قال السفير الفلسطيني بطهران صلاح الزواوي أن غزة تتعرض لمجازر وسط صمت المنظمات الدولية وسلاح المقاومة خط احمر ولا يمكن المساومة عليه في أية مفاوضات، واعتبر أن الفلسطينيين مدينون ليوم القدس العالمي الذي أطلقه الإمام الخميني قدس سره الشريف.

واعتبر صلاح زواوي النشاطات الجهادية للمقاومين الفلسطينية في مدينة غزة بأنها فخر لكل مسلم وفلسطيني ورأى أن الحرب الجارية في غزة اليوم هي بداية النهاية للكيان الإسرائيلي، وقال: هناك صلة تاريخية وثيقة بين فلسطين والثورة الإسلامية في إيران لان الإمام الخميني جعل محور نضاله يرتكز على أصلين أساسيين هما الإسلام وفلسطين فهو حتى عندما نفي إلى النجف الاشرف لم تنقطع صلته بنا واصدر فتوى بجواز دفع الحقوق الشرعية من خمس وزكاة إلى المجاهدين الفلسطينيين.

وأشار إلى انه "كانت لدينا علاقات إيديولوجية معه بحيث انه أدرك القضية الفلسطينية بواقعها وتوقع المخاطر التي تهدد القدس لذلك بعد أن انتصرت الثورة الإسلامية في إيران أمر بان تكون آخر جمعة من شهر رمضان يوماً عالمياً للقدس كي يقف جميع المسلمين في العالم تحت راية فلسطين مطالبين بتحرير القدس في هذا اليوم التاريخي لان الصهاينة يريدون تدمير المسجد الأقصى".

وأردف: "بالطبع فان وعي الإمام الخميني أثبتت للعالم اجمع بان قضية القدس هي أهم قضية لنا كمناضلين فلسطينيين لذلك أصبح هذا اليوم رمزاً لتحرير المسجد الأقصى ووحدة الأراضي الفلسطينية حيث تحييه الكثير من البلدان الإسلامية ومن الجدير بالذكر انه لم يدافع عن قضيتنا فحسب بل انه دعا جميع المستضعفين في العالم للوقوف بوجه الامبريالية الأميركية".

وأوضح: إن ما يستحق التنويه هو أن نظام الشاه المقبور كانت تربطه علاقات حميمة مع الكيان الصهيوني وكان يبيعه النفط بأسعار زهيدة وكانت سفارتهم في طهران كسائر سفارات البلدان الأخرى لكن بفضل الثورة الإسلامية قطع تصدير النفط إلى هذا الكيان الغاصب ورفعت راية فلسطين على السفارة الإسرائيلية السابقة وأكد جميع المسؤولين في الحكومة على أن القضية الفلسطينية خط احمر لا يمكن لأي احد المساومة عليها.

وبالنسبة إلى الوساطة المصرية القطرية لحل أزمة غزة قال السيد صلاح زواوي: أولا أود أن انوه على أن صمود بواسل المقاومة في غزة اليوم هو وازع فخر لكل فلسطيني ومسلم حيث أثبتت المقاومة أن الكيان الصهيوني لا ينتظره مستقبل سيئ فحسب بل سوف يؤول إلى الأفول النهائي وهذه المرحلة هي بداية النهاية لهذا الكيان الغاصب لان جميع الأراضي المحتلة أصبحت اليوم تحت نيران المقاومة ولا أمان فيها وكما نعلم فان المخطط الأوروبي هو طرد جميع اليهود من بلدانهم ونقلهم إلى فلسطين المحتلة كما اعتقد أن الكثير من اليهود سوف يغادرون الأراضي المحتلة بعد نهاية هذه الحرب لأنهم اغتصبوا هذه الأرض بحثاً عن السعادة والرفاهية والعمل والأمن والطمأنينة لكن المقاومة الفلسطينية لقنتهم درساً لن ينسوه أبدا وجعلتهم يفكرون بالعودة إلى أوروبا أو بلدان أكثر أمنا.

وأضاف قائلاً: اعتقد أن بداية النهاية للكيان الغاصب قد بدأت وأجيب عمن يسال هل أن فلسطين ستتحرر غداً بان الأمر ليس كذلك ولكن بدأنا باستئصال هذه الغدة السرطانية فهذه الحرب هي المنطلق للتحرر النهائي حيث نلاحظ اليوم كيف توحد الفلسطينيون والمسلمون في دعمهم للمقاومة واليوم هو يوم الكرامة وسوف يتبدد حلم الصهاينة ومن يدعمهم من الأوروبيين وان شاء الله تعالى سيتحقق ذلك في القريب العاجل.

وحول شروط المقاومة لوقف إطلاق النار قال: في تشرين الثاني / نوفمبر عام 2012م كانت المقاومة شوكة في عين الصهاينة لكن ليس كما هي عليه اليوم لذلك قبلنا بوقف إطلاق النار آنذاك ولكننا اليوم لدينا شروطنا، وهي:

أولا: يجب فتح الحدود للفلسطينيين كي يتمكنوا من توفير متطلباتهم من المواد الغذائية والأدوية والمياه لأننا اليوم نؤكد على أن 95 من مياه غزة ملوثة وهذا الأمر مرفوض طبعا. وفي الحين ذاته انوه على أن المقاومة لا تعارض وقف إطلاق النار لأنها تعلم أن هذه الحرب لا تجتث "إسرائيل" من الوجود فوراً لكنها تريد مصلحة الشعب الفلسطيني التي طمست وللأسف فإننا نلاحظ غزة اليوم تتعرض لمجازر وسط صمت من المنظمات الدولية التي لا تحرك ساكناً فمن يدافع عنها غير المقاومة؟!

ثانياً: لا يمكن التفاوض على سلاح المقاومة مطلقاً بعد أن سقط منها أكثر من 400 شهيد ودمرت الكثير من البنى التحتية للشعب الفلسطيني وراح الكثير من الأطفال والنساء والعجزة ضحايا للهجمات الصهيونية فكيف تتنازل المقاومة عن الدفاع عن شعبها؟!

وطالب السفير الفلسطيني في طهران جميع وسائل الإعلام بان تعمل بأسلوب مهني يراعى فيه جانب الوحدة بين جميع البلدان الإسلامية والعربية وان تتعامل البلدان العربية مع فلسطين بشكل أفضل.

ووصف قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي ببطل الوحدة الإسلامية الفلسطينية والعربية "لأننا نقف في جبهة واحدة ونتحمل معاناة واحدة لذلك فان نصرنا سوف يكون نصراً مشتركاً".

المصدر: وكالة أنباء فارس