تحدث الأستاذ الجامعي ورئيس مركز أبحاث العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية، الدكتور صادق آيينه وند، حول أبعاد ودوافع النهضة الإصلاحية التي قام بها وقادها سبط الرسول الأكرم (ص) الإمام الحسين (ع).

وقال الدكتور آيينه وند: إن بعض المؤرخين ينظر إلى حادثة عاشوراء ضمن الأجواء التي ترافقت مع انتقال الحكم وتوريث السلطة التي أحدثها معاوية لابنه يزيد حيث إن عملية انتقال السلطة وتوريثها كانت تبدو قضية عادية في ظاهرها إلا أنها كانت عملية مقعدة.

وأضاف: إن اتساع رقعة الفتوحات الإسلامية التي امتدت شرقا وغربا كانت سببا في ضعف الإدارة السياسية للأمصار الإسلامية وكذلك فان تدفق الأموال والغنائم الهائلة على عاصمة الخلافة جعلها مركزا استهلاكيا بالدرجة الأولى دون أن تشكل مركزا اقتصاديا ما عرض المجتمع الإسلامي للمخاطر.

وأوضح، انه في مثل هذه الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية نجح معاوية في التسلق إلى سدة الحكم حيث عمل على تغيير الكثير من المفاهيم والقيم الأصيلة التي أسس لها الإسلام على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية خدمة لأهداف تعطشه للسلطة وإبقائها حكرا على أسرته وأبنائه ما دعا الإمام الحسين إلى القيام بحركة إصلاحية وتغييريه واسعة في عام 60 هـ .

وأعاد آيينه وند إلى الأذهان أن الظروف هي التي تصنع الأبطال في التاريخ وليس القوى الذاتية فقط حتى ولو كانت فائقة لافتا إلى أن صدر الإسلام بعد وفاة الرسول (ص) سادته أفكار ورؤى أولها سنة الخليفتين الأول والثاني وظهرت فيما بعد طريقة ابن الزبير والخوارج الذين استحقوا لقب حمقى الزمن في ذلك العهد، كالدواعش في عصرنا هذا، بالإضافة إلى ظهور الفكر النفعي المادي على يد معاوية وبطانته فيما بعد.

وأشار إلى أن معاوية يعتبر الأول الذي استخدم اصطلاح الفتنة للقضاء على أعداءه حيث حكم على مناوئيه بحد السيف بإلصاق هذه التهمة واعتمد الفكر الانتهازي والنفعي الذي يصطلح عليه حاليا بالميكافيلي من اجل توسيع رقعة إمبراطوريته.

وأضاف: في ظل هذه الظروف خطط الإمام الحسين (ع) للقيام بثورته فور موت معاوية وتولي ابنه يزيد الحكم.

وأضاف: إن الإمام الحسين (ع) رأى انه لابد من القيام بدور جسيم وضرورة تقويم الاعوجاج الذي طال شؤون الحكم والمجتمع الإسلامي وانه لابد من القيام بحركة إصلاحية واسعة تبين الحدود والقيم الإسلامية العليا والأطر التي ينبغي للحكام المسلمين التحرك في ضوئها لممارسة شؤون الحكم والرئاسة وكذلك ترسم للمجتمع الإسلامي صورة ونموذجا رائدا في كيفية التصدي لمن تسول له نفسه التحكم برقاب المسلمين وأموالهم وأعراضهم عبر استغلال العنصر الأسري والقبلي وعوامل الثروة والبطش والنفوذ والقوة التي حاربها الإسلام وتعيد سنة جده الرسول الأكرم (ص) إلى ارض الواقع بعد انكماشها وإزاحتها عن مسرح الحياة بسبب المؤامرات التي دبرت من اجل دفع أسرة بني أمية وآل أبي سفيان لتسلم الحكم وجعله موروثا ينتقل في داخلها دون التمسك بخصوصيات الحاكم المسلم المحدد وفق القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .