يوم القدس
2008-09-21 صـوتٌ تـردَّدَ بـالمَدَى، فـتوسَّدَا(1) بُردَ(2) الهُدى، وغدا لدى الشُّهَدَا صَدَى يـا قُـدسُ هـذا الـيومُ يومُكِ قد أتى وسَـمَا عـلى هـامِ الـعوالِمِ سـيِّدَا ورِجـالُكِ الأحـرارُ مـن أهـلِ النُّهى بـاتُوا حُـسيناً فـي الـجِهادِ وأحـمَدَا دَكُّــوا قِــلاعَ الـظَّالمينَ بـعزمِهِم واسْـتَأْنَسُوا بـالموتِ فـازْدادُوا هُدَى وتـجـلْببُوا تَـلْعَ(3) الـتُّرابِ عـباءَةً فـالأرضُ زُفَّـتْ لـلأشاوِسِ مـسجِدَا هــم فـتـيَةٌ نـسبُوا لـخيرِ سُـلالةٍ أفْـنانُها(4) حَـسُنتْ وطابَتْ محْتِدَا(5) * * * يـا قـدسُ قـدْ نِـلْتِ السُّمُوَّ مُجدَّدَا وبَـنـيتِ صَـرْحـاً لـلفِداءِ مُـخلَّدَا وهـتفْتِ فـي رَكـبِ الـتفاني والفِدَا بـمـحَافِلِ الـثُّـوَّارِ كــيْ تـتوحَّدَا وتـزيـلَ حُـكـمًا مـسـتبدًّا ظـالماً وتـوجِّهَ الـقَبَضَاتِ ضِـدَّ من اعتدى ضـدَّ الـيهودِ الـحاقِدينَ، ومَن مشى مَـعَهُمْ، ومـنْ لِـبْسَ الصَّهَاينةِ ارتَدَى قـدْ مـلَّ أقْـصاكِ الـمجيدُ مـن الجفا إذْ كـانَ سـيفُ بـني الـرِّسالةِ مُقعَدَا والـيـومَ نـيرانُ الـقطيعةِ أُخـمِدتْ وتـدفَّـقَ الأحـرارُ مـن يَـمِّ الـفِدا واصْـطَفَّ فُـرسانُ الـجِهادِ بـوحدَةٍ رسـمتْ غـدًا سـمْحاً كـريماً أرغَـدَا وغـدتْ عـلى عُـنُقِ الـزَّمانِ قِلادةً بِـجـمالها الـنَّـصرُ الـمُـبينُ تـولَّدَا * * * يـا قـدسُ هـذا الـكُفرُ كـشَّرَ نابَهُ حَـنَقًا، وأبـرَقَ فـي الـفلاةِ وأرْعَـدَا والـظَّـالِمونَ مــن الـيهودِ تـفنَّنُوا بـقتالنا، بـالسَّوطِ ضَـرباً، والمِدَى(6) عـادُوا ... فـعُدْنا نـسْتمدُّ عـزائماً مـن ربِّـنا، ونـهيمُ شـوقًا فـي الرَّدى ونـبثُّ فـي سـمْعِ الـزَّمانِ نـشيدَنَا: ذا بُـلـبُلُ الإســلامِ ثـانـيةً شَـدَا والـقـائِمُ الـمـهْدِيُّ كـرَّ بـأَرْضِنَا حَـرْباً، وضـدَّ يـدِ الـعدى أبدى يَدَا أردى الـعُتاةَ، وقـامَ يـهدمُ إِفْـكهم والـسَّـيفُ بـين يـديْهِ حـبَّاً غـرَّدا * * * يـا كـونُ سـجِّلْ فـي كتابكَ صفحةً مـن وحـيِ "يومِ القُدسِ" يتلوهَا المدى وابْـعـثْ لـكاتبهَا(7) تـحيَّاتٍ، بـها عـنْ كـلِّ مـا خَـطَّ الأنـامُ تـفرَّدَا سـبـكَ الـقرارَ بـصكِّ عـزٍّ هـادرٍ بـسَناهُ آمـالُ الـعِدى ذَهـبتْ سُدى ومـضى إلـى سُـوحِ الـجهادِ غَضَنْفَراً ورأى الـطُّـغاةَ أمـامَـه، فـاسْتأسَدَا وعَـدَا يُـيَمِّمُ وجْـهَهُ شَـطرَ الـفِدا وسَـمَـا إمـامًـا مـوسوِيّاً مُـرشِدا حـتَّى اسْـتحالَ الـبَغْيُ نَسْياً في البِلَى ولــهُ يـعـودُ الـمـنتَهَى والـمُبتَدَا * * * يـا قـدسُ يـومُكِ شعَّ في أُفقِ الورى إنْ هــدَّكِ الـكـفرُ الـعتيدُ تـجدَّدَا أضـحـى فــؤادًا لـلقضيَّةِ نـابضاً وعَــلا عـلى قـلَلِ الـبَلا، وتـمرَّدَا وأضــاءَ دربَ الـسَّـائرينَ بـنورِهِ وانْـسـلَّ سـيـفاً لـلأُبـاةِ مُـهنَّدَا واجْـتـاحَ أُفْــقَ الـعالمينَ مـبشِّراً بـهلاكِ قـطعانِ الـيهودِ ... وأنشدَا: لَـمْلِمْ مـتاعكَ يـا عـدوُّ، ولا تـعدْ وامـكُثْ بـلَحدِ الـبائسينَ مصفَّدَا(8) إنْ كـنتَ تـجهدُ كـيْ تُهوِّدَ(9) أهلنَا فـالـنَّاسُ تـأبـى الـيومَ أنْ تـتهوَّدَا أوْ كـنـتَ تـغـرِقُهم بـفتنةِ مـاجنٍ فـالشَّعبُ ملَّ اللهوَ واحتقرَ الدَّدا(10) ومـشى إلـى سـوحِ الـجهادِ مقاوماً ومُـنـاهُ فـي الـهيجاءِ أنْ يـستشهدَا * * * يـا قـدسُ قـومي عـطِّرِي أجـواءَنا بـشذى الـدِّماءِ، فـبحرُنَا قـد أزبدَا والـحربُ صـارت لـلمجاهدِ قـبلَةً والـسيفُ أضـحى لـلمقاومِ مـعبَدَا والأرضُ بـاتـتْ لـلأبـيِّ وســادةً وتـرابُـها أمـسـى قـبوراً لـلعِدَى والـغـيمُ يـطـربُ إنْ تـبسَّمَ ثـائرٌ ويـزخُّ دمـعاتٍ إنِ الحادي حَدَا(11) والـرُّعبُ والـرِّيحُ الـعقيمُ مضتْ إلى ثـكَناتِ سـوحِ الـحربِ كـيْ تتجنَّدَا ورجــالُ ربِّ الـكائناتِ إذا دَعَـوْا سَـحَرًا عـلى الـجَبَلِ الـعظيمِ تبدَّدَا وإذا أبَـوْا جـعْلَ الـفَلا قِـدداً، أبـى وإذا أرادُوهــــا أرادَ وســـدَّدَا * * * يـا قـدسُ هـذا الـكونُ هـلَّلَ باسماً وسَـمَا يـرتِّلُ فـي الـسَّماءِ مُـردِّدَا: مـولايَ مُـنَّ عـلى الذينَ اسْتُضْعِفُوا فـي الأرضِ، واجْـعَلْهُم لـحُكمكَ قُوَّدَا حـتَّـى نُـزيلَ الـجورَ مـن آفـاقِنَا ونُـقـيمَ لـلـعدلِ الـمُوطَّدِ مـولِدَا والـصَّالحونَ بـصبرِهِمْ يـرثوا الـدُّنى ونــرى عـلـيًّا قـائدًا، ومُـحمَّدا
ـــــــــــــــــــــ
(1) توسّد الوسادة: جعلها تحت رأسه.
(2) البُرْد: ثوب مخطَّط.
(3) التَلْعُ: جمع تلعة وهي ما علا من الأرض.
(4) الأفنان: الأغصان المستقيمة.
(5) المحتد: الأصل. يقال: فلانٌ كريم المحتد.
(6) المِدى: جمع مِدية وهي الشفرة الكبيرة.
(7) الإمام الخميني.
(8) مصفَّداً: موثّقاً ومقيّداً بالحديد.
(9) تهوِّد أهلنا: أي تجعلهم يهوداً.
(10) الدَّدَا: اللهو واللعب.
(11) حدا: رفع صوته بالحُداء، والحادي هو الذي يسوقُ الإبل ويتغنّى لها.
تعليقات الزوار