أقيمت في عشرات المدن حول العالم مسيرات وفعاليات يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، فيما شهدت المدن الإيرانية مسيرات حاشدة شارك فيها الملايين مرددين هتافات تدعو إلى إعادة توجيه الاهتمام العربي والإسلامي نحو القدس المحتلة، مؤكدين أن النعرات الطائفية والحروب الداخلية هدفها إشغال المسلمين عن القضية الفلسطينية. هو يوم القدس العالمي الذي أطلقه الإمام الخميني "قدس سره" نصرة للشعب الفلسطيني وللحقوق الفلسطينية، خطوة أعادت القضية الفلسطينية إلى قلب الحدث العالمي وجعلت منها بوصلة للمسلمين والأحرار في العالم وبثت فيها الروح وأعادت الكيان الإسرائيلي مرة أخرى حائراً أمام أسئلة وجودية لا يجد لها أجوبة شافية.

الإيرانيون وجرياً على عادتهم منذ انتصار الثورة الإسلامية خرجوا إلى الشوارع بالملايين للتعبير عن تمسكهم برفض الكيان الإسرائيلي والتنديد بممارساته وللتأكيد بان القضية الفلسطينية ستبقى على رأس أولويات إيران.

وقال الأدميرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لمراسلنا: انه "جرت مساع كثيرة لتهميش القضية الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة، الصهاينة وظفوا أدوات كثيرة لتحقيق هذا الهدف، والتيار التكفيري جرى دعمه وحمايته لإشغال العالم الإسلامي عن قضيته المركزية، ولكن موقف الشعب الإيراني لم يتغير، وموقفنا من القضية الفلسطينية غير قابل للتغيير".

المناسبة شكلت فرصة للرد على أصوات وبشكل خاص الكيان الإسرائيلي والتي ارتفعت أخيرا بالتهديد والتهويل على إيران بغية الضغط على المفاوض الإيراني حول برنامج النووي.

وقال اللواء محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني لمراسلنا: "هم يعرفون أن لغة التهديد لن تأت بأي نتيجة"، مشيراً إلى "أنهم بحاجة للمفاوضات وبشكل خاص الأميركيون أكثر مما نحتاجه نحن، وهم يعرفون جيداً أن التهديدات العسكرية لا قيمة لها".

 

الملايين يحيون يوم القدس العالمي في مختلف المدن الإيرانية

الإيرانيون الذين حضروا العام الماضي والشعب الفلسطيني الذي كان يتعرض لحرب إبادة شنها الكيان الإسرائيلي يشاركون اليوم والشعب اليمني الأعزل يتعرض لعدوان تشنه السعودية، تشابه المشهد فرض نفسه على الأجواء، تهديد بالعدوان ومطالبة بوققه بشكل فوري.

واعتبر الفريق محسن رضائي أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في حديث لمراسلنا، أن "يوم القدس هو رمز التحرير وليس خاصاً بالشعب الفلسطيني.. وان كل شعب يتعرض للعدوان كالشعب الفلسطيني يمكن الدفاع عنه وحمايته في يوم القدس، في الحقيقة أن يوم القدس هو يوم تحرير الشعوب المستضعفة من الظلم والعدوان".

ليست القضية الفلسطينية مفردة هامشية في السياسة الخارجية لإيران وإنما تشكل قضية عقائدية تأتي في إطار دعم المظلوم ومواجهة الظالم لتشكل محور إجماع الشعب الإيراني، بعيداً عن لغة التسويات والمساومات والمقايضات التي تحكم عالم السياسة.

وما زال الشعب الإيراني يواصل دعمه للشعب الفلسطيني ولحقوقه غير عابئاً لا بحظر ولا بتهديد، ويعتبر أن دعمه للشعب الفلسطيني واجب شرعي من شأنه تغيير معادلات المنطقة.

المصدر: موقع قناة العالم