكتوبة بماء الذهب يقول فيها:

ينبيك كيف دم الشهادة يخلد     حتى حجارة ركنه تتوقد

وغدا على وضر القمامة يرقد     تلك الدماء يضوع منها المشهد

للظالمين مدى الزمان يخلد          في الشام في مثوى يزيد مرقد

رقدت به بنت الحسين فاصبحت  هيا استفيقي يا دمشق وايقظي

واريه كيف تربعت في عرشه       سيظل ذكرك يا رقية عبرة

ويعتبر مقام السيدة رقية بسورية ثاني مزار بعد السيدة زينب اهمية من خلال الحشود التي تأتيه، ولأنه يحتل موقعا مهما بالعاصمة لقربه من سوق الحميدية والجامع الاموي ومنطقة الخراب الشعبية اصبح يستقطب الفريقين سنة وشيعة وتقام فيه صلاة الجماعة اليومية، وصلاة الجمعة الاسبوعية، وفي كل عام يرتقي الشيخ الخطيب حميد المهاجر المنبر فيغص المقام بالأفواج القادمة من بعيد وقريب، علاوة على ان صاحبة المقام ومصيبتها تلهب وتجرح مشاعر العاشقين للغربة واليتم الذي صاحبها، ولا زال الزائرون يقوموا لها النذور ويتقربوا بها إلى الله لانها وجيهة عنده تعالى.