أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي أن بعض التيارات الإسلامية بالمنطقة أخطأت في تحديد العدو من الصديق وتلقت الضربة جراء ذلك، موضحا أن الشعب الإيراني يدرك بأن أميركا والكيان الصهيوني هما العدو الحقيقي وليس بعض الدول التي انخدعت وأصبحت أداة بيدهما.

وقال قائد الثورة الإسلامية لدى استقباله اليوم السبت، مسؤولي بعثة الحج الإيرانية: إن الحج ضمانة لديمومة الإسلام ومظهرا لوحدة وعظمة الأمة الإسلامية، وأكد على الاهتمام المتزامن بالأبعاد الاجتماعية والفردية لهذه الفريضة الكبرى، معتبرا نقل تجارب الشعب الإيراني الملهمة للوحدة في موسم الحج بأنه يفضي للمزيد من التضامن والتكاتف والاقتدار للأمة الإسلامية.

وأشار القائد إلى أن خصائص الحج منقطعة النظير مقارنة مع سائر الفرائض الإسلامية وأضاف: إن للحج بعدين فردي واجتماعي، حيث إن رعاية كل منهما له تأثير كبير في السعادة الدنيوية والأخروية للحجاج والشعوب الإسلامية.

واعتبر زيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج فرصة لا نظير لها لتطهير النفس والتقرب إلى الباري تعالى وتوفير الزاد للعمر كله، داعيا الحجاج لمعرفة قدر وقيمة أعمال الحج وتطهير النفس والروح في معين هذه النعمة الكبرى.

وفي إشارته إلى الجانب الاجتماعي للحج، لفت الإمام الخامنئي إلى الحضور المتزامن لجميع الشعوب في مكة والمدينة بكل تبايناتهم العرقية والمذهبية والثقافية والأمور الظاهرية وأضاف: إن الحج هو المظهر والفرصة الحقيقية للوحدة الإسلامية.

وانتقد بشدة الذين يعملون بمختلف الأساليب ومنها تضخيم مفهوم القومية، على إضعاف حقيقة وأهمية الأمة الإسلامية وقال: إن الحج أنموذج ذو مغزى لتشكيل الأمة الإسلامية وفرصة كبيرة جدا للتعاضد والتكاتف والتعاطف بين المسلمين في العالم.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية تجلي عظمة الأمة الإسلامية وفرصة تبادل الخبرات، من النقاط المهمة الأخرى للناحية الاجتماعية للحج وأضاف: إن تبيان وانعكاس الخبرات المفيدة للشعوب الإسلامية سيفضي إلى تقوية الأمة الإسلامية.

وأشار في هذا السياق إلى الخبرات الفاعلة والمؤثرة للشعب الإيراني في معرفة العدو وعدم الثقة به وعدم الخطأ في تشخيص العدو من الصديق وأضاف: إن شعبنا بفهمه الجدير بالإشادة قد أدرك بأن الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني هما العدو الحقيقي واللدود للشعب الإيراني والأمة الإسلامية ومن هذا المنطلق فانه يطلق الشعارات ضد أميركا والصهيونية في جميع التجمعات الوطنية والإسلامية العظيمة.

وتابع الإمام الخامنئي، انه وعلى مدى الأعوام الـ 36 الأخيرة، تابع الاستكبار العداء ضد إيران أحيانا من خلال كلام وسلوك الدول الأخرى إلا أن الشعب الإيراني أدرك دوما بان هذه الدول قد انخدعت وأصبحت أداة، وأن العدو الحقيقي هما أميركا و"إسرائيل".

ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى التجربة الفاشلة لمجيء بعض التيارات الإسلامية إلى سدة الحكم في بعض الدول وقال: إنها وخلافا للشعب الإيراني أخطأت في معرفة العدو من الصديق وقد تلقت الضربة أيضا جراء ذلك.

واعتبر الوحدة من التجارب الأخرى التي يمكن نقلها من الشعب الإيراني إلى الشعوب الأخرى في موسم الحج وأضاف: إن الشعب الإيراني ورغم جميع الاختلافات العقيدية والفكرية والسياسية والتباينات القومية قد صان وحدته الوطنية ويدرك جيدا قدر وقيمة هذه النعمة الإلهية بأنه ينبغي نقل هذه التجربة القيمة إلى الشعوب الإسلامية الأخرى.

واعتبر القائد النزاعات الداخلية في بعض الدول بذرائع مذهبية وسياسية وحتى حزبية بأنها نكران لنعمة الوحدة وأضاف: إن الباري تعالى لا يحابي أحدا من الشعوب وإذا لم يعرف شعب ما قدر الوحدة والتعاضد فإن الله يبتليه بالخلافات والنزاعات وإراقة الدماء.

وأشار إلى مؤامرات القوى الدولية الظالمة ضد إيران والإسلام وقال: إنهم ليسوا ضد الشيعة أو إيران بل هم يتآمرون ضد القرآن لأنهم يدركون بأن الصحوة الإسلامية تنبع من القرآن والإسلام.

ونوه الإمام الخامنئي إلى محاولات المستكبرين الدائمة لضرب المسلمين بمختلف الأساليب وأضاف: انه وفي ضوء الدعم المالي اللامحدود من جانب الاستكبار تقوم العشرات من المراكز والمؤسسات الفكرية والسياسية في أميركا وأوروبا وفلسطين المحتلة والدول العميلة بدراسة الإسلام والشيعة لمعرفة وتفعيل سبل مواجهة العوامل الباعثة على اليقظة والاقتدار للأمة الإسلامية.

وأكد بأن قوى الغطرسة العالمية تتابع بكل جدية خلق العنف والتفرقة باسم الإسلام وإثارة النزاعات بين الشعوب لإضعاف الأمة الإسلامية، لذا فإن نقل خبرات الشعب الإيراني الملهمة للوحدة والمشخصة للعدو من الصديق، إلى سائر الشعوب في أيام الحج يمكنه إحباط هذا المخطط.

وأوضح قائد الثورة الإسلامية، أن هنالك بطبيعة الحال معارضين لنقل الخبرات المفيدة للشعوب أحداها للأخرى في موسم الحج، ولكن على أي حال ينبغي البحث عن الطريق إلى ذلك.

المصدر: موقع قناة العالم