الثورة والتغيير..

2008-02-10

2 صفر 1429هـ

شهد العالم خلال القرن الماضي ثورات وانقلابات متعددة، وسجل التأريخ لبعضها امتيازات وللبعض الآخر صفة التغيير، غير ان هناك ثورة تميزت عن سابقاتها والتي احدثت تغييرا في المعادلات على المستوى العالمي، وهي الثورة الاسلامية في ايران.

هذه الثورة التي سجلت انتصارها في مثل هذه الأيام من عام 1979م وتمكنت من تغيير الواقع المفروض رغم معارضة القطبين السلطويين على العالم آنذاك.

لكن الثورة الاسلامية لم تتوقف عند تغيير شكلي في النظام واستبدال حكم موال للغرب الى آخر يعتمد على المبادئ الاسلامية والشريعة السمحاء، بل وضع لبنةً لتحرير الانسان من القيود الاستعمارية المهيمنة على العالم والمنطقة بشكل خاص، فتحررت ايران من كل القيود المفروضة، ورسمت لنفسها مساراً استقلالياً بكل معنى الكلمة، حيث لم تتمكن القوى المهيمنة بعد ذلك اليوم من التأثير على قرارها ولا التغيير في مسارها الحر.

وبهذا كانت الاعوام ال29 التي مضت على عمر الثورة الاسلامية مشحونة بالتطورات والأحداث سلباً وايجاباً، وهذه الثورة اليوم باتت أقوى من الماضي، وبات الرهان على إركاعها أشبه بالوهم.

فاضافة الى الطريق الذي سلكته الثورة الاسلامية لتحديث المجتمع وإحياء الحضارة الاسلامية وتطوير مناهج الحياة في الداخل، فإنها قفزت قفزة نوعية في رسم معالم التعايش والتعاضد بين الشعوب، حيث وقفت الى جانب القضايا العادلة ورفضت سياسة الهيمنة دون التأثر بالضغوط الظالمة والمؤامرات المتصاعدة.

ويمكن القول أن الثورة الاسلامية في ايران تحمل رسالة انسانية اسلامية بعيداً عن العنف والارهاب والتهديد، وقد نجحت الى حد كبير في نقل هذه الرسالة الى المجتمع الانساني الذي عانى كثيراً من نير الاحتلال والاستعمار والدكتاتورية والاضطهاد.