القائد: الشيعة لن يسمحوا بأن تكون عقيدتهم سبباً للخلاف والفرقة

2008-12-18

طهران‎ ـ اعتبر قائد الثورة‎‎‎ الإسلامية سماحة آية‎‎‎ الله العظمى السيد علي‎‎ الخامنئي لدى‎ استقباله صباح‎‎ يوم‎ الأربعاء اللآلاف‎ من‎ شرائح الشعب‎ المختلفة‎‎‎ اعتبر أهميه مسألة الحكم‎ في‎ الإسلام‎ وتبيين‎ انموذج‎ الحكومة‎‎ الإسلامية بأنه‎‎‎ الرسالة والدرس‎ الكبير الذي‎ يعطيه الغدير وقال‎: إنَّ‎‎ الشيعة‎ بالرغم‎ من الحفاظ على‎ عقائدهم‎ الزاهرة‎‎ والمستدلة بشأن‎‎‎‎ واقعة‎ الغدير لن يسمحوا بأن تكون هذه‎‎‎ العقيدة سببا للخلاف‎ والفرقة في‎ العالم‎ الاسلامي‎.

وقدم‎ سماحة‎‎‎‎ آية الله العظمى السيد الخامنئي‎ تهانيه بمناسبة‎ عيد الغدير السعيد الى‎ الشعب‎ الايراني‎ المؤمن‎ وكافة‎‎ الشعوب‎ المسلمة معتبرا فهم‎ رسالة‎‎‎ الغدير بأنه مدعاة لتحرك‎ الأمة‎‎ الإسلامية في‎ الدرب‎ الصحيح‎ وأضاف‎: إنَّ‎‎ مسألة‎‎ إعلان خلافة أمير المؤمنين‎‎ (عليه السلام) المهمة‎ جداً من جانب‎ الرسول‎ الأكرم‎‎ (صلى الله عليه وآله وسلم‎) وذلك‎ في‎‎ أواخر عمر نبي الإسلام المبارك‎ يدل‎ في‎‎ الحقيقة‎‎‎ على أهمية مسألة الحكم‎‎ ووحدة‎‎ الدين‎‎ والسياسة في‎ الإسلام وأن هذا الدرس‎ الكبير هو اليوم‎ حاجة‎‎ الأمة الإسلامية‎ جمعاء.

واعتبر سماحته‎ تبيين‎ انموذج‎ الحكم‎ الاسلامي‎ بأنه‎‎ الدرس‎ الآخر لواقعة الغدير العظيمة‎‎ وقال‎ : إنَّ‎ تقديم‎‎ شخصية كالإمام علي‎‎‎ بن‎ أبي طالب‎ (عليه السلام) لخلافة‎ نبي الإسلام‎ المكرم‎ يدل‎ على‎ أن‎ الغدير ليست‎ فقط ذكرى‎ تاريخية‎ للمسلمين‎‎ بل‎ إنها تبين المعايير اللازمة‎‎‎‎ لإدارة المجتمعات‎ الإسلامية وكافة المجتمعات‎ الانسانية‎.

واعتبر قائد الثورة‎‎ الإسلامية التعلق‎ القلبي‎ برضا الله‎ والجهاد الصعب‎ والمستمر في‎‎ سبيل‎‎ الله‎‎ والتضحية في سبيل الحق‎ والحقيقة‎‎‎ والصبر والاستقامة الصلبة أمام‎ أعداء الله‎ وعدم‎‎ الاهتمام بالزخارف‎ الدنيوية‎ والتواضع‎ أمام‎ الضعفاء والمظلومين‎‎‎ بأنها من خصائص‎ أمير المؤمنين (عليه السلام) وأضاف: إنَّ‎ واقعة‎‎ الغدير تعلِّم‎ الأمة الإسلامية‎‎‎ أن‎ إدارة المجتمعات‎ الإسلامية ينبغي‎ أن‎‎‎‎ تكون بيد أولئك‎ الذين يعتبرون أمير المؤمنين‎‎ معياراً وأنموذجا ويسعون للاقتراب‎ الى‎ هذه‎‎‎ القمة الشاهقة وأن‎ هذا الأمر المهم‎ هو من‎‎ ضمن الرسائل‎ الجديدة‎ والحية‎‎‎ للإسلام‎ والجمهورية الإسلامية الى‎ الإنسان‎ المعاصر.

واعتبر سماحته‎ الامام‎ علي‎‎ بن‎ أبي طالب‎ (عليه السلام) بأنه‎ التلميذ البارز للرسول‎ الأعظم‎ (صلى الله عليه وآله وسلم‎) في‎ الصبر والجهاد وسائر المجالات‎ وقال‎ : إن‎ الفقر الكبير للمجتمع‎ الانساني‎ اليوم‎ هو فقدان‎ الساسة‎ قدم‎‎ الإسلام الأنموذج‎ الأعلى‎ لهم‎‎ الى‎‎ التاريخ‎ في غدير خم.

وأشار قائد الثوره‎‎ الإسلامية الى‎ فهم‎ الشيعة‎‎‎ والسنة المختلف‎ لواقعة غدير خم‎ وأضاف‎ : بالرغم‎ من‎‎ ذلك‎ فإن الشيعة‎‎ والسنة يتفقان‎ على‎ مبدأ حدوث واقعة‎‎ الغدير وعظمة شخصية‎‎ أمير المؤمنين‎‎ وأن آحاد الأمة الإسلامية‎ يعتبرون‎‎ الإمام‎ علي‎‎ بن أبي طالب‎ (عليه السلام) بأنه‎‎‎‎‎ النقطة السامية والقمة الشاهقة للعلم‎ والتقوى‎ والشجاعة‎.

وأكد سماحة‎‎‎ آية الله الخامنئي‎‎ على ضرورة‎‎‎‎ انتباه الشيعة والسنة الكامل‎ في‎ التصدي‎ للمؤامرات‎ التي‎‎ تدعو الى التفرقة‎ وقال: إنَّ‎ العقيدة‎‎‎ الراسخة بإمامة أمير المؤمنين‎ (عليه السلام) بعد نبي‎ الإسلام‎‎ المكرم (صلى الله عليه وآله وسلم‎) تعد الركن‎‎ الأساسي‎ لعقيدة‎ الشيعة وأن الشيعة‎‎‎ حافظوا وسيحافظون‎ على‎ هذه العقيدة وسائر معارفهم‎‎‎ وعلومهم الزاهرة‎ لكنهم لن‎ يسمحوا بأن‎‎ تكون هذه‎‎ العقيدة سببا للخلاف‎ والشجار في‎‎ العالم‎ الاسلامي.

وأشار قائد الثورة‎‎ الإسلامية الى‎ جهد الإمام‎ الخميني‎ (رحمه الله‎) والجمهورية الإسلامية المتواصل‎ للحيلولة‎ دون‎‎ نشوب‎ الخلاف‎ بين المسلمين‎‎ وأضاف‎: إن مستكبري‎ العالم‎ الذين‎‎ تضرروا من وحدة‎‎ الرأي‎ وتوجه قلوب‎ الشعوب‎ المسلمة‎‎‎ الى‎ الثورة الإسلامية يعتبرون‎ إذكاء التعصبات‎ الدينية‎ بأنها الأسلوب‎‎ الأفضل‎‎ لإيجاد الخلاف‎ وفصل قلوب المسلمين‎‎ عن الجمهورية‎‎ الإسلامية حيث ينبغي‎ توخي‎ الانتباه‎‎‎ والحذر أمام‎ هذه المؤامرة الخطرة‎.

وأشار سماحة‎‎‎ آية الله الخامنئي‎‎ الى الأموال‎‎‎ التي‎ ينفقها الأعداء لإثارة الفرقة بين‎ الأمة‎‎ الإسلامية مضيفا القول‎: إننا ومنذ السنوات‎ الماضية‎ ولحد الآن‎‎ على‎ علم‎ بأن هناك‎ مؤسسة‎‎ تابعة للاستكبار, تدفع‎ تكاليف‎ طبع‎ بعض‎ الكتب‎‎ التي‎ تتضمن‎ السب والتهم‎ ضد الشيعة‎‎‎‎ والسنة. اليست‎ هذه الحقيقية الخطرة‎‎ منذره؟

واعتبر قائد الثورة‎‎ الإسلامية طبع‎ الكتب‎ التي‎‎ تحتوي‎ على التهم‎‎ والذم ضد أبناء الشيعة‎‎‎‎ والسنة بمثابة مساعدة وخدمة‎‎ الأهداف‎ الصهيوأميركية مؤكدا : ليعلم‎ الجميع‎‎ أن‎‎ طبع مثل‎ هذه‎ الكتب‎ لن يدفع‎ الشيعة‎‎‎ نحو عقائد السنة كما أنه لن‎ يجذب‎‎ قلوب أهل‎ السنة‎‎ نحو عقائد الشيعة.

وأكد الإمام الخامنئي‎‎ على ضرورة‎ التمسك‎ بولاية‎‎ الإمام‎ علي‎‎ بن‎ أبي طالب‎ عليه السلام‎‎ مضيفا: أنه‎ لا قيود أمام نشر الكتب‎ التي‎‎ تحتوي‎ على الأدلة‎‎‎ المتينة والمنطقية ـ كما قام‎ بنشرها العلماء الشيعه‎ طوال‎ التاريخ‎ وكذلك‎ في‎ المستقبل‎ ـ لكنه‎ إذا زعم‎ أحد بأنه‎‎ يتمكن‎‎‎ من الدفاع عن الشيعه بتوجيه‎‎‎ التهم‎‎‎ والذم للسنة فعليه أن‎ يعلم أن‎‎‎ عمله‎‎‎ هذا, لن يسفر عن آية نتيجة سوى‎ تأجيج‎ نار العداء وأن‎ هذه‎‎ المبادرة لا تعتبر دفاعا عن‎ الولاية‎ بل‎ على‎ العكس‎ فإنها دفاع عن‎ اميركا والصهاينة‎.

وأشار سماحته‎ الى‎ محاولات‎ الأجانب‎ الرامية‎‎ الى‎ إرغام‎ قادة بعض‎ الدول‎ العربية‎‎‎ على‎ الوقوف‎ بوجه الحقوق‎ النووية والمطالب‎‎ الأخرى‎ للشعب الايراني‎ قائلا: إنَّ‎ هذا هو غاية‎‎ ما يمكن‎‎ للعدو أن يفعله كما أن‎‎ لدى‎ تلك‎ الدول‎ ملاحظات‎ حيث لن تخضع‎ تماما لمطالب‎ أمريكا والصهاينة‎ فيما يتعلق‎ بمواجهه‎ ايران‎.

وختم‎‎ القائد المعظم بالقول: على‎ كل‎‎ حال فإذا كان‎ الشعب‎‎ الايراني‎ والشعوب المسلمة‎‎‎ الأخرى‎ متحلية بأقصى‎ درجات‎ اليقظة والوعي‎ فإن‎‎‎‎ الاستكبار لن يتمكن من تحقيق‎ أهدافه‎‎‎‎ العدوانية الهادفة الى‎ إضعاف‎ الأمة الإسلامية‎‎ أيا كانت‎ مؤامراته.

وفي‎ مستهل‎ هذا اللقاء قام‎ أحد مداحي‎ أهل‎ بيت‎ العصمة‎‎‎ والطهارة بقراءة أشعار في‎‎ مناقب‎ الإمام‎‎ علي (عليه‎ السلام) وواقعة‎‎ الغدير المباركة.