مقتطفات من كلام الإمام الخامنئي حول يوم القدس العالمي وأهميته

2010-08-31

 

في الأسبوع القادم - الجمعة - هناك يوم القدس. هذه من أبرز ذكريات إمامنا العزيز، ومؤشر انشداد ثورتنا وشعبنا لقضية القدس الشريف وقضية فلسطين. استطعنا ببركة يوم القدس إحياء هذا الاسم في العالم كل سنة. الكثير من الحكومات والكثير من السياسات كانت راغبة وقد سعت وأنفقت الأموال من أجل نسيان قضية فلسطين. ولولا مساعي الجمهورية الإسلامية ووقوفها بكل قواها لمواجهة هذه السياسة الخبيثة لما كان مستبعداً أن يستطيعوا عزل قضية فلسطين تدريجياً، وإنسائها أساساً. والآن تعترف أجهزة الاستكبار نفسها والصهاينة الخبثاء أنفسهم ويعتقدون وينـزعجون من رفع الجمهورية الإسلامية لراية فلسطين وكونها لا تسمح بإخراج قضية فلسطين من الميدان عن طريق العمليات الاستسلامية التي يمارسونها. يوم القدس يوم إحياء هذه الذكرى وهذا الاسم. والسنة أيضاً سيُحيي شعبنا العظيم يوم القدس في طهران وفي كل المدن بتوفيق وهدي من الله عزّ وجلّ، وسيخرج في مظاهراته.

وفي بلدان أخرى أيضاً يتبع الكثير من المسلمين الشعب الإيراني في يوم القدس. يوم القدس يوم لقضية القدس، وهو إلى ذلك مظهر وحدة الشعب الإيراني. احذروا من أن يحاول البعض في يوم القدس استخدام هذه التجمعات للتفرقة. ينبغي الخوف من التفرقة. يجب مواجهة التفرقة ومعارضتها. يجب أن لا تحدث التفرقة. يستطيع الشعب الإيراني رفع راية القدس حينما يكون متلاحماً. حاولوا طوال هذه السنوات إفساد حتى هذا الشيء، لكنهم لم يستطيعوا والحمد لله، ولن يستطيعوا بعد ذلك أيضاً إن شاء الله.

21/09/1430ﻫ.ق.

كم سعوا خلال السنوات الماضية أن يضعفوا يوم القدس الذي يشكل مظهراً لاصطفاف الحق في وجه الباطل, يوم القدس يظهر اصطفاف الحق والباطل, اصطفاف

العدل في مواجهة الظلم, يوم القدس ليس يوماً لفلسطين وحدها بل إنه يوم الأمة الإسلامية إنه يوم صرخة المسلمين ضد السرطان الصهيوني القاتل الذي زرعته أيادي المحتلين والمتدخلين من القوى المستكبرة فبدأ يفتك بجسد الأمة الإسلامية, إن يوم القدس ليس يوماً عادياً, إن يوم القدس يوماً عالمياً وهو يحمل رسالة عالمية إنه يعلن أن الأمة الإسلامية لن تخضع للظلم حتى لو تلقى هذا الظلم الدعم من أعتى دول العالم وأقواها, كم سعوا لإضعاف يوم القدس وسعوا هذا العام أكثر من السابق لكن يوم القدس في إيران الإسلامية وفي طهران العظيمة أثبت إلى العالم كله جهة مؤشرات النظام والثورة، أشار إلى حقيقة إرادة الشعب الإيراني، أشار إلى عقم كل الإدعاءات والاتهامات والخزعبلات والنفاق والخبث السياسي للأعداء وليس لها أي أثر على روحية أبناء الشعب الإيراني.

إن المسؤولين الغربيين خُدعوا خلال الأشهر الماضية من قبل وسائل إعلامهم خُدعوا من قبل المحللين المحترفين في صحفهم ووسائل إعلامهم ظنوا أنهم يمكنهم التأثير على أبناء الشعب الإيراني لكنكم أثبتم في يوم القدس أنهم كانوا في سراب، هذه هي الحقيقة، إن حقيقة الشعب الإيراني هي ما رأيتموه في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في يوم القدس وما ظهر من أن امتداد هذه العظمة وهذه الحركة قد عم العالم الإسلامي كله, وليس أمراً خاصاً بإيران بل في مختلف نقاط العالم أحيى المسلمون حيث استطاعوا وأطلقوا نداءهم ضد الظلم الصهيوني، إن يوم القدس يوم عظيم جداً وقد أبرزتم ذلك بأفضل شكل وأثبت الشعب الإيراني مرة أخرى أنّه يقول كلمته في الأوقات الحساسة ويطلقها إلى العالم كله بصوت هادر.

1/10/1430ﻫ.ق

[يوم القدس وقضية فلسطين]

المسألة الأساسية في منطقتنا اليوم هي قضية فلسطين القديمة.. قضية فلسطين قضية جد أساسية ومهمة. ضاعف الكيان الغاصب المحتل من إجراءاته ضد الفلسطينيين وهذا هو رد فعله تجاه ضعفه الداخلي وهزائمه المتلاحقة. لم يتمكنوا من الحفاظ على الهيمنة التي اصطنعوها لأنفسهم كذباً. الرعب الذي زرعوه في قلوب الشعوب العربية تحطّم بجهاد المجاهدين المضحين من لبنان وفلسطين وراحوا يزيدون من ضغوطهم على الشعب الفلسطيني. الحكومة القائمة في غزة اليوم حكومة قانونية؛ حكومة حماس حكومة قانونية. على العالم كله قبول هذه الحكومة التي تشكلت بأصوات الشعب عن طريق الانتخابات. أدعياء الحضارة الذين يعتبرون أنفسهم بلداناً متحضرة لكنهم لم يشموا رائحة التحضر والإنسانية يتفرجون على سلوك الغاصبين الصهاينة مع أهالي غزة وعلى هذا الحصار الشديد المفروض ضدهم - وغزة طبعاً نموذج من النماذج، فالضفة الغربية ليست بأفضل حالاً، فمع أنه لا يوجد هناك حصار غير أن بطش الصهاينة في مدن الضفة الغربية ليس بأقل مما في غزة. الضغوط على الفلسطينيين المظلومين مستمرة في كل مكان - ولا ينبسون ببنت شفة، بل يدافعون ويدعمون الصهاينة. على العالم الإسلامي أن يقول كلمته إزاء هذا الحدث المرير، ويجب أن يطرح رأيه ويحدد موقفه، ويوم القدس يوم مناسب لهذا.

رحمة الله ورضوانه على إمامنا الجليل الذي حدد هذا اليوم يوماً للدفاع عن الشعب الفلسطيني. سيستثمر شعبنا وقطاع واسع من شعوب البلدان الإسلامية كما نتمنى فرصة يوم القدس إن شاء الله ويؤدوا حقوق الشعب الفلسطيني، وستعمل الحكومات المسلمة إن شاء الله بواجبها الكبير في مساعدة حكومة حماس في فلسطين ومساعدة شعب فلسطين.

18/9/1429ﻫ ق.

على الشعب الإيراني أن ينهض, بما أنه المتصدّي ـ في الجمعة القادمة وهي الجمعة الأخيرة من شهر رمضان ـ ليوم القدس، بما يليق أن تحتذي به بقية الشعوب؛ بقية الشعوب تحتفي كل عام هنا وهناك ـ وحتى في نفس أوروبا ـ بيوم القدس احتذاءً بكم؛ وهذا ما يوجب عليكم رفع هذه الراية أكثر فأكثر يوماً بعد آخر, وعليكم أن تزيدوا هذا المشعل الوضّاء وهجاً ونوراً؛ لينتفع من نوره أكبر عدد ممكن.

17/9/1418ﻫ ق.

عالمية يوم القدس

الموضوع الآخر هو قرب حلول يوم القدس، وهو يوم مهم ومصيري؛ لأن هناك مؤامرة تُحاك منذ سنوات طويلة من أجل وضع قضية القدس طيّ النسيان.

ويوم القدس سهم يوجّه نحو قلب المؤامرة، وعمل نحو إفشال هذه المكيدة الخبيثة التي تحالَف عليها الاستكبار والصهيونية وأتباعهما وأذنابهما؛ في سبيل أن تذهب قضية فلسطين أدراج النسيان.

يجب تكريم هذا اليوم وهو يوم لا يخص الشعب الإيراني وحده، بل يشارك فيه مؤمنون متحمّسون في الكثير من بقاع العالم رغم القيود المفروضة عليهم، إذ إنّ الكثير من الحكومات لا تسمح بإحياء هذا اليوم.

أدعو اللّه أن يكون يوم القدس هذا العام بمثابة صفعة مُوجِعة لأعداء الشعب الفلسطيني وأعداء الأمة الإسلامية، وضد المؤامرات الغادرة التي حيكت ضد الشعب الفلسطيني.

20/9/1419 ﻫ ق.

إنّ يوم القدس على الأبواب، فعلى المسلمين أن يعبّروا في يوم القدس لهذا العام عن سخطهم على الكيان الصهيوني وحماته, وسخطهم على كل متخاذل وكل سياسة تنحو بهذا الاتجاه ويواجهونها بكل شدة، وهناك مسؤولية خاصة يتحمّلها علماء الإسلام ومثقفوه على امتداد ربوع العالم الإسلامي دون الأخذ بنظر الاعتبار الحنق الأمريكي إزاء أية مبادرة، وينبغي أن لا يدفع هذا الحنق بعالم أو مفتٍ في أي من البلدان الإسلامية لاتخاذ موقف منحرف عن الإسلام، ويا للأسف فقد شوهدت حالة أو حالتان من هذا القبيل مؤخراً في العالم الإسلامي!

على علماء الإسلام في الأمصار الإسلامية ومثقفي الإسلام، وعلى الشعراء والخطباء والكتّاب والفنانين والطلبة في جميع أنحاء العالم الإسلامي أداء دورهم في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، فالمسؤولية مسؤوليتهم، ولهذه الأدوار أثرها وبمقدورها تقديم العون لهذا الشعب المظلوم.

لا تكفي التصريحات والكلمات؛ والمواقف الحاسمة التي تتخذها الشعوب هي الأمضى تأثيراً من الكثير من أنواع الإعانات، وإنها لمسؤولية نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع للنهوض بها.

إنني على ثقة بأن يوم القدس لهذا العام ـ وهو تراث خالد خلّفه إمامنا العظيم ـ سيكون أكثر حماساً وشمولية مما مضى ـ كما كان في العام الماضي أكثر حماساً مما سبقه ـ وسيعلن فيه العالم الإسلامي موقفه الصريح إزاء الصهيونية الغاصبة، وإنّ الصهاينة سيلفظون أنفاسهم الأخيرة يوماً بعد يوم؛ فهذه العنجهية لا تعد دليلاً على القوة الحقيقية، والدويلة الغاصبة تقترب يوماً بعد آخر وتدريجاً من نهاية حياتها المتمخّضة عن الاستبداد والغطرسة، وسيشهد العالم الإسلامي ذلك اليوم الذي تدار به فلسطين على أيدي أبنائها بعونه تعالى.

21/9/1422 ﻫ ق.

سيحل في آخر شهر رمضان المبارك ـ ونحن على أعتاب هذا الشهر يجب أن ننتهل من بركاته ونرد على مأدبة الضيافة الإلهية إن شاء الله ـ يوم القدس؛ وفيه سيتجلّى الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم وعن المقاومة الفلسطينية، فالفلسطينيون الآن ولمفردهم ودون سلاح وإمكانيات قد أرهقوا أكثر الأنظمة في المنطقة تسليحاً ـ وهو الكيان الصهيوني الذي تدعمه أمريكا ـ والمحتل لديارهم وأذلّوه ولم يعد بمقدوره فعل شيء إزاء هذا الشعب الصامد، وهذا هو شأن مقاومة الشعوب، وإنّ الاستكبار وأمريكا ليعلمان أنّ الشعوب إذا ما صمدت فلن تستطيع أية قوة فرض هيمنتها على شعب ليس برعديد, وعلى أهبة الاستعداد للذود عن شخصيته وهويته وعزّته ومستقبله، فها هي أوضاع الكيان الصهيوني دائمة الاضطراب, فيما يقف الشعب الفلسطيني صلباً ومقاوماً يكلله الأمل ويرفد الشعوب الأخرى بالأملِ، وها هو الآن يجسّد أمثولة الشجاعة.

29/8/1423 ﻫ ق.

لقد أثبت الشعب الفلسطيني أنه شعب جدير وصامدٌ وبرهن على إمكانية الصمود والمقاومة بأيدٍ عزلاء بوجه نظامٍ سلطوي مدجج بالسلاح وقاسٍ وغليظٍ مثل الدويلة الإسرائيلية، وهذا درس آخر للشعوب.

جميعنا مكلّفون اليوم بتقديم الدعم المعنوي والمادي للشعب الفلسطيني، وأنّ أقرب فرصة للتعبير عن هذا الدعم يوم الجمعة القادم آخر جمعة في شهر رمضان ـ وإنني أقولها: أنّ اليوم هو السادس عشر من شهر رمضان إن كان يوم الخميس أوله، وهو كذلك بالفعل إذ يثبت غير ذلك, والتكليف الشرعي يتمثل في أن نعد يوم الخميس غرّة شهر رمضان ـ كما أنّ يوم الاثنين القادم هو يوم التاسع عشر من الشهر, وليلته ـ ليلة التاسع عشر ـ ليلة إحياء حيث يعمل المؤمنون بواجباتهم في ليالي الإحياء إن شاء الله، وأنّ يوم الجمعة القادم سيكون يوم الثالث والعشرين من شهر رمضان وهو آخر جمعة منه ويوم القدس، وعلى أمل أن يكون حضور الشعب الإيراني يوم الجمعة القادم يوم القدس حضوراً يُذهل العدو بإذنه تعالى، كما أنّ أسبوع التعبئة على الأبواب, وأنّ الشعب الإيراني سيجعل من تكريم التعبئة جزءاً من تكاليفهم إن شاء الله، فالتعبئة الشعبية العملاقة من النعم الإلهية الكبرى.

نسأله تعالى أن يعرِّفنا تكليفنا وما سيسألنا عنه ويوفقنا لأدائه.

17/9/1423 ﻫ ق.

يوم القدس العالمي

إنّ يوم القدس لا يختص بإيران, بل هو يوم العالم الإسلامي، من هنا فان المسلمين في كافة أرجاء العالم عبّروا عن حضورهم للدفاع عن إخوتهم في فلسطين، وأبرزوا إرادة جميع المسلمين لمواجهة مؤامرات أمريكا وإسرائيل في فلسطين المظلومة الدامية، بَيْدَ أنّ شعبنا كان الرائد في هذا المجال, وفي هذا العام جسّد هذه الريادة وعظمة إرادة الشعب الإيراني بشكل جلي.

ففي يوم القدس لهذا العام وحّد شعبنا جميع صرخاته في صرخة واحدة دفاعاً عن الشعب الفلسطيني المظلوم المجاهد، جعلها صرخة واحدة لإعلام سخطه وكراهيته لأمريكا وإسرائيل والصهاينة, الذين يرتكبون أبشع المظالم بحق شعب مهتضم, بالرغم من مزاعمهم الكاذبة فيما يخص حقوق الإنسان والديمقراطية.

وإنني كخادم صغير لهذا الشعب أتقدّم من الأعماق بالشكر الجزيل لكافة أبناء شعبنا العزيز، فلقد رفعوا رأس الشعب والجمهورية الإسلامية في إيران أمام العالم، فهو يعبّر بكل صلابة واقتدار أمام العالم عن تواجده وإرادته ووعيه حيثما يكون هنالك ميدان لتواجده.

8/2/1424 ﻫ ق.

عالمية القضية الفلسطينية

ما تزال القضية الفلسطينية تتصدّر قضايا العالم الإسلامي، فلنلق نظرة على الشعب الفلسطيني وأخرى على المحتلّين الألدّاء الظالمين لفلسطين، فالشعب الفلسطيني يمرّ بظروف قاسية حيث يدمّر (الصهاينة) بيوت الناس ويخرّبون مزارعهم وبساتينهم ويسلبون إمكانيات العمل من الشباب، ويلقون الرجال القادرين على العمل في السجون, ويعمدون إلى قتل الناس ويجرّعون حتى الأطفال وطأة حراب ظلمهم.

إنّ ما يجري الآن من ممارسات في فلسطين وبحق الشعب الفلسطيني مما يندر نظيره في تاريخ الشعوب، ولكن في نفس الوقت وقف هذا الشعب المحاصر، هذا الشعب المظلوم الغريب بوجه المحتلّين بكل صلابة واقتدار، فبفضل اسم الإسلام وببركة راية الإسلام التي ارتفعت في فلسطين وقف الشعب الفلسطيني ولما يزال واقفاً بكل اقتدار مدافعاً عن نفسه بوجه الظالمين والمحتلّين.

إننا ومن صلاة العيد العظيمة في طهران ومن قلب طهران ونيابة عن الشعب الإيراني كافة نبعث بسلامنا وتحياتنا إلى الشعب الفلسطيني بشبابه وفتيانه وبنسائه وأمهاته, وإلى تلك القلوب المفعمة بالإيمان والشجاعة, فَهُم الصامدون في الخط المتقدم من هذه المنطقة من العالم الإسلامي، بأرواحهم وأبدانهم وبأعزّتهم وبكل كيانهم في مواجهة الأعداء الغزاة.

وأما النظرة إلى المحتلّين من الصهاينة الغاصبين وحماتهم أي الحكومة الأمريكية المعتدية، فلو أنّ المرء استقرأ الأحداث في فلسطين فهو كلما ازداد عمقاً فيها يزداد هذا المعنى أمامه وضوحاً وهو: أنّ الأمريكان والصهاينة وحكومتهم يواجهون الآن طريقاً مسدوداً تماماً في فلسطين، فلا سبيل أمامهم للتقدّم ولا للتراجع، وقد حُكم عليهم بالهزيمة، فلقد استيقظ الجيل الناشئ في فلسطين وأدرك أنْ ليس سوى الجهاد سبيلاً للخلاص من قبضة العدو المحتل، وإنّ الجلوس في الاجتماعات الدولية, وإطلاق الكلام بما ينسجم مع رغبة المحتلين وحماتهم ليس طريقاً لإنقاذ فلسطين، وإنّ عليه أن يصمد ويطالب ويشحذ همّته ويضحي لينال هدفه؛ هذا ما عرفه وأدركه الشعب الفلسطيني بضرس قاطع، لذلك فهو يقاوم الآن.

عندما ينطلق هذا الشعور من منبع ديني ومن الاعتقاد بالتوحيد ـ وهذا ما عليه الحال الآن في فلسطين والحمد لله ـ فإن هذا المنبع لا يجف أبداً, ونحن نأمل أن يقرّب الله سبحانه وتعالى يوم انتصار الشعب الفلسطيني أكثر فأكثر.

1/10/1424 ﻫ ق.

إنّ المسيرة التي ستقومون بها إن شاء الله مهمة جدّاً، ولا ينبغي التهاون فيها، هناك ثلاث أمور في القضية الفلسطينية سيكتب لها الخلود في التاريخ:

الأول: الإجرام والظلم الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني، فتجد الشاب الفلسطيني رازحاً تحت العذاب والمصائب، الأمر الذي تجده يستعذب الموت والتضحية بنفسه ليحدث جرحاً في مغتصب أرضه ويذهب شهيداً، فيبادر العدو الصهيوني إلى هدم داره ودار أسرته، ويعرّضون أهله وذويه إلى التعذيب والإيذاء، ويقتحمون المدن والمخيّمات بدباباتهم ويداهمون البيوت ويجرفونها ويجرفون المزارع ويقتلون البشر من الصغار والكبار والشيوخ والنساء والعزّل، وقد أضحى ذلك عملاً يومياً، وهذه العملية تعد مصيبة تاريخية، وسيخلّدها التاريخ.

الثاني: الصبر والاستقامة الأسطورية التي يسطّرها الشعب الفلسطيني المحاصر، والذي يحيط العدو به من جميع أطرافه، إلاّ أنه يقاوم ويتحمّل الجوع وفَقْد الأبناء والشباب وهدم البيوت وتجريف المزارع، ويتحمّلون البطالة، وهناك حالياً عدة ملايين فلسطيني ـ وليس كلهم من الأحزاب والحركات ـ يشكّلون شعباً كاملاً يقاوم باستقامة، طوبى لهذا الشعب المقاوم, وإن مقاومته هذه سيخلّدها التاريخ أيضاً.

الثالث: سكوت الدول والمجتمعات الدولية.

إنّ السادة الأوربيين الذين يذوبون عشقاً لحقوق الإنسان يشاهدون هذه الحوادث بأم أعينهم فلا يطرف لهم جفن ولا يتحرك لهم ساكن، بل غالباً ما يقفون إلى جانب الظالم, وإنّ هذا المدهش حقّاً!

وأما أميركا فحسابها على حدة؛ لأنها شريكة في الجريمة، فقد خاضت يدها في دماء الفلسطينيين حتى المرفق، ولو تشكلت محكمة للحكم بشأن هذه الجريمة لم يكن المتهم فيها الصهاينة وشارون فحسب، بل ستكون أمريكا وبوش ومن لفّ لفّه من الحكومات الأمريكية في قفص الاتهام أيضاً.

إلاّ أنّ المسألة هي مسألة المجتمعات الدولية ومنظمة الأمم والدول الأوربية التي تتذرّع دائماً بحقوق الإنسان، دون أن تفهم أولياتها أو تحترمها.

وطبعاً هذه هي مسألة الدول الأخرى أيضاً، فإن سكوت الدول الإسلامية أشد إثارة للدهشة!

ومع كل هذا ماذا يتعيّن على الشعوب فعله؟ يمكنهم الخروج في يوم القدس العالمي، ويحكمون قبضاتهم ويأكّدوا للشعب الفلسطيني المقاوم بأنهم لن يتخلّوا عنه برغم معارضة الدول أو عجزها؛ فإن ذلك سيعينهم ويساعدهم على مواصلة الدرب.

21/9/1425 ﻫ ق.

فلسطين ويوم القدس العالمي

إنّ يوم القدس قريب، وهو يوم امتحان كبير للشعوب الإسلامية.

يوم القدس هو اليوم الذي تعبّر به الشعوب الإسلامية للعالم عن رأيها بدون واسطة المناصب الرسمية.

يوم القدس في هذا العام له أهمية خاصة؛ بسبب الانسحاب من مدينة غزة ـ والحق أنّ الانسحاب من مدينة غزة يعتبر هزيمة كبرى للصهاينة ـ هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى بسبب المؤامرة التي بدأت بها أمريكا والصهاينة وبعض حلفائهم من أجل تلافي هذه الهزيمة الكبرى؛ أي تطبيع العلاقة المشينة مع الكيان الصهيوني من قِبَل بعض الدول الإسلامية وبعض دول المنطقة، الذين كان عليهم أن لا ينصاعوا للمستعمرين.

على الدول الإسلامية أن لا تطبّع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب والغادر والظالم ـ الذي يشكّل خطراً على جميع الشعوب والحكومات ـ من أجل إرضاء أمريكا، وأن لا يقابلوها بوجه سمح، فإنّ تطبيع العلاقات مع هذا الكيان هو فعل شنيع؛ والدليل على شناعته أنّ الذين يقومون بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، يحاولون إخفاءه للوهلة الأولى على الأقل. عليكم أن لا تقوموا بالفعل القبيح، لا أنّكم تقومون بفعله ثمّ تحاولون إخفائه.

بناءً على ذلك فإنّ يوم القدس سوف يكون يوماً حماسياً أكثر من السابق إن شاء الله تعالى.

17/9/1426 ﻫ ق.

على الشعوب أن تعلن عن وجودها وإدانتها لأمريكا وسفّاحي يوغسلافيا السابقة، فهذا من شأنه التأثير الكبير على الأجواء الدولية والسياسية العالمية. وإذا استغل المسلمون يوم القدس في الجمعة المقبلة استغلالاً مثمراً لإطلاق صرخاتهم المدوّية ضدّ الصهاينة العنصريين فسوف يحقّقون نصراً على أعدائهم المجرمين، ويجبروهم على التراجع إن شاء اللّه، وسيظهر الشعب الإيراني العزيز ماذا يعني استغلال يوم القدس؟ وإعلان الموقف الحازم من قضية فلسطين المغتصبة.

لقد وقف الشعب الإيراني ووزارة الخارجية موقفاً مشرِّفاً ولم يضيّعوا الفرصة للإعلان عن هذه المواقف الحازمة، وقد شعر المظلومون في فلسطين أنّ هناك من يتحسّس قضيتهم في مختلف أقطار العالم، فيجب أن يبقى هذا التحسّس ثابتاً، ويجب أن يزداد الضغط على إسرائيل المجرمة، ولابدّ للشعب الفلسطيني أن يأخذ على عاتقه إحياء القضية الفلسطينية، وتصعيد الجهاد ضدّ العدو الصهيوني الغاصب المعتدي.

وإنّنا نعلم أنّ طريق الجهاد مليء بالمتاعب، لكن حياة الفلسطينيين بعيدةً عن الجهاد ليست بأسهل من حياتهم مقرونةً بالجهاد في سبيل اللّه، مع فارق واحد وهو أنّ الشعب الفلسطيني سوف يضمن مستقبله بسلوكه لطريق الجهاد، بينما ستزداد مآسيه وآلامه يوماً بعد يوم بابتعاده عن هذا الطريق الإلهي.

إنّ الشعب الفلسطيني استيقظ اليوم ووعى دوره، ويجب أن يكون الكفاح داخل فلسطين شاملاً ومتواصلاً ومرتبطاً بالعمق الإسلامي في الخارج، ويجب على الشعوب المسلمة في كلّ مكان تقديم المساعدة لهذا الشعب المجاهد.

21/9/1414ﻫ ق.