منهج الإمام الخميني (قدس)

2007-08-21

سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله)

إن الحركة التي ابتدأها الإمام الخميني ومنذ عشرين سنة انتهت إلى تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية حيث جعل فيه الإسلام أساس الحياة، وبتوفيق وعون من الله تعالى انتهى الأمر بالعزة للإسلام والمسلمين.  

1ـ معرفة النهج

أ ـ وجوب معرفة العناصر الحقيقية (الأصلية) لحركة الإمام (قدس)

نحن من المؤكد نتبع خط الإمام الخميني (قدس)، وواجبنا الأساس هو معرفة العناصر الأصلية التي كانت تشكل حركة ومسير الإمام الخميني (قدس).

هذا المسير الذي ابتدأه الإمام منذ عشرين سنة والذي انتهى بتأسيس نظام الجمهورية الإسلامية والذي جعل فيه الإمام الإسلام أساس الحياة، وبتوفيق وعون من الله تعالى انتهى الأمر بالعزة للإسلام والمسلمين. فهذا الطريق والمسير طويل وعصيب، وانتهاج هذا الطريق له شروط معينة ولأن الإمام الخميني كان يملك هذه الشروط استطاع قطع هذا النهج.

ونحن وبصدق نريد انتهاج هذا الطريق، وأولاً يجب أن نرى هل استطعنا تحقيق هذه الشروط في أنفسنا أم لا؟ هذا أمر مهم جداً. ومن المؤكد أن الإمام الراحل (قدس) كان يسير ويعمل بروحية كما الأنبياء والمعصومين (ع) وهدفه كان على أساس هدف هؤلاء الأنبياء والمعصومين (ع) الذين كانوا يأخذون عدة شروط وعوامل لطي هذا الطريق العصيب.

{قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين}.

أولاً الصبر والثبات، وثانياً الاستعانة بالله والاعتماد عليه. فهذان العاملان مهمان ولولاهما لا يمكن طي الطريق وانتهاجه.  

ب ـ وجوب الاقتداء بأهداف الإمام الخميني

عندما نشأت الجمهورية الإسلامية لم يكن أحد يتصور أن هذا النظام الإسلامي يستطيع أن ينتصر على أعداءه الحاقدين والمقتدرين، فنحن يجب أن نسير قدماً في هذا الطريق، والشيء الذي يجب أن نقدي به في الإمام هو الأهداف والسير نحوها، فلقد اختار الإمام الخميني (قدس) لهذه الثورة الإسلامية والنظام الإسلامي أفضل وأسمى الأهداف وهتف بها وثبتها من خلال منهجه القويم وأوضح كيفية الحركة والعمل من أجل تحقيقها.  

2ـ المنهج الذي رسمه الإمام الخميني (قدس)

إن المنهج الذي رسمه الإمام الخميني وانتهجه الشعب الإيراني خلال 10 سنوات هو:

1ـ منهج عظمة الإسلام والمسلمين ومنهج الدفاع عن المحرومين والمستضعفين في العالم.

2ـ هذا المنهج والطريق الذي جعل من الشعب الإيراني أكثر الشعوب حيوية وافتخاراً واستقلالاً ونشاطاً، بعد أن كان يتصف بالتبعية والتأخر.

3ـ منهج أيقظ في قلوب الناس المحبة والإيمان والعشق للإسلام حتى اندفع يقدم التضحيات تلو الأخرى.

4ـ هو منهج وخط يعبر عن حياة ووجود وهوية ثورتنا الإسلامية، فهذا الطريق والنهج سوف يستمر بنفس الثبات والقدرة والمعنويات التي علمنا إياها الإمام الخميني (قدس) وجعلنا نتمسك بها عملياً؛ فنحن مستعدون للتضحية والسعي المستمر للمحافظة على نهج الإمام الخميني (قدس) فأرواحنا ودماؤنا فداء لهذا النهج العظيم، ولاشك في أن سعادتنا تكمن في الذود عن هذا الطريق.  

3ـ الأهداف السامية التي بيّنها الإمام الخميني (قدس)

إن الأهداف السامية التي بيّنها الإمام الخميني (قدس) كانت عبارة عن:

1ـ مقارعة الاستكبار العالمي.

2ـ المحافظة والإصرار على الاعتدال في نهج "لا شرقية ولا غربية".

3ـ الثبات في طريق الاستقلال الوطني.

4ـ الاكتفاء الذاتي بالمعنى الحقيقي.

5ـ الإصرار الأكيد والمستمر على الأصول الدينية والشرع الإسلامي.

6ـ تحقيق الوحدة والتكاتف.

7ـ الاهتمام بالشعوب المسلمة المظلومة.

8ـ تحقيق العزة للإسلام والشعوب الإسلامية.

9ـ عدم الخوف من القوى العالمية.

10ـ تطبيق القسط والعدل في المجتمع الإسلامي.

11ـ الدفاع عن الإسلام. ونحن كلنا شهود على أن الإمام مضى قدماً وبكل ثقة على هذا النهج، لذا يجب علينا السير على خط الإمام وننهج عمله الصالح.  

4ـ ميزات خط ونهج الإمام الخميني (قدس)

سوف أتطرق بصورة مختصرة إلى المميزات التي نسميها بالنهج (وتوجه الإمام الخميني)؛ هذا الخط يعتبر سمة وحركة نظام الجمهورية الإسلامية طوال السنين العشرة من حياة الإمام الخميني (قدس):

أولاً: الثبات أمام نفوذ القوى الخارجية وعدم الخضوع والتصالح معها.

ثانياً: الاهتمام بالعبادة والعمل الفردي ومواجهة سلطة الشيطان الرجيم ووسوسته.

إن الإمام الخميني (قدس) لم يكن يفصل بين هذين الأمرين المهمين اللذين يعتبران ميدانين للجهاد والمبارزة، فكان يواجه الشيطان الأكبر في المجال السياسي والاجتماعي، وكان أيضاً يجاهد\ النفس الأمارة في ميدان النفس الإنسانية وحقيقة وجود الإنسان، أي كان يصر على العبادة والتعبد في العمل الإنساني والفردي والخاص.

ثالثاً: الاهتمام بقدرة الشعوب واعتبارها الأساس. كان الإمام الخميني (قدس) يخاطب الشعوب وكان يعتقد أن التغيرات العظيمة إذا كانت على يد الشعوب لا يمكن أن تفشل والشعوب تستطيع أن توجد تغييراً في العالم وتؤثر على ما حولها.

رابعاً: الإصرار على وحدة المسلمين ومبارزة التفرقة التي يزرعها الاستكبار.

خامساً: السعي من أجل إيجاد علاقات صداقة سليمة مع الدول إلا ما يستثنى منها المنطق استناداً إلى أدلة واضحة. إن الإمام الخميني (قدس) علمنا بأن الجمهورية الإسلامية تستطيع ويجب أن تتمتع بعلاقات سليمة مع الدول الأخرى. وطبعاً لا يمكن إيجاد علاقة مع أمريكا، لأنها دول مستكبرة ومعادية وظالمة وهي في حالة مواجهة مع الجمهورية الإسلامية، وكذلك لا يمكن إيجاد علاقة مع الكيان الصهيوني والنظام العنصري في جنوب أفريقيا.

أما بقية الدول فالجمهورية الإسلامية تقيم معها علاقات سليمة حسب ما تتطلب مصالحها في ذلك.

سادساً: الإصرار على التخلص من التحجر ودحره والدقة في الفهم والعمل الإسلامي والالتزام بالإسلام الأصيل.

إن عقيدة الإمام وكذلك عمله يرفضان التحجر، والتحلل يعني ترك كل القيود والموازين في فهم الدين الإسلامي.

سابعاً: اعتبار انقاذ المحرومين والمستضعفين وضمان العدالة الاجتماعية المحور والأساس في العمل، حيث في منطق إدارة الإمام للدولة كان دائماً يعتبر المحرومين والمستضعفين محوراً في القرارات والنشاطات الاقتصادية وغيرها يجب أن تتمحور حول تجاه المحرومين والمستضعفين.

ثامناً: اهتمام خاص بمواجهة ومبارزة الكيان الصهيوني الغاصب. فكان موضوع مواجهة إسرائيل يحتل مكانة خاصة في منطق ونهج الإمام الخميني (قدس)، وبعقيدة الإمام (قدس) أن مواجهة ومحاربة الكيان الصهيوني من الأمور التي لا يمكن للشعوب الإسلامية أن تغض النظر عنها. ولهذا إن إمامنا الراحل استطاع وقبل عدة سنين من انتصار الثورة الإسلامية أن يميز ويعرف الخطة المخربة والدنيئة للكيان الصهيوني.

تاسعاً: حفظ الوحدة الوطنية وتحقيق الوحدة بين أفراد الشعب الإيراني والمضي في مواجهة ومبارزة أي شعار يحاول أن يزرع التفرقة بين الشعب.

عاشراً: المحافظة على شعبية الحكومة والمحافظة على الترابط بين الشعب والحكومة. فكان الإمام دائماً يوصي كلا من المسؤولين بأن لا يغفلوا عن الشعب وأن يكونوا معهم وأن يكون لهم صفة الشعب وأن يفكروا به، وأيضاً كان يوصي الشعب بأن يحاربوا من يحاول أن يضعف مؤسسات الدولة.

الحادي عشر: الإصرار على بناء الدولة وإصلاحها لتكون الجمهورية الإسلامية نموذجاً عملياً للعالم أجمع. ولقد أعار الإمام الخميني (قدس) هذا الموضوع أهمية كبيرة في أواخر عهده الشريف، حيث كان يصر ويؤكد على ضرورة إصلاح هذا البلد من الناحية الاقتصادية والأعمال الاعمارية ومن ناحية ضمان الدخل المناسب للبلد والشعب حتى نستطيع أن نجعل من الإصلاح والبناء الإسلامي نموذجاً للعالم أجمع.

وبرأي ان ما طرحناه يعتبر أهم الخطوط الأصلية والأسس التي تبني عقيدة الإمام وسلوكه العملي وإدارته.