ذكرى عودة الإمام الخميني الظافرة إلى أرض الوطن

2011-02-01

تصادف يوم 1 شباط ذكرى العودة الظافرة للإمام الخميني طاب ثراه إلى أرض الوطن بعد 13 عاما من إبعاده بأمر الشاه المقبور.

وقد استقبل الشعب الإيراني في مثل هذا اليوم مرجعه الديني الذي واظب على تهذيب نفسه وبدأ مراقبة النفس وهو شاب ليتولي قيادة المجتمع الإيراني الذي أحبه من كل قلبه وأثبت ذلك عبر تقديمه كل غال ونفيس.

وقد أثبت الشعب الإيراني ولاءه لهذا العالم الديني المجاهد الورع الزاهد في عام 1962 عندما نهض الإمام بوجه طاغية عصره الشاه المقبور الذي كان قد خطط لتهميش الدين الإسلامي وإلغاء دوره من المجتمع الإيراني عبر قانون لا يؤكد أداء اليمين بالقرآن الكريم.

ووقف هذا الشعب المؤمن إلى جانب إمامه الخميني قدس سره الشريف في عام 1963 الذي فضح مخططات الأمريكان وعميلهم الشاه الذي كان يريد المصادقة على قوانين معارضة للدين الإسلامي فبادر النظام إلى اعتقال الإمام الراحل وسجنه ثم فرض عليه الإقامة الجبرية لمدة 10 أشهر.

وبعد انتشار نبأ اعتقال مرجع الأمة في يوم 5 حزيران عام 1963 شهدت العاصمة طهران ومدن قم ومشهد وشيراز والبلدات المحيطة بالعاصمة تظاهرات خرج الناس فيها إلى الشوارع وهم يرددون هتافات الموت للشاه وتؤكد الاستعداد للشهادة أو الإفراج عن الإمام.

وفتحت أزلام الشاه المجرم نيرانهم على المتظاهرين في المدن التي شهدت التظاهرات العارمة مما أسفر عن استشهاد 4 آلاف شخص وتضرج الشبان بدمائهم ليسجلوا أروع أنواع الولاء والوفاء للإسلام الحنيف وقائدهم الذي كان يريد الدفاع عن الإسلام والعيشة الكريمة للشعب الإيراني.

وبعد الإفراج عن الإمام الخميني طاب ثراه صادق النظام المقبور بصورة سرية على قانون منح الحصانة التامة للأمريكان الذين أقاموا معسكرات تضم آلاف المستشارين العسكريين في عام 1964 فخطب نجل النبي (صلى الله عليه وآله) البار وفضح هذا المخطط ووجّه سهام غضبه المشرف نحو الشاه الذي أمر بإبعاده إلى خارج الوطن.

وعاد محبوب الأمة ومرجع الشعب الإيراني إلى الوطن بعد 13 عاما قضاها في خارج إيران حيث أقام في تركيا لمدة عام و12 عاما في النجف الأشرف حيث ظن الشاه أن إبعاد الإمام عن شعبه ووطنه سيؤدي إلى نسيانه إلا أن رحيل نجله العالم آية الله السيد مصطفى الخميني طاب ثراه أدى إلى إقامة المراسم وذكر فضائل الإمام على المنابر وبالتالي إحياء ذكراه بين الناس.

وبدأت مراسم العزاء التي تحولت إلى تظاهرات ضد النظام الملكي المقبور في شتى المدن الإيرانية وتصور الشاه أن قمع التظاهرات هذه المرة ستؤدي إلى إسكاتها كما كان في السابق إلا أن الإرادة الإلهية شاءت أن تنتصر الثورة الإسلامية بعد العودة الظافرة لإمام الأمة إلى الوطن عزيزا واستقبله الملايين في طهران ليصبح ذلك اليوم خالدا في تاريخ إيران والإسلام.