الإمام الخامنئي يدعو الشعوب إلى تعيين مصيرها من خلال المقاومة أمام السلطويين

2012-06-18

أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى الخامنئي اليوم الاثنين في الذكرى المباركة للمبعث النبوي الشريف لدى استقباله مسؤولي النظام وسفراء وممثلي البلدان الإسلامية وجمع من عوائل الشهداء الكريمة، أكد انه من بين الخيوط الكثيرة لنور المبعث فإن المجتمع الإنساني اليوم بحاجة ماسة إلى أمرين: الأولى مبعث الفكر والثانية تهذيب الأخلاق.

وأعرب قائد الثورة الإسلامية عن تهانيه للشعب الإيراني الحبيب والأمة الإسلامية بمناسبة عيد المبعث الكبير وأضاف: إن التوجه النشط للشعوب المسلمة إلى الدين المحمدي (ص) يظهر أن الشعوب وفي ظل تجاربها الطويلة أدركت أن المدارس المادية الشرقية والغربية عاجزة وعقيمة عن تلبية حاجات البشر الحقيقية وان تعاليم المبعث لوحدها بإمكانها أن توصل الإنسانية إلى السعادة والتقدم.

واعتبر سماحة الإمام الخامنئي جذور مشاكل المجتمع الإنساني في الابتعاد عن أمرين أساسيين للمبعث وهي الفكر وتزكية النفس وأضاف: إن إنقاذ الإنسان من المشاكل والضعف الأخلاقي هو هدف المبعث الكبير الذي يمهد تحققه الأرضية لحل مشاكل الشعوب الأساسية.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية إحياء قوة العقل والتفكر بأنه من سائر الأهداف الأساسية والمهمة لمبعث الأنبياء وأضاف: إن المجتمع البشري اليوم بأمس الحاجة للتفكر والتعقل والبحث عن جذور المشاكل التي تحاصر الشعوب من كل جهة.

وأشار سماحته إلى القتل والظلم الصارخ للقوى المتغطرسة في بعض بلدان المنطقة وأضاف: إن البشر لا يحتل أساسا أي مكانة في النظرة السوداء للظالمين في العالم كما انه في قضية المشاكل الاقتصادية للبلدان الغربية أيضا فان العالم يشهد أن القوى المهيمنة تسعى لحل مشاكل أصحاب البنوك وشركات الرأسمالية وليس مشاكل الناس.

وكرر سماحة الإمام الخامنئي دعوته للشعوب للتفكر في هذه الحقائق الواضحة وقال: إن مصدر كل هذه المشاكل هو هيمنة نظام السلطة على العالم ووجود قطبين احدهما مهيمن والآخر خاضع للهيمنة وان الحل هو خروج الشعوب من موقع الخضوع للهيمنة ومن موقع السكون.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى المساعي الحثيثة لمتغطرسي العالم للسيطرة على ثورات شعوب المنطقة وحرفها عن مسارها وأضاف: إن على الشعوب الاعتماد على نفسها من خلال الاتكاء على الكنز الإلهي للتفكر والعقل وحسن الظن بوعود النصرة الإلهية وتعيين مصيرها من خلال المقاومة أمام السلطويين.

واعتبر سماحته عزة واقتدار الشعب الإيراني العظیم أنموذجا واضحا لنتائج المقاومة والجهاد مشیرا إلی تكاتف السلطويین في العالم لمواجهة الجمهوریة الإسلامية الإيرانية وأضاف: خلال الـ33 عاما الماضیة كان شعبنا الواعي وبلدنا الحبيب يتعرضان باستمرار إلی دسائس كافة القوی الاستكباریة العالمیة لعلها لا تكون هذا التجربة الحية للمقاومة والتقدم أنموذجا في عیون سائر الشعوب ولكن بفضل الله فان مساعي كافة السلطویین لعزل الشعب الإيراني وإخراجه من الساحة ستبوئ بالفشل بكل تأكيد .

كما نوه الإمام الخامنئي إلی أن تحقیق الوعد الإلهي یحتاج إلى الجهاد والعمل وتقبل المخاطر وأضاف مستشهدا بالآيات القرآنية: الإيمان لوحده لیس كافیا لتحقیق وعد النصر بل یحتاج إلی الجهاد والصبر أيضا .

وأكد سماحته مخاطبا أعداء النظام على ضرورة اخذ العبرة من فشل التجارب السابقة في التصدي للشعب الإيراني المجاهد والصابر وقال: علیهم أن یعلموا بان التكبر والتوقعات غیر المناسبة أمام شعب تعلم المقاومة والاتحاد من القران الكریم وعرف نفسه، لا طائل منها.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلی سیاسات أعداء الإسلام لتخویف الشیعة والسنة احدهما من الآخر معتبرا الوحدة بأنها الحاجة الماسة للعالم الإسلامي وأضاف منتقدا بشدة بعض العناصر لبث الفتنة والتفرقة: إن الذین لا یعترفون بالإسلام أساسا ولا یعرفون التشیع والتسنن، یعربون عن قلقهم من انتشار التشیع ویذكون نار الفتنة استجابة لمطالب أجهزة التجسس للسلطویین .

ودعا سماحة الإمام الخامنئي في ختام كلمته الشعوب المسلمة إلی التحلي بالحكمة والاتحاد والمقاومة معربا عن أمله في أن ینتصر الإسلام علی الأعداء بفضل عنایة الباري عز وجل وأن تتحقق أهداف البعثة النبویة الشریفة كاملة.

وفي مستهل هذا اللقاء الذي حضره كل من رئیس الجمهوریة ورئیس مجلس الشورى الإسلامي ورئیس السلطة القضائیة ورئیس مجمع تشخیص مصلحة النظام، هنأ رئیس الجمهوریة محمود احمدي نجاد الحاضرين بحلول عید المبعث النبوي الشریف قائلا: إن الإنسانية تحتاج الیوم أكثر من أي وقت مضی إلی المعارف الإلهية ومفاهیم البعثة النبویة لخاتم الأنبياء (ص).

وأشار رئیس الجمهوریة إلی إثبات عدم قدرة القوی المادیة لتلبیة احتیاجات المجتمع البشري وقال: وفقا للوعود الإلهية المباركة وفي ظل وعي وجهاد الشعوب فان بساط المستكبرین والصهاینة ستُسحب من تحت أقدامهم بالتأكيد وسوف تنفتح للبشریة طریقا للسلام والاستقرار والسعادة والتقدم