مسير رأس الحسين

مسجد ومشهد رأس الحسين ومشهد رؤوس الاصحاب

 

يقع مسجد رأس الحسين (عليه السلام) بالقرب من باب السدرة احد ابواب الروضة الحسينية الشريفة، ولقد تطاولت على المسجد يد الهدم، على اثر اعمال مشروع ايجاد الشارع الدائري حول الحضرة الحسينية، بعد ان كان احد المساجد القديمة الاثرية في المدينة، ويروى ان رأس الامام (عليه السلام) دفن هناك، وأنشئ على مرقده مقام تم هدمه مع تهديم المسجد.

اما فيما يتعلق بمشهد رأس الحسين (عليه السلام)، فقد تضاربت الأقوال في موضع دفن الرأس الشريف، لعل السبب في ذلك يرجع إلى ان الحكومة الاموية امرت بان يطاف بالرؤوس في البلدان، وفي كل موضع وضع الرأس الشريف كان محبو آل البيت (عليهم السلام) يتخذونه مقاما، يرمز إلى التضحية والجهاد والوقوف بوجه الظالمين، فتعددت مشاهد دفنه، منها: في كربلاء قرب الضريح المقدس، إذ قيل ان الرأس اعيد إلى الجسد بعد 40 يوما، وقيل: انه دفن بدمشق بصحن المسجد الاموي عند باب الفراديس، ورواية تقول: ان الرأس وضع بخزانة السلاح بدمشق، وبقي حتى ولي سليمان عبد الملك 96هـ، فكفنه في خمسة اثواب وصلى عليه ودفنه في مقابر المسلمين، وقيل ان الرأس الشريف في حلب بموضع جبل جوشن ويعرف المشهد بمشهد الرأس.

وقيل ان مدفن الرأس في النجف وسط مسجد الحنانة، وعليه ضريح خشبي وتعليه قبة كسيت بالقاشاني، وقيل ان الطاغية يزيد بعثه إلى المدينة من الشام مع عيال الحسين (عليه السلام) وامر بدفنه بالبقيع جوار اخيه الحسن، واشهر الروايات قد ألحق بالجسد الشريف، وقد توالت الشخصيات في حقب مختلفة على توسعة واعمار مقامات هذا المشهد الشريف على مر التاريخ.

وفي ما يتعلق بمشهد رؤوس اصحاب الحسين (عليه السلام) فقد ذكرت الكتب التالية: 1ـ مزارات اهل البيت 2ـ منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل للشيخ عباس القمي وكتاب الأماكن الأثرية بسوريا؛ ان هذا المشهد في الباب الصغير على بعد 250 في حي الشاغور قرب الجامع الاموي، وحتى سنة 1307 هـ كان المشهد الشريف متروكا، وقد حاول اعداء اهل البيت (عليهم السلام) الاستهانة بالمشهد ولكن شاءت ارادة الله علوا ورفعة، حيث تقدم لتعميره السيد سليم المرتضى احد الاشراف بطلب للسلطان عبد الحميد في اسطنبول يرجو ان يأمر والي الشام بإزالة المزبلة عن مشهد الرؤوس الكرام وتعميره، وقد تم له ذلك في قصة معروفة.

ولمدفن رؤوس شهداء كربلاء سياج كبير يحيط بالقبعة وفي وسط غرفة دفنت فيها تلك الرؤوس، والضريح مصنوع من فضة كتب عليه اسماء 16 شهيدا دفنت رؤوسهم فيها، وفي داخل الضريح تشاهد ما يشبه العمائم بتعداد الشهداء وضعت فوق الضريح وكتب على كل رأس اسم كل شهيد، ويقع قرب محل رؤوس الشهداء مسجد بإسم الإمام زين العابدين (عليه السلام)، إذ لما ارسل عمر بن سعد (لع) رأس الحسين إلى ابن زياد، امر برؤوس الباقين من اصحابه واهل بيته ان تقطع وسرح بها مع شمر وعمر بن الحجاج وقيس بن الاشعث.

ولما بلغ ابن زياد وصول اهل بيت الحسين (عليهم السلام) الكوفة، امر بإخراج الرؤوس التي ارسلها ابن سعد وان توضع على القنا، وتحمل مع اهل البيت وان يطاف بها معهم ويروى ان مسجد الامام زين العابدين بقرب المشهد هو أول بيت نزل فيه الاسارى حينما وردوا دمشق.