الانتفاضة الإسلامية في فلسطين

2011-08-14

لقد ظل المسلمون العرب الفلسطينيون في قتال وحروب دائمة ضد المحتلين, ومنذ اليوم الأول للاحتلال, ولم يركنوا إلى المهادنة والمساومة قط. ولا ينسى التاريخ كيف أنّ القرويين المسلمين العرب، وقفوا قبل ما يقارب المئة عام (1886م) في وجه الغزاة المحتلين المدججين بأنواع الأسلحة، في قرى (ملبس) و(خضيرة) و(عيون قارة) وغيرها، ولم يكن لديهم ما يدافعون به عن أنفسهم سوى المعول والمعزق والمنجل، لكنهم وقفوا في وجه أولئك الغاصبين حتى خضّبت دماء مظلوميتهم أرض المزارع, واصطبغت سنابل القمح وعناقيد العنب بلونها الوردي. التاريخ لا ينسى أنّ المسلمين ـ العرب الفلسطينيين ـ على مرّ الأيام والسنين للقرن الأخير، وبالخصوص في الأعوام (1920 ـ 1921 ـ 1925 ـ 1928 ـ 1929 ـ 1931 ـ 1933ـ 1935 ـ1936) كانوا على الدوام في حالة غضب وغليان تجاه العدو، وكانت تندلع في بعض السنين التظاهرات العديدة، ويستمر بعضها إلى أكثر من ستة أشهر أو عام.

ولكنهم كانوا يخمدون لهيب الثورة الفلسطينية بأساليب وخدع جديدة كل مرة، غير أنّ هذه المرة، ووفقاً لتوصيات حامل لواء الإسلام المحمدي الأصيل، سماحة الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، واتّساع رقعة أمواج الثورة الإسلامية الهادرة، والمقاومة الباسلة والمسلحة للشعب الإسلامي الثوري الإيراني تجاه عالم الكفر والشرك والنفاق، واضطراب الاستكبار العالمي والصهيونية الدولية من جهة، وتخاذل حكام الدول العربية وقادتهم، وبالخصوص في مواقفهم المخزية في مؤتمر عمّان، والتي لم تجلب سوى الذلّة واليأس للشعوب الإسلامية في المنطقة ولمسلمي الأرض المحتلة على الأخص، وكذلك الألاعيب السياسية للقوى والمنظمات الدولية من جهة أخرى، فإن كل هذه المؤثرات كانت وراء قيام الجيل الجديد لمسلمي الأرض المحتلة في فلسطين بانتفاضة ثورية أخرى،ولكن بصورة مختلفة تماماً عمّا كانت عليه في السابق، وبرؤية جديدة مبنية على عدم اللجوء إلى المحافل الدولية، وعدم الاعتماد على ما يجري في أروقة مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة. وعدم الاعتماد على الحكام العملاء بائعي الشرف والضمير.

ذلك لأنهم أدركوا بوضوح أنّ هذه المحافل والمنظمات الدولية والدول الإستكبارية والرجعية العربية الحقيرة، كانت السبب في تقديم فلسطين هدية للصهيونية والاعتراف بالمحتلين.

إنّ الشعب الفلسطيني بعد أربعين عاماً ونيّف قد أدرك أنّ السعي وراء عناوين منظمة الأمم المتحدة، وطَرق أبواب أروقة مجلس الأمن الدولي، وتعليق الآمال على ما يدور في القاعات الذهبية لذوي التيجان العرب عمل بلا طائل، إذ لا يتمكن هؤلاء إحقاق حقوقهم في أي وقت من الأوقات.

أجل، لقد أدرك الجيل الإسلامي المقاوم الجديد، أنه يدور في دوّامة الرجعية العربية ولا مأمن له ولا مُعين غير الإسلام. وأبناء القرآن اليوم، بعد أربعين عاماً من العبودية، أدركوا أنّ بشرى التحرر تكمن وراء التمسك بحبل الله المتين وحمل السلاح لمحاربة المحتلين، وهذا ما يسبغ على ثورة الشعب الفلسطيني المسلم التألق والقوة.

إنّ الانتفاضة التي دخلت عامها الثالث ، ووقفت في وجه كل الغرباء عنها، تعتبر بلا شك من أهم حوادث تاريخ العالم المعاصر وأعظمها، وهي آخذة مكانتها المركزية في جميع المحافل السياسية ـ الخبرية العالمية. انتفاضة يعترف العدو والصديق بأنها شرعت من المسجد وحوّلت كل بيت في الأرض المحتلة إلى مسجد، بشكل صار فيه المسجد الأقصى قاعدة الشباب الفلسطيني ومركز مقاومتهم، ونداء (الله أكبر) الإلهي والمحطم للأعداء, كان يتعالى من حناجر الموحّدين من على المآذن والمنائر، بشكل يبعث الرعب في قلوب المحتلين.

هذه الإنتفاضة لم تكن أداة إذلال واندحار للجيش والشرطة الهمجية الإسرائيلية فحسب، بل إنّ مركز الدراسات الإستراتيجي(دايان) التابع لجامعة تل أبيب، وقع في الحيرة أيضاً، حتى أخذ هؤلاء الصهاينة يتوسلون بأنواع المخططات والجرائم، من قبيل فتح النار على الأطفال والشباب، وتفجير الدور والمنازل وتدميرها، وهدم المساجد، والإبعاد والنفي والاعتقالات غير المحدودة ودون أي مبرر، وقطع أشجار الفاكهة وإحراقها، وغير ذلك الكثير من الجرائم الوحشية، كل ذلك من أجل إطفاء جذوة هذه الانتفاضة المقدسة، والوقوف في وجهها.

أجل، إنّ هذه الانتفاضة لم تكن لتبعث الحيرة والاضطراب في نفوس المحتلين وحدهم، إلى الحد الذي طلبوا فيه من بعض الرؤساء العرب كمصر والأردن وغيرهما مدّ يد العون والمساعدة، بل إنّ هذه الانتفاضة حيّرت الرجعية العربية ودعاة المساومة أيضاً.

ويمكن القول وبلا ترديد: إنّ سبب الحيرة والاضطراب لدى الصهاينة والرجعيين يعود إلى الصحوة الإسلامية المتدفّقة في صفوف الشباب المسلم في الأرض المحتلة، بحيث إنّ القريب والبعيد صار يعترف بهذه الحقيقة.

حتى جاء في بعض من كتاباتهم (لقد جرّب الشباب المناضل في الأرض المحتلة وطوال الأربعين عاماً الماضية، الماركسية والاشتراكية وباقي النظريات الأخرى، إلاّ أنه لم يجن إلاّ الهزيمة في حروبه ضد الصهيونية، واليوم وقفوا على أنّ النصر يتأتّى من الله، وقد كتبت الصحيفة الصهيونية(اورشيلم بوست) تقول: (هذه الانتفاضة تستلهم من آية الله الخميني)، و(دار الإذاعة الحكومية البريطانية) اعترفت بعد صمت طويل: (إنّ للإسلام قوة غير متناهية، فهو لا يهدد نظام تل أبيب وحده، بل الأنظمة العربية(الرجعية) أيضاً).

أجل، فلكون هذه الانتفاضة ذات حقيقة إسلامية، تقف الحكومات العربية العميلة في وجه التظاهرات التي ينظّمها الشباب المسلم في البلاد الإسلامية ـ العربية، تعبيراً عن تضامنهم مع الانتفاضة الفلسطينية. وبلغ الأمر بهم إلى الحد الذي فتحوا فيه النار على هذه المسيرات. أجل، فالجيل الفلسطيني المنتفض يعتبر نفسه حفيداً من أحفاد(عز الدين القسام)، ويرددون أنّ حربنا لا تقتصر على جبال يعبد، ونابلس، وأزقّة بيت المقدس الضيّقة، وسوق الناصرة، ومعسكرات غزّة، وخلف أسوار(معسكر أنصار)، وإن كنّا أبناء فلوات فلسطين، إلاّ أننا لا نضحي بأنفسنا من أجل شجرة برتقال في يافا، أو من أجل غصن زيتون في بيت لحم فقط، بل إننا نعمل لنصرة دين الله وتحرير قبلة المسلمين الأولى.

حاشا أن ندع ظِلال أغصان البرتقال والنخل والزيتون لتكون متنـزهاً لأبناء الصهيونية.

حاشاً أن ندع الصهاينة المونترياليين أن يُسمّوا مزارع النارنج بحدائق كندا(بارك كندا).

ونتيجة لما مرّ، فمن الذي يستطيع أن يدّعي أنّ هذه الانتفاضة المقدسة محسوبة على بعض المنظمات والمجاميع والتشكيلات المساومة أو المدعوّة بقيادة الشعب الفلسطيني؟

ما يزال عالقاً في الأذهان أنّ مجلة (نيوزويك) الأمريكية بعد مرور عدة أشهر على قيام الانتفاضة الجماهيرية لمسلمي الأرض المحتلة نشرت في عددها الصادر بتاريخ (14/1/1988م)، مقابلة صحفية مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ـ دون أن يأخذ العبرة من هذه الانتفاضة ـ (قد اعتبرها مؤامرة إسرائيلية)، وبعد أيام نلاحظ أنّ صحيفة (الدراسات الفلسطينية) الصادرة في لندن تنشر مقالاً بقلم جاناتان كتاب، يعترف فيه بصراحة، بصلابة الجيل الفلسطيني الجديد وأصالته وتحرره, وبعجز القادة والمفكرين والتنظيمات والجماعات الفلسطينية, وأضاف:

كنّا ننتظر من المجتمع العالمي أن يزيل الظلم الذي حلّ بنا، كنّا ننتظر أن تجد القوى الكبرى لنا حلاًّ، كانت عيوننا شاخصة نحو الولايات المتحدة علّها تضغط على إسرائيل كي تعترف الأخيرة بحقوقنا، تعلّقنا بالعرب؛ كي يهرعوا لإنقاذنا، تطلّعنا إلى الشعوب العربية عساها تثور على أنظمتها وتطالبها بمحاربة إسرائيل، وبلغ بنا الأمر، أنّا وجدنا مصطلحاً خاصاً لهذه الأغراض وأسميناه(الصمود).

ثم يضيف مشيراً إلى مقاومة الشباب الفلسطيني المنتفض والأعزل من السلاح وبسالته والذي زرع الرعب والخوف في صفوف القوات الصهيونية المجهّزة بأحدث الأسلحة والمعدّات، وبقي مواظباً على استمرار هذه الانتفاضة ودافعاً إيّاها نحو الأمام، فيورد في كتابته: (في البداية كنّا في حيرة من الأمر، وكنّا نتساءل إلى متى يمكنهم الثبات والمقاومة هكذا، هل هي لأيام أو أسابيع؟).

الخوف والاضطراب كانا وراء انـزواء الفلسطينيين، لكن صبية الأزقّة والمحّلات حطّموا حاجز الخوف هذا..، هؤلاء الصبية العزّل شنّوا حملاتهم الخاطفة على جلاوزة إسرائيل المدججين بالسلاح، حتى وصلت الانتفاضة إلى ما هي عليه اليوم، فهؤلاء لم يكسروا حاجز الخوف فحسب، بل أذهلوا الجيش الإسرائيلي أيضاً. ولم يحفظوا الثورة لوحدها فحسب، بل كانوا موفّقين في نفث الروح القتالية في نفوس البقية من الفلسطينيين من الكبار، والمراكز، والقيادات وحتى التجمعات الفلسطينية الموجودة في الخارج، كما وحافظوا على استمرار هذه الروحية.

ومما يلفت النظر أنّ مراسل وكالة رويتر الإنجليزية ـ الصهيونية، ضمن اعترافه بهذه الحقيقة يقول:

الدكتور(روون كال) طبيب علم النفس في النظام الصهيوني ويشغل منصب رئاسة مركز الدراسات العسكرية الإسرائيلية في الوقت الحاضر، يوضّح قائلاً: (بواسطة التلقين والتعليم يمكن للجنود الإسرائيليين التغلب على الخوف والرعب).

أجل، هذه هي الأسباب التي تمنع احتساب الانتفاضة الإسلامية في الأرض المحتلة في حساب المنظمات والتجمعات المساومة واللاهثة وراء السياسات الجوفاء والألاعيب السياسية المكوكية، فالجيل الفلسطيني المنتفض يدرك الحقائق أفضل من غيره، والمدّعين بقيادة الشعب الفلسطيني، والزعماء الرجعيين العرب والقوى الإستكبارية والمنظمات والمحافل الدولية الداعية إلى المداهنة وإيقاف الانتفاضة الإسلامية، المحاولين كبح أمواج الانتفاضة، وجرّ الانتفاضة، التي مرّت عليها سنوات من الثورة والغليان إلى المساومة، وجعلها تمرّ في قناة واحدة؛ للأخذ بزمامها، وصياغتها بالشكل الذي يريدون.

ويتّهمون الانتفاضة بالعنف أمام وسائل الإعلام المغرضة، أو يطالبونهم بالتعايش السلمي مع المحتلّين. لكن الجيل الثوري المسلم في الأرض المحتلة، يطرح السؤال التالي، ويطالب بالجواب عن هذه المعضلة: أين كان دعاة السياسة عندما كانت فلسطين وبعض المناطق العربية الأخرى في أيدي المحتلين، حيث تمّت إبادة المربين من الفلسطينيين، أو شُرِّدوا إلى الجبال أو الصحاري أو الهضاب؟

أين كان هؤلاء عندما وقعت تلك المذابح المروّعة في دير ياسين، وكفر قاسم، وتل الزعتر، وصبرا وشاتيلا وغيرها، واليوم يتعرّض الطفل الفلسطيني لنيران الأسلحة الرشاشة بجرم حمله بعض الحصيات في يده، وتُهشّم عضد الشاب الفلسطيني بأيدي الشرطة الصهيونية بالصخور، وتخلع من الكتف، اليوم تُحطّم ساق الفتاة الفلسطينية بالبنادق وحراب الجنود الإسرائيليين وتُكسّر إلى نصفين، اليوم تُطلق النيران على الأخوة المُنادين بكلمة (الله أكبر)، اليوم يتمّ وأد مجموعات من الشبّان الفلسطينيين، أو يُقيّدونهم بالحبال ويصبّون عليهم البنـزين ويحرقونهم أحياء، اليوم حيث يتمّ نسف المنازل وتدمير ملاجئ المناضلين والمحرومين الفلسطينيين بالقنابل والمواد المتفجرة وتساوى بالتراب، اليوم حيث تُمزّق أوصال الأطفال أو الصبية والشباب الفلسطيني الحاملين للقرآن، اليوم حيث تنظر الأمهات إلى احتضار أولادهن في أحضانهن وليس لهنّ إلاّ الحزن والمرارة والموت كمداً على ارتحال فلذاتهنّ، اليوم حيث الآباء الفلسطينيون تفيض عيونهم المحدقة بالسماء والبساتين المترامية، بالدموع تدمي العيون على هجر الأحبّة،... أين دعاة القيادة الفلسطينية والتجمعات والمساومة، وبأي الأمور مشغولين هم الآن؟ أين أصحاب المحافل السياسية وماذا يفعلون؟ أين أولئك الذين كانت أصواتهم تتعالى بحماية الأمة العربية؟ أين من يدّعون أنفسهم زوراً بمنقذي الشعب؟ أين مجلس الأمن الدولي، أين منظمة حقوق الإنسان؟ أين محطات التلفزة وأنظمة الأقمار الاصطناعية المرتبطة بالصهيونية العالمية، أين المدافعون عن الشيطان المهدور الدم والمرتد(سلمان رشدي)؟ أين هم كي يصوّروا وقائع جنون الصهاينة المحتلين؟ أين مراسلو ومحللو الوكالات الإستعمارية ليستعرضوا عجز الصهيونية وجنونها ووحشيتها إزاء طفل فلسطيني في التاسعة من عمره؟

أجل، لهذه العوامل لا يستطيع الجيل الفلسطيني الجديد أن يجد جواباً عن سيل أسئلته، وعاقبة الأمر توصل إلى عدم الالتفات لكل أولئك، وإلى التزام أوامر الإسلام، وتوجيهات القرآن والسير وفق المنهج العظيم الذي اختطّه إمام مسلمي العالم، والاستلهام من الثورة الإسلامية.

إنها لجديرة بكل تأمّل تلك الرؤية الحاذقة للقائد العظيم، الإمام الخميني الفقيد(رضوان الله عليه) في تعريف هذه الانتفاضة للقاصي والداني، إزاء ضلال المتخصصين وحيرتهم، وفطاحل السياسة العالمية والإقليمية، وبيان أبعاد هذه الثورة المقدسة وتشريحها، وكشف حقيقة ملحمة الجيل الجديد من مسلمي فلسطين، والأسباب والعوامل التي دعته إلى القيام بهذه الثورة الهادرة ومواصلتها، وذلك في خطاب مهم جداً لسماحته مخاطباً فيها كل مسلمي العالم وأحرار الدنيا من مستضعفي الكرة الأرضية، جاء فيه:

(إنّ الملحمة البطولية للشعب الفلسطيني، لم تكن ظاهرة وليدة المصادفة، فهل يخطر في بال الدنيا مَنْ هم أولئك الذين سطّروا هذه الملحمة، وما هي الأهداف التي يرنوا إليها الشعب الفلسطيني الآن، بحيث إنهم يقفون دون خوف أو وجل وبأيدٍ خالية من السلاح، لصدّ الهجمات الصهيونية الوحشية؟.

فهل هذه الأهداف الوطنية انبثقت في ضمائرهم عفواً، وخلقت منهم تلك القوة والصلابة؟ أم أنهم قطفوا ثمار المقاومة وزيتون النور والأمل من أشجار السياسيين العملاء؟.

فإن كان كذلك، فهؤلاء يعتاشون ومنذ سنين باسم الشعب الفلسطيني. مما لا شك فيه أنّ نداء (الله اكبر) هو الذي جرّ الغاصبين في إيران الملكية والبيت المقدس إلى اليأس، وهي من نتائج تبلور شعارات البراءة التي كانت تنطلق من حناجر الشعب الفلسطيني في تظاهرات الحج التي اشتركوا فيها مع إخوتهم وأخواتهم الإيرانيين، ملبّين نداء تحرير القدس والموت لأمريكا والإتحاد السوفيتي وإسرائيل، وقدّموا الشهداء على مذبح الشهادة والفداء الذي تعرّض له أعزّاؤنا هناك.

أجل، فالفلسطينيون، وجدوا سبيلهم الضائع في نداء البراءة الذي نادينا به.. ولاحظتم كيف أنّ الأسوار الفولاذية تساقطت، وكيف انتصر الدم على السيف، والإيمان على الكفر، والصرخة على الإطلاقة، وكيف أيقظ بني إسرائيل من توهّم احتلال الأرض من الفرات إلى النيل، وأعاد الوضاءة ثانية إلى الكوكب الدُرّي الفلسطيني من الشجرة المباركة اللاشرقية واللاغربية.

واليوم كما يسعون في المحافل العالمية المختلفة إلى جرّنا للتصالح مع الكفر والشرك، يسعون أيضاً إلى إطفاء لهيب غضب الجماهير الفلسطينية المسلمة، وما هذا إلاّ نموذج من نماذج تقدم الثورة)[1].

 

ـــــــــــــــــ

 

[1] ـ رسالة الإمام ـ منشور (انقلاب) ـ (29/4/1367هـ.ش) الموافق 5/ ذي الحجة الحرام / 1408هـ.ق.