قبس من حياة الإمام الخميني(قدس سره الشريف) الشخصية
2007-08-22
هذا بعض ما ورد على لسان أقربائه وأصدقائه و... من ذكرياته
برنامج الزيارة على مدى 14 عاماً
حجة الإسلام والمسلمين السيد مجتبى الرودباري
كان برنامج الإمام طوال مدة إقامته في النجف الأشرف أن يخرج من القسم الداخلي في منزله إلى غرفة الاستقبال بعد ساعتين ونصف من غروب الشمس وأصبح موعد خروجه في الأعوام الأخيرة ساعتين بعد الغروب، فيستقبل الطلبة وعموم الناس، ثم يذهب في الساعة الثالثة بعد الغروب لزيارة الحرم العلوي المطهر، فيقرأ زيارة "أمين الله" واقفا وزيارة الجامعة الكبيرة عن جلوس ثم يؤدي صلاة الزيارة ويرجع إلى المنزل. وبقى ملتزماً بهذا البرنامج كل ليلة طوال الأربعة عشر عاماً التي قضاها في النجف، باستثناء ليالي السبت من فصل الصيف، فلم يكن يذهب فيها للزيارة لأنهم كانوا يغسلون أروقة الحرم فيها.
*****
برنامج منظم وثابت في الزيارة
آية الله الشيخ القديري
كان مما يجذب انتباهي وأنا أشاهد بعض العبادات التي كان يؤديها الإمام مداومته ودقته في أداء العبادات وفق ما ورد في الشريعة دون زيادة ولا نقصان. وكان يتشرف بزيارة حرم أمير المؤمنين (عليه السلام) في الساعة نفسها من كل ليلة تقريباً، وكان يذهب إلى كربلاء لزيارة سيد الشهداء(عليه السلام) في أوقات زيارته، وكان هذا برنامجاً منظماً وثابتاً.
*****
برنامج منظم وثابت وطوعي
حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الأنصاري الكرماني
يمكن للإنسان أن ينظم حياته على ضوء ساعات أعمال الإمام، وقد أدرك أهل بيته أن حياته تسير بصورة مبرمجة طوعياً ولذلك نظموا ما ينبغي لهم فعله على أساسها، فهم يعلمون موعد نومه وموعد استيقاظه وموعد تناوله الشاي وموعد لقاءاته بالآخرين. ومعروف أن الطلبة في النجف كانوا يضبطون ساعاتهم على ضوء برنامجه فهم كانوا يعرفون دقته في الذهاب للحرم أو المجيء للدرس في الوقت المحدد.
*****
وقت محدد للوضوء أيضاً
السيدة مرضية الحديديجي
من القضايا المهمة في حياة الإمام، الالتزام ببرنامج منظم يشمل كل أعماله، من مطالعة الصحف وإجراء اللقاءات وقراءة الرسائل وحتى موعد تجديد الوضوء فله وقت معلوم لا يمكن أن تذهب إليه في غيره فتراه قد ذهب للوضوء! أتذكر أنني كنت يوماً منشغلة مع الإخوة في كتابة محتويات الأشرطة الصوتية في مبنى لمنزل الإمام في باريس، فتذكرت فجأة أن علي أن أذهب لتنظيف وترتيب محل الوضوء في منزل الإمام - إذ أنني لم ارغب في أن يكون أي جزء غير مرتب في المنزل الذي أتولى مسؤولية تنظيفه - فقمت فوراً للقيام بذلك لان موعد تجديد الإمام للوضوء قد اقترب، فقال بعض الإخوة مستغرباً: وهل لتجديد الوضوء وقت معين؟! إلا أنني لم اعبأ بهذا القول، وذهبت ونظفت محل الوضوء، فكان أن وصل الإمام أليه في الوقت المحدد لوضوئه.
*****
بساطة عيش الإمام جذبتني إليه
البروفيسور الفرنسي مونتي
أكثر ما شدني إلى الإمام بساطة عيشه، ففي باريس كان يقيم في منزل صغير ذي غرفتين لا أكثر، واحدة لنومه والثانية لعمله ولقاءاته، ولا تشاهد في وسائل معيشته السجادات والأثاث الثمين، كما أن طعامه كان بسيطاً جداً هو مقدار قليل من اللبن والأرز، وكذلك حال الخيمة التي كان يصلي فيها فهي متواضعة وبسيطة للغاية.
*****
لم يضع حجراً على حجر
آية الله الشيخ جعفر السبحاني
البيت الذي كان يقطنه الإمام متوسط السعة مبني من الطين ولا زال موجوداً. وكان لأكثر من عشرين عاماً - ما بين عامي 1301 إلى 1324 هـ.ش (1921 - 1945 م) - يعيش في منازل مستأجره، حيث استأجر منزلاً لمدة عامين وانتقل منه بعد أن احتاجه صاحبه، فاستأجر منزلاً آخراً. أجل لم أر الإمام طوال (63) عاماً كنت في خدمته بصورة متواصلة - باستثناء أعوام نفيه حيث انقطع ارتباطي الظاهري به - يضع حجراً على حجر.
*****
ليكن السادة العلماء حوزويين في عيشهم
حجة الإسلام والمسلمين رحيميان
كتب إمام جمعة مركز إحدى المحافظات رسالة للإمام الخميني ذكر فيها أن الراتب الشهري القليل الذي يعطى لائمة الجمعة لا يكفي لأكثر من دفع ميزانية استئجار مكتب العمل أو راتب خادم المكتب، وطلب زيادة رواتبهم. فقال الإمام في الجواب: "ليكن السادة العلماء حوزويين في عيشهم".
*****
فقط السيد الخميني يعطي نصف تومان أجرة للنقل
حجةالإسلام والمسلمين الشيخ عبد العلي القرهي
قبل انتفاضة 15 خرداد (5 حزيران) ،كانت سيرة الإمام أن يرجع إلى منزله مشياً بعد انتهاء درسه في "مسجد أعظم"، فالتمسنا منه واقسمنا عليه أن يستقل سيارة الأجرة في عودته، وكانت قيمة الأجرة العادية يومها نصف تومان، فكان يستجيب أحيانا لإصرارنا لكنه كان ينزل من السيارة عند باب المستشفى ولا يدخل بها إلى زقاق منزله بل يطوي المسافة المتبقية مشياً، وكنت يوماً جالساً في سيارة أجرة لا يعرفني سائقها فسمعته يقول للركاب بأن بعض السادة العلماء يدفعون له إذا ركبوا سيارته تومانين باستثناء آية الله الخميني الذي يدفع نصف تومان فقط. وكان مبلغ التومانين كبيراً نسبياً يومذاك.
*****
أيرتكب في بيتي الإسراف؟!
السيد رحيم ميريان
دق جرس غرفة الإمام يوماً، فذهبت إليه فقال: "مصباح ساحة البيت مضاء، أطفئه". ففعلت، وبعد أيام كان هذا المصباح مضاء أيضا (في غير وقت الحاجة إليه)، فدق الإمام الجرس مرة أخرى فذهبت إليه فقال: "إذا كان صعبا عليكم إطفاء مصباح ساحة البيت فاجعلوا مفتاحه في غرفتي لأوقده مساء وأطفئه نهاراً". فقلت: كلا يا سيدي ليس صعباً، فأخذت انتبه لكي لا يكون المصباح مضاء في النهار. وفي صباح احد الأيام كان الإمام جالساً على كرسيه لاستقبال الوافدين عليه، وكان مصباحا غرفة السيد رسولي وساحة منزل الإمام من جهة منزل السيد احمد مضاءين، فأشار إلىَّ بالاقتراب فاقتربت فقال لي ـ بانفعال ـ: "أيقع في بيتي فعل الحرام؟! أيرتكب في بيتي الإسراف؟!"، فأخذت ارتعد مما اسمع فسألته عن علة قوله فأجاب: "كم مرة يجب أن أقول:أطفئوا هذه المصابيح؟! ألا تعلمون بان الإسراف حرام".
*****
اجتناب الاستهلاك غير الضروري
السيد مصطفى كفاش زاده
عندما كان الإمام يستيقظ في الأسحار لإقامة نافلة الليل، كان يطفأ المصباح الصغير الذي في غرفته فور خروجه من غرفته لتجديد الوضوء، فيوقد مصباح الساحة ويقوم بعكس ذلك عند عودته من الوضوء لكي لا يبقى مصباحان مضائين في آن واحد فيقع استهلاك غير ضروري للكهرباء.
*****
ارجعوا إنني ذاهب لوحدي
حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حسن الروحاني
ذهبنا إلى كربلاء المقدسة في زيارة الأربعين في سنة 1346 (هـ.ش، 1967 ميلادي)، وبعد انتهاء إقامة الإمام للصلاة مع مجموعة من أنصاره في حسينية المرحوم البروجردي، أراد الذهاب إلى محل إقامته القريب من حرم أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وكان الازدحام شديداً، فقررنا - أنا وبعض الأصدقاء - مرافقته لحمايته من الأخطار المحتملة بسبب شدة الازدحام ولكي لا يخرج وحده، خرجنا خلفه من الحسينية، لكننا لم نتحرك أكثر من عشر خطوات حتى شعر الإمام بمشينا خلفه فتوقف وتوجه الينا بالقول:"ارجعوا، إنني ذاهب لوحدي".
*****
الواجب أن أزوره لوحدي
آية الله الشيخ القديري
قرر يوماً أن يذهب الإمام لزيارة احد كبار علماء الحوزة، فتجمع عدد من الطلبة الذين عرفوا بالأمر قرب منزله لمرافقته في هذه الزيارة، فلما خرج ساروا معه، فالتفت إليهم ولم يقل شيئاً حتى وصل إلى منزل ذلك العالم وفتحت بابه فدخل وأغلق الباب بنفسه، وكان معنى هذا الفعل هو: "ليذهب السادة فالواجب أن أزوره لوحدي". فتفرق السادة جميعاً وقد تعلموا من الإمام درساً في الأخلاق.
*****
لا نظير لجبته في نظافتها
السيد رحيم ميريان
كان الإمام يكثر الاستحمام واستبدال ملابسه وتنظيفها، وكان يبقى سنين طويلة لا يمتلك سوى جبة واحدة يرتديها حتى يقول الجميع: إلى متى يبقى السيد يرتدي هذه الجبة؟! ولكن هذه الجبة كانت دائماً نظيفة إلى درجة لا تجد معها جبة مثلها في نظافتها في قم كلها.
*****
يستعين بزوجته لقص شعره
السيدة زهراء الاشرافي
كان الإمام يستحم مرتين في الأسبوع صباح الجمعة والثلاثاء ويقص شعر لحيته ووجهه بنفسه بعد أن يضع على صدره قطعة قماش يشدها بخيط في عنقه،ويستعين بزوجته لقص شعر رأسه في أكثر الأحيان، أو بنا إذا كنا حاضرين عنده، ثم يذهب للحمام بعد ذلك.
*****
يرتدي ملابس بيضاء دائماً
السيدة فريدة المصطفوي
كان الإمام حساساً تجاه النظافة كان من الضروري أن يستحم مرتين في الأسبوع (الجمعة والثلاثاء) ، ويستبدل ملابسه التي تكون بيضاء دائماً.
*****
شديد الحب للأطفال
السيدة صديقة المصطفوي
كان الإمام شديد الحب وبصورة استثنائية للأطفال، كما كان حساساً تجاه مختلف القضايا، فمثلاً إذا ارتدينا سروالاً ولاحظ انه طويل اعترض علينا وحذرنا من السقوط على الأرض نتيجة التعثر به، كما كان حريصاً على أن نلبس الجوارب، كان حساساً للغاية.
*****
كفى لا تحدثني بأكثر من هذا
السيد رحيم ميريان
زرت الإمام بعد فاجعة مكة الدامية، وبعد أن سلمت قال لي:"هل شهدت واقعة مكة؟"، قلت: نعم فطلب أن أحدثه بما جرى، فأخذت أحدثه حتى وصلت إلى الحديث عن حادثة هي أن عدداً من النساء والرجال الطاعنين في السن كانوا في سيارة تحمل مكبرة صوت وهم يهتفون بالشعارات الإسلامية، فهاجمهم أفراد الشرطة السعودية واخذوا يجرونهم الواحد تلو الآخر ويضربون رؤوسهم بهراوات قوية فيسقطون على الأرض جرحى وقد استشهد بعضهم فوراً. ولما رويت له هذه الحادثة قال لي:"كفى لا تحدثني بأكثر من هذا".
*****
لم يتغير برنامجه المعتاد في يوم اعتقال ولده
حجة الإسلام والمسلمين السيد حميد الروحاني
بتاريخ 21/3/1348 هـ.ش (11/7/1969 ميلادي)، زار رئيس منظمة الأمن وقائم مقام النجف الإمام واخبراه أنهما مكلفان من قبل مجلس قيادة الثورة العراقي بإرسال السيد مصطفى معتقلاً إلى بغداد وكان اتهامه هو قيامه بزيارة المرحوم السيد الحكيم ممثلاً للإمام (بهدف مواساته بعد التعرض لولده السيد مهدي الحكيم بعد عودة السيد الحكيم من بغداد)، ثم طلبا من الإمام أن يأذن لهما بتنفيذ هذه المهمة، فأجابهما قائلا:"إذا كان إرسال مصطفى إلى بغداد مشروطاً بان اسمح بذلك، فإنني لن اسمح بذلك أبداً، أما إذا كنتم مكلفون باعتقاله وإرساله فانتم اعرف بواجبكم"!
وفي الساعة الثامنة صباحاً أرسل السيد مصطفى مخفوراً إلى بغداد ومعه عدد من مسؤولي الأمن العراقي، ورغم ذلك، فان الإمام حضر في اليوم نفسه إلى المسجد وطبق برنامجه اليومي، المعتاد لإلقاء درسه وشرع في بيان المباحث العلمية والفقهية الدقيقة بكل سكينة وطمأنينة في حين كان القلق والحزن لاعتقال السيد مصطفى قد سيطر على الحاضرين، كما تابع القيام بسائر فقرات برنامجه اليومي مثل إقامة صلاة الجماعة واللقاءات دون أدنى تغيير.
*****
أنا روح الله الخميني
حجة الإسلام والمسلمين عبد العلي الفرهي
في يوم (15) خرداد مساء وبالتحديد قبيل أذان الفجر وصل جلاوزة الشاه إلى منزل الإمام لاعتقاله، فضربوا خادمه في ساحة المنزل، وعندما عرف الإمام بذلك صاح بهم: "ما هذه الأعمال الوحشية؟ أنا روح الله الخميني، فلماذا تتعرضون للآخرين؟ لماذا ترتكبون هذه الأعمال الوحشية".
*****
لماذا تضربون هؤلاء؟
حجة الإسلام والمسلمين عبد العلي الفرهي
كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل عندما تسلق أفراد القوات الخاصة جدار المنزل - وقد بقيت أثار سواد أحذيتهم العسكرية عليه إلى فترة قريبة -، دخلوا المنزل واخذوا يصرخون ويضربوننا وهم يطلبون أن نفتح باب غرفة الإمام، فقلنا: وما علاقتنا بذلك إن المفتاح عنده فلماذا تؤذوننا. ثم كسروا قفل الباب، وفي غضون ذلك خرج السيد من الباب الخلفية لساحة المنزل إلى الزقاق وهو يحمل عباءته فأحاط به الضباط والشرطة والقوات الخاصة فصاح بهم:"ما هذه الوحشية، لماذا تؤذون الناس؟ إذا كنت أنا مطلوبكم فلماذا تضربون هؤلاء؟"
*****
يجيب أحياناً بصوت قوي حفظاً لوقت الآخرين
حجة الإسلام والمسلمين عبد العلي الفرهي
كان الإمام وقوراً رزينا هادئاً، إذا جلس التزم الصمت والسكون مهما طال جلوسه ما لم يكلمه احد فيجيبه: اجل كان أحياناً يجيب على أسئلة بعض الطلبة في الدرس بصوت قوي يجعلهم يكفون عن الإفراط في النقاش، ويحفظ بذلك وقت سائر الطلبة من الضياع.
*****
المفتاح هنا
الحاج عيسى الجعفري
كان الإمام يساعدنا حتى في الأعمال البسيطة، أتذكر أن السيد احمد كان عنده في الغرفة فقال له: "أعطني المفتاح الذي على الرف"، فنظر السيد احمد إلى الرف وقال: لا يوجد هنا مفتاح! فأجابه:"انظر جيداً، المفتاح على الرف"، فعاود النظر ولم يجده، فنظر له الإمام نظرته المهابة الخاصة فتراجع السيد احمد، وقام الإمام بنفسه ووجد المفتاح على الرف وقال له:"انظر،انه هنا".
*****
لا يغطي رأسه بالعباءة أو المنديل
حجة الإسلام والمسلمين السيد المحتشمي
لم نر الإمام أبداً لا في البرد ولا في الحر يفعل ما يفعله العلماء من تغطية الرأس بالعباءة، أو ما كان يفعله علماء النجف من وضع منديل كبير على العمامة وشده تحت الحنك اتقاء للبرد، وكانت تلك الحالة سيئة المظهر، وفي المقابل كان يلتزم بالإمساك بطرف عباءته وضمه إلى صدره لكي لا يحركها الهواء أثناء المشي.
*****
نشعر بروحانية خاصة عند الاستماع لكلامه
حجة الإسلام والمسلمين على الدواني
انتبهنا مرة إلى أن عدداً من الجامعيين الفرنسيين يحضرون كل ليلة للاستماع إلى خطابات الإمام، فسألناهم ـ بواسطة احد الإخوة الذي كان يجيد اللغة الفرنسية ـ: هل تعرفون اللغة الفارسية وتفهمون ما يقوله الإمام ؟ فأجابوا: نحن لا نعرف الفارسية ولا نفهم شيئاً مما يقوله الإمام! فسألناهم: لماذا تحضرون إذن كل ليلة إلى هنا وتستمعون لكلامه؟ فقالوا: إننا نشعر بحالة روحانية خاصة عندما نحضر ونستمع لكلامه!
*****
لا تفقدوا اتزانكم في ظل أي ظرف
حجة الإسلام والمسلمين الشيخ التوسلي
قبل اعتقال الإمام راجت إشاعة خروج الشاه من إيران، وكانت الأجهزة الحكومية في قم تقوي هذه الإشاعة، فسحبت الشرطة من المراكز وقطعت الكهرباء عن بعض مناطق مدينة قم، واخذ الأهالي يتبادلون التبريكات في الأزقة، واجتمع جمع حاشد في منزل الإمام وأكد احدهم صحة الخبر بصورة جازمة، وأصر الأهالي والطلبة أن يذهب الإمام إلى الحرم كتعبير عن الشكر على هذا النصر وعندما لاحظ إصرارهم قال: "لا تفقدوا اتزانكم في ظل أي ظرف حتى لو سمعتم خبراً ما". فتفرق السادة اثر ذلك وأحبطت المؤامرة التي يحيكها العدو بترويج تلك الإشاعة.
*****
قام بهيبة وسرعة قبل أن يكمل المترجم الترجمة
حجة الإسلام والمسلمين رحيميان
حلت الساعة الثامنة في صباح اليوم الذي حضر فيه وزير الخارجية السوفيتي "ادوارد شيفرنادزة" لتسليم رسالة "غورباتشوف" الجوابية، والإمام لم يدخل غرفة اللقاءات كما هي عادته في كل يوم، وبقى وزير الخارجية السوفيتي ومسؤولي وزارة الخارجية في الجمهورية الإسلامية، واقفين ينتظرون قدومه إلى الساعة الثامنة والنصف حيث دخل الإمام وتوجه فوراً ـ دون أن ينظر إلى احد ـ وجلس في مكانه المعتاد، فجلس وزير الخارجية السوفيتي على الكرسي الذي وضع له.
رئيس الجهاز الدبلوماسي للقوة الشرقية العظمى الذي كان يظهر باستمرار في المحافل الدولية والقصور الفخمة للدول الغربية القوية وهو يتحرك بخطوات واثقة وبوجه يحكي قوة حكومته كما أظهرت ذلك التقارير الخبرية المصورة مراراً، وجد نفسه هذه المرة ـ ولعله للمرة الأولى ـ يحضر لقاء رسمياً بحالة أخرى تختلف كثيراً عما اعتاده، لقد خلع حذاءه ودخل حافياً غرفة صغيرة متواضعة للغاية ووقف على بساط قديم قد تغير لونه، لذلك ظهر هو أيضا بحالة أخرى بدت عليه آثارها مثل الرعشة الخفيفة التي بدت عليه بوضوح وهو يقرأ رسالة غورباتشوف الجوابية.
لقد بدت عليه هذه الحالة المضطربة منذ اللحظة الأولى لجلوسه على الكرسي في مقابل الإمام، وقد ظهر الاضطراب واضحاً عليه في جلوسه غير المستقر ووضع رجليه، وقد بقي على هذه الحالة إلى أن انتهى من قراءة الرسالة، وطوال مدة اللقاء ظهر الجمود على جميع أجزاء بدنه وكأنه تمثال باستثناء الرعشة الخفيفة التي كانت تظهر على رأسه ويديه.
أما المترجم الذي وصفه الخبراء بأنه يتكلم اللغة الروسية بطلاقة، والذي حضر اللقاء للقيام بمهمة الترجمة، فلم يستطع ترجمة ولا جملة واحدة بدون تلكؤ وكان يسعى للتغطية على ذلك بإظهار سعال متكلف وتنقيه حنجرته.
وبعد الانتهاء من ترجمة رسالة غورباتشوف، تكلم الإمام فوراً وعلى مدى حدود دقيقة واحدة وقال ثلاث عبارات أعرب في الأولى ـ وبكل صراحة بعيداً عن المجاملات الدبلوماسية ـ عن أسفه لعدم اهتمام السيد غورباتشوف بالصورة المطلوبة بالموضوع الأساسي الذي احتوته رسالة الإمام إليه، ثم وقبل أن يكمل المترجم ترجمة العبارة الثالثة من كلامه، قام الإمام لمغادرة الغرفة بهيئة من الهيبة والسرعة في الحركة أوجدت حالة غير مألوفة لم تسمح لأحد بأن يتحرك من مكانه فضلاً عن القيام لمصافحة الإمام أو تقبيل يده.
*****
لازلت أشعر برعشة خاصة
حجة الإسلام والمسلمين مسيح البروجردي
قال خالي (السيد احمد) يوماً: لازلت إلى الآن وبعد كل هذه السنين التي عشت فيها مع الإمام اشعر برعشة خاصة في بدني، كلما ناداني لما أراه فيه من هيبة وصلابة.
*****
يتبسم إعجابا
السيد ملارد، صحفي فرنسي
س:في إحدى مقابلاتكم الصحفية مع الإمام طرحتم عليه سؤالا أضحكه،فما قصه ذلك؟
ج:اجل، لقد كانت تلك اللقطة مثيرة لانتباه الناس كثيراً، لأنه كان عادة لا ينظر إلا نادراً للذي يجري معه مقابله صحفيه، فإذا وافق على إجراء مقابلة جلس على البساط في غرفته واخذ بالإجابة على الاسئلة وهو مطرق للأرض عادة، وكان هذا حاله أيضا في المقابلة التي أجريتها معه بتاريخ (12/11/1978 ميلادي) وكان الدكتور يزدي حاضراً فيها للترجمة، وكنت اعرف انه ينوي توجيه بيان للبابا ومسيحي العالم فسألته: هل تسعون إلى أن يكون البابا حليفاً لثورتكم وما هي رسالتكم له؟ فرأيته فجأة يرفع رأسه ويتبسم قبل أن يجيب على سؤالي، ثم سألت الدكتور يزدي عن علة ابتسامة الإمام فقال: لقد أعجبه سؤالكم فأعرب عن إعجابه بهذه الابتسامة، وكانت المرة الأولى التي أراه فيها مبتسماً.
*****
حذار من ظلم السجناء
حجة الإسلام والمسلمين المحمدي الري شهري
بعد لقاء له بالإمام، سلم آية الله المنتظري السيد احمد شكوى كتبها اثنان من المعتقلين بتهمة الارتباط بقضية مهدي الهاشمي، وطلب منه تسليمها للإمام الذي بعث لي ـ بعد اطلاعه على مضمون الشكوى وكانت موجهة ضد وزارة الأمن ـ رسالة مضمونها هو: "حذار من إنزال الظلم بهؤلاء وحذار من أن يسيء موظفو وزارة الأمن التعامل مع السجناء بعيداً عن أنظار المسؤولين".
*****
لا يحق لي ذلك
السيدة زهراء المصطفوي
تعرض جنين أختي للموت في بطنها وكان عمرها يومذاك (18) عاماً وعمر جنينها (7) شهور، فاتفقت كلمة الأطباء على أن من غير الممكن إنقاذهما معاً ويجب التضحية بأحدهما لإنقاذ الآخر، وطلبوا من الإمام الموافقة على التضحية بالجنين لإنقاذ الأم، فقال معاتباً:" لا يحق لي أن أكون سبباً لموت موجود آخر لكوني أحب ابنتي، فكلاهما من عباد الله ومن الأحياء".
وكان هذا الإيمان الراسخ والإخلاص العميق في وجدان الإمام سبباً لان يتفضل الله بالنجاة على الأم وجنينها معاً.
تعليقات الزوار