القائد: ايجاد مجتمع إسلامي هي الرسالة التي استلهمها شعبنا من واقعة الغدير
2007-12-30
18 ذي الحجة 1428هـ
طهران ـ استعرض قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي مختلف أبعاد عيد الغدير الأغر معتبرا أن السعي والنشاطات الدؤوبة من أجل بناء المجتمع الاسلامي الذي كان ينشده أمير المؤمنين عليه السلام هو ما يتطلع اليه الشعب الايراني والدرس الكبير الذي استلهمه من واقعة الغدير.
وأضاف القائد الخامنئي لدى استقباله يوم السبت 18 من ذي الحجة حشداً غفيراً من أبناء الشعب أن على العالم الاسلامي ومن خلال تأسيه بأمير المؤمنين, أن يجعل تجنب التفرقة وتعزيز الاتحاد والانسجام الاسلامي في مقدمة أهدافه.
وهنأ سماحة القائد المعظم جميع المسلمين والمؤمنين وأحرار العالم لا سيما الشعب الايراني بمناسبة عيد الغدير الأغر معتبراً أن البعد العقائدي للغدير يتمثل في تعيين خط الامامة باعتباره منحى وتوجه الحكومة الإسلامية منوها بالقول : إنَّ تنصيب الإمام من قبل الرسول الأكرم وفي الحقيقة من قبل الله تعالى مؤشر على أن معنى ومفهوم الحكومة من منظار الاسلام هي الإمامة وأن الحكومة لا تعني إدارة شؤون الحياة اليومية للناس فقط.
واعتبر القائد الخامنئي أن معنى ومفهوم الإمامة يتمثل في إدارة الشؤون الدنيوية والأخروية للشعوب, وترشيد البشرية نحو الكمال وأضاف : إنَّ هذا الأمر يشكل الفرق الأساسي والجوهري بين الحكومة الإسلامية والحكومات الأخرى والشيعة أيضا في ضوء هذا النبراس المنير والمنطق الشفاف لواقعة الغدير تمكن من الرشد وإثبات أحقية علي مر التاريخ.
ورأى القائد أن البعد الآخر لواقعة الغدير يتمثل في الاهتمام الجاد بالقيم المعنوية والشخصية الفريدة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأضاف : كان يجب تنصيب شخص ما في منصب الإمامة في واقعة الغدير يتحلى بجميع الفضائل لكي ينهل منه التاريخ الإسلامي أجمع والمحاسبات الالهية التي تفوق إدراك البشرية كشفت بأن هذه الفضائل اللامتناهية قد جمعت في أمير المؤمنين فقط ولهذا السبب فإن أمير المؤمنين هو شمس سماء الإمامة وسائر أئمة الهدى هم نجوم هذه السماء المشرقة.
واعتبر آية الله الخامنئي أن أهميه التأسي بالمجتمع الاسلامي الذي كان ينشده أمير المؤمنين هو البعد الثالث والدرس الأهم الذي اقتبسه الشعب الايراني من واقعة الغدير وقال : يجب أن نضع عناصر وخصائص حكومة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام نصب أعيننا وبذل الجهود الدؤوبة لترجمة تطلع مجتمع علوي حقيقي.
واعتبر العدالة, الإخلاص, التوحيد, العمل في سبيل الله, الاشفاق, المحبة حيال أبناء المجتمع والبشرية, الجدية والحزم أمام الانحراف عن الصراط المستقيم بأنها من مؤشرات حكومة أمير المؤمنين وقال : إنَّ الأبعاد العقائدية لواقعه الغدير ومناقبها مهمة جداً لنا ولكن السبب الرئيسي لإحياء ذكرى الغدير هو التأسي بالمجتمع العلوي والتخطيط لترجمه آمال وتطلعات الشعب أي وضعه في المستوى الذي كان ينشده أمير المؤمنين.
ورأى القائد المعظم أن الدرس الآخر لواقعة الغدير هو الاهتمام بضرورة وحدة وانسجام المسلمين منوها بالقول : إنَّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام هو منصوب النبي الخاتم ولكنه حين رأى بأن المطالبة بهذا الحق قد يؤدي الى الاضرار بالإسلام والتفرقة, ليس فقط لم يطالب به بل إنه تعاون مع الذين لم يكن لهم أي حق فيه وكانوا يحكمون المجتمع الاسلامي, لأن الإسلام كان بحاجة الى الوحدة ولهذا السبب قدم أمير المؤمنين هذه التضحية.
وفي هذا الإطار قال آية الله الخامنئي إنَّ الشعب الايراني اليوم يحظى بأقوى منطق في العالم الاسلامي ألا وهو منطق الولاية والإمامة, لكنه ومن أجل إثبات نفسه لا يبحث عن نفي الآخرين وتأسيا بأمير المؤمنين يحمل راية دعوة كافة أتباع المذاهب الإسلامية الى الوحدة والانسجام الإسلامي.
وأشار قائد الثورة الإسلامية الى أهمية التحلي باليقظة في مواجهة النشاطات المعقدة لأعداء الأمة الإسلامية الرامية الى حقن فيروس التفرقة والخلافات وأضاف : إنَّ الدرس العظيم للغدير هو التصدي للخلافات والتفرقة ومن أجل تحقيق هذا الأمر المهم على أتباع المذاهب الإسلامية تجنب التعرض الى مقدسات الآخرين والإسائة اليها وتأجيج المسائل الحساسة, وكما قلنا في ختام نداء الحج علينا احباط مؤامرات ومخططات الاستكبار الرامية الى بث التفرقة المذهبية والصراع بين الشيعة والسنة من خلال التحلي باليقظة والوحدة.
ورأى القائد أن سر انتصار ايران الإسلامية أمام المستكبرين يتمثل في يقظتها أمام مكائد الأعداء وتابع قائلا: إنَّ شعبنا وبفضل إيمانه وتوكله وإحساسه بالمسؤولية حيال الحضور في جميع الساحات واليقظة التامة أمام الأعداء انتصر في جميع المواجهات التي كانت لديه مع الاستكبار خلال العقود الثلاثة الماضية سبيل استمرار هذه الموفقية يمثل في عدم الغفلة عن العدو وتسجيل حضوره في الساحات المختلفة.
وأشار القائد الى الانتخابات التشريعية المقبلة المقرره في 24 اسفند (14اذار مارس) وأضاف: بفضل الله تعالى سنقدم النصح والتوجيهات في هذا الاطار والمهم هو أن يعتبر الشعب الانتخابات بأنها اختبار الهي واحدى مجالات إثبات فاعليته وأن يكون متيقظاً لأن الغفلة عن العدو في هذا المجال سيكون لها تبعات.
وفي ختام كلمته سأل القائد الخامنئي الباري تعالى بأن يمن على الشعب الايراني بنعمة التقرب الى تحقيق التطلعات الإسلامية بفضل هذا اليوم العزيز.
تعليقات الزوار