في الذكرى الـ قالوا في الإمام الخميني

2010-06-13

* مفكر سوري: أفكار الإمام الخميني(رضوان الله عليه) تكتسب المزيد من القناعات العالمية

* شخصية اندونيسية: انتهاج قيم الإمام الخميني هو السبيل الوحيد لمواجهة الصهاينة

* عصام العريان: الإمام الخميني أحد أكبر الدعاة إلى وحدة الأمة الإسلامية

اعتبر المفكر والباحث السوري إبراهيم زعير، أن الأفكار التي طرحها الإمام الخميني (رضوان الله عليه) فيما يتعلق ومقاومة مشاريع الهيمنة الاستعمارية والصهيونية اكتسبت المزيد من القناعات لدى الرأي العام العالمي.

وقال زعير في تصريح لمراسل (ارنا): منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني (رضوان الله عليه) بدأت موازين القوى في المنطقة وحتى في العالم تتغير لصالح قوى التحرر والحرية ضد قوى العدوان والامبريالية والصهيونية العالمية وكل قوى الإستكبار العالمي. وأضاف: إن الأفكار التي طرحها الإمام الخميني (رضوان الله عليه) فيما يتعلق بمقاومة الإحتلال والإستكبار العالمي كان ومازال لها دور مفصلي في التغير الذي حصل على موازين القوى في المنطقة وعلى المستوى العالمي.

وتابع: منذ انتصار الثورة الإسلامية رفعت إيران لواء مقاومة المشاريع الاستعمارية الصهيونية ومازالت، لذلك كان لابد من النظر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية نظرة أخرى، معرباً عن الأسف لأن هناك من لا يحسن تقدير الدور الإيراني في النضال التحريري الذي تخوضه الشعوب العربية.

وأوضح زعير، أن إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية تقف إلى جانب الشعوب العربية وقضاياها العادلة وشعوب العالم المظلومة بأكملها، لافتاً إلى، انه نرى الآن تضامناً بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعوب أميركا اللاتينية. ورأى الباحث والمفكر السوري، أن إيران باتت مركزاً لاستقطاب قوى الحرية والتحرر على المستوى العالمي ضد الامبريالية الأميركية والصهيونية العالمية.

وقال: لذلك تشكل إيران الآن احد الأقطاب الأساسية لقوى المقاومة في المنطقة.

وأعرب زعير عن اعتقاده، أن الثورة الإسلامية في إيران بدعمها للمقاومة وتحالفها مع الدول التي تقاوم مشاريع الامبريالية الأميركية الصهيونية غيرت فعلا موازين القوى لصالح قوى التحرر والحرية والمقاومة في المنطقة. وأضاف: بالتالي اعتقد أن أفول الامبريالية الأميركية الصهيونية بات قريباً وأن هذا الأمر يستجيب إلى طموحات الشعوب بالحرية والتحرر والاستقلال. وتابع: تحالف إيران مع سوريا وتركيا وقوى المقاومة الأخرى في المنطقة شكل جبهة واسعة أفشلت عمليا تنفيذ ما كانت تحلم به وتخطط له الامبريالية الأميركية الصهيونية.

وعلى صعيد متصل أكد النائب السابق لرئيس جمهوريه اندونيسيا، يوسف كالا أن انتهاج قيم الإمام الخميني (رضوان الله عليه) حول القضية الفلسطينية هو السبيل الوحيد لمواجهة الكيان الصهيوني وانهزامه. وأشار في ندوة دولية حول (الإمام الخميني (رضوان الله عليه) والقضية الفلسطينية) في جامعة (حسن الدين) في مدينة ماكاسار إلى الجذور التاريخية والثقافية والاجتماعية لقضايا الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية معتبراً أن أساس المشاكل والتحديات أمام الأمة الإسلامية خاصة الشعب الفلسطيني هو عدم وحدة المواقف والانسجام بينهم.

وأشار إلى أن وحدة العالم الإسلامي هي قضية حيوية من أجل مواجهة الكيان الصهيوني كما كان الإمام الخميني الراحل يؤكد دائماً عليها. وأكد يوسف كالا وهو أيضاً رئيس حزب غلكار، ثاني أكبر الأحزاب في اندونيسيا أن الشرط المبدئي لتحقيق السلام المستديم في فلسطين هو تعزيز الحوارات بين الفصائل الفلسطينية للوصول إلى الوحدة والإنسجام بالإضافة إلى وحدة موقف العالم الإسلامي من أجل اتخاذ مواقف مشتركة لدعم القضية الفلسطينية وتسوية قضايا الشرق الأوسط.

وأكد على أهمية تعزيز التعاون والإنسجام بين إيران واندونيسيا حول القضايا الدولية خاصة القضية الفلسطينية معتبراً أن دور الإمام الخميني (رضوان الله عليه) في إحياء الهوية الإسلامية وتعزيز مكانة ودور الإسلام في المعادلات الدولية والإقليمية منها القضية الفلسطينية خالد.

ومن جهته أشار رئيس جامعة حسن الدين في مدينة ماكاسار الاندونيسية الدكتور فخرالدين في هذه الندوة إلى المجزرة الوحشية التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد أسطول الحرية لكسر حصار غزة مضيفاً أن هذا الإجرام يعتبر مؤشراً فاضحاً لعدم التزام إسرائيل بالقوانين الدولية والإنسانية. وانتقد المجتمع الدولي والدول الغربية بسبب مواقفهما الضعيفة أمام ممارسات الكيان الصهيوني البشعة قائلاً: إن اتخاذ مثل هذه المواقف هو العامل الأساسي لتكرار المجازر الصهيونية.

ومن جهته أشار المستشار الثقافي بسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في اندونيسيا إلى مجازر الكيان الصهيوني الأخيرة في غزة وازدواجية مواقف الدول الغربية تجاه القضايا الهامة كالإرهاب والحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية مضيفاً: إن الكيان الصهيوني وممارساته البشعة خاصة خلال السنوات الأولى من القرن الـ 21 يضع علامة استفهام كبيرة ويعتبر تحدياً لليبرالية الديمقراطية في الغرب.

وأضاف: إن دعم الدول الغربية للكيان الصهيوني أثبت أن هذه الدول تستخدم مفاهيم مثل حقوق الإنسان والحرية والعدالة فقط لتحقيق سياساتها ومآربها.

وأشار إلى مواقف ووجهات نظر الإمام الخميني الراحل حول القضية الفلسطينية قائلاً: إن اهتمام الإمام الخميني (رضوان الله عليه) بفلسطين لم يكن بعد انتصار الثورة الإسلامية فحسب بل إنه كان يؤكد دائماً على تسوية قضيتي فلسطين والشرق الأوسط عبر حلول إسلامية.

ومن ناحية أخرى اعتبر القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين بمصر، عصام العريان أن مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران الإمام الخميني الراحل (قدس سره) شخصية أثرت في مجرى التاريخ الدولي خلال الفترة التي تولى فيها قيادة الجمهورية الاسلامية من عام 1979 إلى وفاته في 1989. وقال العريان في مقابلة خاصة مع قناة العالم الأخبارية : إن الإمام الخميني أرسى عدة قواعد هامة أثرت سواء على مستوى الفكر الشيعي نفسه بولاية الفقيه وهي نظرية أصبحت محل دراسة وبحث وتطوير أو في العلاقة بين الشيعة والسنة عندما أمر الحجاج أن يصلوا خلف السنة وألا ينفصلوا بصلوات خاصة بهم أو في اهتمامه بالقضية الفلسطينية على وجه الخصوص وتحديده الجمعة الأخيرة من شهر رمضان بيوم القدس ويوم فلسطين. وأضاف: إن الذي أراه الآن كرجل سني أن هناك مجالات كثيرة يمكن أن يحدث فيها تقارب بين الفقه السني والفقه الشيعي وبالذات في المجال الذي حدث فيه اختلاف كبير وهو مجال السياسة.

وتابع العريان: إن المجال الأصلي الآن هو العدو الغربي والشيطان الأكبر كما يسمي إخواننا الإيرانيون، أميركا وحلفاءها وكذلك قضية تمزيق الأمة الإسلامية بين سنة وشيعة والإيحاء للسنة بأن هناك مشروعاً شيعياً فارسياً قومياً يريد أن يهيمن على المنطقة ويقال أنه يريد أن يستعيد أمجاداً وأن هناك مظلومية تاريخية وقعت على الشيعة في أمور كثيرة كانت السنة فيها تضطهدهم.

وأضاف: أنا لا أنكر المظلوميات التي حدثت ولا أعتقد أن هناك منصفا يقرأ التاريخ إلا ويعتقد أن آل البيت وقع عليهم ظلم كبير، لكن الفقه الشيعي لا يتجمد وهو الفقه الذي يتميز بالقدرة على الاجتهاد والقدرة على المرونة ومواكبة العصر. وأكد بأن الإمام الخميني كان أحد أكبر الدعاة إلى وحدة الأمة الإسلامية، وقال: نحن نريد على الأرض إجراءات فكرية وأصولية واجتهادية في قامة مثل قامة الإمام الخميني وهي قامة كبيرة لا يجود الزمان بمثلها كثيراً، ولكن هناك من هم على درب الإمام الخميني وهم يستطيعون أن يكملوا هذه المسيرة لقطع الطريق على المحاولات الغربية التي نجحت في إثارة النزعة المذهبية كما حصل في العراق وأماكن أخرى. وقال: نحن ضد أي اعتداء على الدول الإسلامية ومنها إيران، فمهما قيل ومهما حاولوا إثارة الغبار ضد إيران ففي النهاية هي دولة إسلامية وشعب مسلم وأن إيران تواجه تحديات كبيرة في الداخل وفي الخارج في بناء نظام ديمقراطي كامل، مؤكداً القول: إن موقفنا واضح وثابت، إذ سنقف بجوار الشعب الإيراني إذا اعتدي على إيران.

وأكد حق إيران في التكنولوجيا النووية السلمية وأن تستكمل برنامجها النووي السلمي دون أي تدخلات أو قيود خارجية، وأضاف: أنه بناء على ذلك فقد ثمّنا الموقف التركي والبرازيلي الذي نزع فتيل التفجر في الأزمة وأثار غضب العدو الصهيوني وغضب أميركا التي تحاول أن تذهب إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات جديدة لكنها تواجه صعوبات.

وفي جانب آخر من حديثه، أكد القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين في مصر أن قضية أسطول الحرية الذي هوجم من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي هي أكبر من مجرد قضية قافلة تعبر عن تعاطف إنساني دولي مع أهالي غزة بل أن القضية هي الاحتلال الإسرائيلي لكل أرض فلسطين بمؤامرة دولية.

وقال العريان: نحن كإخوان مسلمين نتعاطى مع حصار قطاع غزة عبر عدة محاور أولها المحور البرلماني، حيث أن نوابنا في البرلمان طالبوا أكثر من مرة وعبر أكثر من طريق بفتح معبر رفح البري بطريقة طبيعية ودائمة. وأضاف: إن المحور الثاني هو التبرع الدائم وجمع تبرعات الشعب المصري وجمع الملايين من الجنيهات المصرية عبر لجان وقوافل إغاثة وعبر التنسيق المستمر بيننا كإخوان مسلمين وبين لجان إغاثة أخرى وكذلك عبر التنسيق مع لجان إغاثة دولية.