اثنان وأربعون عاماً على إحراق (الأقصى) وما زالت النار مشتعلة!!

2011-08-20

الحادي والعشرون من آب/أغسطس عام 1969؛ تاريخ له ما بعده، كيف لا وما جرى خلاله من اعتداء آثم على المسجد الأقصى المبارك من ِقبلِ الصهيوني (دينيس مايكل) صاحب الجنسية الأسترالية يتكرر على مدار أكثر من أربعة عقود، ولكن بأشكال مختلفة؟

في كل مكان

وتشير المعطيات الرسمية إلى أن الهجمة على أولى القبلتين لم تتوقف عند إحراقه، بل أخذت تتصاعد في ظل الدعم اللا محدود الذي توليه سلطات الاحتلال للجماعات الاستيطانية المتطرفة، لا سيما تلك المسؤولة عن ترويج الأساطير، وتمويل تنفيذ بعضها داخل البلدة القديمة من المدينة المقدسة، فبحسب ما هو موثق لدى "مؤسسة القدس الدولية"، فإن هناك تسعة مواقع جديدة لحفريات يهودية في محيط الأقصى، أربعة منها جنوبي المسجد وأخرى إلى الغرب منه، إضافة إلى موقع واحد في شماله، وأن نسبة الحفريات أسفل أساساته تضاعفت بنسبة 200%.

ووفقاً للمؤسسة ذاتها، فإن إجمالي عدد المواقع التهويدية القريبة من "الأقصى" تجاوز الـ 35 موقعاً ؛ قرابة نصفها انتهى العمل به.

ويؤكد "الائتلاف من أجل القدس"، أن دوران عجلة الزمن لم يمح آلام إحراق مسرى النبي عليه السلام، عازياً ذلك إلى استمرار فصول الجريمة التي وصفها بأنها الأكثر إيلاماً في تاريخ الأمة ومقدساتها.

يقول عضو الائتلاف د. محمد جاد الله لـ"الانتقاد": " إن ما يجري على الأرض يحمل في طياته جملة من الرسائل أبرزها، أن الاحتلال وجماعاته المتطرفة لم يعودوا يملكون أية مخططات مبيتة وسرية بحق المدينة المقدسة ومسجدها المبارك".

جاد الله وفي معرض حديثه حذّر من أن تنوع الوسائل "الإسرائيلية" للسيطرة على "الأقصى" قد يُعرّض المسجد لاعتداءات أكثر خطورة ، مؤكداً في الوقت نفسه أن من سمح بإحراق "الأقصى" مرة لن يتردد في تفجيره أو هدمه ، خاصة وأنه لم يعد لدى الاحتلال وجماعاته اليمينية أية مخططات كي يخفوها.

وأعرب الناشط المقدسي عن أسفه إزاء عدم التجاوب الحقيقي والجاد من قبل المعنيين على المستويين الإسلامي والعربي، والاكتفاء بترديد الشعارات الرنانة عبر الوسائل الإعلامية، وفي المناسبات.

قصور وتقاعس

وعما هو مطلوب لحماية أولى القبلتين من هذه الاعتداءات؛ قال جاد الله: " إن التجربة أثبتت بالدليل القاطع أن التعويل الأساسي كان وسيظل على أهل القدس للدفاع عن مدينتهم ومسرى نبيهم، على اعتبار أنهم ذاقوا الأمرين دون أن يدفعهم ذلك للتفكير بعروض الهجرة التي يقدمها لهم العدو، كما أنهم فضلوا العيش في خيام وطردهم خارج منازلهم على أن يبيعوها للمستوطنين".

وتتركز الحفريات الصهيونية أسفل "الأقصى" ، وخصوصاً من الناحية الغربية والجنوبية، إلى جانب منطقة حائط البراق من جهة باب المغاربة ، بالإضافة إلى منطقة "وقف حمام العين" عند باب "السلسلة" وباب "المطهرة".

ووفقاً لما رصدته "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، فإن هذه الأنفاق متصلة بأنفاق أخرى يجري حفرها في منطقة وادي حلوة ببلدة (سلوان)، وتخترق سور البلدة القديمة عند باب "المغاربة" الخارجي، فضلاً عن أن هناك حفريات واسعة عند منطقة باب العمود، يخطط الاحتلال لربطها بالنفق "اليبوسي" الغربي الشمالي.

استمرار فصول الجريمة الصهيونية بحق المدينة المقدسة ومسجدها المبارك، فضلاً عن أنه يعكس غياب المواجهة العربية والإسلامية الناجعة ، يؤكد مجدداً أن ظلمة العدوان لا تبددها سوى جحافل الفاتحين.