الدكتور أحمد المدلل: ما تعيشه المنطقة من تغيير اليوم رجع صدى لنداء الإمام الخميني

2011-02-08

أكد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور أحمد المدلل، أن الثورة الإيرانية كانت بمثابة الشرارة التي أيقظت المارد الإسلامي ووضعت له معالم الطريق نحو حرية الأمة واستقلالها من التبعية للغرب.

المدلل قال في سياق مقابلةٍ مطولة: إن الثورة الإسلامية الإيرانية حركت المكنون الثوري في قلوب جماهير الأمة، التي تتعرض للظلم والقمع والملاحقة من أنظمتها المسيرة صهيو- أمريكياً.

وأضاف: لقد نجح قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني (رضوان الله عليه) بأن يمزج البعد العقائدي والتاريخي في الواقع الذي تعيشه الأمة، فأنتج حالةً من رفض ذلك الواقع الأليم، ليستحق بجدارةٍ أن يكون من أعظم الشخصيات التي عرفها تاريخ البشرية.

وأشار القيادي في الجهاد الإسلامي إلى أن "ثورة الشارع الإيراني في وجه نظام الشاه الاستبدادي قبل ما يربو عن ثلاثة عقود، أسهمت في إيقاظ جماهير الأمة وشعوبها على أصدائها، لنرى ما هو معجز في الثورة التونسية ضد نظام الطاغية بن علي مؤخراً وفي الثورة المصرية اليوم.

ولفت المدلل النظر إلى أن ما يحدث اليوم في المنطقة يعيدنا إلى تلك اللحظة التي حيَّرت واشنطن فيما صنعه الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، حيث لم تستطع المخابرات الأمريكية أن تتنبأ بتلك الثورة الشعبية التي قادها ووجهها (قدس سره)، واستطاعت أن تزيح نظام الشاه الطاغية في إيران.

وقال بهذا الصدد: ما أشبه اليوم بالبارحة عندما يصيب الإرباك والخوف الكيان الصهيوني وأمريكا بما يحدث في مصر وما حدث في تونس، مما يؤكد لنا أن إرادة الشعوب المسلمة لا يمكن أن تنكسر أبداً إذا ما أرادت أن تتصدى للطغيان وتهزم أركانه.

وشدد المدلل على أن: رياح التغيير التي تقودها الشعوب في الشرق الإسلامي تسير بعكس ما تريده عاصفة أمريكا الهوجاء، والتي سعت عبر سنين طوال على صنع شرق أوسط خاضع لإرادتها وحامٍ للكيان الصهيوني ولإمبرياليتها الطاغية.

وبيَّن أن الشرق الأوسط الجديد يصاغ اليوم بدماء الأحرار من أبناء الأمة؛ ليغدو منطقةً محررةً من سيطرة أمريكا وأعوانها ويؤسس فيها لعالميةٍ إسلامية ثانية.

ونوَّه المدلل إلى أن: الكل يعلم أن هذه الأنظمة التي تتهاوى اليوم أمام أعيننا كانت السد المنيع والسند الأكبر للكيان الصهيوني، وهي التي قيَّدت شعوبها والمجاهدين عن نصرة الفلسطينيين وقضيتهم العادلة وسعت بكل ما أوتيت من قوة أن تحرف الأنظار عمَّا يحدث في غزة والقدس من معاناةٍ ومآسٍ.

وجدد القيادي في الجهاد الإسلامي تأكيده على أن: ما نعيشه اليوم من صحوة شعبية عارمة هو رجع صدى لذلك الفكر الرباني الأصيل الذي صدح به الإمام الخميني (قدس سره) ونادى فيه بجموع الأمة كي تستيقظ من سباتها وتدك عروش الظالمين.

وختم حديثه قائلاً: ما نادى به الإمام الخميني (طاب ثراه) يدوي اليوم في آفاق العالم الإسلامي، وعلى أبناء الأمة التقاطه وإزاحة الطغاة عن عروشهم فوراً، وأستطيع أن أؤكد بأن هنالك من استجابوا له بالفعل، فإذا لاحظنا ما جرى بالأمس القريب في تونس وما يجري في هذه اللحظات بمصر، وأبشركم بأن واجب تلبية هذا النداء سيتجسد واقعاً في سائر الأقطار العربية والإسلامية.