الصهاينة العدو الأساسي للجمهورية الإسلامية
2007-08-27
من الطبيعي أن الشعب الإيراني لن يخطئ في معرفة العدو الأساسي. على جميع شعوب العالم أن تعلم أن العدو الأساسي لنظام الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني هم الصهاينة أولاً؛ إذ أنهم يدركون أنّ نظامهم الغاصب في فلسطين نظام مرفوض من وجهة نظر الشعب الإيراني، وغير رسمي وغير معترف به وانه آيل إلى الزوال، وهم أكثر الناس عداء، فأصحاب رؤوس الأموال الصهاينة يمارسون في أرجاء العالم وخاصّة في أمريكا نشاطهم المحموم بما في أيديهم من الإذاعات، والصحف ووسائل الإعلام الأخرى والكثير من الامكانيات، ضد النظام المقدّس للجمهورية الإسلامية وضد الشعب الإيراني. والعدو الآخر هو النظام الأمريكي، وهو الوجه الآخر للعملة، وعداؤه يعزى إلى ما فقده من قاعدة اقتصادية وسياسية كبرى كان قد حسب لها وأعدّها في إيران.
فأي نظام تسلّم زمام السلطة في إيران، وبأي فكر ومنطق ومسارٍ كان، ولم يتصدَّ للأطماع الأمريكية المتزايدة، لم يتعرض لهذا القدر من العداء. وعلى هذا فإنَّ عدونا الأساسي هذان العنصران القذران والخبيثان أي الشيطان الأكبر والصهاينة ولن يخطأ الشعب الإيراني في معرفة عدوّه، واينما يلاحظ عداء في اي مكان فهو من هذين العدوين. وحتى إذا دخل الساحة اسم وفئة وبوق وشخص وحكومة اُخرى، فهو لا يعدو أن يكون فرعياً ومن الدرجة الثانية. العدو الأصلي هم الصهاينة؛ وكذلك الحكومة والنظام الأمريكي الواقع تحت تأثير شركات وباعة ومصدروا السلاح، والناهبين الدوليين، وهم سندهُ ومُدراؤه. هذا هو أساس القضية.
دعم الجمهورية الاسلامية المعنوي للانتفاضة الفلسطينية
توهم الصهاينة انهم قادرون على تنفس الصعداء حالياً . لكنهم لاحظوا وجود موضع في هذا العالم ينادي فيه الشعب والحكومة بصوت واحد بفضل راية الإسلام وحكومته وإيمان الشعب بالقرآن وأحكامه ، وبفضل شجاعة هذا الشعب وعدم مبالاته بالقوى العظمى والاستكبار ان الحكومة الصهيونية الغاصبة يجب ان تخرج من أرض فلسطين .
لقد أدى هذا الصمود الذي أبداه الشعب الإيراني وحكومته الإسلامية إلى ان تسري الدماء في الشرايين الجافّة للانتفاضة الفلسطينية ، ويتكون لدى الشباب الفلسطيني أي الجيل الثاني والثالث بعد الاحتلال وعي حقيقي لتتواصل الانتفاضة بطابعها الإسلامي .
ولا يخفى عليهم ما يعنيه استمرار انتفاضة الشباب الفلسطيني داخل فلسطين والمناطق المتاخمة للأرض المحتلة من خواء السلام الذي وقعوه مع العرب وان كل تلك المفاوضات كانت جوفاء لا معنى لها ، وان جميع جهودهم باءت بالفشل ، وهذا ما أدركوه جيداً .
العدو الأساسي للشعب الإيراني هو أمريكا من جهة والصهاينة من جهة اُخرى ، وهما قادران على حشر أطراف اُخرى في تلك الجبهة ضعفاً أو مجاملة أو بسبب ما عليهم من ديون . وأولاء على جميع الأحوال أعداء من الدرجة الثانية .
الصهاينة تستهدف ضرب الجمهورية الاسلامية
ان اي تحرك عدائي يصدر اليوم من خصومنا، واي عمل من جانب الأعداء وهم أمريكا والصهاينة بالدرجة الاولى يستهدف ضرب هذه الثورة وعزل الشعب عنها، سيؤدي حتماً إلى رص صفوف هذا الشعب وايجاد مزيد من التلاحم بين قلوب أبنائه، ويجعل الخطى أكثر رسوخاً، والمحبّة لهذا الحكم أكثر، والعداء لأمريكا والصهاينة أشد.
يوم القدس والقضية الفلسطينية
لقد انصبت مساعي الأعداء على إبعاد هذا الشعب عن ساحة الثورة ، وكان الرد صريحاً وقاطعاً وحازماً من قبلكم على مدى السنوات التي اجتازتها هذه الثورة ، وفي جميع الميادين التي تتطلب حضوراً جماهيرياً . ونموذج ذلك هو حشدكم الهائل في آخر يوم جمعة من شهر رمضان ، وهو يوم القدس . ومن المدهش ان مشاركة الناس في السنة الثامنة عشرة لاعلان يوم القدس كان أكثر من السنة السابعة عشرة ، وكانت المشاركة في السنة السابعة عشرة أكثر من السنة السادسة عشرة . فياله من تحرك ويالها من همّة وياله من لطف إلهي على هذا الشعب العظيم .
هل أنّ تلك الجموع المليونية في يوم القدس كانت عبارة عن ركّاب حافلة جمعتهم الحكومة هناك ؟ ! انظروا كم قلوبهم مليئة بالحقد والغيظ . فلو انهم لم يروا الحقيقة ولم يغضبوا منها ، لما كان رد فعلهم على هذه الشاكلة . هذه الأخبار الكاذبة تعكس عمق غضبهم وغيظهم من حضوركم في الميدان السياسي ، وغداً أيضاً سيملأ الغيظ قلوبهم الطافحة بالحقد على هذه الثورة ، وذلك بفضل اللّه وعونه .
وبالتزامن مع هذا الوعي الجماهيري وانجذاب الشعوب إلى الثورة وإلى الشعب الإيراني الثوري تفاقمت أيضاً الهجمة التآمرية من الأعداء ، ولكن من غير جدوى؛ فلو كان مقدراً لتآمر العدو ان ينجح ، لكان قد نجح . ولكنكم تلاحظون بفضل اللّه ان مؤامراته لم تبلغ أغراضها . غير انه ومع كل هذا لازال يتآمر؛ واحدى مؤامراته هي غرس بذور الخلاف بين البلدان الإسلامية وإلهاء الكثير منها واشغالها باُمور تافهة وصرف أنظارها عن أشياء عظيمة ومهمة، وخلق اسباب وذرائع الجدل والخصومة بين هذه البلدان لأجل حرف عدائها عن الصهاينة وهم الأعداء الحقيقيون للعالم الإسلامي . وهذه الأعمال تجري في كل ارجاء العالم وغير محصورة في نطاق منطقتنا ، غير أنّ ذلك في منطقتنا أشد مما في سواها .
الصهيونية العدو اللدود للجمهورية الاسلامية
يجب على مسؤولي الجمهورية الإسلامية ومن دون اكتراث لإعلام الصهاينة وعملاء الاستكبار العالمي ، وبالاعتماد على هذا الشعب العظيم واستثمار هذه الثروة من العزم والإرادة الوطنية التي يتمتع بها الشعب الإيراني ، أن يعزموا على بناء هذا البلد بأنفسهم بشكل مستقل لتسود القيم فيه.
من الخطأ ان يستفسر المرء عن حاله من الآخرين، البعض اعتاد على سماع ما تشيعه الوكالات الخبرية التابعة للصهاينة والمستكبرين والرأسماليين المناوئين للإسلام والمسلمين والنظام الإسلامي، من أخبار عن إيران. ومن الواضح ان هؤلاء أصحاب الوكالات المذكورة لا يستسيغون التصريح بالحقيقة، بل وليس باستطاعتهم ادراكها، وهم لا يعرفون شعبنا وبلدنا ونظامنا ومسؤولينا وشخصياتنا.
أعداء هذا الشعب؛ وأعني الأمريكيين والصهاينة أكبر وألد أعداء الشعب الإيراني هم أمريكا والكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين لا يتورعون عن القيام بأي عمل يلحق الضرر بالشعب الإيراني. وانني كلّما أُقارن بين ما يبذلونه من محاولات محمومة على الصعيد الدولي، وبين الجهود المخلصة والمؤمنة التي يبذلها الشعب الإيراني، أجد ان الإرادة الإلهية قد قضت بافشال كل مساعيهم الهادفة إلى التغلّب على هذا الشعب، بل ان هذا الشعب هو الذي سيتمكن في نهاية المطاف من تركيع الأعداء في كافة الميادين.
عدم اعتراف الجمهورية الاسلامية باسرائيل
ان عداء الشيطان الأكبر لايران الإسلام نابع من ان اقامة الجمهورية الإسلامية وادارة بلد واسع ذات كثافة سكانية كبيرة وتتمتع بثروات مادية ومعنوية لا تنضب تزرع الأمل والعزة والعظمة في نفوس المسلمين.
بعد مضي 19 عاماً من اقامة الجمهورية الإسلامية في إيران يرى العالم بأسره مؤشرات الأمل في سلوك الشعوب الإسلامية، وكلما مضى الزمن نرى اندحار العالم الاستكباري أمام هذا الموج الضخم المتواصل وازدادت روح الأمل في النفوس.
يقظة الفلسطينيين وبدء عملياتهم التحررية الجهادية بشعارات إسلامية أمام الصهاينة الغاصبين.
وسوف لن نعترف أبداً بالعدو الصهيوني الذي أقام الدولة الغاصبة المحتلة في أرض فلسطين الإسلامية ولا نخفي اعتقادنا بضرورة ازالة هذه الدولة المحتلة واقامة دولة من أبناء الشعب الفلسطيني نفسه، وسوف نعتبر أمريكا التي هي الشيطان الأكبر ورأس فتنة الاستكبار عدونا ما دامت ملتزمة بسلوكها الحالي ولا نمد لها يد الصداقة اطلاقاً.
افتخار الجمهورية الاسلامية بدعمها للفلسطين
دأبوا سنوات متمادية على اتهام إيران برعاية الارهاب. فكُنا نقول حينذاك ان المقصود من وراء قولهم «إن الحكومة الإيرانية ترعى الإرهاب» هو أنها تدعم كفاح المناضلين الفلسطينيين، وهذا هو ما يسمونه هم برعاية الإرهاب. هل المناضل الفلسطيني ارهابي.. حتى يسمّون دعمه دعماً للارهاب؟! لقد أكدنا نحن هذا فيما سبق مرّات عديدة، وها هم اليوم يصرحون به بأنفسهم علانية. وهذا يدل على ان الاستكبار العالمي، والأجهزة الدعائية العالمية، تضطر أحياناً للتصريح علانية وبلا حياء بالحقائق التي كانوا يسترونها.
لقد جاءت حفنة من الصهاينة واغتصبت بلداً وشرّدت أهله واقامت حكومة جائرة أنزلت بأهالي ذلك البلد ألوان المصائب والمِحَن، وحينما يحاول أبناء ذلك الشعب اطلاق اية صرخة، أو ابداء أي رد فعل صغير، يسمّون ذلك ارهاباً!
إذا كان هذا هو معنى الارهاب فنحن نفتخر بدعمنا للمناضلين الفلسطينيين، بل وان من واجبنا مقارعة الباطل. والحكم في هذا متروك للمنصفين في العالم.
عدم تعامل الجمهورية الاسلامية مع اسرائيل
فنحن لا نميل إلى عدم التعامل مع الدول الأُخرى؛ إننا نسير وفقاً للأُصول، ولدينا علاقات مع العالم كلّه. إلا اننا لا نتعامل مع دولتين فقط احداهما اسرائيل، والأُخرى أمريكا وذلك لمواقفها العدائية ضدّنا وفي نهجها السلطوي في التعامل معنا، ولولا اسلوبها التسلطي لكانت لنا علاقات معها [أمريكا] أيضاً، لكننا على بيّنة ومعرفة تامّة باتباعها لهذا النهج التسلطي.
دفاع الجمهورية الاسلامية عن الشعب الفلسطيني
يجب ان لا يتوهم زعماء الاستكبار في العالم وحدة إيران وغربتها في موقفها المدافع عن فلسطين، فهم كثيراً ما يحاولون الايحاء بهذا التصور، ولكن ليعلموا ان إيران ليست وحيدة. فجميع الشعوب الإسلامية قلوبها تنبض بهذه الروحية وبالرغبة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وانقاذ فلسطين. وهذا هو نمط التفكير الذي يتبنّاه المثقفون والعلماء والأكابر وكبار الساسة والمسؤولين في العالم الإسلامي. فنحن إذن لسنا وحدنا على هذا الطريق، وحتى إذا كنا وحدنا لصمدنا. ومن الخطأ التصور بأن إيران تتبنى هذا الموقف لوحدها.
الشعوب بأجمعها قلوبها معنا بسبب كراهيتهم للصهاينة، وبسبب كراهيتهم لحماة الصهاينة. الصهيونية أُطروحة فاشلة في العالم كلّه. لقد توهموا انهم يستطيعون القضاء على الشعب الفلسطيني وايداع القضية الفلسطينية في ملف النسيان. إلا انهم لم ولن يستطيعوا ذلك.
عدم تخلي الجمهورية الاسلامية عن فلسطين
يلاحظ اليوم إن البعض يتوجّه باللائمة إلينا بسبب بحثنا للقضية الفلسطينية على اعتبار أنها قد انتهت وأغلق ملفّها. وأنا أقول إن هذه القضية لم تنته قط ولن يبقى الفلسطينيون أصحاب الأرض وأولادهم خارج أرضهم إلى الأبد، كما يتوهمون، أو إذا كانوا في داخل أرضهم يعيشون كأقلية مقهورة ومضطهدة، ويبقى أولئك الغاصبون الأجانب فيها. فهذا شيء غير ممكن. فحتى البلدان التي اخضعت مائة سنة لتسلط قوّة أخرى كما هو الحال بالنسبة لقزاخستان وجورجيا وهما من بلدان آسيا الوسطى التي استقلت حديثاً كان بعضها خاضعاً للاتحاد السوفيتي، وبعضها الآخر كان خاضعاً لروسيا قبل ظهور الاتحاد السوفيتي. فهذه البلدان نالت استقلالها من جديد وعادت إلى أهاليها وشعوبها. ولهذا فلا يُستبعد بل من المحتم أن فلسطين ستعود للشعب الفلسطيني وسيقع هذا الأمر بإذن الله. ومعنى هذا أن القضية الفلسطينية لم يُغلق ملفها، والتصور بأنها انتهت وختمت، تصور خاطئ.
لقد عرفت الدنيا بأسرها استقلالية مواقفنا، فلسنا تبعاً لأيّة قوة في العالم؛ فلاحظوا نظامنا وحكومتنا؛ في أي من مواقفهما السياسية وخطواتهما استلما الإشارة من قوة ما وعملا في ضوئها التزاماً بالعمل وفقها؟ مثلما تشاهدون في سائر البلدان حتى الأوربية منها، وإن لم تكن هنالك قدرة سلطوية تفرض عليها بالقوة بشكل واضح كما يحصل لبعض الدول الصغيرة، بيد أن عصابات السلطة تمسك بكل شيء هناك والكلمة فيها للّوبي الصهيوني والأثرياء الصهاينة فهل تتصورون أن ما تشاهدونه من مواقف تصدر عن هذا الرئيس أو ذاك حيال قضية حفنة من اليهود إنما هي تمثل مواقف ذلك الرئيس أو حكومته؟ كلا فالأمر ليس كذلك، بل هي التأثيرات الناجمة عن نشاط حفنة من أثرياء الصهاينة وتلقيناتهم حيث يملون عليه أن نفّذ هذا الإيعاز وقم بذاك العمل.
وعليه فإن ما أريد قوله هو أن هذا الثبات والصمود بوجه القطبية العالمية الجديدة كما هو شأن صمودنا بوجه القطبية السابقة ربما يثير المصاعب لنا، غير أنه يمثل أحد أسس النظام ومحاوره ومسألة من المسائل الجوهرية وتحدّياً وقضية من القضايا تثير حساسية الأعداء ضد النظام الإسلامي.
رؤية الجمهورية الاسلامية للقضية الفلسطينية
لقد تميّزنا بالاستقلال فيما نرتئيه حول القضية الفلسطينية، والحركات الإسلامية في العالم، وما كنّا نبديه حول لبنان لم يلقَ قبولاً كاملاً من لدن أحد في العالم، لكننا تمسكنا به، وها أنتم اليوم تشاهدون كيف ذاع صيته عالمياً.
أمّا فيما يتعلق بقضية الشرق الأوسط المهمة حيث تعد القضية الفلسطينية منذ ثلاثين أو أربعين عاماً في طليعة القضايا العالمية فقد انفردنا بكلمتنا واستقلالنا، ولم يكن لدينا استعداد لقبول النماذج التي يمليها الآخرون. وسبق أن رفعت دول الجوار نفس الشعارات غير أنها اضطرت فيما بعد للاستسلام لتلك المشاريع التي أمليت عليها تحت وطأة المشاكل التي كانت تعانيها بالفعل مع بعض الاختلاف. وإنكم تلاحظون أن هذا الانعطاف وهذا التوجه لم يعالج أيّة مشكلة من مشاكلهم كما أنه لم يعالج أيّاً من مشاكل الفلسطينيين؛ فلم يؤدّ هذا التوجه المهين والخنوع المذل أمام ضغوط الأمريكان والصهاينة إلى معالجة أيّ من مشاكلهم.
وعليه فإن ما أريد قوله هو أن هذا الثبات والصمود بوجه القطبية العالمية الجديدة كما هو شأن صمودنا بوجه القطبية السابقة ربما يثير المصاعب لنا، غير أنه يمثل أحد أسس النظام ومحاوره ومسألة من المسائل الجوهرية وتحدّياً وقضية من القضايا تثير حساسية الأعداء ضد النظام الإسلامي.
لقد تميّزنا بالاستقلال فيما نرتئيه حول القضية الفلسطينية، والحركات الإسلامية في العالم، وما كنّا نبديه حول لبنان لم يلقَ قبولاً كاملاً من لدن أحد في العالم، لكننا تمسكنا به، وها أنتم اليوم تشاهدون كيف ذاع صيته عالمياً.
انظروا المعطيات التي أفرزها اسم الإسلام والشعار الإسلامي والسياسة الصريحة التي نتبناها؛ فكل ذلك أوقع الصهاينة في خضمٍّ من المشاكل، فيما أحيا الهوية الإسلامية وبعث النشاط في نفوس المسلمين، إذ أخذوا يشعرون بكيانهم؛ فلقد كان عدد المسلمين في بعض الدول الأفريقية وقد زرت بعضها عندما كنت رئيساً للجمهورية يبلغ عدة ملايين، غير أن الحكومات لم تكن تعلن عن عددهم بصراحة، فإذا كان عدد المسلمين مثلاً أحد عشر مليوناً فإنهم يدعون وجود مليون ونصف المليون! إذ كانوا يتكتمون على الأمر، بل انهم يهملون المناطق التي يقطنها المسلمون، لكن أوضاع المسلمين أخذت بالتغير بعد قيام الجمهورية الإسلامية، إذ استطاعوا العثور على هويتهم الإسلامية، وجرى الاهتمام بحقوقهم إلى حد كبير مما ترك أثراً ظاهراً على المستوى الدولي، فتحول ذلك إلى عمق استراتيجي للجمهورية الإسلامية. لاحظوا أن رفع الشعار الإسلامي وراية النهضة الإسلامية في الوقت الذي يثير العداء ويعدّ مصدراً للتهديد من ناحية، فهو من ناحية أخرى يمثل مدعاة لحصول نظام الجمهورية الإسلامية على عمق استراتيجي على المستوى العالمي.
الشباب الايراني والقضية الفلسطينية
رغم ما تعانيه البلدان الكبرى ذات الاقتدار السياسي من انسياق جيل الشباب فيها إلى الفساد والإدمان والانحراف، شاءت ذلك أم أبت فإننا في عالم كهذا نجد أن جيل الشباب في بلادنا يضم كوكبة عظيمة من الفتية والفتيات الذين نشأوا على حب المشاركة الفعالة والهادفة في ميادين العلم والدين والجهاد والسياسة وساحات استعراض القوة والنشاط بشكل أذهل العالم وأدهش الدنيا، وهو ما يجعلنا نتوجه إلى الله تعالى بالشكر والحمد. وإنني لأشكر الله تعالى على وجودكم وحيويتكم وطاقتكم وإيمانكم واستعدادكم يا أبنائي الأعزاء.
إن هذه الدورة التدريبية والثقافية التي تقام اليوم جاءت في وقت يرفع فيه الكثيرون من شباب الأمة الإسلامية راية الجهاد في فلسطين وفي القدس الشريف، وقد هبّوا للجهاد والدفاع عن كرامتهم وهويتهم وكيانهم بكل ما لديهم من النفس والمال، بينما نشطت الحشود الغفيرة خارج فلسطين في البلدان الإسلامية الأخرى وقد رفعت شعار المقاومة باسمهم ومن أجلهم وتضامناً معهم وإعلاناً عن الحضور في الساحة. وفي مثل هذه الظروف تماسكت عرى هذه الدورة العظيمة التي ضمّتكم هاهنا معاً.
الجمهورية الاسلامية تدرك المسؤولية تجاه القضية الفلسطينية
لقد أدرك شعبنا العزيز قضية فلسطين بكل كيانه وشعر بالظلم الذي يلحق بالعالم الإسلامي، وأدرك المسؤولية الملقاة على عاتقه في هذا المجال، وكان لحكومة الجمهورية الإسلامية قصب السبق في هذا الجانب، حيث شعرت بمسؤوليتها وأدت ما بوسعها، ومن المسلّم به أن ستكون لذلك نتائج كبرى، على أمل أن تلمس الدول الإسلامية تدريجياً ونحن نشاهد امارات ذلك بعض الحقائق، ولقد أخذ بعضها بالاقتراب من صلب القضية ويقترب في مسيرته من الواجب الملقى على عاتق الأمة الإسلامية.
فإن انقاذ فلسطين والقضاء على الدويلة الصهيونية الغاصبة قضية تنسجم ومصالح شعوب المنطقة، ومنها مصالح بلدنا العزيز إيران، وان الذين وضعوا مقارعة النفوذ الصهيوني والتصدي له في جدول أعمالهم منذ اليوم الأول لانتصار الثورة الإسلامية إنما التزموا ذلك بعد تمعّن وتدقيق.
لقد اتُّخذ هذا النهج في ضوء المصالح العامة للجمهورية الإسلامية في إيران والشعب الإيراني، وهكذا شأن سائر الدول؛ فجميع المثقفين والسياسيين ذوي الأفكار الحرة في الدول الإسلامية ومَن لم تتدنّس أيديهم بالعمالة لأمريكا يرون وجوب التصدي لإسرائيل؛ أي أنهم يرون ذلك جزءاً من مصالح بلدانهم.
موقف الجمهورية الاسلامية تجاه الكيان اللقيط
لقد أفصحت الجمهورية الإسلامية في إيران منذ اليوم الأول عن موقفها تجاه هذا الكيان اللقيط، فطالما صرّح الإمام الراحل والمسؤولون في البلاد ولطالما أكدنا أنه يجب استئصال هذه الغدة السرطانية إسرائيل من المنطقة. ولهذا المبدأ معياره الإنساني الذي يحظى بالقبول أيضاً، ويتمثل في عودة جميع أبناء الشعب الفلسطيني لا أولئك الناس الذين قدموا إلى فلسطين من شتى بقاع الدنيا الذين يعيشون في المجتمعات وسائر دول العالم إلى فلسطين، فهم الذين يتحملون مسؤولية إقامة دولتهم وتقرير مصيرهم، وليس هنالك فلسطيني سواء كان مسلماً حيث أن الأغلبية من المسلمين أو مسيحياً أو يهودياً حيث يشكلون الأقلية يرتضي أو يسمح بأن تأتي شرذمة من صعاليك أزقّة لندن أو العوائل السائبة في موسكو أو أمريكا ليقيموا دولة في فلسطين ويتحكموا بأبنائها؛ ومن البديهي أن الشعب الفلسطيني والعالم الإسلامي يرفضان أن تأتي تلك الحفنة من الأراذل الذين لا يحسنون سوى الاعتداء والضرب والعمل بما يمليه الصهاينة واليهود للتحكم بفلسطين، فهذا مما يرفضه الفلسطينيون والعالم الإسلامي أيضاً.
الجمهورية الاسلامية والقضية الفلسطينية
الجمهورية الاسلامية وحل مسألة فلسطين
اعلان طريق مشخص لحل مسألة فلسطين من قبل الجمهورية الاسلامية يتمثل في انحلال النظام الصهيوني الغاصب واقامة دولة فلسطين من الفلسطينيين انفسهم والتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين.
الجمهورية الاسلامية ورفض العلاقات مع اسرائيل
لقد علمنا الإمام ان الجمهورية الإسلامية تستطيع بل يجب ان تكون لها علاقات صحيحة مع الدول على مستوى العالم اجمع.
وبالطبع فالعلاقة مع أمريكا مرفوضة لإنها دولة مستكبرة ومتجاوزة وظالمة وفي حالة حرب وصراع مع الإسلام والجمهورية الإسلامية. وكذلك نرفض العلاقة مع النظام الصهيوني والنظام العنصري في جنوب افريقيا. اما فيما يتعلق بالدول الاُخرى فالاصل هو إنشاء بوابط مع ملاحظة مصالح نظام الجمهورية الإسلامية.
موقف الامام الخميني من القضية الفلسطينية
مسألة الصراع مع اسرائيل لها وضع خاص في منطق وطريقة وتخطيط الإمام.
ففي نظر الإمام مسألة الصراع مع الصهاينة من الأصول التي لا يجوز غض النظر عنها من قبل الشعوب الإسلامية بأيّ وجه. وذلك لأن الإمام العظيم قد شخّص بدقة الدور المخرّب والهدّام لهذا الكيان المفروض لسنوات قبل الثورة.
الجمهورية الاسلامية ورؤيتها للقضية الفلسطينية
امّا في قضية فلسطين، فواقع القضية هو ما بينته الجمهورية طوال السنوات الماضية صريحاً وبالدليل وهو ان مجموعة عميلة للقوى العظمى جاءت بالاعتماد عليها واغتصبت ارض فلسطن ولا أحد ينكر ذلك، فكم هم ابناء فلسطين بالأصليين من بين عدة ملايين صهيونيي يعيش اليوم في الاراضي المحتلة؟ آبائهم كانوا في فلسطين او ولدوا هم هناك؟ ان الصهاينة غرباء تجمعوا من مختلف اصقاع الدنيا في فلسطين المحتلة لتحقيق أهداف القوى الاستكبارية المشؤومة، أليس هذا اغتصاب وظلم؟ أليس هذا مرفوض ومستنكر من قبل جميع الأحرار ودعاة العدالة في جميع انحاء العالم؟ فان قلنا ان الصهاينة ظلمة ومغتصبون نطقنا خلاف الواقع؟! فهل يعتبر من يجاهد دفاعاً عن ارضه ووطنه مثلما يقوم به شعب مظلوم ومغصوب حقه في فلسطين لسنوات طويلة ارهابياً أو يعتبر بطلاً؟ فقد كررت الابواق الاستكبارية الرسمية التي في قبضة الصهاينة في مختلف انحاء العالم ولسنوات مديدة ان هولاء ارهابيون وغيرها من العبارات ثم هيأوا كل هذه الترتيبات منذ سنين وسمّوها صلحاً الآن، أحقاً هذا صلح؟ ثم يقوم من يدّعي معرفة الإسلام ويقول ان الإسلام والقرآن دعونا الى الصلح؟؟ أصلح هذا ان يُظلم شخص ثم يجبر على الصلح دون أي تنازل من الظالم؟ ان هذا عار واستسلام ورضوخ يحرمّه الشرع الإسلامي ويذمّه.
مطالبة الجمهورية الاسلامية بعودة الأرض الفلسطينية
ان الجمهورية الإسلامية في إيران أكدت مراراً على لسان امامها العظيم والشعب الإيراني ان مرور الزمن لن يفقد الحق مصداقيته الحق ولن يكسب الظلم شرعية، فقبل 45 عاماً وقع ظلم واغتصبت ارض فلسطين، لهذا يستوجب عودة الارض الفلسطينية دون قيد أو شرط الى الشعب الفلسطيني.
وهذه من خصائص الجمهورية الإسلامية ان تصمد بوجه الازمات المفتعلة والدعايات التي يثيرها الاستكبار العالمي دعهم يقولوا سوف ننزوي، فهل يجب السكوت امام الضجيج والقلاقل التي تثيرها القوى الاستكبارية الوقحة لاظهار الباطل حقاً؟؟ فما معنى الحكومة الإسلامية اذاً؟ فمن الطبيعي ان ننزوي بين اناس لا يعرفون في منطقهم سوى الظلم والقوة «إنْ يتخذونك الاّ هزواً» ألم يكن رسول اللّه (ص). منزوياً عندما بدأ دعوته؟ ألم يكن امامنا العظيم منزوياً وغريباً في بيته في عصر الطاغوت؟
ان الحكومة الإسلامية تمتلك الشجاعة والشهامة لقول الحق وهي لاتخشى ابداً أمريكا والقوى الاستكبارية في العالم، وهذه هي نقطة افتراقنا مع الدول الضعيفة والعميلة.
الجهورية الاسلامية ورفض التسوية مع اسرائيل
(قول الزور) هو ذلك الحديث الباطل الذي يسيء الى الجمهورية الاسلامية، لأنّ الجمهورية الإسلامية رفضت سيادة الصهاينة على فلسطين الاسلامية ورفضت كلّ تسوية يقوم بها حفنة من الفاسدين المطرودين مع الغاصبين، وأدانت التدخل الأمريكي الهيمني في البلدان العربية، واستنكرت خيانة بعض حكام العالم الاسلامي شعوبهم المسلمة إرضاءاً لأمريكا والصهيونية، ودعت المسلمين الى معرفة قوتهم الكبرى التي لا تقوى أية قوة كبرى اليوم أن تصمد بوجهها، وقرّرت انّ المعرفة الاسلامية وأحكام الشريعة قادرة على إدارة البلدان الإسلامية، وحذّرت من غزو الثقافة الغربية للبلدان الاسلامية ممثلة في التعرّي والسكر وزلزلة الإيمان.. وبعبارة موجزة أصرّت على اتّباع القرآن.
واليوم، فانّ أي بلد من البلدان الإسلامية يعلن صراحة مثل هذه التبنيات والمواقف، أي يرفض إسرائيل الغاصبة ويرفض التدخل الأمريكي المتغطرس، ويرفض الانغماس في الخمور والتحلل والفساد الجنسي والاختلاط، ويرفض اختلاط الجنسين، ويرفض خيانة المداهنين للصهاينة، ويدعو المسلمين الى الوحدة والمقاومة أمام القوى الكبرى والى تطبيق الأحكام الإسلامية في الحكم والاقتصاد والسياسة وغيرها من مجالات الحياة.. أي بلد يفعل ذلك سيتعرض لنفس الاعلام المعادي الموجّه اليوم ضدّ إيران الاسلام، وستمتليء الدنيا بنفس هذه التهم والسباب والشتائم ضدّ ذلك البلد وزعمائه، كما انّ وكالات الأنباء الاستكبارية والصهيونية وإذاعات أمريكا وبريطانيا ومن لفّ لفّها ستوجّه إليه نفس هذا التطبيل والتزمير، وهذا هو قول الزور الذي قرنه الله سبحانه بالشرك.
موقف الجمهورية الاسلامية الشجاع من القضية الفلسطينية
انّ وضع الاستقطاب السياسي في العالم وتسلّط القوى الاستكبارية توجبان على الشعوب والحكومات حسب تصوّر البعض أن تكون جميعها تابعة ومنقادة للقوى الكبرى في العالم؛ التي تتمثل اليوم بأمريكا والدول المتحالفة معها والدائرة في فلكها. وقد سقط في هذا الامتحان كثير من الحكومات والشعوب وفتحوا الطريق أمام التسلّط الاستعماري على خيرات بلدانهم. إلاّ أنّ الجمهورية الإسلامية وقفت بصمود وتصدّت بشجاعة لهذه الفكرة الظالمة الناشئة من خوف البعض وتصاغرهم أمام الدول المتنفّذة في العالم.
وببركة هذا الصمود فإنّ الجمهورية الإسلامية لها موقف من القضية الفلسطينية لا يجرؤ الآخرون حتى على سماعه فضلاً عن اتّخاذ موقف مماثل له. وهذا الموقف القاطع يتمثّل في إعلانها الصريح بأنّ فلسطين لا يمتلكها إلاّ الشعب الفلسطيني وانّ الكيان الصهيوني هو كيان غاصب لا يمتلك أيّة مشروعيّة. وعلى هذا فإنّ مفاوضات السلام التي تجري حول القضية الفلسطينية ليس لها أيّة قيمة ولا أيّ اعتبار؛ لأنّها خلاف للحقّ وخلاف للمبادئ السليمة.
عدم سكوت الجمهورية الاسلامية عن الجرائم الصهيوينة
ما هذا التوقّع الخاطئ والأحمق لأمريكا وبعض الدول الحليفة لها بأنّ الجمهورية الإسلاميّة ستقف متفرِّجة لا تبالي بما يرتكبه الصهاينة القتلة والبعيدين عن المشاعر البشريّة وبدعم أمريكي مباشر بأصحاب الأرض الحقيقيين في فلسطين؟!!
اطلبوا هذا الأمر من الأنظمة العميلة لكم كما قلنا. كيف يتأتّى لإنسان أن يسكت أمام هذا الظلم العظيم فضلاً عن أن يوقِّع عليه؟ وتشاهدون كيف أنّ أمريكا والدول الحليفة لها المدّعية بإقامة سلام شامل في المنطقة ترسل الأساطيل والبوارج ومئات الطائرات إلى الخليج الفارسي.
الجمهورية الإسلامية تهدف لاقتلاع جذور الصهاينة
يتّهموننا بالإرهاب، فما هو دليلكم على أن إيران دولة إرهابية؟ وتقوم بتصدير الإرهاب؟ فيقولون لاحظوا ماذا يفعل الناس في لبنان وفلسطين. حسناً فما هي علاقة ذلك بإيران؟ في فلسطين هناك مجموعة عرفت مسؤولياتها. نعم لاشك في أنّها استلهمت تلك الروح من الثورة الإسلامية.
وأمّا الصهاينة فلهم الحق في معادتنا أيضاً، إنّنا نقول يجب اقتلاع جذور الصهيونية من منطقة الشرق الأوسط. الصهيونية التي قالت عنها الجمهورية الإسلامية كراراً بشكل رسمي وقاطع، وستبقى تقول بأنّها يجب أن تُمحى من الوجود. فهل تريدون منها أن لا تكنّ العداء للثورة الإسلامية. هذه هي حقيقة القضية.
أمامنا عمل كثير لتحقيق الحكومة الإسلامية، لكنّنا في طريق تحقيقها، نقول ذلك كاُمنية عظمى وهدف أسمى. فهل تريدون أن يرضى الصهاينة المعاندين عبيد الدّنيا والقساة والمخالفين للإسلام والبشريّة والعنصريين عن النظام الإسلامي؟ بل واضح أنّهم يغضبون، لكن لماذا يتأذّى الإنسان المسلم من ذلك؟!
موقف الجمهورية الاسلامية من الحكومات التي تسالم اسرائيل
إنّ أهمّ دوافع العداء تجاه إيران الإسلام منذ عصر حياة الإمام الراحل ( قده) حتى اليوم تتلخّص في أنّ إيران أخذت من الإسلام وحده معياراً لسياساتها على أساسه تقبل وعلى أساسه ترفض، كلّ المواقف السياسية تستمد مشروعيتها من الإسلام، ترفض تسوية الحكومات مع الصهاينة؛ لأنّ هذه التسوية تعني بقاء الشعب الفلسطيني مشرداً وبقاء الوطن الفلسطيني محتلاً بيد الأعداء، تساند أبناء الاُمة في فلسطين والبوسنة وطاجيكستان وأفغانستان وكشمير والشيشان واذربيجان والجزائر وسائر الشعوب المظلومة المسلمة؛ لأن القرآن أمر صراحة بحماية المستضعفين، إذ قال: {وما لكم لا تقاتلونَ في سبيل اللّه والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً } (سورة النساء: آية 75)، إنّهم يكنّونَ العداء لإيران لأنّها تعارض سيطرة أمريكا ونفوذها وتدخّلها في البلدان الإسلامية وكل البلدان المظلومة؛ لأنّ القرآن الكريم قال: {لا تتخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء تُلقون إليهم بالمودّة} (سورة الممتحنة: الآية 1). أقامت نظامها القانوني على أساس أحكام الإسلام؛ لأنها تؤمن بأنّ تحقّق العزة والاستقلال والرفاه والكمال المادّي والمعنوي لشعب من الشعوب إنما هو بالعمل بأحكام الإسلام.
كل هذا دفع برؤوس الاستكبار بتحريض ودسّ من المتآمرين الصهاينة على اعتبار إيران الإسلام عدوهم الأول وإلى أن يناصبوها العداء ما وسعهم ذلك.
الضغوط التي تتحملها الجمهورية الاسلامية من اجل القضية الفلسطينية
إنّ جميع الشعوب والحكومات والشخصيات السياسية تشاهد اليوم نظام الجمهورية الإسلامية المقدّس يقول بكل قوة (لا) لجميع المطالب والضغوط الأمريكية، ويرفض التوقيع على جرائم أمريكا المستكبرة ووليدها الكيان الصهيوني.
وهذا موقف شجاع وبطولي، وليس أمراً سهلاً ابداً، وأنّ من يفهم الموقف الدولي ومنهم رؤساء بعض الدول ومسؤولوهم السياسيون والمصلحون يقدّرون هذا الموقف لشعبنا رغم خبثهم وعدائهم للنظام الإسلامي، لكن رغم ذلك فإنّ عظمة النظام الإسلامي والحكومة الإسلامية قد بانت لهم نتيجة موقف الرفض العظيم والراسخ. كل ذلك ببركة هذا التعاضد بين التعبويين وحكومتهم، وببركة تواجد هؤلاء التعبويين في كافة أرجاء المجتمع.
عدم تخوف الجمهورية من الكيان الصهيوني
فمن هو عدو الجمهورية الإسلامية الرئيس؟ إنّ عدونا الرئيسي في العالم اليوم هو الصهيونية والاستكبار، فإنّ أساس قضية العداء مع الإسلام ونظام الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني هم الصهاينة والاستكبار.
إذن حالياً على رأس قائمة أعداء هذا الشعب من الأجانب والذي ينحصر جهادنا الأساسي الخارجي معهم هو النظام الفاسد والمعتدي والخبيث للصهاينة الجاثمين على فلسطين المحتلة ومن ورائه النظام الأمريكي. فالولايات المتحدة الأمريكية بطولها وعرضها وتطورها العلمي وسعتها وضخامة شعبها ما هي إلاّ اُلعوبة بيد الصهاينة، وهي بمثابة نمر يُمسك قياده كلب يوجّهه حيث شاء، فإذا أراد الرئيس الأمريكي أن يتخذ قراراً ضد الجمهورية الإسلامية فعليه أن يراجع تجمع الصهاينة الأمريكيين ويقدم تقريره، ومن ثم يذاع إلى العالم، وهذا عار على الاُمة الأمريكية.
هؤلاء هم أعداؤنا الأساسيون. طبعاً تمارس ضدنا في بقية أنحاء العالم خصومات واعتداءات إلاّ أنّها ليست بتلك الأهمية ولا يمكن عدّها مشكلة أساسية. ومن هذا النوع القضية الأخيرة لجهاز القضاء الألماني إذ قام بحركة قبيحة وبغيضة جداً لصالح الصهاينة. طبعاً الحكومة الألمانية تقف جانباً وتقول: إنّ هذه الاُمور ترتبط بجهازنا القضائي. ونحن نعلم وهم يعلمون بأنّ الأمر ليس كما يقولون من أن لا سلطة للحكومة الألمانية على جهازها القضائي، فنحن نعلم بأنّهم قد أعملوا نفوذهم عليه في بعض الموارد، وإنّما الحقيقة هي ضغوط الصهاينة على الحكومة الألمانية وجهازها القضائي، ولكن هذا لا يهم فهذه اُمور ينبغي على حكومتنا ووزارة خارجيتنا البت فيها وحلها، وهي بحمد اللّه منهمكة بذلك وتؤدي خدمتها وستقوم بحلّها والبت فيها.
ورغم أنف الأعداء الأجانب ورغم أنف أمريكا وإسرائيل والذي لا يتحملون مشاهدة تقدم هذه الاُمة ويريدون تحجيم إيران فإنّنا بفضل اللّه سنوسّع من علاقاتنا على الصعيد العالمي، ولا نخشى من يريد وبتأثير من أمريكا أن يخاصم الجمهورية الإسلامية.
عدم تخلي الجمهورية الاسلامية عن القضية الفلسطينية
واليوم لتتجهّز أمريكا ضدنا، أو لتنشط (اسرائيل) في الساحة الدولية ضدنا، فلا نخشى ذلك، أو ليرتفع سعر تلك البضاعة فإنّه سينخفض في يوم ما أيضاً، أي إذا حصلت أزمة في أي مجال، فلا ينبغي أن يكون ذلك مسوّغاً لقتل الأمل في القلوب، فهذا غير جائز.
اليوم تقف حكومة الجمهورية الإسلاميّة، ونوّاب الشعب، والسلطة القضائيّة، والقوات المسلّحة وجميع أبناء الشعب، كزبر الحديد بوجه أطماع العدو، ولا يهتزون قيد اُنملة أمام تهديداتهم. وهذا هو طريق العزة والسلامة.
إنّ الأمريكيين يطمحون إلى تحقيق أهدافهم بالتهديد، إلاّ أنّ هذا لا يتسنّى لهم ولا حتّى عن طريق التدخل. فالشعب الإيراني لا يسعه التغاضي عن حق الشعب الفلسطيني. يقولون لنا تغاضوا عن شعب فلسطين وأقرّوا المساومة المفروضة عليه، ولكن من الواضح أنّ الشعب الإيراني يرفض هذا الموقف بشدّة ويعتبر كل من ينهج هذا النهج خائناً.
بالأمس تظافر الشرق والغرب، واليوم تظافرت جميع القوى المهيمة للاجهاز على حق الشعب الفلسطيني وهضمه، غير أنّ الجمهورية الإسلاميّة تصدت لهذا المشروع، والكل يؤكد في جميع أنحاء العالم على إن معارضة الجمهورية الإسلاميّة هي السبب وراء عدم تقدم هذه المسيرة. هذه ارادة الشعب الإيراني، نعم ولن تتقدم تلك المسيرة.
دعم الشعب الفلسطيني للقضية الفلسطينية
انظروا إلى طبيعة القضية الفلسطينيّة، وإلى قضية لبنان المؤلمة وغيرها من القضايا الاُخرى ولاحظوا كم اختلف الوضع اليوم عمّا كان عليه بالأمس، فالشعب الفلسطيني استيقظ اليوم، وأصبحت العناصر الفلسطينيّة الحقيقية في داخل الأرض المحتلة شوكة في أعين المحتلين، وبقيت لا تنتظر ان يتحدّث باسمها أربعة اشخاص خارج حدود فلسطين. أصبح الشعب الفلسطيني هو الذي يتحدث ويعمل ويتحرك، باسم الإسلام.
إنّني أرى وبكل وضوح أنّ دولة وعلم فلسطين سيتخذ موقعه في مكانه الحقيقي ويستقطب إليه أنظار العالم يوماً ما في المستقبل القريب رغم ارادة أمريكا والصهاينة والمساومين في بعض بلدان المنطقة. وشرط هذا المستقبل التاريخي المهم هو أن يتحلى الشعب الفلسطيني بالوعي، ولا يكف عن جهاده بسبب ما يقاسيه من حياة ذليلة، ولا يتردد عن بيان الحقائق طمعاً في العيش وأياماً قلائل بمذلة في ظل سيوف العدو الدامية. وهذا الشريط قد تحقق بحمد اللّه؛ لقد انقرض ذلك الجيل الذي سلّم فلسطين للعدو، والجيل الذي اتبع المساومة لعله يحصل من ورائها على أدنى متطلبات العيش، في طريقه إلى الانقراض أيضاً، والجيل القادم يحمل شعاراً إسلامياً، وهدفه إسلامي، ويستند إلى الإسلام ومعرفة القرآن، ويروم العمل كما يرتجى من شعب مسلم، وهذه مؤشرات ذلك العمل الكبير الذي سيقومون به.
على غاصبي أرض فلسطين أن لا يفكّروا بزج أحدٍ في القضية فيقولون إنّ الجمهورية الإسلامية في إيران هي المحرّض؛ إذ لا ضرورة لتحريض أحد، فالشعوب الإسلامية قد استفاقت اليوم بفضل الوعي الإسلامي، وهم على معرفة، ولا ضرورة في أن يحرّضهم أو يشجّعهم أحد أو يضع يده في أظهرهم.
لقد نزل الشبّان الفلسطينيون اليوم إلى الساحة، وأدرك الجيل الجديد ما هو طريق عزة وسعادة المسلمين، وقلوب المخلصين في جميع أرجاء العالم الإسلامي تنبض بذكرهم. وهذا التعاطف لا يقتصر على إيران، بل هو سائد في مصر وفي أفريقيا وفي آسيا وفي الشرق الأوسط، ولو أنّكم ذهبتم إلى أي بلد إسلامي على أي مذهب من المذاهب الإسلامية كان وقابلتم الواعين والمخلصين من أبنائه، لوجدتم قلوبهم تخفق بذكر فلسطين وأهلها.
وفي إيران الإسلامية اضافة إلى هذا، فإنّ حناجر الشعب تهتف أيضاً والحمد للّه بذكر فلسطين، والقبضات مرفوعة وهم على اُهبة الاستعداد، غاية ما في الأمر أنّنا لا نرى من المصلحة أن يذهب أحد غير الشعب الفلسطيني الذي يجب أن يتواجد في الساحة من مكان آخر ويؤدي العمل الذي يجب أن يؤديه ذلك الشعب، فالآخر لا يمكنه أن يؤدي عملاً نيابة عن ذلك الشعب، بل يجب على ذلك الشعب أن يؤديه بنفسه.
تعليقات الزوار