القائد: يوم القدس.. يوم تجديد العهد والميثاق

2008-09-21

 

19 رمضان 1429هـ

الإمام الخامنئي يوجه نداء بالعربية‌ للعالم الإسلامي

وجّه قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي في صلاة الجمعة بطهران 28 رمضان 1429 هـ خطابا باللغة العربية الى المسلمين كافة خاصة المجاهدين في لبنان وفلسطين اعتبر فيه أن يوم القدس العالمي هو يوم تجديد العهد والميثاق مع قضية فلسطين، وإدانة دول الاستكبار حماة الصهاينة المجرمين.

وقال: السلام على المجاهدين الشجعان في المقاومة الفلسطينية واللبنانية الذين يتحدون الظلم والعدوان، مضيفا: إنَّ الجمعة القادمة هو يوم القدس العالمي.. اليوم الذي يجب أن تنهض فيه الأمة الاسلامية الكبرى للتضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم، وهو يوم تجديد العهد والميثاق مع القضية الفلسطينية وإدانة الاستكبار لما أنزله المستكبرون من ظلم بهذا الشعب المظلوم.

وقال سماحته: إنَّ هؤلاء الذين يدعون أنهم يمثلون العالم المتحضر، مارسوا الظلم ضد الشعب الفلسطيني بما يعجز اللسان والقلم عن بيانه. وإزاء هذه الجريمة الكبرى كانت مسؤوليات على عاتق الدول الاسلامية وحكوماتها.. لو كانت تقوم بها لكان وضع الفلسطينيين بشكل آخر.

وقال قائد الثورة الاسلامية: لا يمكن أن نتوقع من العدو خيرا، لكن المتوقع من الأمة الاسلامية أن ترتفع الى مستوى المسؤولية وأن تفهم بأن تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني هو إنقاذ هذا البلد العزيز من مخالب الصهاينة الدمويين وإعادته الى سيادة الشعب الفلسطيني هو شرط أساس ولازم لنيل الاستقلال الحقيقي وإنقاذ الشعوب المسلمة من تدخل القوى الطامعة المعتدية وعبثها بمقدرات المسلمين. ولا شك أن النصر في المستقبل هو حليف الشعب الفلسطيني وأن هيمنة الصهيونية ستتلاشى تماما بإذن الله تعالى.

وأردف قائلا: لكن الطريق الى هذا المستقبل الحتمي لا يمر إلا عبر المقاومة والجهاد، والفلسطينيون عرفوا ذلك والحمد لله وهاهم يحثون الخطى عليه ويتقدمون نحو الهدف المنشود. وإن واجب حكوماتنا وشعوبنا هو مساعدة هذه المقاومة المتصاعدة الرائعة.

وتابع القائد الخامنئي يقول: إنَّ الحصار الظالم المفروض على غزة اليوم من قبل كيان الاحتلال يحمّل الحكومات والشعوب مسؤوليات كبيرة، حيث ان أدعياء حقوق الانسان يغضون الطرف عن هذه الجريمة الكبرى التي يرتكبها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني بمن فيهم النساء والأطفال والشيوخ المرضى، بل إنهم يدعمون هذه الجريمة.

ودعا سماحته الأمة الاسلامية وحكوماتها وشعوبها الى استثمار كل امكاناتها لمواجهة هذا الظلم الفاحش سواء على صعيد التعاون السياسي والاقتصادي الدولي أو على ساحة التعبير عن العواطف والإرادة الشعبية.

القائد يطالب مصر حكومة وشعبا بفتح المعابر وكسر الحصار على غزة

ووجه القائد خطابه الى شعب مصر الشقيقة وحكومتها، قائلاً: إنني أريد أن أخاطب بشكل خاص شعب مصر وحكومتها مطالبا بالاستجابة لنداء مظلومية الشعب الفلسطيني في غزة وأن يفتحوا المعابر الحدودية أمام إخوانهم ويكسروا طوق الحصار الظالم غير الإنساني المفروض على أهلنا الصابرين المحتسبين بهذه المنطقة.

وفي معرض اشارته الى يوم القدس العالمي الذي حدده الإمام الخميني «رض» آخر جمعة من كل شهر رمضان المبارك، قال سماحته: إنَّ يوم القدس وهو آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يمكن أن يكون يوم إعلان هذه الخطوة المباركة وأن يخلق للعالم الاسلامي ملحمة جديدة. إن الأمة الاسلامية الكبرى دخلت مرحلة جديدة ببركة يقظتها، حيث أدى هذا الوعي الى إفشال مؤامرات الاستكبار الأمريكي في خططه الشرق أوسطية. نعم.. إن أمريكا فشلت في العراق وأفغانستان ولبنان وفشلت في مخططاتها رغم كل حشودها العسكرية وضجيجها الاعلامي. لقد فشلت أمريكا في الإطاحة بنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وطالما بنيت السياسة الأمريكية على منطق القوة وإثارة الحروب؛ فإنها ستفشل بإذن الله في المستقبل أيضا.

وتطرق سماحته الى مقاومة الشعب الفلسطيني ودفاع الشباب اللبناني المؤمن قائلا: لقد دفع هذا الصمود مسؤولي الاحتلال الصهيوني الى وضع يعلنوا فيه يأسهم والتصريح بأنهم وصلوا الى طريق مغلق. وليعلم الشبان في العالم الاسلامي وخاصة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا أن مصير الشعوب رهين بهم وزمامه بيدهم. إن يقظة الشبان المسلمين ونشاطهم اليوم يرسم مصير الأمة الاسلامية فليعرفوا قدر طاقاتهم وليثقوا بالله وبأنفسهم. إن القرآن رسم الطريق فليأنسوا بالقرآن الكريم وليستلهموا منه الدروس. إن الله يدعونا الى التوكل عليه والاستبشار بالمستقبل وأن أي سوء ظن بالمعونة الإلهية هي من صفة المنافقين والمشركين.

وفي الختام دعا سماحته الى إعطاء شهر رمضان حق قدره خاصة ليالي القدر والليالي الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وأضاف: إنَّ وحدة العالم الاسلامي والشعوب الاسلامية أمر مصيري وضروري فاعلموا أن مخطط العدو هو إثارة الخلافات القومية والطائفية واحذروا منها وأن الخلاف بين الدول الاسلامية من المحاور الأساسية لعمل أعدائنا.

وأردف قائد الثورة الاسلامية قائلا: إنَّ الشعب الايراني يقف اليوم أمام الضغوط بكل صمود، حيث أننا نعتقد ونؤمن بأن كل ما يتحقق إنما هو ملك الاسلام والأمة الاسلامية ونتمنى من أعماق قلوبنا أن تحقق ما تصبو اليه من تقدم أمني وأخلاقي ومادي.