بعد ثلاثة وعشرين عاماً على رحيله... الإمام الخميني ما زال ملهماً للشباب

2012-06-05

طهران ـ مختار برتو

تمر هذه الأيام الذكرى الثالثة والعشرون لرحيل الإمام الخميني (قدس سره)، قائد الثورة الإسلامية التي غيرت الكثير من المعادلات العالمية وأسست نظاماً إسلامياً فريداً وشكلت حافزاً للنمو والتطور على مختلف الصعد العلمية والثقافية والسياسية والاقتصادية. وقد كان للشباب دور بارز في هذه الثورة، وفي تحقق الانتصار وكذلك النجاحات التي تشهدها إيران في جميع المجالات. إن أغلب الشباب الإيراني الحاضر من طلبة الجامعات والمدارس وكذلك الذين يعملون في المؤسسات العلمية والثقافية والسياسية الآن، لم يكونوا قد عاصروا الإمام الراحل، لكن هؤلاء يتمسكون بخط الإمام ونهجه وهو حاضر بقوة في وجدانهم. وكيف لا يكون كذلك، والإمام الخميني (قدس سره) أولاهم عنايته واهتمامه وفي إحدى وصاياه يقول: "هنا أوصي شباب بلدنا الأعزاء، هذه الثروة والذخيرة الإلهية العظيمة، وهذه الزهور الفواحة والبراعم الواعدة للعالم الإسلامي؛ بأن يدركوا قدر وقيمة اللحظات الجميلة لحياتهم، وعليهم أن يعدّوا أنفسهم لجهاد علمي وعملي كبيرين حتى تحقيق الأهداف السامية للثورة الإسلامية".

وهذا هو ما يسعى إليه الجيلان الثالث والرابع من شباب الثورة الاسلامية في إيران حيث يجهدون لتحقيق أهداف تلك النهضة التي بدأها الامام الراحل.

ويقول الشاب الإيراني إبراهيم عراقية ـ خريج جامعي ـ لـ "الانتقاد" إنني عندما كنت أقرأ تاريخ تدخلات الاستعمار في شؤون إيران الداخلية وثورة الإمام الخميني الراحل التي قطعت أيادي الاستعمار من ايران أشعر بالفخر والعزة. إن الإمام الخميني الراحل غير الكثير من الأمور السابقة، وهو ادرك أنه من أجل تطور البلاد والوصول إلى الاكتفاء الذاتي يجب أن نتكل على أنفسنا".

وأضاف أن الإمام الخميني(قدس سره)قد اعتمد شعار"لا غربية ولا شرقية" في سياسة إيران الخارجية، وهذا الشعار كان سبب استقلالية قرارات إيرن وعدم خضوعها لأي ضغوط، ما جعلها اليوم بلداً قوياً مرفوع الرأس في العالم. كل هذه الامور التي ادركها الإمام وسعى لتحقيقها تجعلني وتجعل كل شاب إيراني يحترم هذا الرجل العظيم وهو يلهمنا رغم أننا لم نعاصره.

ثورة الإمام الخميني ثورة الشباب

ويقول حسين طاهري (16عاماً) وهو طالب في مرحلة الثانوية: إن ثورة الإمام الخميني (قدس سره) اعتمدت بشكل كبير جداً على الشباب من المدارس والجامعات وحتى إنه يمكن القول بأنها كانت ثورة الشباب وإن الامام دخل قلوبهم. إن ثورة الإمام كانت ترمي إلى تفعيل دور الشباب في البلاد والاعتماد عليهم، وكما نرى اليوم فإن شابنا هو من يحقق الانجازات العلمية في البلاد".

وأضاف طاهري "لهذه الاسباب نرى أنه على الرغم من اننا لم نعاصر حياة الإمام، لكننا ما زلنا تحت راية الثورة ونعمل لتحقيق أهدافها، لأن هذا الرجل حقق لنا الاستقلال والعزة. إن الامام الخميني (قدس سره)كان رجلاً الهياً، وهذا ما جعل فكره حاضراً ومستمراً بيننا، ونحن كطلاب مدارس باقون على العهد تحت قيادة الإمام الخامنئي.

اما محمد رضا اخوان (21عاماً) وهو طالب في كلية الفقه والحقوق فيقول: إن الامام الراحل كان رجلاً عارفاً، وقد رسم لنا خارطة الطريق للاستفادة من الشباب، وهو كان مربي الاجيال، وسر بقاء فكره بين الشباب يعود إلى أفكاره الالهية التي تعود إلى تعاليم الاسلام. وقد توقع الامام الراحل العديد من الأحداث التي نشهدها اليوم مثل حركة الصحوة الاسلامية، ولذلك نرى أن تعاليم وأفكار هذا الرجل ما زالت مستمرة وستبقى خالدة للأبد ومصدراً لنا كشباب.

اما الطالب الجامعي الايراني محمد خاكي نهاد (26 عاماً) فقال: إن "الامام الخميني (قدس سره) قدوتنا"، وهو نموذج يحتذى به من جانب جميع الشباب لأنه ناضل منذ شبابه حتى حقق أهدافه السامية في خدمة الاسلام والمستضعفين.

وقال خاكي نهاد إنه سئل سؤالاً جاء في أحد الامتحانات: "من هو رجل القرن؟"، فأجبت إنه الامام الخميني (قدس سره)، فهو قائد كبير حقق أمل الانبياء والرسل في تأسيس حكومة مبنية على أساس التعاليم الإلهية.

وأضاف أن الإمام الخميني (قدس سره) حي، لأن افكاره ما زالت تقدم لنا الطريق الأفضل للحياة الكريمة والبعيدة عن الذلة.

أما الصحافي الشاب صادق سلماني فيقول إن إحدى أهم خصائص الامام الراحل هي أنه كان يؤكد دوماً على دور الشباب في تحقق أهداف الثورة الاسلامية ومواجهة الظلم والاستكبار في العالم، وأنه يمكن القول إنه كان إمام الشباب، وما زال نهجه وأفكاره تهز عروش الظالمين والمستكبرين.