القائد: ظروف البلاد ليست استثنائية

2008-01-08

27 ذي الحجة 1428هـ

أكد قائد الثورة الاسلامية أن الظروف الحالية كانت حساسة دوما بعد انتصار الثورة الاسلامية إلا أنها لا تعني وجود مخاطر وظروف متأزمة.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أن قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي أشار في كلمة القاها صباح يوم الأحد ـ 26 ذي الحجة ـ أمام مسؤولي محافظة يزد الى تجاوز البلاد للمرحلة الحساسة, مضيفا: بالطبع فإن حساسية الظروف ومؤشراتها كانت موجودة دوما بعد انتصار الثورة الاسلامية ولكنها لا تعني وجود مخاطر وظروف متأزمة.

وشدد سماحته على ضرورة تقدير المسؤولين على مختلف المستويات لفرصة اسداء الخدمات الى الشعب, معتبرا أن أهم انجاز للثورة الاسلامية هو تخليص البلاد من التركة الثقيلة والتاريخية للاستبداد والتبعية, مضيفا : إنَّ الروح المعنوية للإمام الخميني (قدس) التي استطاعت أن تنقذ الشعب وبعد عدة قرون من الجمود والوهن من نير الاستبداد والتبعية وتحولها الى أكثر شعوب العالم حيوية, ما زالت جارية بقوة في كيان الشعب.

وأوضح سماحته أنه لهذا السبب فإن ظروف البلاد كانت حساسة على الدوام بعد انتصار الثورة الاسلامية, ومن مؤشراتها شن الحرب المفروضة على الشعب الايراني وتدبير مختلف المؤامرات ومن بينها وضع خطة عشرية بعد وفاة الإمام الراحل (قدس).

وشرح قائد الثورة الاسلامية بعض تفاصيل خطة العدو العشرية قائلا : إنَّ العدو كان يتصور أنه بعد رحيل الامام الخميني (قدس) باعتباره أحد الركائز الرئيسية لحفظ النظام, يتمكن من خلال خطة دقيقة زعزعة الأسس الثقافية والعقائدية للعشب, وتمهيد الأرضية لإعادة الاستبداد والتبعية مجددا من خلال تغيير معتقدات الشعب تجاه الثورة الاسلامية.

وأشار سماحة آية الله العظمى الخامنئي الى أن المحاور الرئيسية لخطة العدو العشرية بعد وفاة الإمام الخميني (قدس) هي الغزو الثقافي الواسع, والهجوم السياسي من الداخل والخارج وتضخيم دور بعض الأفراد المعادين للثورة وإيلاء اهتمام بالمشاركة السياسية لبعض الأشخاص غير المعتقدين بالنظام الاسلامي, مضيفا : إنَّ العدو كان يتصور أنه بعد تنفيذ هذه المحاور في غضون عشر سنوات, أن بإمكانه من خلال اشعال شرارة من تحريض فئات من الشعب ضد النظام, وإنَّ أحداث تموز 1999 تأتي في هذا الاطار.

وأكد قائد الثورة الاسلامية أن العدو حاول استدراج بعض العناصر الفكرية النشطة وعدد من الذين تولوا سابقا المسؤولية لكنه فشل في مخططه التآمري بفضل صلابة الثورة الاسلامية ويقظة الشعب والمسؤولين.

وأشار سماحته الى أنه بالرغم من هذه المؤامرات فإن مشاعر الشعب وحرصهم على النظام باتت أكثر حماسا ورسوخا بالرغم من مرور 28 عاما على انتصار الثورة الاسلامية.

وأضاف آية الله العظمى الخامنئي : أن العدو سيفشل كذلك في محاولاته لتغيير معتقدات الشعب تجاه الثورة الاسلامية.

واعتبر سماحته أن أحد المؤشرات على حساسية ظروف البلاد هي ايجاد العدو للذرائع ومعارضته وسلوكه المزودج إزاء حصول الشعب الايراني على الطاقة النووية, مضيفا في الظروف الراهنة فإن أهم مسؤولية هي التعرف على الأخطار الرئيسية, وفي الوقت الحاضر فإن أهم تهديد يزعزع العزيمة والإرادة, هو التغافل والوقوع في فخ العولمة.

وتابع قائد الثورة الاسلامية قائلا : يجب دوما مراقبة خطر عودة الاستبداد والهيمنة الأجنبية, وربما يجب أن يراقب الشعب الايراني لعدة عقود أخر من أجل تحويل تيار سيادة الشعب الدينية المناهضة للاستبداد والهيمنة الى ثقافة راسخة وخالدة في أذهان الشعب.

وأكد آية الله العظمى الخامنئي أهمية انتخابات الدورة الثامنة لمجلس الشورى الاسلامي والثقافة الانتخابية والمرشحين, مضيفا: إنَّ حساسية القيادة تنطلق من خشية أن يدخل المجلس أفراد ذوي توجه بقبول التبعية والشعور بالضعف في مقابل القوى والانفعال أمام الحملات الغوغائية الدولية.