شخصيات دولية تتحدث عن دور الإمام الخميني الراحل في التأثير على المعادلات العالمية

2010-06-03

في الذكرى الـ 21 لرحيله، إقامة المؤتمر الدولي الرابع للإمام الخميني (رضوان الله عليه) والسياسة الخارجية في طهران

* الإمام الخميني قاد نهضة عالمية امتازت بالشمولية وترك أثرا كبيرا على الكثير من الموازين الدولية

* من السبب في منح حق الفيتو لقلة من الدول؟ ومن هي هذه الدول ومن منحها الحق لتقرير مصير الآخرين؟

* الإمام الراحل قال بالحرف الواحد أن إسرائيل غدة سرطانية يجب أن تزول والقدس ستعود إلينا محررة

بدأت أمس في طهران أعمال المؤتمر الدولي الرابع (للإمام الخميني (رضوان الله عليه) والسياسة الخارجية) في مركز الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية بحضور مسؤولين إيرانيين وشخصيات داخلية وأجنبية وذلك لبحث موضوع المؤتمر الذي يحمل شعار (موقع العدالة في السياسة والعلاقات والنظام الدولي) هذا وقال سماحة آية الله الشيخ محي الدين حائري شيرازي، عضو مجلس خبراء القيادة في كلمة الافتتاح: أنه لا يمكن أن نقوم بتعريف العلاقات العادلة من دون أن نسعى للارتقاء بمكانة الإنسان والإنسانية في عالمنا اليوم.

وذكر أن البشرية تصبو لتحقيق الأمن والأمان ولن يتحقق ذلك إلاّ من خلال امتلاك الدول للقوة الرادعة لأي عدوان أو خطوات تحاول الإخلال بالأمن وأن امتلاك مثل هذه القوة حق للبشرية ولكن بعض القوى في عالمنا اليوم تستغل هذه النقطة لصالحها من أجل فرض سيطرتها الاستعمارية على العالم مضيفاً أن البعض يرى أن قوة الردع موجودة في الأسلحة المدمرة وهذا خطأ كبير وهو بمثابة رفع العطش بالماء المالح والعكر. وذكر عضو مجلس خبراء القيادة أن اكبر قوة يتكل عليها الإنسان هي قوة الله سبحانه وتعالى وفي حال عدم اعتقاد الإنسان بهذا الأمر سيبقى الخوف من الآخرين في قلب هذا الإنسان لذلك علينا أن نتوكل في جميع أمورنا على الله سبحانه وتعالى.

وتساءل لماذا يتم منح حق الفيتو لقلة من الدول؟ من هي هذه الدول ومن الذي منحها الحق لتقرر مصير الآخرين؟ مضيفاً أن على الجميع رفض هذه السياسة التي تعارض العدالة وذكر أن الإمام الخميني الراحل كان يعتبر أن منح قلة من الدول حق الفيتو وحقوق مشابهة هو بمثابة ذبح للعدالة وحقوق الشعوب.

وأوضح أن الإمام الخميني (رضوان الله عليه) كان يعتقد أنه عندما نواجه الغرب علينا ألا نمد يد المساعدة للشرق لأنه إذا قمنا بحل مشاكلنا بمساعدة الآخرين، فإن القوى المتغطرسة ستصبح في المستقبل مشكلة أمامنا وعلينا أن نكون مستقلين في جميع قراراتنا. وأضاف: إن انهيار المعسكر الشرقي جاء بسبب تقييد الحريات في دول المعسكر الشرقي وأن انهيار الغرب في المستقبل سيكون بسبب سلب العدالة بواسطة هذه الدول.

من جانبه ذكر الدكتور محمد كنجي دوست سكرتير المؤتمر أن عالمنا شهد طوال فترات تاريخية عدة مجيء شخصيات مهمة وكبيرة وأن الإمام الخميني (رضوان الله عليه) يأتي ضمن هذه الشخصيات الكبيرة التي جاءت لتحقق العدالة في العالم وتحقق أمل الأنبياء في إقامة حكومة إلهية مبنية على أساس العدل وذكر أن الدول المتغطرسة تعرقل تطبيق العدالة في العلاقات الدولية وأن عالمنا اليوم متعطش لهذه العدالة.

وأشار كنجي دوست إلى أنه قد وصل إلى سكرتارية المؤتمر أكثر من 70 مقالاً من إيران ودول أجنبية من بينها ألمانيا وبريطانيا ورومانيا والتشيك ومصر وسوريا والكويت والبحرين وجنوب أفريقيا والهند وتنزانيا وتم بحثها خلال لجان المؤتمر.

من ناحيته قال الدكتور مصطفى دولتيار رئيس مركز الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية أن هذا المؤتمر عقد بمساعي المفكرين الإيرانيين والأجانب المحبين للإمام الخميني الراحل من أجل دراسة أفكار هذا القائد العظيم.

وذكر أن البشرية اليوم تبحث عن العدالة وأن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء ليحقق العدالة للبشرية، للعدالة مفهوم ديني الأمر الذي كان يطمح إلى تحققه الإمام الراحل وذكر أن ما حدث مؤخراً بحق قافلة الحرية واستمرار الحصار على قطاع غزة يأتي بسبب الظلم وعدم تنفيذ العدالة وأن الغدة السرطانية الصهيونية هي أكبر عدو للعدالة والحرية.

هذا وعلى هامش المؤتمر التقت الوفاق بعدد من المشاركين في المؤتمر حيث سألتهم عن رأيهم بدور الإمام الخميني الراحل في تغيير المعادلات الدولية بثورته الإسلامية فأجاب الكاتب الكرواتي الدكتور سعادة قانصوه: لا شك أن شخصية الإمام الخميني (رضوان الله عليه) في بداية الثورة الإسلامية قد شغلت العالم وأن الجميع تحير في أفكار وشخصية الإمام الذي كان يتمتع بشخصية ربانية وعرفانية، وأضاف: إن هذا القائد الكبير قد مهد لنفسه طريق الخلاص والسلوك إلى الله سبحانه وتعالى، وذكر أن ثورة الإمام الإسلامية كانت ثورة إلهية جاءت بمباركة صاحب العصر والزمان الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) وأن هذه الثورة أعطت نتائجها الكبيرة بفضل الشخصية الربانية والعرفانية للإمام ونحن اليوم نعيش في نعيم هذه الجمهورية التي جاءت بفضل هذه الثورة الإسلامية الكبرى.

وذكر أن هذه الثورة الكبيرة جعلت إيران تحقق تقدماً علمياً وثقافياً وسياسياً كبيراً ونرى اليوم أنظار العالم من الشرق إلى الغرب متجهة إلى هذه الثورة التي تقدمت خلال السنوات الثلاثين الماضية بخطوات كبيرة تحتاج إليها الدول المتقدمة والمتطورة إلى أكثر من مئة عام للوصول إلى مثل هذا التطور الذي وصلت إليه الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم.

وأضاف الدكتور قانصوه: إن الجمهورية الإسلامية ومنذ تأسيسها تعرضت لأنواع من الحصار والخطط العدوانية التي خطط لها الاستكبار والغرب والنظام الرأسمالي ولكن الإمام الراحل بسياساته المبنية على الإسلام المحمدي الأصيل وقف أمام هذه الدول المعادية للثورة.

وانتقد هذا الكاتب الكرواتي الذي هو من أصول لبنانية استمرار الحصار على غزة وذكر أن أعداء الحرية اليوم يحاصرون العدالة والحرية والإسلام المحمدي الأصيل والثورة الإسلامية ومبادئها في العالم وذكر نحن نحيي أرواح الشهداء والأبطال الذين كانوا على متن سفن قافلة الحرية التي جاءت لتفضح الامبريالية والصهيونية مضيفاً أن الإمام الخميني (رضوان الله عليه) قال بالحرف الواحد أن إسرائيل غدة سرطانية يجب اقتلاعها والقدس ستعود إلينا محررة إن شاء الله.

من ناحيته قال المفكر البحريني علي حسين مكي: إن الإمام الخميني (قدس روحه الشريف) بتفجير الثورة الإسلامية أعاد بالتأكيد الميزان لصالح الإسلام والعدالة الإلهية على وجه الأرض وقد استعادت الأمة مكانتها الحضارية وأصبحت الأنفس والبشرية تتوجه إلى العدالة وأضاف أن الإمام الخميني يمثل رمزاً للمستضعفين وكل الأحرار في الأرض وأن الإمام الخميني يمثل كل الصفات المتمثلة في الاستقامة والصمود ويجب علينا أن نطبق أفكار هذا الرجل العظيم في عالمنا اليوم.

من جانبه قال المفكر النيجيري منير منصور ميتمة أن الإمام الخميني (رضوان الله عليه) لعب دوراً بارزاً في تحقيق العدالة للجميع وليس فقط في العالم الإسلامي فحسب بل في العالم بأجمعه ونرى تأثير أفكار الإمام الخميني اليوم في العديد من الأمور في العالم ونحن في أفريقيا اليوم نلمس هذه الأفكار وتأثيرها ونرى أن هذه الأفكار لعبت دوراً مهماً في تحرير السود من النظام العنصري في جنوب أفريقيا.

من ناحيته قالت المسؤولة في وزارة التعليم العالي الكويتي حنان قاسم حبيب إن الإمام الخميني ترك أثراً كبيراً على الكثير من الموازين الدولية وأن هذا الأمر جعل من إيران اليوم دولة كبيرة ومهمة في العالم وهذا بفضل الإمام وأفكاره القيمة.

من جانبها قالت المفكرة البحرينية معصومة سيد عيسى أن الإمام الخميني الراحل قاد نهضة عالمية امتازت بالشمولية وأن هذه الثورة شملت الجميع ونادت بحقوق المستضعفين بكل العالم وذكرت أن ثورة الإمام الخميني (رضوان الله عليه) ألهمتنا المعالم الإنسانية وأخرجت الإسلام من حالة الجمود إلى حالة الحركة ونحن نعتز بهذه الثورة ونعتبرها ثورتنا وثورة الجميع وعلينا أن نحافظ على مبادئ الثورة والإمام الراحل.

من جانبه قال الدكتور محمد باقر خرمشاد مساعد وزير الخارجية الإيراني في شؤون التعليم والبحث أن الإمام الخميني (رضوان الله عليه) كان يريد أن يثبت للعالم أن النظام العالمي الحالي ليس مبنياً على العدالة ويجب أن نبنى نظاماً عالمياً جديداً على أساس العدالة وذكر أن قرارات مجلس الأمن أو الملف الفلسطيني هي أدلة على فقدان العدالة في الساحة الدولية.

وذكر أن الإمام الخميني قام في إيران ببناء نظام قوي تخاف منه اليوم جميع القوى المتغطرسة وأصبحت إيران قوة إقليمية ودولية قوية وذكر أن الإمام الخميني الراحل من خلال ثورته الإسلامية جعل إيران تلعب دوراً مهماً في الساحة العالمية وأن جميع العالم اليوم ينظر إلى مواقف إيران وأن الجمهورية الإسلامية أصبحت مؤثرة جداً في جميع القضايا العالمية.