مقدّمة في الدعاء

2007-08-23

الدعاء ـ أيُّها الأصدقاء ـ في أصله عبادة، بل هو مخ العبادة ـ كما عبّر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ـ؛ ذلك لأنّه توجّه إلى مسبِّب الأسباب ومَن بيدهِ ملكوتُ السماوات والأرض، ومَن له الأمر كلُّه مِن قبلُ ومِن بعد.

والدعاء إلى ذلك.. استجابة لنداء الله عزّو جلّ وهو الرحيم بعباده، وقد دعاهم إلى رحمته، فقال جلّ وعلا: {ادعُوني أستَجِبْ لكُم، إنّ الذينَ يَستكبِرُونَ عن عبادتي سيَدخُلون جَهنّمَ داخِرين}. رُوي عن الإمام محمّد الباقر (عليه السّلام) في بيان (عبادتي): هو الدعاء، وأفضلُ العبادة الدعاء. قيل له: {إنّ إبراهيمَ لأَوّاهٌ حليم} ؟ فقال (عليه السّلام): الأوّاه هو الدَّعّاء.

وحالة الدعاء عند المؤمن تحكي ـ أيُّها الإخوة ـ: توجّهاً قلبيّاً إلى الباري سبحانه وتعالى، واعتقاداً بعظمته وقدرته، وإنابة إليه، وتسليماً لأمره وتوكّلاً عليه،.. ثمّ لا يخلو الدعاء من: الاستغفار وطلب التوبة والإقرار بالذنوب، والخضوع والخشوع إلى الحقّ المطلق، وعقد الأمل والرجاء بالله تبارك وتعالى.

لنقرأ ـ أيُّها الأحبّة ـ هذه النصوص المباركة الشريفة، فنرى في مضامينها ما يرسم لنا صورةً جليّة حول أهميّة الدعاء ودوره وأثره في حياة الإنسان والمجتمع:

• قال تعالى في مُحكَم تنزيله العزيز: {وإذا سألَكَ عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أُجيبُ دعوةَ الداعِ إذا دعانِ فلْيستجيبُوا لي ولْيُؤمنوا بي لعلَّهم يَرشُدون}.

• وقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): إنّ الله تبارك وتعالى... كان إذا بعث نبيّاً قال له: إذا أحزنك أمرٌ تكرهه فادْعُني أستجبْ لك، وإنّ الله أعطى أُمتي ذلك حيث يقول: «ادعُوني أستجبْ لكم ».

وقال (صلّى الله عليه وآله): أفضل العبادة الدعاء، فإذا أذِنَ الله للعبد في الدعاء فتح له بابَ الرحمة.

• ومن وصايا أمير المؤمنين عليّ (عليه السّلام) لابنه الحسن (عليه السّلام) قال: إعلمْ أنّ الذي بيده خزائن ملكوت الدنيا والآخرة قد أذن لدعائك، وتكفّل لإجابتك، وأمرك أن تسأله فيُعطيك وهو رحيمٌ كريم، لم يجعل بينك وبينه مَن يحجبك عنه... ثمّ جعل في يدك مفاتيح خزائنه بما أذن فيه من مسألته، فمتى شئت استفتحتَ بالدعاء أبواب خزائنه! وفي رواية أُخرى: (فمتى شئتَ استفتحتَ بالدعاء أبواب نعمته)!.

وقال عليه السّلام أيضاً: الدعاء مفاتيح النجاح، ومقاليد الفلاح.

وقال عليه السّلام كذلك: الدعاء مفتاح الرحمة، ومصباح الظُّلْمة.

• ورُوي عن الإمام الصادق (عليه السّلام) في قوله تعالى: {ما يَفتحِ اللهُ للناسِ مِن رحمةٍ فلا مُمْسِكَ لها..} أنّه قال في بيان ( من رحمة ): الدعاء.

وقال (سلام الله عليه) أيضاً وهو يوصي: أكثِرْ من الدعاء؛ فإنّه مفتاح كلّ رحمة، ونجاح كلّ حاجة، ولا يُنال ما عند الله إلاّ بالدعاء، وليس بابٌ يكثر قرعُه إلاّ يُوشك أن يُفتَح لصاحبه!

ثمّ لا يخلو الدعاء من العبد الواعي ـ أيّها الإخوة ـ من آثار واقعيّة.. تبدأ من تهذيب نفسه وتصفيتها، إلى توجّه قلبه إلى بارئه، إلى معالجة خلجاته وطواياه، وفتح سبل الحقّ والخير والفضيلة أمامه، حتّى يكون الداعي مرتقياً في حالات روحيّة وأخلاقيّة، ومهتدياً إلى سبيل مرضاة الله جلّ وعلا ونوال نِعمه: ظاهرةً وباطنة. 

الدعاء الكاظميّ

إضافةً إلى ما سلف من عوائد الدعاء.. فإنّ أدعية الإمام موسى بن جعفر الكاظم (صلوات الله عليه) كانت لها خصوصياتها؛ حيث عاش الإمام (عليه السّلام) في ظروف عصيبة تمثّلت ببلوغ الحكومة العبّاسيّة أوج قدرتها وشدّتها، وهذا يعني أوج ظلمها وقساوتها. فقد عاصر خلال إمامته (عليه السّلام) والتي بدأت من شهادة أبيه الإمام جعفر الصادق (عليه السّلام) سنة 148 هجريّة:

1 ـ بقيّة حكم المنصور الدوانيقيّ، المعروف بعتوّه وولعه بدماء العلويّين.. واستغرقت قرابة عشر سنوات.

2 ـ حكم المهديّ العبّاسيّ، الذي اشتهر بقساوته وجبروته، وقد سجن الإمام الكاظم (عليه السّلام) وحاصره وشدّد عليه، حتّى كان من الإمام (عليه السّلام) دعاؤه المعروف: الجوشن الصغير، فهلك على أثره ذلك الطاغية.

3 ـ حكم الهادي العبّاسيّ، صاحب المجزرة البشعة ( واقعة فخّ ).. وكان يكرّر تهديداته للإمام الكاظم (عليه السّلام) ويتوعّد بقتله.

4 ـ ثمّ جاء هارون الرشيد، وقد عُرف بحقده على أهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فلم يزل يلاحق الإمامَ الكاظم (عليه السّلام): مراقبةً، واستدعاءً، وسجناً وتضييقاً، وإقامةً جبريّة.. حتّى سوّلت له نفسه الخبيثة باغتياله بالسمّ في مكيدة دبرّها مع بعض مُريديه!

من هذا ـ أيّها الإخوة ـ نجد خصوصيّةً في العصر الذي عاشه الإمام الكاظم (سلام الله عليه)، فهو عصر جورٍ وإرهاب واضطهاد، فكان اللازم الشرعيّ استعمال التقيّة لا سيّما وأنّ النظام الحاكم يسجن ويقتل على الظِّنّة. فأعمل الإمام (عليه السّلام) وسائله الحكيمة في بيان الحقّ وتأييد الجهاد، وكشف زيف بني العبّاس واغتصابهم لخلافة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالباطل والقهر، وابتعادهم بالناس عن العقائد الحقة والأخلاق الإسلاميّة الكريمة، والنهج الرساليّ الإلهيّ السليم.

وكان من تلك الوسائل: الدعاء، طَرَحه الإمام (عليه السّلام) ـ وهو يعبد الله تعالى من خلاله ـ مُفعمَاً بالمضامين القرآنيّة والحديثيّة الناطقة عن الإيمان الصحيح والعقيدة الخالصة، والأخلاق الفاضلة.. فيما لا يخلو من معاني التولّي لله ولرسوله ولأُولي الأمر، والتبرّؤ من أعدائهم.

ولم يخلُ دعاء الإمام الكاظم (عليه السّلام) من مضامين سياسيّة تشير إلى الجهاد، وتعيّن سمات الإسلام الحقيقيّ وأهله، وتفضح المتلبّسين بالدين، وتكشف مؤامرات أعداء المؤمنين وتؤيدّ نهضات المجاهدين.

كذلك لا يخلو دعاء الإمام الكاظم (عليه السّلام) من معالجات لحوائج الناس في أمراضهم البدنيّة والنفسيّة، والأخلاقيّة والروحيّة، والدنيوية والأُخرويّة.. فتأتي ملبّيةً لرغباتٍ مشروعة، وموجِّهةً للعقول إلى الطريق الحقّ.

ولا يفوتنا ـ أيّها الإخوة الأعزّة ـ أن نذكر أن أدعية الإمام الكاظم، وكذا أدعية النبيّ وآله (صلوات الله عليهم أجمعين).. وردت في صِيَغ دقيقة من جهة المعاني والألفاظ والأساليب، على غايةٍ من الدقّة والحكمة، ما يجعلنا معتقدين أنّها شكّلت دلالاتٍ أُخرى على إمامتهم، وغايةِ إيمانهم وعلاقتهم بالله تبارك وتعالى، حتّى كانوا أعبدَ الناس لله، وأقرب الخلْق إلى الله، وأحبّ العباد إلى الله.. تبارك وتعالى.

والآن ـ إخوتنا الأحبّة ـ إلى مختارات من الدعاء الكاظميّ الشريف، نقرأه بإجلال وإمعان، ونيّة مخلصة بتعلّمه والانتفاع به.

 1 . دعاؤه عليه السّلام في المناجاة، المسمّى بدعاء الاعتقاد

اِلهي اِنَّ ذُنُوبي وَكَثْرَتَها قَدْ غَيَّرَتْ وَجْهي عِنْدَكَ، وَحَجَبَتْني عَنِ اسْتِئْهالِ رَحْمَتِكَ، وَباعَدَتْني عَنِ اسْتِنْجازِ مَغْفِرَتِكَ، وَلَوْلا تَعَلُّقي بالائِكَ، وَتَمَسُّكي بِالرَّجاءِ لِما وَعَدْتَ اَمْثالي مِنَ المُسْرِفينَ، وَاَشْباهي مِنَ الْخاطِئينَ، بِقَوْلِكَ: {يا عِبادِيَ الَّذينَ اَسْرَفُوا على اَنْفُسِهِم لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ اِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوب جَميعاً اِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ}، وَحَذَّرْتَ الْقانِطينَ مِنْ رَحْمَتِكَ، فَقُلْتَ: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ اِلاَّ الضّالُّونَ}، ثُمَّ نَدَبْتَنا برَحْمَتِكَ اِلى دُعائِكَ، فَقُلْتَ: «اُدْعُوني اَسْتَجِبْ لَكُمْ اِنَّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ».

اِلهي لَقَدْ كانَ ذُلُّ الإْيِاسِ عَلَيَّ مُشْتَمِلاً، وَالْقنُوطِ مِنْ رَحْمَتِكَ بي مُلْتَحِفاً، اِلهي قَدْ وَعَدْتَ الْمُحْسِنَ ظَنَّهُ بِكَ ثَواباً، وَأَوْعَدْتَ الْمُسيءَ ظَنَّهُ بِكَ عِقاباً.

اَللّهُمَّ وَقَدْ اَسْبَلَ دَمْعي حُسْنُ ظَنّي بِكَ في عِتْقِ رَقَبَتي مِنَ النّارِ، وَتَغَمُّدِ زَلَلي، واِقالَةِ عَثْرَتي، وَقُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، لا خُلْفَ لَهُ وَلا تَبْديلَ: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِاِمامِهِم}، ذلِكَ يَوْمُ النُّشُوِر، اِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ، وَبُعْثرَ ما فِي الْقُبُورِ.

اَللّهُمَّ اِنّي أُقِرُّ وَاَشْهَدُ وَاَعْتَرِفُ وَلا اَجْحَدُ، وَاُسِرُّ وَاُظْهِرُ، وَاُعْلِنُ وَاُبْطِنُ، بِاَنَّكَ اَنْتَ اللهُ الَّذي لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ وَحْدَكَ لا شريكَ لَكَ، وَاَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَاَنَّ عَلِيّاً أَميرَ المُؤْمِنينَ وَسَيِّدَ الْوَصِيّينَ وَوارِثَ عِلْمِ النَّبِيّينَ، وَقاتِلَ الْمُشْرِكينَ، وَاِمامَ الْمُتّقينَ، وَمُبيرَ الْمُنافِقينَ، وَمُجاهِدَ النّاكِثينَ وَالْقاسِطينَ وَالْمارقينَ، اِمامي وَمَحَجَّتي، وَمَن لا أَثِقُ بِالاْعمالِ واِنْ زَكَتْ، وَلا اَراها مُنْجِيَةً وَاِنْ صَلَحَتْ اِلاّ بِوِلايَتِهِ وَالائْتِمامِ بِهِ، وَالاقْرارِ بِفَضائِلِهِ، وَالْقَبُولِ مِنْ حَمَلَتِها، والتَّسْليمِ لِرُواتِها.

اَللّهُمَّ وَاُقِرُّ بِاَوْصِيائِهِ مِنْ اَبْنائِهِ، اَئِمَّةً وَحُجَجاً، وَاَدِلَّةً وَسُرُجاً، وَاَعْلاماً وَمَناراً، وَسادَةً وَاَبْراراً، وَاَدينُ بِسِرِّهِمْ وَجَهْرِهِمْ، وَظاهِرِهِمْ وَباطِنِهِمْ، وَحَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَشاهِدِهِمْ وَغائِبِهِمْ، لا شَكَّ في ذلِكَ وَلاَ ارْتيابَ، وَلا تَحَوُّلَ عَنْهُمْ وَلاَ انْقِلابَ.

اَللّهُمَّ فَادْعُني يَوْمَ حَشْري وَحينَ نَشْري بِاِمامَتِهِمْ، وَاحْشُرْني في زُمْرَتِهِمْ، وَاكْتُبْني في اَصحابِهِمْ، وَاجْعَلْني مِنْ اِخْوانِهِم، وَاَنْقِذْني بِهِمْ يا مَوْلاي مِنْ حَرِّ النّيرانِ، فَاِنَّكَ اِنْ اَعْفَيْتَ مِنْها كُنْتُ مِنَ الْفائِزينَ.

اَللّهُمَّ وَقَدْ اَصْبَحْتُ في يَوْمي هذا، لا ثِقَةَ لي وَلا مَفْزَعَ، وَلا مَلْجَأَ وَلا مُلْتَجَأَ غَيْرُ مَنْ تَوَسَّلْتُ بِهِمْ اِلَيْكَ مِنْ آلِ رَسُولِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهِ: عَلِيٍّ اَميرِ الْمُؤمِنينَ وَسَيِّدَتي فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، وَالْحَسَنِ والْحُسَيْنِ، وَالاَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِمْ، وَالْحُجَّةِ الْمَسْتُورَةِ مِن ذُرِّيَّتِهمْ، الْمَرْجُوِّ لِلاُمَّةِ مِنْ بَعْدِهِمْ، وَخِيرَتِكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ.

اَللّهُمَّ فَاجْعلْهم حِصْني مِنَ الْمَكارِهِ، وَمَعْقِلي مِنَ الْمَخاوِفِ، وَنَجِّني بِهِمْ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ طاغٍ وَفاسِقٍ باغٍ، وَمِن شَرِّ ما اَعْرِفُ وَمااُنْكِرُ، وَمَا اسْتَتَرَ عَليَّ وَما اُبْصِرُ، ومِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ رَبّي آخِذٌ بِناصِيَتِها اِنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ.

اَللّهُمَّ تَوَسُّلي اِلَيْكَ بِهِمْ، وتَقَرُّبي بِمَحَبَّتِهِمْ، اِفْتَحْ عَليَّ اَبْوابَ رَحْمَتِكَ وَمَغْفِرَتِكَ، وَحَبِّبْني اِلى خَلْقِكَ، وَجَنِّبْني عَداوَتَهُمْ وَبُغْضَهُمْ اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.

اَللهُمَّ وَلِكُلِّ مُتَوَسِّلٍ ثَوابٌ، وَلِكُلِّ ذي شَفاعَةٍ حَقٌّ، فَاَسْأَلُكَ بِمَن جَعَلْتُهُ اِلَيْكَ سَبَبي وَقدَّمْتُهُ اَمامَ طَلِبَتي، اَنْ تُعَرِّفَني بَرَكَةَ يَوْمي هذا وَعامي هذا وَشَهْري هذا.

اَللّهُمَّ فَهُمْ مُعَوَّلي في شِدَّتي وَرَخائي، وَعافِيَتي وَبَلائي، وَنَوْمي وَيَقْظَتي، وَظَعْني وَاِقامَتي، وَعُسْري وَيُسْري، وَصَباحي وَمَسائي، وَمُنْقَلَبي وَمَثْوايَ.

اَللّهُمَّ فَلا تُخْلِني بِهِمْ مِنْ نِعْمَتِك، وَلا تَقْطَعْ رَجائي مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تَفْتِنّي بِاِغْلاقِ اَبْوابِ الاَرْزاقِ وَانْسِدادِ مَسالِكِها، وَافْتَحْ لي مِنْ لَدُنْكَ فَتْحاً يَسيراً، وَاجْعَلْ لي مِن كُلِّ ضَنْكٍ مَخْرَجاً، وَاِلى كُلِّ سَعَةٍ مَنْهَجاً، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

اَللّهُمَّ وَاجْعَلِ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ مُخْتَلِفَيْنِ عَلَيَّ، بِرَحْمَتِكَ وَمُعافاتِكَ وَمَنِّكَ وَفَضْلِكَ، وَلا تُفْقِرْني اِلى اَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ وَبِكُلِّ شَيْءٍ مُحيطٌ، وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ. 

* * *

2. دعاؤه عليه السّلام في السجدة بعد الفراغ من صلاة الليل

عن عليّ بن حديد قال: كان أبو الحسن عليه السّلام يقول وهو ساجد بعد فراغه من صلاة الليل:

لَكَ الْمَحْمَدةُ اِنْ اَطَعْتُكَ، وَلَكَ الْحُجَّةُ اِنْ عَصَيْتُكَ، لا صُنْعَ لي وَلا لِغَيْري في اِحْسانٍ اِلاّ بِكَ، يا كائِناً قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَيا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيْءٍ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ.

اَللّهُمَّ اِنّي اَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَديلَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَرْجِعِ فِي الْقُبُورِ، وَمِنَ النَّدامَةِ يَوْمَ الآزِفَةِ، فَاَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ وَاَنْ تَجْعَلَ عيشَتي عيشَةً نَقِيَّةً، وميتَتي مِيتَةً سَوِيَّةً، وَمُنْقَلَبي مُنْقَلَباً كَريماً غَيْرَ مُخْزٍ وَلا فاضِحٍ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ الاْئمَّةِ، يَنابيعِ الْحِكْمَةِ، وَاُولِي النِّعْمَةِ، وَمَعادِنِ الْعِصْمَةِ، وَاعْصِمْني بِهِمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَلا تَأْخُذْني عَلى غِرَّةٍ وَلا غَفْلَةٍ، وَلا تَجْعَلْ عَواقِبَ اَعْمالي حَسْرَةً، وَارْضَ عَنّي؛ فَاِنَّ مَغْفِرَتَكَ لِلظّالِمينَ، وَاَنا مِنَ الظّالمينَ.

اَللّهُمَّ اغْفِرْ لي ما لا يَضُرُّكَ، وَاَعْطِني ما لا يَنُقُصُكَ، فَاِنَّكَ الْوَسيعُ رَحْمتُهُ، الْبَديعُ حِكْمَتُهُ، وَاَعْطِني السَّعَةَ وَالدَّعَةَ، وَالاَمْنَ وَالصِّحَّةَ، وَالْبُخُوعَ وَالْقُنُوعَ، وَالشُّكْرَ وَالْمُعافاةَ، وَالتَّقْوى وَالصَّبْرَ وَالصِّدْقَ عَلَيْكَ وَعَلى اَوْلِيائِكَ، والْيُسْرَ وَالشُّكْرَ، وَاعْمُمْ بِذلِكَ يا رَبِّ اَهْلي وَوَلَدي وَاِخْواني فيكَ، وَمَنْ اَحْبَبْتُ وَاَحَبَّني وَوَلَدْتُ وَوَلَدَني مِنَ الْمُسْلِمينَ

وَالمُؤمِنينَ، يا رَبَّ الْعالَمينَ. 

* * *

3. دعاؤه عليه السّلام في سجدة الشكر

عن محمّد بن سليمان، عن ابيه قال: خرجت مع ابي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام إلى بعض أمواله، فقام إلى صلاة الظهر، فلمّا فرغ خرّ لله ساجداً، فسمعته يقول بصوت حزين وتغرغر دموعه، وهو:

رَبِّ عَصَيْتُكَ بِلِساني وَلَو شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لاَخْرَسْتَني، وَعَصَيْتُك بِبَصَري وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لاَكْمَهْتَني، وَعَصَيْتُكَ بِسَمْعي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لاَصْمَمْتَني، وَعَصَيْتُكَ بِيَدي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لَكَنَعْتَني، وَعَصَيْتُكَ بِرِجْلي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لَجَذَمْتَني، وَعَصَيْتُكَ بِفَرْجي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لَعَقَمْتَني، وَعَصَيْتُكَ بِجَميعِ جَوارِحِيَ الَّتي اَنْعَمْتَ بِها عَلَيَّ، وَلَمْ يَكُنْ هذا جَزاءَكَ مِنّي.

قال سليمان: ثمّ أحصيتُ له الف مرّة، وهو يقول: اَلْعَفْوَ اَلْعَفْوَ.

ثمّ ألصق خدّه الايمن بالأرض، فسمعته وهو يقول بصوت حزين:

بُؤْتُ اِلَيْكَ بِذَنْبي، عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسي، فَاغْفِرْ لي فَاِنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ يا مَوْلايَ ـ ثلاث مرّات.

ثمّ ألصقَ خدّه الايسر بالأرض، فسمعته وهو يقول:

اِرْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ، وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ ـ ثلاث مرّات. 

* * *

4. في دعائه عليه السّلام في سجدة الشكر

رُوي أنّه كان يقول في سجوده:

قَبُحَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ، فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ وَالتَّجاوُزُ مِنْ عِنْدِكَ.

وفي رواية:

عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ، فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ، يا اَهْلَ التَّقْوى وَاَهْلَ الْمَغْفِرَةِ. 

* * *

5. دعاؤه عليه السّلام في سجدة الشكر

روي أنّه كان موسى بن جعفر عليهما السّلام يدعو كثيراً في سجوده:

اَللّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ الرّاحَةَ عِنْدَ الْمَوتِ، وَالْعَفْوَ عِنْدَ الْحِسابِ. 

* * *

6. دعاؤه عليه السّلام في الصباح والمساء

يقولهنّ ثلاث مرّات غدوة وثلاث مرّات عشيّة:

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ فِي الاَوَّلينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ فِي الآخِرينَ، وَصَلَّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ فِي الْمَلأِ الاَعْلى، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَلِ مُحَمَّدٍ فِي الْمُرْسَلينَ، اَللّهُمَّ اَعْطِ مُحَمَّداً الْوَسيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالْفَضيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الْكَبيرَة.

اَللّهُمَّ اِنّي آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ وَلَمْ اَرَهُ، فَلا تَحْرِمْني يَوْمَ الْقِيامَةِ رُؤْيَتَهُ وَارْزُقْني صُحْبَتَهُ، وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهِ، وَاسْقِني مِن حَوْضِهِ مَشْرَباً رَوِيّاً، سائِغاً هَنيئاً، لا اَظْمَأُ بَعْدَهُ اَبَداً، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ.

اَللّهُمَّ كما آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ وَلَمْ اَرَهُ، فَعَرِّفْني فِي الْجِنانِ وَجْهَهُ، اَللّهُمَّ بَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ عَني تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً. 

* * *

7. دعاؤه عليه السّلام في التلبية

لَبَّيْكَ ذَا الْمَعارِجِ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ داعياً إلى دار السّلامِ لَبيّك، لَبَّيْكَ غَفّارَ الذُّنُوبِ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ مَرْغُوباً وَمَرْهُوباً اِلْيْكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تُبْدِئُ وَالْمَعادُ اِلَيْكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تَسْتَغْني وَيُفْتَقَرُ اِلَيْكَ لَبَّيْكَ.

لَبَّيْكَ اِلهَ الْحَقِّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ ذَا النَّعْماءِ وَالْفَضْلِ الْحَسَنِ الْجَميلِ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ كاشِفَ الْكَرْبِ، لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، عَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ، يا كَريمُ لَبَّيْكَ. 

* * *

8. دعاؤه عليه السّلام للانتباه من النوم

عنه عليه السّلام: مَن أحبّ أن ينتبه باللّيل فليقل عند النوم:

اَللّهُمَّ لا تُنْسِني ذِكْرَكَ، وَلا تُؤْمِنّي مَكْرَكَ، وَلا تَجْعَلْني مِنَ الْغافِلين، وَاَنْبِهْني لاَِحَبِّ الساعاتِ اِلَيْكَ، اَدْعُوكَ فيها فَتَسْتَجيبَ لي، وَأسْأَلُكَ فَتُعْطِيَني، وَاَسْتَغْفِرُكَ فَتَغْفِرَ لي، اِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ اِلاّ اَنْتَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمين. 

* * *

9. دعاؤه عليه السّلام لمن بات وحده

عنه عليه السّلام: من بات في بيت وحده، أو في دار، أو في قرية وحده فليقل:

اَللّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتي، وَاَعِنّي عَلى وَحْدَتي. 

* * *

10. دعاؤه عليه السّلام عند الخروج من منزله

عن أبي الحسن عليه السّلام: إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل:

بِسْمِ اللهِ، آمَنْتُ بِاللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، ما شاءَ اللهُ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ. 

* * *

11. دعاؤه عليه السّلام لمن سافر وحده

عنه عليه السّلام: من خرج وحده في سفر فليقل:

ما شاءَ اللهُ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ، اَللّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتي، وَاَعِنّي عَلى وَحْدَتي، وَادِّ غَيْبَتي.. 

* * *

12. دعاؤه عليه السّلام إذا لبس الثوب الجديد

اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذي كَساني ما أُواري بِهِ عَوْرَتي، وَاَتَجَمَّلُ بِهِ بَيْنَ النّاسِ، وَ اَتَزَيَّنُ بِهِ بَيْنَهُمْ. 

* * *

13. دعاؤه عليه السّلام لكفاية المهمّات

اَللّهُمَّ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ وَلا اَعْبُدُ اِلاّ اِيّاكَ، وَلا اُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً، اَللّهُمَّ اِنّي ظلَمْتُ نَفْسي فَاغْفِرْ وَارْحَمْ اِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ اِلاّ اَنْتَ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما اَخَّرْتُ، وَاَعْلَنْتُ وَاَسْرَرْتُ، وَما اَنْتَ اَعْلَمُ بِهِ مِنّي، وَاَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَاَنْتَ الْمُؤَخِّرُ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَدُلَّني عَلَى الْعَدْلِ وَالْهُدى، وَالصَّوابِ وَقِوامِ الدّينِ، اَللّهُمَّ اجْعَلْني هادِياً مَهْدِيّاً، راضِياً مَرْضِيّاً، غَيْرَ ضالٍّ وَلا مُضِلٍّ.

اَللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الاَرضينَ السَّبْعِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ، اِكْفِنِي الْمُهِمَّ مِنْ اَمْري بِما شِئْتَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ ـ وادع بما أحببت. 

* * *

14. دعاؤه عليه السّلام في قضاء الحوائج

روي أنّ صلاته عليه السّلام لقضاء الحوائج ركعتين، كلّ ركعة بالفاتحة مرّة والاخلاص اثنتي عشرة مرّة، والدعاء بعدها:

اِلهي خَشَعَتِ الاَصْواتُ لَكَ، وَضَلَّتِ الاَحلامُ فيكَ، وَوَجِلَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْكَ، وَهَرَبَ كُلُّ

شَيْءٍ اِلَيْكَ، وَضاقَتِ الاَشْياءُ دُونَكَ، وَمَلأَ كُلَّ شَيْءٍ نُورُكَ.

فَاَنْت الرَّفيعُ في جَلالِكَ، وَاَنْتَ الْبَهِيُّ في جَمالِكَ، وَاَنْتَ الْعَظيمُ في قُدْرَتِكَ، وَاَنْتَ الَّذي لا يَؤُودُكَ شَيْءٌ، يا مُنْزِلَ نِعْمَتي، يا مُفَرِّجَ كُرْبَتي، وَيا قاضِيَ حاجَتي، اَعطِني مَسْأَلَتي بِلا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، آمَنْتُ بِكَ مُخْلِصاً لَكَ ديني، اَصْبَحْتُ عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِالنِّعْمَةِ، وَاَسْتَغْفِرُكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتي لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ.

يا مَن هُوَ في عُلُوِّهِ دانٍ، وَفي دُنُوِّهِ عالٍ، وَفي اِشْراقِهِ مُنيرٌ، وَفي سُلْطانِهِ قَوِيّ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالٍ مُحَمَّدٍ. 

* * *

15. دعاؤه عليه السّلام في كفاية البلاء

روي أنّه لمّا دخل على الرشيد وكان قد همّ به سوءً، فلمّا رآه الرشيد وثب إليه وعانقه ووصله وغلّفه بيده وخلع عليه، فلمّا تولّى قال الفضل بن الربيع: يا امير المؤمنين! أردتَ أن تضربه وتعاقبه فخلعت عليه وأجَزْته، فقال: يا فضل! انّي أُبلغت عنه شيئاً عظيماً فرأيته عند الله مكيناً، انّك مضيت لتجيئني به فرأيت أقواماً قد أحدقوا بداري، بأيديهم حراب قد أغرزوها في أصل الدار، يقولون: إن آذيت ابن رسول الله خسفنا بك، وإن أحسنت إليه انصرفنا عنك. قال الفضل: فتبعته عليه السّلام وقلت له: ما الّذي قلت حتّى كُفِيتَ شرَّ الرّشيد؟

فقال عليه السّلام: دعاء جدّي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، كان إذا دعا به ما برز إلى عسكر إلاّ هزمه ولا إلى فارس إلاّ قهره، وهو دعاء كفاية البلاء، قلت: وما هو قال:

اَللّهُمَّ بِكَ أُساوِرُ، وَبِكَ أُجادِلُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أَنْتَصِرُ، وَبِكَ أَمُوتُ، وَبِكَ اَحْيى، اَسْلَمْتُ نَفْسي اِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ اَمْري اِلَيْكَ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَظيمِ.

اَللّهُمَّ اِنَّكَ خَلَقْتَني وَرَزَقْتَني، وَسَرَرْتَني وَسَتَرْتَني مِنْ بَيْنِ الْعِبادِ بِلُطْفِكَ خَوَّلْتَني، اِذا هَرَبْتُ رَدَدْتَني، وَاِذا عَثَرْتُ اَقَلْتَني، وَاِذا مَرِضْتُ شَفَيْتَني، وَاِذا دَعَوْتُكَ اَجَبْتَني، يا سَيِّدِي ارْضَ عَنّي فَقَدْ اَرْضَيْتَني. 

* * *

16. دعاؤه (عليه السّلام) في الاحتراز

عن عليّ بن يقطين أنّه قال: أُنمي الخبر إلى ابي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السّلام) وعنده جماعة من أهل بيته، بما عزم عليه موسى بن المهديّ في أمره، فقال لأهل بيته: ما ترون ؟ قالوا: نرى أن تتباعد منه وأن تغيّب شخصك عنه؛ فانّه لا يُؤمَن شرُّه. فتبسّم أبو الحسن (عليه السّلام) ثمّ قال:

زَعَمَتْ سَخينَةُ اَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّها             فَلَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الْغَلاّبِ

ثمَّ رفع يده إلى السماء وقال: اِلهي كَمْ مِنْ عَدُوٍّ شَحَذَ لي ظُبَةَ مُدْيَتِهِ، وَاَرْهَفَ لي شَبا حَدِّهِ، وَدافَ لي قَواتِلَ سُمُومِهِ، وَلَمْ تَنَمْ عَنّي عَيْنُ حِراسَتِهِ، فَلَمّا رَاَيْتَ ضَعْفي عَنِ احْتِمالِ الْفَوادِحِ، وَعَجْزي عَنْ مُلِمّاتِ الجَوائحِ، صَرَفْتَ ذلِكَ عَنّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، لا بِحَوْلٍ مِنّي وَلا قُوَّةٍ، فَاَلْقَيْتَهُ فِي الْحَفيرِ الَّذِي احْتَفَرَهُ لي، خائِباً مِمّا اَمَّلَهُ فِي الدُّنْيا، مُتَباعِداً مِمّا رَجاهُ فِي الاخِرَة، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ذلِكَ قَدْرَ اسْتِحْقاقِكَ سَيِّدي.

اَللّهُمَّ فَخُذْهُ بِعِزَّتِكَ، وَافْلُلْ حَدَّهُ عَنّي بِقُدْرَتِكَ، وَاجْعَلْ لَهُ شُغْلاً فيما يَليهِ، وَعَجْزاً عَمّا يُناويهِ. اَللّهُمَّ وَاَعْدِني عَلَيْهِ عَدْوى حاضِرَةً تَكُونُ مِنْ غَيْظي شِفاءً، وَمِنْ حَنَقي عَلَيْهِ وَفاءً، وَصِلِ اللّهُمَّ دُعائي بِالاْجابَةِ، وَانْظِمْ شِكايَتي بِالتَّغْييرِ، وَعَرِّفْهُ عَمّا قَليلٍ ما اَوْعَدْتَ الظّالِمينَ، وَعَرِّفْني ما وَعَدْتَ في اِجابَةِ الْمُضْطَرّينَ، اِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظيمِ، وَالْمَنِّ الْكَريمِ.

قال: ثمّ تفرّق القوم، فما اجتمعوا إلاّ لقراءة الكتاب بموت موسى بن المهديّ. 

* * *

17. دعاؤه عليه السّلام في العوذة لجميع الامراض

روى إبراهيم بن ابي البلاد أنّه شكا إلى الكاظم (عليه السّلام) عاملُ المدينة تواتر الوجع على ابنه، قال: تكتب له هذه العوذة في رقّ وتصيّرها في قصبة، وتعلّق على الصبيّ، يدفع الله عنه بها كلّ علّة:

بِسْمِ الله، اَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْعَظيمِ، وَعِزَّتِكَ الَّتي لا تُرامُ، وَقُدْرَتِكَ الَّتي لا يَمْتَنعُ مِنْها شَيْءٌ، مِنْ شَرِّ ما اَخافُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَمِنْ شَرِّ الاَوْجاعِ كُلِّها، وَمِنْ شَرِّ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ، وَمِنْ كُلِّ سُقْمٍ اَوْ وَجَعٍ، اَوْ هَمٍّ اَوْ مَرَضٍ، اَوْ بَلاءٍ اَوْ بَلِيَّةٍ، اَوْ مِمّا عَلِمَ اللهُ اَنَّهُ خَلَقَني لَهُ، وَلَمْ اَعْلَمْهُ مِنْ نَفْسي.

وَاَعِذْني يا رَبِّ مِنْ شَرّ ذلِك كُلِّهِ، في لَيْلي حَتّى أُصْبحَ، وَفي نَهاري حَتى أُمْسِيَ، وَبِكَلِماتِ اللهِ التّامّاتِ الَّتي لا يُجاوزُهُنَّ بَرٌّ وَلا فاجِرٌ، وَمِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فيها، وما يَلجُ فِي الاَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلينَ، اَلْحمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمينَ.

اَسْأَلُكَ يا رَبِّ بِما سَأَلَكَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِهِ، حَسْبِيَ اللهُ لا اِلهَ اِلاّ هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ، اِخْتِمْ عَلَىَّ ذلِكَ يا بَرُّ يا رَحيمُ بِاسمِكَ اللّهُمَّ الْواحِدِ الصَّمَدِ، صَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ، وادْفَعْ عَنّي سُوءَ ما اَجِدُ بِقُدْرَتِكَ. 

* * *

18. دعاؤه عليه السّلام في يوم الجمعة

مرْحَباً بخَلْقِ اللهِ الْجَديدِ، وَبِكُما مِنْ كاتِبَيْنِ وَشاهِدَيْنِ، اكْتُبا بِسْمِ اللهِ، اَشْهدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاَنَّ الاْسْلامَ كَما وَصَفَ، وَالدّينَ كَما شَرَعَ، وَاَنَّ الْكِتابَ كَما اَنْزَلَ، وَالْقَوْلَ كَما حَدَّثَ، وَاَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبينُ، وَصَلَواتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ وَشَرائِفُ تَحِيّاتِهِ وَسَلامُهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ.

اَصْبَحْتُ في اَمانِ اللهِ الَّذي لا يُسْتَباحُ، وَفي ذِمَّةِ اللهِ الَّتي لا تُخْفَرُ، وَفي جِوارِ اللهِ الَذي لا يُضامُ، وَكَنَفِهِ الَّذي لا يُرامُ، وَجارُ اللهِ آمِنٌ مَحْفُوظٌ، ما شاءَ اللهُ، كُلُّ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ، لا يَأْتي بِالْخَيْرِ اِلاَّ اللهُ، ما شاءَ اللهُ، نِعْمَ الْقادِرُ اللهُ، ما شاءَ اللهُ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ.

اَشْهَدُ اَنْ لا اِله اِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيي وَيُميتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ.

اَللّهُمَّ اغفِرْ لي كُلَّ ذَنْبٍ يَحْبِسُ رِزْقي، وَيَحْجُبُ مَسْأَلَتي، اَوْ يَقْصُرُ بي عَنْ بُلُوغِ مَسأَلَتي، اَوْ يَصُدُّ بَوَجْهِكَ الْكَريم عَنّي.

اَللّهُمَّ اغْفِر لي وَارْزُقْني، وَارْحَمْني وَاجْبُرْني، وَعافِني وَاعْفُ عَنّي، وَارْفَعْني واهْدِني، وانْصُرْني وَاَلْقِ في قَلْبِيَ الصَّبْرَ وَالنَّصْرَ، يا مالِكَ الْمُلْكِ فَاِنَّهُ لا يَمْلِكُ ذلِكَ غَيْرُكَ.

اَللّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ، غَفَارَ الذُّنُوبِ، خُذْ بِسَمْعي وَقَلْبي وَبَصَري وَوَجْهي اِلَيْكَ، وَلا تَجْعَلْ لِشَيْءٍ مِنْ ذلِكَ مَصْرُوفاً عَنْكَ، وَلا مُنْتَهى لهُ دُونَكَ.

اَللّهُمَّ وَما كَتَبْتَ عَلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَوَفِّقْني فيهِ، وَاهْدِني لَهُ وَمُنَّ عَلَيَّ بِذلِكَ كُلِّهِ، وَاَعِنّي وَثَبِّتْني عَلَيْهِ، وَاجْعَلْهُ اَحَبَّ اِلَيَّ مِنْ غيْرِهِ وَاثَرَ عِنْدي مِمّا سِواهُ، وَزِدْني مِنْ فَضْلِكَ.

اَللّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ رِضْوانَكَ وَالْجَنَّةَ، وَاَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَالنّارِ، وَاَسأَلُكَ النَّصيبَ الاَوْفَرَ في جَنّاتِ النَّعيمِ.

اَللّهُمَّ طَهِّرْ لِساني مِنَ الْكِذْبِ، وَقَلْبي مِنَ النِّفاقِ، وَعَمَلي مِنَ الرِّياءِ، وَبَصَري مِنَ الْخِيانَةِ، فَاِنِّكَ تَعْلَمُ خائنَةَ الاَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ.

اَللّهُمَّ اِنْ كُنْتُ عِنْدَك مَحْرُوماً مُقَتَّراً عَلَيَّ رِزْقي، فَامْحُ حِرْماني وَتَقْتيرَ رِزْقي، وَاكْتُبْني عِنْدَكَ مَرْزُوقاً مُوَفَّقاً لِلْخَيْراتِ، فَاِنَّكَ قُلْتَ تَبارَكْتَ وَتَعالِيْتَ: « يَمْحُو اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ اُمُّ الْكِتابِ »، اللّهُمَّ وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ. 

* * *

19. دعاؤه عليه السّلام في يوم المبعث

يا مَنْ اَمَرَ بِالْعَفْوِ وَالتَّجاوُزِ، وَضَمِنَ عَلى نَفْسِهِ الْعَفْوَ وَالتَّجاوُزَ، يا مَنْ عَفا وَتَجاوَزَ يا كَريمُ، اَللّهُمَّ وَقَد اَكْدَى الطَّلَبُ، وَاَعْيَتِ الْحيلَةُ وَالْمَذْهَبُ، وَدَرَسَتِ الآمالُ، وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ اِلاّ مِنْكَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ.

اَللّهُمَّ اِنّي اَجِدُ سُبُلَ الْمَطالِبِ اِلَيْكَ مُشْرَعةً، وَمَناهِلَ الرَّجاءِ لَدَيْكَ مُتْرَعَةً، وَاَبْوابَ الدُّعاءِ لِمَنْ دَعاكَ مُفَتَّحَةً، والاْسْتعانَةَ لِمَنِ اسْتَعانِ بِكَ مُباحَةً، وَاَعْلَمُ اَنَّكَ لِداعيكَ بِمَوضِعِ اِجابَةٍ، وَلِلصّارِخِ اِلَيْكَ بِمَرْصَدِ اِغاثَةٍ، وَاَنَّ فِي اللَّهْفِ اِلى جُودِكَ وَالضَّمانِ بِعِدَتِكَ عِوَضاً عَنْ مَنْعِ الْباخلين، وَمَنْدُوحَةً عَمّا في اَيْدي الْمُسْتَأْثِرينَ، وَاَنَّكَ لا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ اِلاّ اَنْ تَحْجُبَهُمُ الاَعْمالُ دُونَكَ.

وَقَدْ عَلِمتُ اَنَّ اَفْضَلَ زادِ الرّاحِلِ اِلَيْكَ عَزْمُ اِرادَةٍ، وَقَدْ ناجاكَ بِعَزْمِ الاْرادَةِ قَلْبي، وَأَسْألُكَ بِكُلِّ دَعْوَةٍ دَعاكَ بِها راجٍ بَلَّغْتَهُ اَمَلَهُ، اَوْ صارِخٌ اِلَيْكَ اَغَثْتَ صَرْخَتَهُ، أَوْ مَلْهُوفٌ مَكْرُوبٌ فَرَّجْتَ عَنْ قَلْبِهِ، اَوْ مُذْنِبٌ خاطِئٌ غَفَرْتَ لَهُ، أَوْ مُعافىً اَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ عَلَيْهِ، اَوْ فَقيرٌ اَذْهَبْتَ غِناكَ اِلَيْهِ، وَلِتِلْكَ الدَّعْوَةِ عَلَيْكَ حَقٌّ وَعِنْدَكَ مَنْزِلَةٌ، اِلاّ صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَقَضَيْتَ حَوائِجَ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ.

وَهذا رَجَبٌ الْمُكَرَّمُ الَّذي أَكْرَمْتَنا بِهِ اَوَّلُ اَشْهُرِ الْحُرُمِ، اَكْرَمْتَنا بِهِ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ، يا ذَا الْجُودِ وَالْكَرَمِ، فَنَسْأَلُكَ بِهِ وَبِاسْمِكَ الاَعْظَمِ الاَعْظَمِ، الاَجَلِّ الاَكْرَمِ، الَّذي خَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ في ظِلِّكَ فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ اِلى غَيْرِكَ، اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَاَهْلِ بَيْتِه الطّاهِرينَ، وَتَجْعَلَنا مِنَ الْعامِلينَ فيهِ بِطاعَتِكَ، وَالآمِلينَ فيهِ لاِجابَتِك.

اَللّهُمَّ وَاهْدِنا اَلى سَواءِ السَّبيلِ، وَاجْعَلْ مَقيَلنا عِنْدَكَ خَيْرَ مَقيلٍ، في ظِلٍّ ظَليلٍ، فَاِنَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الْوَكيلُ، وَالسَّلامُ عَلى عِبادِهِ الْمُصْطَفَيْنَ وَصَلَواتُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ.

اَللّهُمَّ وَبارِكَ لَنا في يَوْمِنا هذَا الَّذي فَضَّلْتَهُ، وَبِكَرامَتِكَ جَلَّلْتَهُ، وَبِالْمَنْزِلِ الْعَظيمِ مِنْكَ اَنْزَلْتَهُ، وَصَلِّ عَلى مَنْ فيهِ اِلى عِبادِكَ اَرْسَلْتَهُ، وَبِالْمَحَلِّ الْكَريمِ أَحْلَلْتَهُ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً دائِمَةً، تَكُونُ لَكَ شُكْراً وَلَنا ذُخْراً، وَاجْعَلْ لَنا مِنْ أمْرِنا يُسْراً، وَاخْتِمْ لَنا بِالسَّعادَةِ اِلى مُنْتَهى آجالِنا، وَقَدْ قَبِلْتَ الْيَسيرَ مِنْ اَعْمالِنا، وَبَلِّغْنا بِرَحْمَتِكَ أَفْضَلَ آمالِنا، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ. 

* * *

20. دعاؤه عليه السّلام عند دخول شهر رمضان

اَللّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دانَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتي قَهَرْتَ بها كُلَّ شَيْءٍ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتي تَواضَعَ لَها كُلُّ شَيْءٍ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتي خَضَعَ لَها كُلُّ شَيْءٍ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتي غَلَبَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَبِعِلْمِكَ الَّذي اَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ، يا نُورُ يا قُدُّوسُ، يا اَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَيا باقي بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ.

يا اللّهُ يا رَحْمانُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَقْطَعُ الرَّجاءَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُديلُ الاَعداءَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَرُدُّ الدُّعاءَ، وَاغفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ الْبَلاءَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ غَيْثَ السَّماءِ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَكْشِفُ الْغِطاءَ، وَاغَفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُعَجِّلُ الْفَناءَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُورِثُ النَّدَمَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِكُ الْعِصَمَ، وَاَلْبِسْني دِرْعَكَ الْحَصينَةَ الَّتي لا تُرامُ، وَعافِني مِنْ شَرِّ ما اَخافُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ في مُسْتَقْبَلِ سَنَتي هذِهِ.

اَللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الاَرَضينَ السَّبْعِ وَما فيهِنَّ وَما بيْنَهُنَّ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ السَّبْعِ الْمَثاني وَالْقُرْانِ الْحكيمِ، وَرَبَّ اِسْرافيلَ وَميكائيلَ وَجَبْرَئيلَ وَرَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَسَيِّدِ الْمُرْسَلينَ.

اَسْأَلُكَ بِكَ وَبِما تَسَمَّيْتَ بِهِ، يا عَظيمُ اَنْتَ الَّذي تَمُنُّ بِالْعَظيمِ، وَتَدْفَعُ كُلَّ مَحْذُورٍ، وتُعْطي كُلَّ جَزيلٍ، وَتُضاعِفُ مِنَ الْحَسَناتِ الْكَثيرَ بِالْقَليلِ، وَتَفْعَلُ ما تَشاءُ يا قَديرُ.

يا اَللّهُ يا رَحْمانُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ، وَاَلْبِسْني في مُسْتَقْبَلِ سَنَتي هذِهِ سِتْرَكَ، وَاَضِئْ وَجْهي بِنُورِكَ، وَاَحْيِني بِمَحَبَّتِكَ، وَبَلِّغْ بي رِضْوانَكَ وَشَريفَ كَرائِمِكَ وَجَزيلَ عَطائِكَ، مِنْ خَيْرِ ما عِنْدَكَ، وَمِنْ خَيْرِ ما اَنْتَ مُعْطيهِ اَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، سِوى مَن لايَعْدِلُهُ عِنْدَكَ اَحَدٌ فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ، وَاَلْبِسْني مَعَ ذلِك عافِيَتَكَ.

يا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى، وَيا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى، وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ، وَيا دافعَ ما تَشاءُ مِنْ بَلِيَّةٍ، يا كَريمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، تَوَفَّني عَلى مِلَّةِ اِبْراهيمَ وَفِطْرَتِهِ، وَعَلى دينِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهِ وَسُنَّتِهِ، وَعَلى خَيْرِ الْوَفاةِ فَتَوَفَّني، مُوالِياً لاَوْلِيائِكَ، وَمُعادِياً لاَعْدائِكَ.

اَللّهُمَّ وَامْنَعْني مِنْ كُلِّ عَمَلٍ اَوْ فِعْلٍ اَوْ قَوْلٍ يُباعِدُني مِنْكَ، وَاجْلِبْني اِلى كُلِّ عَمَلٍ اَوْ فِعْلٍ اَوْ قَوْلٍ يُقَرِّبُني مِنْكَ في هذِهِ السَّنَةِ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، وَامْنَعْني مِنْ كُلِّ عَمَلٍ اَوْ قَوْلٍ يَكُونَ مِنّي اَخافُ سُوءَ عاقِبَتِهِ، وَاَخافُ مَقْتَكَ اِيّايَ عَلَيْهِ، حِذارَ اَنْ تَصْرِفَ وَجْهَكَ الْكَريمَ عَنّي، فَأسْتَوْجِبَ بِهِ نَقْصاً مِنْ حَظٍّ لي عِنْدَكَ، يا رَؤُوفُ يا رَحيمُ.

اَللّهُمَّ اجْعَلْني في مُسْتَقْبَلِ هذِهِ السَّنّةِ، في حِفْظِكَ وَجِوارِكَ وَكَنَفِكَ، وَجَلِّلْني عافِيَتَكَ، وَهَبْ لي كَرامَتَكَ، عَزَّ جارُكَ، وَجَلَّ ثَناؤُكَ، وَلا اِلهَ غَيْرُكَ.

اَللّهُمَّ اجْعَلْني تابِعاً لِصالِحي مَنْ مَضى مِنْ اَوْلِيائِكَ، وَاَلْحِقْني بِهِمْ، وَاجْعَلْني مُسَلِّماً لِمَنْ قالَ بِالصِّدْقِ عَلَيْكَ مِنْهُمْ.

وَاَعُوذُ بِكَ يا اِلهي اَنْ تُحيطَ بي خَطيئَتي وَظُلْمي وَاِسْرلفي عَلى نَفْسي، وَاتِّباعي لِهَوايَ وَاشْتِغالي بِشَهَواتي، فَيَحُولَ ذلِكَ بَيْني وَبَيْنَ رَحِمَتِكَ وَرِضْوانِكَ، فَاَكُونَ مَنْسِيّاً عِنْدَكَ، مُتَعَرِّضاً لِسَخَطِكَ وَنَقِمَتِكَ.

اَللّهُمَّ وَفِّقْني لِكُلِّ عَمَلٍ صالحٍ تَرْضى بِهِ عَنّي، وَقَرِّبْني اِلَيْكَ زُلْفى، اَللّهُمَّ كَما كَفَيْتَ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَالِهِ هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَفَرَّجْتَ هَمَّهُ، وَكَشَفْتَ كَرْبَهُ، وَصَدَقْتَهُ وَعْدَكَ، وَاَنْجَزْتَ لَهُ عَهْدَكَ.

اَللّهُمَّ فَبِذلِكَ فَاكْفِني هَوْلَ هذِهِ السَّنّةِ وآفاتِها واَسْقامَها وَفِتَنَها وَشُرُورَها وَاَحْزانَها وَضيقَ الْمَعاشِ فيها، وَبَلِّغْني بِرَحْمَتِكَ كَمال الْعافِيَةِ، بِتَمامِ دَوامِ النِّعْمَةِ عِنْدي اِلي مُنْتَهى اَجَلي.

اَسْأَلُكَ سُؤالَ مَن اَساءَ وَظَلَمَ، وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ، اَنْ تَغْفِرَ لي ما مَضى مِنَ الذُّنُوبِ الَّتي حَصَرَتْها حَفَظَتُكَ، وَاَحْصَتْها كِرامُ مَلائِكَتِكَ عَلَيَّ، وَاَنْ تَعْصِمَني اللّهُمَّ مِنَ الذُّنُوبِ فيما بَقِيَ مِنْ عُمْري اِلى مُنْتَهى اَجَلي.

يا اَللّهُ يا رَحْمانُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ، وَآتِني كلَّ ما سَأَلْتُكَ وَرَغِبْتُ فيهِ اِلَيْكَ، فَاِنَّكَ اَمَرْتَني بِالدُّعاءِ وَتَكَفَّلْتَ بِالاْجابَةِ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ. 

* * *

21. دعاؤه عليه السّلام في يوم المباهلة

عن محمّد بن صدقة العنبريّ، عن أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السّلام قال: يوم المباهلة اليوم الرّابع والعشرون من ذي الحجّة، تصلّي في ذلك اليوم ما أردت من الصّلاة، فكلّما صلّيت ركعتين استغفرت الله تعالى بعقبها سبعين مرّة، ثمّ تقوم قائماً وتؤمي بطرفك في موضع سجودك، وتقول وأنت على غسل:

اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَلْحَمْدُ لِلّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالاَرْضِ، اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذي لَهُ ما فِي السَّماوات وَما فِي الاَرْضِ، اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالاَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ.

اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذي عَرَّفَني ما كُنْتُ بِهِ جاهِلاً، وَلَوْلا تَعْريفُهُ اِيّايَ لَكُنْتُ هالِكاً، اِذْ قالَ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ: « قُلْ لا اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ اَجْراً اِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ».

فَبَيَّنَ لِيَ الْقَرابَةَ فَقالَ سُبْحانَهُ: « اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً».

فَبَيَّنَ لي اَهْلَ الْبَيْتِ بَعْدَ الْقَرابَةِ، ثُمَّ قالَ تَعالَى مُبَيِّناً عَنِ الصّادِقينَ الَّذينَ اَمَرَنا بِالْكَوْنِ مَعَهُمْ وَالرَّدِّ اِلَيْهِمْ بِقُولِهِ سُبْحانَهُ: «يا اَيُّهَا الَّذين آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصّادِقينَ».

فَاَوْضَحَ عَنْهُمْ وَاَبانَ عَنْ صِفَتِهِمْ بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَناؤُهُ: « قُلْ تَعالَوا نَدْعُ اَبْناءَنا وَاَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَاَنْفُسَنا وَاَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكاذِبينَ ».

فَلَكَ الشُّكْرُ يا رَبِّ وَلَكَ الْمَنُّ حَيْثُ هَدَيْتَني وَاَرْشَدْتَني حَتَّى لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ الاَهْلُ وَالْبَيْتُ وَالْقَرابَةُ، فَعَرَّفْتَني نِساءَ هُمْ وَاَوْلادَهُمْ وَرِجالَهُمْ.

اَللّهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ بِذلِكَ الْمَقامِ الَّذي لا يَكُونُ اَعْظَمُ مِنْهُ فَضْلاً لِلْمُؤمِنينَ، وَلا اَكْثَرُ رَحْمَةً لَهُمْ بِتَعْريِفكَ اِيّاهُمْ شَأْنَهُ، وَاِبانَتِكَ فَضْلَ اَهْلِهِ، الَّذينَ بِهِمْ اَدْحَضْتَ باطِلَ اَعْدائِكَ، وَثَبَّتَّ بِهِمْ قَواعِدَ دينِكَ، وَلَوْلا هذَا الْمَقامُ الْمَحْمُودُ الَّذي أنْقَذْتَنا بِهِ وَدَلَلْتَنا عَلَى اتِّباعِ الْمُحِقّينَ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ الصّادِقينَ عَنْكَ، الَّذين عَصَمْتَهُمْ مِنْ لَغْوِ الْمَقالِ، وَمَدانِسِ الاَفْعالِ لَخُصِمَ اَهْلُ الاْسْلامِ، وَظَهَرَتْ كَلِمَةُ اَهْلِ الاْلِحادِ، وَفِعْلُ اُولِي الْعِنادِ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الْمَنُّ وَلَكَ الشُّكْرُ عَلى نَعْمائِكَ وَاَياديكَ.

اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ الَّذينَ افْتَرَضْتَ عَلَيْنا طاعَتَهُمْ، وَعَقَدْتَ في رِقابِنا وِلايَتَهُمْ، وَاَكْرَمْتَنا بِمَعْرِفَتِهِمْ، وَشَرَّفْتَنا بِاتِّباعِ آثارِهِم، وَثَبَّتَّنا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ الَّذي عَرَّفُوناهُ، فَاَعِنّا عَلَى الاَخْذِ بِما بَصَّرُوناهُ، وَاجْزِ مُحَمَّداً عَنّا اَفْضَلَ الْجَراءِ بِما نَصَحَ لِخَلْقِكَ، وَبَذَلَ وُسْعَهُ في اِبْلاغِ رِسالَتِكَ، وَاَخْطَرَ بِنَفْسِهِ في اِقامَةِ دينِكَ، وَعَلى اَخيهِ وَوَصِيِّهِ وَالْهادي اِلى دينِهِ وَالْقَيِّمِ بِسُنَّتِهِ، عَلِيٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَصَلِّ عَلَى الاَئِمَّةِ مِنْ اَبْنائِهِ الصّادِقينَ، الَّذينَ وَصَلْتَ طاعَتَهُمْ بِطاعَتِكَ، وَاَدْخِلْنا بِشَفاعَتِهِمْ دارَ كَرامَتِكَ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

اَللّهُمَّ هؤُلاءِ اَصْحابُ الْكِساءِ وَالْعَباءِ يَوْمَ الْمُباهَلَةِ، اِجْعَلْهُمْ شُفَعاءَنا، اَسْاَلُكَ بِحَقِّ ذلِكَ الْمَقامِ الْمَحْمُودِ والْيَوْمِ الْمَشْهُودِ اَنْ تَغْفِرَ لي وَتَتُوبَ عَلَيَّ اِنَّكَ اَنْت التَّوّابُ الرَّحيمُ.

اَللّهُمَّ اِنّي اَشْهَدُ اَنَّ اَرْواحَهُمْ وَطينَتَهُمْ واحِدَةٌ، وَهِيَ الشَّجَرَةُ الَّتي طابَ اَصْلُها وَاَغْصانُها، وَارْحَمْنا بِحَقِّهِمْ، وَاَجِرْنا مِنْ مَواقِفِ الْخِزْيِ فِي الدُّنّيا وَالاخِرَةِ بِوِلايَتِهِمْ، وَاَوْرِدْنا مَوارِدَ الاَمْنِ مِنْ اَهْوالِ يَوْمِ الْقيامَةِ بِحُبِّهِمْ، وَاِقْرارِنا بِفَضْلِهِمْ، وَاتِّباعِنا آثارَهُمْ، وَاهْتِدائِنا بِهُداهُمْ، وَاعْتِقادِنا ما عَرَّفُوناهُ مِنْ تَوْحيدِكَ، وَوَقَفُونا عَلَيْهِ مِنْ تَعْظيمِ شَأْنِكَ وَتَقْديسِ اَسْمائِكَ وَشُكْرِ الائِكَ، وَنَفْيِ الصِّفاتِ اَنْ تَحُلَّكَ، وَالْعِلْمِ اَنْ يُحيطَ بِكَ، وَالْوَهْمِ اَنْ يَقَعَ عَلَيْكَ، فَاِنَّكَ اَقَمْتَهُمْ حُجَجاً على خَلْقِكَ، وَدَلائِلَ عَلى تَوْحيدِكَ، وَهُداةً تُنَبِّهُ عَنْ اَمْرِكَ، وَتَهْدي إلى دينِك، وَتُوضِحُ ما اَشْكلَ عَلى عِبادِكَ، وَباباً لِلْمُعْجِزاتِ الَّتي يَعْجُزُ عَنْها غَيْرُكَ، وَبِها تَبينُ حُجَّتُكَ وَتَدْعُو اِلى تَعْظيمِ السَّفيرِ بَيْنَكَ وَبَيْنَ خَلْقِكَ.

وَاَنْتَ الْمُتَفَضِّلُ عَلَيْهِمْ، حَيْثُ قَرَّبْتَهُمْ مِنْ مَلَكُوتِكَ، وَاخْتَصَصْتَهُمْ بِسِرِّكَ، وَاصْطَفَيْتَهُمْ لِوَحْيِكَ، وَاَوْرَثْتَهُمْ غَوامِضَ تَأْويِلكَ؛ رَحْمَةً بِخَلْقِكَ وَلْطْفاً بِعِبادِكَ، وَحَناناً عَلى بَرِيَّتِكَ، وَعِلْماً بِما تَنْطَوي عَلَيْهِ ضَمائِرُ أُمَنائِكَ وَما يَكُونُ مِنْ شَأْنِ صَفْوَتِكَ، وَطَهَّرْتَهُمْ في مَنْشَئِهِمْ وَمُبْتَدَئِهِمْ، وَحَرَسْتَهُمْ مِنْ نَفْثِ نافِثٍ اِلَيْهِمْ، وَاَرَيْتَهُمْ بُرْهاناً عَلى مَنْ عَرَضَ بِسُوءٍ لَهُمْ.

فَاسْتَجابُوا لاَمْرِكَ، وَشَغَلُوا اَنْفُسَهُمْ بِطاعَتِكَ، وَمَلأُوا أَجْزاءهُمْ مِنْ ذِكْرِكَ، وَعَمَرُوا قُلُوبَهُمْ بِتَعْظيمِ اَمْرِكَ، وَجَزَّأُوا اَوْقاتَهُمْ فيما يُرْضيكَ، وَاَخْلَوْا دَخائِلَهُمْ مِنْ مَعاريضِ الْخَطَراتِ الشّاغِلَةِ عَنْكَ.

فَجَعَلْتَ قُلُوبَهُمْ مَكامِنَ لاِرادَتِكَ، وَعُقُولَهُمْ مَناصِبَ لاَمْرِكَ وَنَهْيِكَ، وَاَلْسِنَتَهُمْ تَراجِمَةً لِسُنَّتِكَ، ثُمَّ اَكْرَمْتَهُمْ بِنُورِكَ حَتّى فَضَّلْتَهُمْ مِنْ بَيْنِ اَهْلِ زَمانِهِمْ وَالاَقْرَبينَ اِلَيْهِمْ، فَخَصَصْتَهُم بِوَحْيِكَ، وَاَنْزَلْتَ اِلَيْهِمْ كِتابَكَ، وَاَمَرْتَنا بِالتَّمَسُّكِ بِهِمْ وَالرَّدِّ اِلَيْهِمْ وَالاْستِنْباطِ مِنْهُمْ.

اَللّهُمَّ اِنّا قَدْ تَمَسَّكْنا بِكِتابِكَ وَبِعِتْرَةِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمُ، الَّذينَ اَقَمْتَهُمْ لَنا دَليلاً وَعَلَماً، وَاَمَرْتَنا بِاتِّباعِهِمْ.

اَللّهُمَّ فَاِنّا قَدْ تَمَسَّكْنا بِهِمْ فَارْزُقْنا شَفاعَتَهُمْ حينَ يَقُولُ الْخائِبُونَ: {فَما لَنا مِن شافِعينَ * ولا صَديقٍ حَميم}، وَاجْعَلْنا مِنَ الصّادِقينَ الْمُصَدِّقينَ لَهُمُ، الْمُنْتَظِرينَ لاَيّامِهِمُ، النّاظِرينَ اِلى شَفاعَتِهِمْ، وَلا تُضِلَّنا بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَنا، وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْك رَحْمَةً اِنَّكَ اَنْتَ الْوَهّابُ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعلى اَخيهِ وَصِنْوِهِ، اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَقِبْلَةِ الْعارِفينَ، وَعَلَمِ الْمُهْتَدينَ، وَثانِي الْخَمْسَةِ الْمَيامينِ الَّذينَ فَخَرَ بِهِمُ الرُّوحُ الاَمينُ، وَباهَلَ اللهُ بِهِمُ الْمُباهِلين، فَقالَ وَهُوَ اَصْدَقُ الْقائِلينَ: « فَمَنْ حاجَّكَ فيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ اَبْناءَنا وَاَبْناءَكم وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَاَنْفْسَنا وَاَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكاذِبينَ».

ذلِكَ الاْمامُ الْمَخْصُوصُ بِمُؤاخاتِهِ يَوْمَ الاِْخاءِ، وَالْمُؤْثِرُ بِالْقُوتِ بَعْدَ ضُرِّ الطَّوى، وَمَنْ شَكَرَ اللهُ سَعْيَهُ في « هَلْ اَتَى »، وَمَنْ شَهِدَ بِفَضْلِهِ مُعادُوهُ، وَاَقرَّ بِمَناقِبِهِ جاحِدُوهُ، مَوْلَى الاَنامِ، وَمُكَسِّرُ الاَصْنامِ، وَمَنْ لَمْ تَأْخُذْهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، صَلَّى عَلَيْهِ وَالِهِ ما طَلَعَتْ شَمْسُ النَّهارِ، وَاَوْرَقَتِ الاَشْجارُ، وَعَلَى النُّجُومِ الْمُشْرِقاتِ مِنْ عِتْرَتِهِ، وَالْحُجَجِ الْواضِحاتِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ. 

* * *

 22. دعاؤه عليه السّلام في الاحتراز لدفع الاعداء

المسمّى بـ « الجوشن الصغير »

اِلهي كَمْ مِنْ عَدُوٍّ انْتَضى عَلَيَّ سَيْفَ عَداوَتِه، وَشَحَذَ لي ظُبَةَ مُدْيَتِهِ، وَاَرْهَفَ لي شَبا حَدِّه، وَدافَ لي قَواتِل سُمُومِهِ، وَسَدَّدَ نَحْوي صَوائِبَ سِهامِهِ، وَلَمْ تَنَمْ عَنّي عَيْنُ حِراسَتِهِ، وَاَضْمَرَ اَنْ يَسُومَني الْمَكْرُوهَ، وَيُجرِّعَني ذُعافَ مَرارَتِهِ.

فَنَظَرْتَ اِلى ضَعْفي عَنِ احْتِمالِ الْفَوادِحِ، وَعَجْزي عَنِ الاْنْتِصارِ مِمَّنْ قَصَدَني بِمُحارَبَتِه، وَوَحْدَتي في كَثيرِ مَنْ ناواني، وَاِرْصادِهِمْ لي فيما لَمْ اُعْمَلْ فيهِ فِكْري فِي الاِرْصادِ لَهُمْ بِمِثْلِهِ، فَاَيَّدْتَني بِقُوَّتِكَ، وَشَدَدْتَ اَزْري بِنَصْرِكَ، وَفَلَلْتَ لي شَبا حَدِّهِ، وَخَذَلْتَهُ بَعْدَ جَمْعِ عديدِهِ وَحَشَدِهِ، وَاَعْلَيْتَ كَعْبي عَلَيْهِ، وَوَجَّهْتَ ما سَدَّدَ اِلَيَّ مِنْ مَكائِدِهِ اِلَيْهِ، وَرَدَدْتَهُ وَلَمْ يَشْفِ غَليلَهُ، وَلَمْ تَبْرُدْ حَراراتُ غَيْظِهِ، وَقَدْ عَضَّ عَلَيَّ اَنامِلَهُ، وَاَدْبَرَ مُوَلِّياً قَدْ اَخْفَقَتْ سَراياهُ.

فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقَتَدِرٍ لا يُغْلَبُ وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لاَنْعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ.

اِلهي وَكَمْ مِنْ باغٍ بَغاني بِمَكائِدِهِ، وَنَصَبَ لي اَشْراكَ مَصائِدِهِ، وَوَكَّلَ بي تَفَقُدَّ رِعايَتِهِ، وَاَضْبَأَ اِليَّ اِضْباءَ السَّبُعِ لِطَريدَتِهِ، اِنْتِظاراً لانْتِهازِ فُرْصَتِهِ، وَهُوَ يُظْهِرُ لي بَشاشَةَ الْمَلَقِ، وَيَبْسُطُ لي وَجْهاً غَيْرَ طَلِقٍ.

فَلَمَّا رَاَيْتَ دَغَلَ سَريرَتِهِ وَقُبْحَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ لِشَريكِهِ في مُلَبِّهِ، وَاَصْبَحَ مُجْلِباً اِلَيَّ في بَغْيِهِ، اَرْكَسْتَهُ لاُمِّ رَأْسِهِ، وَاَتَيْتَ بُنْيانَهُ مِنْ اَساسِهِ، فَصَرَعْتَهُ في زُبْيَتِهِ، وَاَرْدَيْتَهُ في مَهْوى حُفْرَتِهِ، وَرَمَيْتَهُ بِحَجَرهِ، وَخَنَقْتَهُ بِوَتَرِهِ، وَذَكَّيْتَهُ بِمَشاقِصِهِ، وَكَبَبْتَهُ بِمَنْخِرِهِ وَرَدَدْتَ كَيْدَهُ في نَحْرِهِ، وَوَثَّقْتَهُ بِنَدامَتِه، وَفَتَنْتَهُ بِحَسْرَتِه، فَاسْتُخْذِلَ وَاسْتَخْذَأَ وَتَضاءَلَ بَعْدَ نَخْوَتِهِ، وَانْقَمَعَ بَعْدَ اسْتِطالَتِهِ ذَليلاً مَأْسُوراً في رِبْقِ حَبائِلِهِ الَّتي كانَ يُؤَمِّلُ اَنْ يَراني فيها يَوْمَ سَطْوَتِهِ، وَقَدْ كِدْتُ يا رَبِّ لَوْلا رَحْمَتُكَ يَحِلُّ بي ما حَلَّ بِساحَتِهِ.

فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنَ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحمَّدٍ وَاجْعَلْني لاَنْعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ.

اِلهي وَكَمْ مِنْ حاسِدٍ شَرِقَ بِحَسَدِهِ، وَشَجى بِغَيْظِهِ، وَسَلَقَني بِحَدِّ لِسانِهِ، وَوَخَزَني بِمُؤْقِ عَيْنهِ، وَجَعَلَ عِرْضي غَرَضاً لِمَراميهِ، وَقَلَّدَني خِلالاً لَمْ تَزَلْ فيهِ، فَنادَيْتُكَ يا رَبِّ مُسْتَجيراً بِكَ، واثِقاً بِسُرْعَةِ اِجابَتِكَ، مُتَوَكِّلاً عَلى ما لَمْ اَزَلْ اَعْرِفُهُ مِنْ حُسْنِ دِفاعِكَ، عالِماً اَنَّهُ لَمْ يُضْطَهَدْ مَنْ أَوى اِلى ظِلِّ كَنَفِكَ، وَاَنْ لا تَقْرَعَ الْفوَادِحُ مَنْ لَجَأَ اِلى مَعْقِلِ الانْتِصارِ بِكَ، فَحَصَّنْتَني مِنْ بَأسِهِ بِقُدْرَتِكَ.

فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لاَنْعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ.

اِلهي وَكَمْ مِنْ سَحائِبِ مَكْرُوهٍ قَدْ جَلَّيْتَها، وَسَماءِ نِعْمَةٍ اَمْطَرْتَها، وَجَداوِلِ كَرامَةٍ اَجْرَيْتَها، وَاَعْيُنِ اَحْداثٍ طَمَسْتَها، وَناشِئَةِ رَحْمَةٍ نَشَرْتَها، وَجُنَّةِ عافِيَةٍ اَلْبَسْتَها، وَغَوامِرِ كُرُباتٍ كَشَفْتَها، وَاُمُورٍ جارِيَةٍ قَدَّرْتَها، لَمْ تُعْجِزْكَ اِذْ طَلَبْتَها، وَلَمْ تَمْتَنعْ عَلَيْكَ اِذْ اَرَدْتَها، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لاَنْعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرين.

اِلهي وَكَمْ مِنْ ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقْتَ، وَمِنْ عُدْمِ اِمْلاقٍ جَبَرْتَ، وَمِنْ مَسْكَنَةٍ فادِحَةٍ حَوَّلْتَ، وَمِنْ مَشَقَّةٍ اَزَحْتَ، لا تُسْأَلُ يا سَيِّدي عَمّا تَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ، وَلا يَنْقُصُك ما اَنْفَقْتَ، وَلَقَدْ سُئِلْتَ فَاَعْطَيْتَ وَلَمْ تُسْأَلْ فَابْتَدَاْتَ، وَاسْتُميحَ بابُ فَضْلِكَ فَما اَكْدَيْتَ.

اَبيْتَ اِلاّ اِنْعاماً وَامْتِناناً، وَاِلاّ تَطَوُّلاً يا رَبِّ وَاِحْساناً، وَاَبَيْتُ يا رَبِّ اِلاَّ انْتِهاكاً لِحُرُماتِكَ وَاجْتِراءً عَلى مَعاصيكَ، وَتَعَدِّياً لِحُدُودِكَ، وَغَفْلَةً عَنْ وَعيدِكَ، وَطاعَةً لِعَدُوّي وَعَدُوِّكَ، لَمْ يَمْنَعَكَ يا اِلهي وَناصِري اِخلالي بِالشُّكْرِ عَنْ اِتْمامِ اِحْسانِكَ، وَلا حَجَزَني ذلِكَ عَنِ ارْتِكابِ مَساخِطِكَ.

اَللّهُمَّ فَهذا مَقامُ عَبْدٍ ذَليلٍ، اعْتَرَفَ لَكَ بِالتَّوْحيدِ، وَاَقَرَّ عَلى نَفْسِهِ بِالتَّقْصيرِ في اَداءِ حَقِّكَ، وَشَهِد لَكَ بِسُبُوغِ نِعْمَتِكَ عَلَيْهِ، وَجَميل عاداتِكَ عِنْدَهُ وَاِحْسانِكَ اِلَيْهِ.

فَهَبْ لي يا اِلهي وَسَيِّدي مِنْ فَضْلِكَ ما اُريدُهُ سَبَباً اِلى رَحْمَتِكَ، وَاَتَّخِذُهُ سُلَّماً اَعْرُجُ فيهِ اِلى مَرْضاتِكَ، وَآمَنُ بِه مِنْ سَخَطِكَ بِعِزَّتِكَ وَطَوْلِكَ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَالاَئِمَّةِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَالِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لاَنْعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلالائِكَ مِنَ الذّاكِرين.

اِلهي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ اَمْسى وَاَصْبَحَ في كَرْبِ الْمَوْتِ وَحَشْرَجَةِ الصَّدْرِ، وَالنَّظَرِ اِلى ما تَقْشَعِرُّ مِنْهُ الْجُلُودُ، وَتَفْزَعُ اِلَيْهِ الْقُلُوبُ، وَاَنَا في عافِيَةٍ مِنْ ذِلكَ كُلِّهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لاَنْعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، ولاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرين.

اِلهي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ اَمْسى واَصْبَحَ سَقيماً مُوجَعاً مُدْنِفاً، في اَنينٍ وَعَويلٍ، يَتَقَلَّبُ في غَمِّهِ، وَلا يَجِدُ مَحيصاً، وَلا يُسيغُ طَعاماً وَلا يَسْتَعْذِبُ شَراباً، وَلا يَسْتَطيعُ ضَرّاً وَلا نَفعاً، وَهُوَ في حَسْرَةٍ وَنَدامَةٍ، وَاَنَا في صِحَّةٍ مِنَ الْبَدَنِ وَسَلامَةٍ مِنَ الْعَيْشِ، كُلُّ ذلِكَ مِنْكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمِّدٍ وَاجْعَلْني لاَنْعُمِكَ مِنَ الشّاكِرين، وَلاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرين.

اِلهي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ اَمْسى وَاَصْبَحَ خائِفاً مَرْعُوباً، مُسَهَّداً مُشْفِقاً وَحيداً، وَجِلاً هارِباً طَريداً، اَوْ مُنْحَجِزاً في مَضيقٍ، اَوْ مَخْبَأَةٍ مِنَ الْمَخابي، قَدْ ضاقَتْ عَلَيْهِ الأَرْضُ بِرُحْبِها، وَلا يَجِدُ حيلَةً وَلا مَنْجىً، وَلا مَأْوىً وَلا مَهْرَباً، وَاَنَا في أَمْنٍ وَاَمانٍ، وَطُمَأْنينَةٍ وَعافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لاَنْعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرين.

اِلهي وَسَيِّدي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ اَمْسى وَاَصْبَحَ مَغْلُولاً مُكَبَّلاً بِالْحَديدِ بِأَيْدِي الْعُداةِ وَلا يَرْحَمُونَهُ، فَقيداً مِنْ اَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، مُنْقَطِعاً عَنْ اِخْوانِهِ وَبَلَدِهِ، يَتَوَقَّعُ كُلَّ ساعَةٍ بِأَيَّةِ قِتْلَةٍ يُقْتَلُ، وَبِأَيِّ مُثْلَةٍ يُمَثَّلُ، وَاَنَا في عافِيَةٍ مِنْ ذلِك كُلِّهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لاَنْعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرين.

اِلهي وَسَيِّدي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ اَمْسى وَاَصْبَح يُقاسِي الْحَرْبَ وَمُباشَرَةَ الْقِتالِ بِنَفْسِهِ، قَدْ غَشِيَتْهُ الأَعْداءُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ، وَالسُّيُوفُ وَالرِّماحُ وآلَةُ الْحَرْبِ، يتَقَعْقَعُ فِي الْحَديدِ مَبْلَغَ مَجْهُودِهِ، وَلا يَعْرِفُ حيلَةً، وَلا يَجِدُ مَهْرَباً، قَدْ أُدْنِفَ بِالْجِراحاتِ، اَوْ مُتَشَحِّطاً بِدَمِهِ تَحْتَ السَّنابِكِ والأَرْجُلِ، يَتَمَنى شَرْبَةً مِنْ ماءٍ، اَوْ نَظْرَةً اِلى اَهْلِهِ وَوُلْدِهِ، وَلا يَقْدِرُ عَلَيْها، وَاَنَا في عافِيَةٍ مِنْ ذلِك كُلِّهِ.

فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلىمُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لاَنْعمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرين.

اِلهي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ اَمْسى وَأَصْبَحَ في ظُلُماتِ الْبِحارِ وَعَواصِفِ الرِّياحِ وَالاَهْوالِ والأَمْواجِ، يَتَوَقَّع الْغَرْقَ وَالْهَلاكَ لا يَقْدِرُ عَلى حيلَةٍ، اَو مُبْتَلىً بِصاعِقَةٍ اَوْ هَدْمٍ اَوْ غَرْقٍ، اَوْ حَرَقٍ اَوْ شَرَقٍ، اَوْ خَسْفٍ اَوْ مَسْخٍ اَوْ قَذْفٍ، وَاَنَا في عافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّه، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لاَنْعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرين.

اِلهي وَكَم مِنْ عَبْدٍ اَمْسى وَاَصْبَحَ مُسافِراً، شاحِطاً عن اَهْلِه وَوَطَنِه وَوَلَدِه، مُتَحَيِّراً فِي الْمَفاوِزِ، تائِهاً مَعَ الْوُحُوشِ وَالْبَهائِمِ وَالْهَوامِّ، وَحيداً فَريداً، لا يَعْرِفُ حيلَةً وَلا يَهْتَدي سَبيلاً، اَوْ مُتَأَذِّياً بِبَرْدٍ اَوْ حَرٍّ، اَوْ جُوعٍ اَوْ عُرْيٍ، اَوْ غَيْرِهُ مِنَ الشَّدائِدِ، مِمّا اَنَا مِنْهُ خِلْوٌ وَاَنَا في عافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لاَنْعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرين.

اِلهي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ اَمْسى وَاَصْبَحَ فَقيراً عائِلاً، عارِياً مُمْلِقاً، مُخْفِقاً مَهْجُوراً، جائِعاً خائِفاً ظَمآناً، يَنْتَظِرُ مَنْ يَعُودُ عَلَيْهِ بِفَضْلٍ، اَوْ عَبْدٍ وَجيهٍ هُوَ اَوْجَهُ مِنّي عِنْدَكَ، اَوْ اَشَدَّ عِبادَةً لَكَ مَغْلُولاً مَقْهُوراً، قَدْ حُمِّلَ ثِقْلاً مِنْ تَعبِ الْعَناءِ، وَشِدَّةِ الْعُبُودِيَّةِ، وَكُلْفَةِ الرِّقِ، وَثِقْلِ الضَّريبَةِ، اَوْ مُبْتَلىً بِبَلاءٍ شَديدٍ لا قِبَل لَهُ بِهِ اِلاّ بِمَنِّكَ عَلَيْهِ، وَاَنَا الْمَخْدُومُ الْمُنَعَّمُ الْمُعافى الْمُكَرَّمُ في عافِيَةٍ مِمّا هُوَ فيهِ.

فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لاَنْعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرين.

اِلهي وَمَوْلايَ وَسَيِّدي، وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ اَمْسى وَاَصْبَحَ شَريداً طَريداً، حَيْراناً مُتَحَيِّراً، جائِعاً خائِفاً، حاسِراً فِي الصَّحاري وَالْبَرارِي، قَدْ اَحْرَقَهُ الْحَرُّ وَالْبَرْدُ، وَهُوَ في ضُرٍّ مِنَ الْعَيْشِ، وَضَنْكٍ مِنَ الْحَياةِ، وَذُلٍّ مِنَ الْمُقامِ، يَنْظُرُ اِلى نَفْسِهِ حَسْرَةً لا يَقْدِرُ لَها عَلى ضُرٍّ وَلا نَفْعِ، وَاَنَا خِلْوٌ مِنْ ذلكَ كُلِّه بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَلا اِلهَ اِلا اَنْتَ سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاْجْعَلْني لاَنْعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ، وَارْحَمْني بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

مَوْلايَ وَسَيِّدي وَكَمْ مِنْ عبْدٍ اَمْسى وَاَصْبَحَ عَليلاً مَريضاً سَقيماً مُدْنِفاً على فُرُشِ الْعِلَّةِ وَفي لِباسِها، يَتَقَلَّبُ يَميناً وَشِمالاً، لا يَعِرفُ شَيْئاً مِنْ لَذَّةِ الطَّعامِ، وَلا مِنْ لَذَّةِ الشَّرابِ، يَنْظُرُ اِلى نَفْسِهِ حَسْرَةً، لا يَسْتَطيعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً، وَاَنَا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّه بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ فَلا اِله اِلا اَنْتَ سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغلَبُ وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لَكَ مِنَ الْعابِدينَ، وَلاَنْعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ، وَارْحَمْني بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

مَوْلايَ وَسَيِّدي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ اَمْسى وَاَصْبَحَ قَدْ دَنا يَوْمُهُ مِنْ حَتْفِهِ، وَقَدْ اَحْدَقَ بِه مَلَكُ الْمَوْتِ في اَعْوانِهِ، يُعالِجُ سَكَراتِ الْمَوْتِ وَحِياضَهُ، تَدُورُ عَيْناهُ يَميناً وَشِمالاً، يَنْظُرُ اِلى اَحِبّائِهِ وَاَوِدّائِهِ وَاَخِلاّئِهِ، قَدْ مُنِعَ عَنِ الْكَلامِ، وَحُجِبَ عَنِ الْخِطابِ، يَنْظُرُ اِلى نَفْسِه حَسْرَةً فَلا يَسْتَطيعُ لَها نَفْعاً وَلا ضَرّاً، وَاَنَا خِلْوٌ مِنْ ذلِك كُلِّه بِحُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَلا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لَكَ مِنَ الْعابِدينَ، وَلاَنْعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، ولاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ، وَارْحْمْني بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

مَوْلايَ وَسَيِّدي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ اَمْسى وَاَصْبَحَ في مَضائِقِ الْحُبُوسِ وَالسُّجُونِ، وَكَرْبِها وَذُلِّها وَحَديدِها، تَتَداوَلُهُ اَعْوانُها وَزَبانِيَتُها، فَلا يَدْري اَيَّ حالٍ يُفْعَلُ بِه وَاَيَّ مُثْلَةٍ يُمَثَّلُ بِه، فَهُوَ في ضُرٍّ مِنَ الْعَيْشِ وَضَنْكٍ مِنَ الْحَياةِ، يَنْظُرُ اِلى نَفْسِه حَسْرَةً لا يَسْتَطيعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعَاً، وَاَنَا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَلا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغَلْبُ وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لَكَ مِنَ الْعابِدينَ، وَلِنَعْمائِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ، وَارْحَمْني بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

مَوْلايَ وسيِّدي وَكَمْ مِنْ عبْدٍ اَمْسى وَاَصْبَحَ قَدِ اسْتَمَرَّ عَلَيْهِ الْقَضاءُ، وَاَحْدَقَ بِهِ الْبَلاءُ، وَفارَقَ اَوِدّاءهُ وَاَحبّاءهُ وَاَخِلاَءهُ، وَاَمْسى حَقيراً ذَليلاً في اَيْدي الْكُفّارِ وَالأَعْداءِ، يَتَداوَلُونَهُ يَميناً وَشِمالاً، قَدْ حُمِّلَ فِي الْمَطاميرِ، وَثُقِّلَ بِالْحَديدِ، لا يَرى شَيْئاً مِنْ ضِياءِ الدُّنْيا وَلا مِنْ رَوْحِها، يَنْظُرُ اِلى نَفْسِهِ حَسْرَةً، لا يَسْتَطيعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعَاً، وَاَنَا خِلْوٌ مِنْ ذِلكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَلا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لَكَ مِنَ الْعابِدينَ، وَلِنَعْمائِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ، وَارْحَمْني بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

مَوْلايَ وَسَيِّدي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ اَمْسى وَاَصْبَحَ قَدِ اشْتاقَ اِلَى الدُّنْيا لِلرَّغْبَةِ فيها، اِلى اَنْ خاطَرَ بِنَفْسِهِ وَمالِهِ حِرْصاً مِنْهُ عَلَيْها، قَدْ رَكِبَ الْفُلْكَ وَكُسِرَتْ بِهِ وَهُوَ في آفاقِ الْبِحارِ وَظُلَمِها، يَنْظُرُ اِلى نَفْسِه حَسْرَةً لا يَقْدِرُ لَها على ضَرٍّ وَلا نَفْعٍ، وَاَنَا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّه بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَلا اِله اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لَكَ مِنَ الْعابِدينَ، وَلِنَعْمائِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ، وَارْحَمْني بِرَحْمَتِكَ يا مالِكَ الرّاحِمينَ.

مَوْلايَ وَسَيِّدي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ اَمْسى وَاَصْبَحَ قَدِ اسْتَمَرَّ عَلَيْهِ الْقَضاءُ، وَاَحْدَقَ بِهِ الْبَلاءُ وَالْكُفّارُ وَالأَعْداءُ، وَاَخَذَتْهُ الرِّماحُ وَالسُّيُوفُ وَالسِّهامُ، وَجُدِّلَ صَريعاً، وَقَدْ شَرِبَتِ الأَرْضُ مِن دَمِهِ، وَاَكَلَتِ السِّباعُ وَالطُّيُورُ مِنْ لَحْمِهِ، وَاَنَا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّه بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ لا بِاسْتِحْقاقٍ مِنّي، يا لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذي اَناةٍ لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لِنَعْماءِكَ مِنَ الشّاكِرينَ وَلاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ، وَارْحَمْني بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

وَعِزَّتِكَ يا كَريمُ لاَطْلُبَنَّ مِمّا لَدَيْكَ، وَلاُلِحَّنَّ عَلَيْكَ، وَلاَلْجَأَنَّ اِلَيْكَ، وَلاَمُدَّنَّ يَدي نَحْوَكَ مَعَ جُرْمِها اِلَيْكَ، فَبِمَنْ اَعُوذُ يا رَبِّ وَبِمَنْ اَلُوذُ، لا اَحَدَ لي اِلاّ اَنْتَ، اَفَتَرُدُّني وَاَنْتَ مُعَوَّلي وَعَلَيْكَ مُعْتَمَدي.

وَاَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي وَضَعْتَهُ عَلَى السَّماءِ فَاسْتَقَلَّتْ، وَعَلَى الْجِبالِ فَرَسَتْ، وَعَلَى الأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ، وَعَلَى اللَّيْلِ فَاَظْلَمَ، وَعَلَى النَّهارِ فَاسْتَنارَ، اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاَنْ تَقْضِيَ لي جَميعَ حَوائِجي، وَتَغْفِرَ لي ذُنُوبي كُلَّها صَغيرَها وَكَبيرَها، وتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ ما تُبَلِّغُني بِه شَرَفَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

مَوْلايَ بِكَ اسْتَعَنْتُ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاَعِنّي، وَبِكَ اسْتَجَرْتُ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مَحمَّدٍ وَاَجِرْني، وَاَغْنِني بِطاعَتِكَ عَنْ طاعَةِ عِبادِكَ، وَبِمَسْأَلَتِكَ عَنْ مَسْأَلَةِ خَلْقِكَ، وَانْقُلْني مِنْ ذُلِّ الفَقْرِ اِلى عِزِّ الْغِنى، وَمِنْ ذُلِّ الْمَعاصي اِلى عِزِّ الطّاعَةِ، فَقَدْ فَضَّلْتَني عَلى كَثيرٍ مِنْ خَلْقِكَ جُوداً وَكَرَماً لا بِاسْتِحْقاقٍ مِنّي.

اِلهي فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ذِلكَ كُلِّهِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني لِنَعْمائِكَ مِنَ الشّاكِرينَ، وَلاِلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ، وَارْحَمْني بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

ـــــــــــــــــــــ

المصادر 

1 ـ رواه السيّد بن طاووس في مهج الدعوات:233 باسناده عن علي بن محمد بن يوسف الحراني، عن محمّد بن عبدالله بن إبراهيم النعماني، عن ابي علي بن همام، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن الحسين بن علي الاهوازي، عن أبيه علي بن مهزيار ـ عنه البحار 182:94، مفتاح الفلاح:72.

2 ـ رواه الشيخ في مصباحه:735، عن علي بن حديد، عنه السيّد بن طاووس في الاقبال 186:3، البحار 381:98.

3 ـ رواه الكليني في الكافي 326:3، باسناده عن العُدّة، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن محمد بن سليمان، عن أبيه ـ عنه البحار 208:86.

وأورده الشيخ الطوسيّ في التهذيب 111:2، المصباح:46، والسيّد بن طاووس في فلاح السائل:187ـ عن الكافي. وأخرجه الكفعمي في مصباحه:26، البلد الامين:16، والاربلي في كشف الغمة 252:2. أورده عن المصادر الوسائل 17:7، مفتاح الفلاح:114، المحجة البيضاء 347:1.

4 ـ رواه ابن شهرآشوب في مناقبه 318:4 ـ عنه البحار 108:48. وأورده الطبرسي في إعلام الورى:306. وأخرجه مع اختلاف: الاربلي في كشف الغمة 228:2، والطبري في دلائله:150، والفيض في المحجة البيضاء 267:4، وابن ابي الحديد في شرح النهج191:6.

5 ـ رواه الكليني في الكافي 323:3 باسناده عن احمد بن ادريس، عن الحسن بن محبوب، عن ابي جرير الرواسي ـ عنه البحار 217:86. وأورده الشيخ في التهذيب 300:2 بالاسناد ـ عنه المستدرك للميرزا النوريّ 136:5. وأخرجه الراوندي في دعواته:179 ـ عنه البحار 218:86. وذكره المفيد في ارشاده:316 ـ عنه البحار 231:86، المحجة البيضاء 267:4. وأخرجه الطبرسي في إعلام الورى:296 ـ عنه البحار 101:48. ورواه الشهيد في مجموعته:90.

أورده في البحار 216:86 عن جامع البزنطي، نقلاً عن خط بعض الافاضل، عن جميل، عن الحسن بن زياد، عن الصادق عليه السّلام، عنه المستدرك 463:4.

6 ـ رواه الصدوق في ثواب الاعمال:142، باسناده عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن احمد بن محمد، عن أبيه، عن ابي المغيرة ـ عنه البحار 96:86 ، 58:94.

7 ـ رواه في البحار 339:99، مستدرك الوسائل 181:9، عن بعض نسخ فقه الرضا عليه السّلام.

8 ـ رواه السيّد بن طاووس في فلاح السائل:287، باسناده عن علي بن شاذان، عن احمد بن محمّد، عن سعد بن عبدالله، عن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي الارجاني، عن حماد، عنه البحار 216:76. وأورده الشيخ في مصباحه:123.

9 ـ رواه البرقي في محاسنه:370، باسناده عن بكر بن صالح، عن الجعفري ـ عنه البحار 201:76 و 248، وسائل الشيعة للحرّ العاملي 397:11. ذكره السيّد بن طاووس في أمان الاخطار:138.

10 ـ رواه الكليني في الكافي 543:2، باسناده عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم. وأورده الحميري في قرب الإسناد:373، باسناده عن ابن عيسى ـ عن ابن اسباط ـ عنه البحار 243:76، الوسائل 391:11. ورواه البرقي في المحاسن:350 ـ عنه الوسائل 326:5.

11 ـ رواه البرقي في محاسنه:355 و370، باسناده عن بكر بن صالح، عن سليمان بن جعفر ـ عنه البحار 228:76 و 248. وأورده الصدوق في الفقيه 276:2 ـ عنه الوسائل 397:11. وأخرجه السيد في امان الاخطار:138. وذكره ورام في تنبيه الخواطر 6:2، والطبرسي في مكارم الاخلاق 551:1 / الرقم 1901، والفيض في المحجة البيضاء 64:4.

12 ـ رواه الكليني في الكافي 459:6 باسناده عن الحسين بن محمّد، عن المعلى بن محمّد، عن محمّد بن علي الهمداني، عن الحسين بن ابي عثمان، خالد الجوان.

ورواه الاربلي في كشف الغمّة 46:3 ـ عنه البحار 31:48، الوسائل 50:5.

13 ـ رواه الشيخ في التهذيب 88:3، والسيّد بن طاووس في الاقبال 327:1 ـ عنه البحار 131:98.

رُويَ هذا الدعاء في المصادر في ادعية صلاة الليلة التاسعة عشرة من شهر رمضان.

14 ـ رواه السيّد بن طاووس في جمال الاسبوع:168 مرسلاً ـ عنه البحار 188:91.

15 ـ رواه السيّد بن طاووس في المجتنى:22، عن كتاب كنوز النجاح للطبرسي.

ورواه الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السّلام 76:1، باسناده عن الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن الحسين المدني، عن عبدالله بن الفضل، عن أبيه ـ عنه البحار 216:48.

16 ـ رواه السيّد بن طاووس في مهج الدعوات:28، باسناده عن علي بن عبدالصمد، عن جده، عن والده ابي الحسن، عن السيّد ابي البركات، عن الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن الحسين بن علي، عن أبيه علي بن يقطين ـ عنه البحار 337:94.

وأورده الصدوق في أماليه:308، عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن علي بن يقطين ـ عن الحسين بن علي، عن أبيه علي بن يقطين، عنه البحار 337:94.

وذكره الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السّلام 79:1 عن احمد بن يحيى المكتب، عن ابي الطيب احمد بن محمد الوارق عن علي بن هارون الحميري، عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي، عن أبيه، عن علي بن يقطين ـ عنه البحار 217:48 ، 210:95، المستدرك 260:5.

وأخرجه الشيخ الطوسيّ في اماليه 35:2، وابن شهرآشوب في مناقبه 306:4، والكفعمي في مصباحه:207، والاربلي في كشف الغمة 250:2.

17 ـ رواه في طب الائمّة عليهم السّلام لابنَي بسطام:92 باسناده عن الدامغاني، عن الحسن بن علي بن فضال، عن إبراهيم بن ابي البلاد ـ عنه البحار 9:95.

18 ـ رواه الشيخ في مصباحه:501، والكفعمي في مصباحه:97، والبلد الامين:87 ـ للكفعميّ عنهم البحار 135:90.

19 ـ رواه الشيخ في مصباحه:814.

وذكره السيّد بن طاووس في الاقبال 276:3 باسناده إلى محمّد بن علي الطرازي، عن علي بن إسماعيل بن يسار.

20 ـ رواه الكليني في الكافي 72:4، باسناده عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن العبد الصالح عليه السّلام ـ عنه الشيخ في التهذيب 106:3. وأورده الصدوق في الفقيه 102:2 مرسلاً. وذكره السيّد بن طاووس في الاقبال 115:1 ـ عنه البحار 314:97. وأخرجه الكفعمي في مصباحه:607، وفي البلد الامين:217.

21 ـ رواه الشيخ في مصباحه:764، باسناده عن التلعكبري، عن محمد بن احمد بن مخزوم، عن الحسن بن علي العدوي، عن محمد بن صدقة العنبري. وأخرجه السيّد بن طاووس في الاقبال 354:2، مع اختلاف. وأورده الكفعمي في مصباحه:688، والبلد الامين:265.

22 ـ رواه السيّد بن طاووس في مهج الدعوات:220، باسناده عن الحسن بن محمّد بن علي الطوسي وغيره، عن محمّد بن الحسن الطوسي، عن ابن الغضائري واحمد بن عبدون وابي طالب بن عزور وابي الحسن الصفار والحسن بن إسماعيل بن اشناس، عن ابي المفضل الشيباني، عن محمّد بن يزيد بن ابي الازهر، عن محمّد بن عبدالله النهشلي، عن أبيه، عن الكاظم عليه السّلام ـ عنه البحار 320:94. ورواه المجلسيّ في البحار 327:94 ـ عن الكتاب العتيق الغروي.