العميد اللبناني المتقاعد أمين حطيط: مشروع الثورة الاسلامية مشروع تحرري استقلالي يقف ضد المشروع الاستعماري الاستيطاني

2009-02-03

حوار: مختار برتو - منى خواسته

* بعد ثلاثين عاماً بدأنا نتلمس النتائج الاستراتيجية والظافرة لهذه الثورة الاسلامية

* أرى في الإمام الخميني (رض) الاستراتيجي الكبير والقائد الفذ ولا مثيل له في التاريخ

الوفاق/خاص: بمناسبة مرور 30 عاماً على انتصار الثورة الاسلامية في ايران وأهمية هذا الحدث، التقت صحيفة الوفاق الخبير اللبناني العميد الركن المتقاعد أمين حطيط لتتناول معه أهم آثار الثورة الاسلامية على قطع يد قوى الهيمنة والاستكبار، وقال حطيط: بعد الحرب العالمية جاءت القوى الاستعمارية إلى المنطقة وكانت حصيلتها الخطيرة الأولى تفكيك المنطقة وتجزئتها وسلب ثرواتها وحريتها وحصيلتها الثانية اقامة الكيان الصهيوني المغتصب، وأضاف: ان هذا المشروع ظل كالغدة السرطانية التي تسري في جسم الأمة. وتابع: عندما انطلقت الثورة الاسلامية كانت تحمل مشروعاً لمواجهة المشروع الغربي. وذكر ان مشروع الثورة الاسلامية هو مشروع تحرري استقلالي يقف أمام مشروع استعماري استيطاني وبالتالي فان انطلاق الثورة الاسلامية ذات المشروع المحدد هو أول مواجهة فصلية لمشروع استعماري غربي يريد الهيمنة على خيرات الشعوب.

وأضاف العميد الركن المتقاعد أمين حطيط: الآن وبعد ثلاثين عاماً بدأنا نتلمس النتائج الاستراتيجية والظافرة لهذه الثورة ومنها أولاً على الصعيد الايراني أصبحت ايران دولة ذات قرار مستقل للمرة الأولى في الشرق بعد دخول المشروع الاستعماري الاستيطاني حيث نجد دولة تواجه بقدراتها وامكاناتها الذاتية الضغوط والهيمنة.

وذكر أن احدى نتائج الثورة الأخرى هي النتائج العظيمة التي حققتها الحركات التحررية التي تدعمها الثورة الاسلامية في ايران والتي تعتنق المشروع نفسه وهو مشروع التحرر والاستقلال، وأضاف: لقد سجلت هذه الحركات خلال السنوات التسعة الأخيرة انجازات هائلة جداً في الميزان العسكري والسياسي، وأضاف: انتصرت المقاومة الاسلامية في لبنان في عامي 2000 و2006 ودمرت الجيش الصهيوني وانتصرت المقاومة منذ أسابيع في قطاع غزة.

وذكر حطيط ان الثورة الاسلامية غيّرت المعادلة وبدأت بتصدير الانتصار تلو الانتصار.

وحول دور الامام الخميني(رض)، قال هذا الخبير الاستراتيجي: يجب أن نحيي ذكرى الامام الخميني في كل حين لأنه كان الاستراتيجي المشرقي الأول في هذا القرن والذي استطاع أن يضع الاستراتيجية القابلة للتطبيق والقادرة على تحقيق الأهداف.

وذكر ان الإمام الخميني كان له دور القائد والرائد الفذ الذي استطاع أن يضع الخطة ويقودها وينفذها، وقلما تجد مثل ذلك في التاريخ.

وقال حطيط: انني أرى في الامام الخميني الراحل الاستراتيجي الكبير والقائد الفذ والإمام الموجه ولا مثيل له في التاريخ خلال القرون الأخيرة.

وحول تقييمه لايران وتجربة الثورة بعد ثلاثين عاماً من انتصار الثورة، ذكر العميد حطيط ان الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال الأعوام الثلاثين الماضية كانت ناجحة تماماً وهي تأتي في اطار محطات ثلاثة والمحطة الأولى تتلخص في الجناح الدفاعي عندما ألّب المشروع الصهيو - أمريكي من خلال قدراته العسكرية التي حصل عليها بالاكتفاء الذاتي والمحطة الثانية هو تعامل الجمهورية الاسلامية مع السياسة الظالمة التي فرضت عليها من حيث الحصار والخنق السياسي والاقتصادي وقد استطاعت ايران تحويل ذلك إلى نقطة ايجابية تستخدمها في صالح اكتفائها الذاتي وتطورها العلمي.

والمحطة الثالثة تتلخص في محاولات قام بها المشروع الاستعماري لمنع تواصل الثورة مع الأمة الاسلامية خارج ايران ولكن الثورة استطاعت مواجهة ذلك وتحقيق هذا التواصل وهناك نجاح ثقافي للثورة يسجل لها وهو يتلخص في نجاح عملية استعادة الذات التي لا يريدها المشروع الاستعماري لهذه الأمة.