أحزاب وجماعات
2007-08-26
(1)
حركة غوش إمونيم
حركة دينية قومية استيطانية غير برلمانية تنادي بفرض السيادة الصهيونية على الضفة الغربية أو ما يسمونها "يهودا والسامرة" وقطاع غزة وتعتبر ذلك هدفا حيويا لتحقيق الصهيونية. تدّعي حركة غوش إمونيم أن الطريق لتحقيق هذا الهدف هو عن طريق الوجود المكثف للمستوطنين اليهود في جميع هذه المناطق.
ومن أجل تحقيق هذا لم تقم هذه الحركة بعمليات استيطان فقط بل اهتمت بالجوانب التربوية والمشاريع الاجتماعية، الإعلام، وتشجيع الهجرة.
وقد أخذت حركة غوش إمونيم مبادئها النظرية من عقيدة الحاخام تسفي يهودا كوك، و التي يزعم بموجبها خلاصة ماهية "الشعب الإسرائيلي" أنها منال الخلاص الجسماني والروحاني بواسطة العيش في أرض "إسرائيل" الكبرى وإعمارها، ويزعم أيضا أن قدسية أرض "إسرائيل" تفرض اسمرار البقاء فيها بعد تحريرها من الحكم الأجنبي (أي العرب)، ويجب إعمارها حتى وإن كان ذلك مخالفا لسياسة الحكومة.
وقد تم تأسيس حركة غوش إمونيم في شباط / فبراير عام 1974م، وكانت الشخصيتان البارزتان فيها هما: حنان بورات (والذي أصبح مع مرور الوقت عضو كنيست عن حركة هتحييا وبعد ذلك عن حزب "المفدال") والحاخام موشيه لفينغر. في البداية كانت الحركة مرتبطة بالمفدال لكنها بعد عدة أشهر قطعت علاقتها السياسية به.
وقد حاولت حركة غوش إمونيم في المرحلة الأولى إقامة المستوطنات اليهودية في المناطق الفلسطينية خارج حدود خطة ألون, والذي اعتمدت عليه سياسة الاستيطان للحكومة الأولى برئاسة رابين. وواكبت هذه المحاولات مسيرات جماهيرية ومظاهرات واعتصام فعال في المواقع التي اختيرت للاستيطان فيها، وفي أكثر من مرة من خلال الصدامات مع قوات جيش الاحتلال. وقد تم الطرد للمجموعة التي قررت الاستيطان في "ألون موريه" بالقرب من سبسطية القديمة سبع مرات إلى أن حصلت على ترخيص بالانتقال الموقت إلى المعسكر في "كادوم" ومن هناك انتقلت بعد فترة إلى جبل "كبير" والذي يقع شرقي نابلس.
ومع الوقت اتسعت أوساط مؤيدي حركة غوش إمونيم عندما انضمت إليها مجموعات غير متدينة مثل كل من الحركة من أجل أرض "إسرائيل" الكبرى ومجموعة "عين فيرد" من حزب العمل وأعضاء من التكتل والمهاجرين الجدد من الاتحاد السوفيتي.
في أعقاب "الانقلاب" في عام 1977، والسياسة الاستيطانية للحكومة برئاسة مناحيم بيغن وراء "الخط الأخضر", استطاعت حركة غوش إمونيم العمل بانسجام أكبر مع الحكومة من جهة كما ومع الهستدروت الصهيونية من جهة أخرى. إلا أنه معارضتها لخطة الحكم الذاتي كما اتفق عليها في اتفاقيات كامب ديفيد, ومعارضتها انسحاب الكيان الصهيوني من سيناء في إطار اتفاقية السلام بين مصر والكيان أثارت توترات ليست بقليلة. وفي عام 1978 تم تأسيس "أمانا" على أنها الساعد القائم على الاستيطان من قبل غوش إمونيم. بعد مدة أقيمت "بماعاليه" لرعاية المهاجرين الجدد. وفي ربيع عام 1982 أسس نشطاء في حركة غوش إمونيم الحركة لوقف الانسحاب من السيناء، التي تزعمت معارضة إخلاء ياميت.
وقد ترأس الحركة الحاخام بنيامين (بني) أيلون (الذي صار عضو كنيست عن موليدت في دورة الكنيست الرابعة عشرة) لكنها لم تتمكن من الحصول على دعم واسع النطاق، حيث انتقل الخاحام ألون بنفسه في أعقاب اتفاقيات أوسلو إلى النشاط المتطرف في إطار حركة "زو أرتسنوا".
وقد أصدرت حركة غوش إمونيم مجلة شهرية باسم "نقودا"، وهي ما زالت تصدر عن "أمانا" ومجلس يشاع (مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة وقطاع غزة).
(2)
أحزاب وجماعات
المنظمات اليهوديـة والهيكل المزعوم
د. عبد الوهاب المسيري
مفكر ومؤلف الموسوعة الصهيونية ـ مصر
يبدو أنه يوجد عدة منظمات ضالعة بشكل نشط في تعزيز فكرة بناء الهيكل الثالث على مستوى الممارسات العملية. وتنشط كل من المنظمات التالية في العمل في مجالها الخاص، ولكنها تتفق مع المبادئ العامة لإحياء الهيكل، التي تقوم على نظرية المراحل، بدءاً بدراسة واستعادة الممارسات والشعائر المتعلقة بالهيكل وانتهاءً ببنائه في نفس موقع المساجد في منطقة جبل الهيكل. أما الدائرة الثانية فتضم طائفة واسعة من جماعات التأييد من بينها هيئات دينية يهودية مثل المحكمة الحاخامية لجبل الهيكل، ومنظمات لا تهدف للربح مقرها في القدس مثل عتيريت كوهانيم التي تركز على شراء ممتلكات بالقرب من حوائط جبل الهيكل، ومنظمات متطرفة مثل شوفر بانيم، وجماعات ييشا (وهي اختصار كلمات يهودا والسامرة وغزة)، وزو أتزينو··· بالإضافة إلى بعض الحاخامات والشخصيات العامة.
* إحياء الهيكل (شوشاراي هاميقداش)... هي الجماعة التي تمثل الإطار العام لمعظم المنظمات المعينة بجبل الهيكل ويرأسها هليل وايز والفكرة الأساسية من تشكيلها هي جمع الأصابع المتفرقة في قبضة واحدة. على حد تعبير يهودا عتسيون. ومن أبرز العناصر القيادية في الحركة الحاخام باروخ كاهانا، ابن الحاخام مائير كاهانا مؤسس حركة كاخ، الذي اغتيل مؤخراً.
* حركة بناء الهيكل... يرأسها الحاخام ديفيد إلباوم، وتتولى الجوانب العملية من استعادة الشعائر وغيرها من الممارسات المتعلقة بالهيكل.
منظمة شومراي هامقداش (حراس الهيكل)... وهي منظمة أم تضم خمس منظمات تركّز نشاطها على الحرم المقدس وهي:
أ ـ ماخون هامقداش (معهد الهيكل)... أسسها في عام 1983 كل من الحاخام يسرائيل ارييل وموشي نيمان ومايكل بن جورين في الحي اليهودي في القدس، والجدير بالذكر أن الحاخام ارييل كان الثاني في قائمة مرشحي حركة كاخ لعضوية الكنيست في منتصف السبعينيات. وقد وُجّهت في الثمانينيات إلى الحاخام ارييل تهمة محاولة التسلل إلى منطقة جبل الهيكل بغرض إذكاء العداء والكراهية بين اليهود والعرب. كما كان موشي نيمان، وهو من سكان مستوطنة ميتسيف بيرشو، ومايكل بن حورين، من سكان مستوطنة نوف، في مرتفعات الجولان، عضوين سابقين في حركة كاخ ويرى الحاخام ارييل أن بناء الهيكل لن يتم عن طريق المعجزات بل من خلال مبادرات عملية فعالة. وتحصل هذه المنظمة على دعم مالي من الدولة ومساعدات من شابات في هيئة شيروت لئومي (هيئة قومية للنساء). كما يؤكد بعض نشطاء المنظمة أنها تتلقى أيضاً مساهمات من هيئات مسيحية أصولية.
ب ـ هاتنوعاد لكينون هامقداش (الحركة من أجل إنشاء الهيكل)... ويرأسها الحاخام يوسف البويم، وكانت قد أصدرت لسنوات صحيفة باسم فلنبن الهيكل، وتصدر الآن مجلة باسم بين القاعة والمذبح.
ج ـ إل هار حامور (إلى جبل حامور)... جماعة أكاديمية تهتم بالعمل النظري، وأعضاؤها الأساسيون من مستوطنة يتزهار، مثل الحاخام يتسحاق شابيرا، والحاخام دودي دودا كيفيتش، وشاي داوييم والحاخام يوسي بلاي. وتعمل هذه الحركة على تنظيم حملات متكررة لتوجه اليهود إلى الحرم القدسي، كما تعقد دورات لطلاب المدارس الدينية لهذا الغرض.
د ـ المدرسة الدينية الفكرة اليهودية... وكان قد أسسها عدد من الأعضاء السابقين في حركة كاخ.
هـ ـ زو ارتزينو (هذه أرضنا)... ويتزعم هذه الحركة موشي فيجلين، وهي من أبرز الحركات اليمينية المتطرفة، وزعيمها من مستوطنة كرناي شومرون وكانت قد تأسست بعد اتفاقيات أوسلو وتضم عدة آلاف من النشطين في المستوطنات.
* حاي في قايام أو (ما زال على قيد الحياة)... أسسها في مطلع التسعينيات يهودا عتسيون من مستوطنة عوفرا، وسبق إدانته ضمن الجماعة اليهودية السرية التي خططت لنسف المسجد الأقصى عام 1984 ومجموعة من سكان مستوطنة بات عين، وتصف الحركة نفسها بأنها حركة مشيحانية من أجل بعث مملكة "إسرائيل"، كما يصف أعضاء الحركة أنفسهم بأنهم ينتمون إلى ثقافات الهيكل الثالث. وتعمل المنظمة من أجل تمكين اليهود من الصلاة بحرية في الحرم القدسي، وتقوم بالعديد من المحاولات لاقتحام الحرم بقوة، ومن بين الأعضاء الآخرين البارزين في الحركة يواف ميرنر، الذي أسس في منتصف السبعينيات منظمة جال السرية، التي يتمثل هدفها الرئيسي في تحويل "إسرائيل" إلى دولة دينية تسير حسب الشرائع اليهودية ونسف المساجد في منطقة جبل الهيكل، وقد اتُّهِم وسُجن ثلاث مرات بتهمة التخطيط لنسف المساجد، وموتي كاربل، الرئيس الأسبق لمجلس ييشا الذي يمثل جميع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتوأم ليفنات (شقيق عضو الكنيست ليمور ليفنات، الذي شغل من قبل منصب وزير الاتصالات، وهو من العناصر القيادية في الليكود ومن أنصار بنيامين نتانياهو)، ونوام طالب في يشيفا قبر يوسف اليشيغا هي حلقة أو مدرسة تلمودية، وهو قائل العبارة المذكورة آنفاً عن نسف قبة الصخرة.
* نساء الهيكل... ترأس هذه الجماعة ميشيل أفيزير، وهي ربة بيت من سكان كريات شوئيل بالقرب من حيفا، وتعمل المنظمة على جمع الحُليّ الذهبية والأحجار الكريمة استعداداً لبناء الهيكل، وتُحفظ هذه الحُليّ في مؤسسة الهيكل.
* لاها تحيلاه (إلي البدء)... يرأسها الحاخام موشي فيجيلين، الذي يرأس أيضاً حركة زو أرتزينو ذات النزعة القومية، وهو نسيب بنيامين نتانياهو، وتنصب أنشطة المنظمة على بناء الهيكل بالجهود البشرية التي لا تعتمد على قدوم الماشيح.
* ميشماروت هاكوهانيم (احكار الكهنة)... تتألف هذه المنظمة من أفراد عائلة كوهين، التي تعتبر من نسل قبيلة لاوي، وتتمثل مهمتها في المساعدة في تأدية الشعائر المقدسة في الهيكل.
وفي سياق اتخاذ الترتيبات الفعلية لبناء الهيكل، تُقسّم الأرض إلى ميشماروت (أحكار، أي مناطق مخصصة لغرض ما)، مثل ميشميريت يهودا، وميشميريت منشا وغيرها وهناك شخص مسؤول عن كل حكر، ويتولى خدمة الكهنة في تلك المنطقة. ويتجمع الكهنة معاً ويحرر كل منهم استمارة تتضمن البيانات الشخصية ووصفاً للعمل الذي يُعد للقيام به عندما يحين الوقت ويصدر الأمر.
وللتدريب على شعائر الذبح، طلب بعض سكان مستوطنة ميتسبح بيركو من يهودي أميركي يمتلك مصنعاً للبلاستيك في تكساس أن ينتج المصنع نماذج من البلاستيك على هيئة حيوانات مثل الحملان والأبقار والطيور وأن يتبرع بها لاستخدامها في التدريب على الذبح وتقديم القرابين. وتوجد في المستوطنة كوليل (وهي مدرسة تلمودية للرجال المتزوجين) متخصصة في الدراسات المتعلقة بالهيكل. وفي الساعة السادسة من صباح كل يوم يتجمع عدد من الرجال تحت إشراف حاخام المستوطنة يهودا كروتزر لدراسة القوانين الشرعية المتعلقة بالهيكل وتقديم القرابين.
أما موشي نيمان، وهو من سكان مستوطنة ميتسبح بيركو، فهو مسؤول عن الجوانب العملية في مشروع بناء نموذج الهيكل على تلال المستوطنة، وكذلك عن تنمية الموارد المالية وحشد المؤيدين.
تعليقات الزوار