23 عاما على انتصار الثورة الإسلامية

2007-08-20

إيران وتحديات الألفية الجديدة

كثيرة هي الأسئلة التي رافقت انتصار الثورة الاسلامية في إيران، أبرزها تمحور حول إمكانية استمرار هذه الثورة كنظام سياسي فضاؤه الدين، وبالتالي قابليتها للبقاء في ظل معادلة دولية كانت عشية الانتصار قائمة على الثنائية القطبية.

وإذ استمرت الثورة ورسّخت نظامها السياسي، برزت أسئلة من نوع آخر، أسئلة تتعلق بقدرة إيران على إعادة الاعمار والبناء، ذلك ان مرحلة ما بعد الحرب العراقية المفروضة على إيران فتحت شهية المتربصين بالثورة، فراحوا يراهنون على سقوطها من الداخل.. وبدأت وفقاً لذلك دعائية القول المتمثل بالصراع بين منطق الدولة ومنطق الثورة، إلا ان هذا الرهان لم يفعل أكثر من الارتداد على المراهنين أنفسهم. وفي حين استقر الرهان في بطون الكلام لا غير، جاءت مرحلة الحظر والحصار الأميركية على إيران على المستويات السياسية والاقتصادية، لتعيد طرح الاسئلة كبداية متجددة لرهانات سابقة، ومرة أخرى سقط الحصار وسقط الحظر وبقيت الثورة.

وعلى أعتاب الألفية الثالثة، وتحديداً بعد المنعطفات الاستراتيجية التي خلفتها وقائع ما بعد تفجيرات 11 أيلول/سبتمبر في نيويورك وواشنطن، خرج من يقول: إيران الى أين؟

صحيح أن إيران تتموضع في صلب الاستهداف الاميركي، وصحيح أن مرحلة ما بعد 11 أيلول/سبتمبر تنطوي على صعوبات ومخاطر، غير أن الثورة الاسلامية في إيران التي غدت مكوّناً للشخصية الايرانية المعاصرة، تمتلك من الأرصدة والتجارب الدفاعية ما يجعلها عصية على القبض.. فالنجاحات التي أنجزتها الثورة على المستوى الداخلي بتشعباته كافة، ومناخات التواصل والتفاعل الايجابي مع الخارج، تجعل الولايات المتحدة في موقع الخاسر سلفاً اذا ما ذهبت الى ارتجال المواقف لمواجهة ثورة تختزن طموحات الأمة وآمالها..

في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في إيران، كان هذا الملف الذي يقترب من حاضر الثورة وأسئلة المرحلة.

الانتقاد / العدد 939 / الجمعة 08-02-2002