الإمام الخامنئي: نأمل بانفراجة سياسية بالعراق بعد تكليف رئيس الوزراء

أعرب قائد الثورة الإسلامية، سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، عن أمله بأن يشهد العراق انفراجا سياسيا بعد تكليف رئيس الوزراء الجديد وتشكيل حكومة جديدة. وعبر قائد الثورة الإسلامية خلال استقباله صباح اليوم مسؤولي وزارة الخارجية وسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الخارج، عن أمله بان يشهد العراق انفراجا سياسيا بعد تكليف رئيس الوزراء الجديد وتشكيل الحكومة الجديدة، لتتمكن الحكومة الجديدة من أن تلقن الذين يريدون زرع الفتن في هذا البلد درسا لن ينسوه أبدا.

وابدي قائد الثورة الإسلامية دعمه لموقف الرئيس روحاني في كلمته أمام ملتقى السفراء والدبلوماسيين الإيرانيين قبل يومين حيال تعاطي ايران مع دول العالم وقال، إن هناك استثنائين في العلاقات يتمثلان بالكيان الصهيوني وأميركا.

وأكد أن العلاقات والتفاوض مع أميركا لا يجدي نفعا لإيران بل يعودان بالضرر باستثناء بعض المواضيع الخاصة. وتساءل : أي إنسان عاقل يمارس عملا ما دون جدوى؟ .

وأردف، إن البعض يحاول الإيحاء بان الكثير من المشاكل ستحل إذا تم الجلوس حول طاولة التفاوض مع الأميركيين، ومن البديهي أننا نعلم إن ذلك غير صحيح إلا أن الأحداث التي مرت خلال العام الأخير أكدت هذه الحقيقة مرات عديدة.

وأوضح قائد الثورة، لم يكن بيننا وبين المسؤولين الأميركيين أي اتصالات في الماضي إلا أن السنة الأخيرة شهدت اتصالات واجتماعات ومفاوضات على مستوى المسؤولين في الخارجية بسبب الموضوع النووي ذات الحساسية والتجارب المكتسبة إلا أن هذه الاتصالات لم تعد بالنفع بل شدد الأميركيون من لهجتهم وإساءاتهم وارتفعت وتيرة توقعاتهم خلال جلسات المفاوضات وكذلك في الاجتماعات العامة.

وأردف، إن مسؤولينا قد أجابوا، خلال الاجتماعات، بردود قوية على اثارات الأميركيين وتوقعاتهم وفي بعض الأحيان أكثر حدة إلا أن المفاوضات بصورة عامة لم تجد نفعا خلافا لتصورات البعض.

وأشار قائد الثورة إلى الحظر وقال، إن الأميركيين لم يخففوا من شدة مناهضتهم بل زادوا من الحظر علينا لكنهم يصرحون أن الحظر ليس بالأمر الجديد إلا انه جديد في حقيقته لذلك لم تجد المفاوضات في هذا المجال.

وأكد انه لا مانع من مواصلة المفاوضات في الموضوع النووي "وان العمل الذي شرع به ظريف وزملاؤه وهو ماحقق تقدما طيبا لحد الآن سيستمر إلا أن تجربة قيّمة أخرى اكتسبها الجميع تتمثل بالقناعة أن الاجتماعات والحوار مع الأميركيين لن يترك أدنى تأثير في خفض شدة عدائهم ولا جدوى منه.

وحول الأضرار المترتبة على المفاوضات مع الأميركيين قال، إن ذلك أدى إلى توجيه التهم بالتذبذب من قبل الشعوب والدول الأخرى وكذلك يبذل الغربيون قصارى جهودهم على الصعيد الإعلامي لعكس صورة مشوهة عن جمهورية إيران الإسلامية بأنها تتصف بالانفعالية والازدواجية.

ولفت قائد الثورة إلى أن إحدى الأضرار الأخرى المترتبة على الاجتماعات والتفاوض مع الأميركيين تتمثل بصنع الأرضية لإثارة توقعات جديدة من قبلهم.

ونفى إقامة أي شكل من العلاقات مع الكيان الصهيوني وأشار في ذات الوقت إلى الأميركيين وقال، انه مادام الوضع الراهن المتمثل بمناهضة أميركا لإيران والتصريحات العدائية للحكومة والكونغرس الأميركي متواصلة فان التعاطي معهم لا مسوغ له.

وأشار إلى ارتفاع وتيرة سخط الشعوب إزاء أميركا بسبب دعمها ومشاركتها مع الصهاينة في جرائمهم وقال، انه لا احد في العالم يبرئ ساحة الأميركيين من المشاركة في حملات الإبادة والمجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني الغاصب والقاتل والمتوحش في غزة لذلك فان الأميركيين يعانون حاليا من الضعف المتزايد.

وأعرب قائد الثورة عن تأييده لموقف الفلسطينيين حول وقف إطلاق النار في غزة وقال، إنهم يرون أن القبول بوقف إطلاق النار يعني منح الفرصة للكيان الصهيوني الوحشي والسفاك للدماء والجزار بارتكاب أي جريمة متى ما يشاء دون أن يدفع أدنى ثمن وإعادة الأوضاع إلى ما قبل العدوان المتمثلة بالحصار الشديد واستمرار الضغوط.

وأردف، انه كما يقول الفلسطينيون انه في مقابل كل هذه الجرائم ينبغي ان يكون هناك ثمن يتمثل بإنهاء الحصار المفروض على غزة ولا يمكن لأي إنسان يتسم بالإنصاف رفض هذا الحق.

وفي سياق آخر قال قائد الثورة، في الإشارة إلى أهمية العمل الدبلوماسي، أن الدبلوماسية الذكية والناشطة تستطيع تحقيق انجازات مهمة للغاية على الصعد السياسية والاقتصادية والإنسانية والاجتماعية ما لا يستطيع أي نشاط آخر تحقيقه ومنها الحروب الباهظة الكلفة والمخاطر وهذه الحقيقة تجسد مكانة الجهاز الدبلوماسي وثقله في منظومة إدارة شؤون البلاد.