مشاريع اليهود الصهاينة تجاه القدس

2011-08-23

من الأمور التي لفت الإمام الخميني (ره) الأمة اليها هي المشاريع التهويدية للقدس، أي المحاولة الصهيونية الخبيثة لتحويل مدينة الانسان والتاريخ والاديان إلى مدينة يهودية, لا بالمعنى الديني وإنما بالمعنى الصهيوني، وإن كان الظاهر أو الذريعة ذات بُعد ديني إنما الحقيقة هي محاولة تخريب القدس وبالتحديد المسجد الاقصى؛ من أجل اجتثاث هذا المَعْلَم الذي يرمز إلى الكثير بالنسبة للموحّدين وأتباع الديانات في العالم وبالاخص بالنسبة للمسلمين, الذين سمّاهم ابراهيم (عليه الصلاة والسلام) بهذه التسمية, وهذا النبي الكريم كانت محطّته الأساسية في تلك الأرض المباركة، أو لأن المسلمين يعتقدون بأنّ الإسلام جاء مصدّقاً ما كان قبله من الرسالات والرسل وبعض هؤلاء أو أكثرهم كانوا في القدس أو حلّوا فيها أو مرّوا عليها، أو لأن المسلمين يعلمون بأنّ القبلة الاولى التي صلى عليها الأوائل منهم لمدة من الزمن كانت القدس، أو لأن المسلمين يؤمنون بأنّ نقطة الإنطلاق للنبي الأعظم في رحلة المعراج كانت من القدس، وكل هذه الأبعاد عمل اليهود على تغييرها من خلال محاولة هدم المسجد الأقصى وإزالته.

وقد عبّر الإمام الخميني (ره) عن هذه الحقيقة بقوله: «لقد قامت «إسرائيل» بجريمة كبرى تمثّلت في مباشرتها عمليات الحفر في المسجد الاقصى ـ قبلة المسلمين الاولى ـ الأمر الذي يستتبع احتمال انهدام قبلة المسلمين الاولى وحينها ستحقق «إسرائيل» هدفها المذكور».

وإنّ خلفية مشروع الصهاينة تكمن في العداء مع كل ما هو إلهي وديني وسماوي، فهم كصهاينة يعلمون أنّ أجدادهم طُردوا من الأرض المباركة؛ لعدم تماشيهم مع حقيقتها النورانية، فهم أنجاس والأرض طاهرة، وهم أرجاس والأرض مباركة، والأرض إلهية وهم شيطانيون، والأرض ربّانية وهم عبدة الطاغوت، ولأجل ذلك سوف يحاولون تحدّي الوعد الإلهي من خلال غزوهم لأرض الطهر في فلسطين والتي تتناقض حقيقتها مع ماهيتهم، وسوف يحاولون تجاوز السنن الطبيعية التي تحكم بعدم إمكانية اجتماعهم ووجودهم في تلك الارض.

فهم مخلوقات ممسوخة بحسب تعبير الإمام (ره) الذي قال: «ومع الأسف فإنّ هذه الحكومات وبدلاً من الثورة على هذه المخلوقات الممسوخة والإتحاد للوقوف بوجهها فإنها تمنع حتى من الاستنكار, بل إنها تتحرك من أجل تثبيت موقع «إسرائيل»».

وإن الصهاينة باحتلالهم للقدس يعبّرون عملياً عن تحدّي وعد الله, وكذلك عن تحدّي الأمة الإسلامية التي ترمز لها القدس الشي‏ء الكثير، وهذا هو المشروع الأساسي للاستكبار المساند لـ«إسرائيل» المتمثّل بمحاربة الإسلام بمعناه الأصيل، بل نفس الإسلام بما هو هو، وقد أكّد الإمام الخميني (ره) هذه الحقيقة بقوله: «على المسلمين أن يعلموا بأنّ المخطط الأمريكي الذي يتّم تنفيذه بواسطه «إسرائيل» لن يتوقف عند لبنان؛ لأن المستهدف هو الإسلام أينما ظهر في كل البلدان الإسلامية».

وفي نهاية هذه الفقرة يمكن القول: بأنّ «إسرائيل» خططت للقضاء على المسجد الاقصى ولتهويد القدس وطرد المسلمين والعرب منها, وجعلها عاصمة لكيانهم المصطنع, وسوف لن تسمح السنن لهذا الأمر أن يتحقق لحالة التناقض بين قداسة المكان ورجس الصهاينة.