أكد قائد الثورة الإسلامية، سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، أن أميركا تتآمر على إيران ولا تخفي عداءها، مضيفا: قبلنا بالتفاوض مع أميركا بالشأن النووي فحسب ولأسباب معينة، ولن نسمح بالتفاوض ولن نتفاوض مع أميركا في مجالات أخرى.

ولدى استقباله الآلاف من مختلف شرائح الشعب الإيراني، اليوم الأربعاء، حذر قائد الثورة الإسلامية من الجهود المخادعة لأميركا للتغلغل من بعض المنافذ وقال: إن الاقتصاد القوي والمقاوم والتطور العلمي المضطرد وحفظ وصيانة الروح الثورية لاسيما لدى الشباب هي ثلاثة عناصر المواجهة المقتدرة مع العداء الذي لا ينتهي للشيطان الأكبر.

وأشار إلى بعض الملاحظات حول الانتخابات البرلمانية المقبلة وقال إن نتيجة أي انتخابات تعد حقا من حقوق الناس وسيجري الدفاع بكل ما يمكن عن حق الشعب هذا.

وتطرق إلى الأيام المباركة لشهر ذي القعدة وضرورة استثمار هذه الفرص القيمة واصفا شهر "شهريور" (الإيراني الحالي) بأنه يتميز بمحطات مهمة، وقال: إننا نشاهد أصابع أميركا بشكل مباشر أو غير مباشر في جميع محطاته من مجزرة النظام البهلوي في 17 شهريور (8/9/ 1979) واستشهاد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في هذا الشهر في عام 1981 واغتيال الشهيد آية الله قدوسي والشهيد آية الله مدني في هذا الشهر وعدوان صدام على إيران في هذا الشهر عام 1980.

وأعرب قائد الثورة الإسلامية عن قلقه من نسيان هذه الذكريات بشكل تدريجي لاسيما في أذهان شباب البلاد منتقدا تقصير الأجهزة المسؤولة في هذا المجال وقال: إن أحداث مليئة بالعبر لا ينبغي أن يتراجع بريقها من الذاكرة التاريخية للشعب لأن تخلف الجيل الصاعد عن معرفة وسبر غور هذه المحطات التاريخية والوطنية فإنه سيخطأ في معرفة النهج الراهن والمستقبلي للبلاد.

ولفت إلى أهمية إعادة قراءة بعض علائم الهيمنة الأميركية المطلقة ابان مرحلة النظام البهلوي وقال: إن جميع أركان حكومة الطاغوت بمن فيهم مجلس الوزراء والملك الإيراني نفسه كانوا رهن التبعية الأميركية وكان ساسة أميركا يحكمون الشعب الإيراني المظلوم ويتفرعنون عليه عبر عملائهم ولكن الإمام الراحل وبدعم من الشعب استطاع أن يسحب البساط من تحت أميركا .

وأعلن قائد الثورة أن وضع حد للمصالح الأميركية اللامشروعة في إيران هي السبب الرئيس لحقد أميركا وعدائها الذي لا ينتهي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني.

واعتبر الخطوة التاريخية للإمام الخميني (ره) في إعطاء لقب الشيطان الأكبر لأميركا بأنها حركة مليئة بالمعاني وقال: إن رئيس جميع شياطين العالم هو إبليس ولكن إبليس يقتصر عمله على الإغواء والإضلال في حين أن أميركا تغوي وتضل وترتكب المجازر وتفرض الحظر وتنافق .

وانتقد بشدة من يسعون إلى تلميع صورة أميركا الأقبح من إبليس وتصويرها على أنها ملاك ومنقذ وقال: أي عقل وضمير يسمح بأن نصور مجرم مثل أميركا على أنها صديق وجديرة بالثقة .

وحذر سماحته من سياسات وأساليب أميركا للتغلغل وقال: إن الشيطان الذي طرده الشعب من الباب يعتزم العودة من النافذة وعلينا أن لا نسمح بذلك .

وقال قائد الثورة الإسلامية: إن عداء الأميركيين للشعب الإيراني لا ينتهي وقال انه على سبيل المثال ، في هذه الأيام وعقب التوصل إلى برنامج العمل المشترك الشامل والاتفاق الذي مازال مصيره غير واضح في إيران وأميركا، يعمل الأميركيون في الكونغرس على تدبير المؤامرات وتمرير قرارات لإثارة المتاعب ضد إيران .

واعتبر القائد أن السبيل الوحيد لإنهاء المؤامرات الأميركية هو الاقتدار الوطني للإيرانيين وأضاف: علينا أن نقوي أنفسنا بشكل بحيث ييأس الشيطان الأكبر من نتيجة عدائه .

وتطرق قائد الثورة الإسلامية إلى سبل بلوغ الاقتدار الوطني مؤكدا على ثلاثة نقاط هي الاقتصاد القوي والمقاوم والتطور العلمي المضطرد وحفظ وتعزيز الروح الثورية لاسيما لدى الشباب .

وعلق على النقطة الأولى بالقول: إن الاقتصاد القوي والمقاوم رهن بالتطبيق الدقيق وبدون تأخير للسياسات المعلنة عن الاقتصاد المقاوم.

واعتبر التطور العلمي ومواصلة عجلة التقدم العلمي بأنهما يحظيان بالأهمية وقال: إن تعزيز الروح الثورية والصمود لدى الشعب هما من أفضل سبل تقوية الذات وعلى المسؤولين الاهتمام بالشباب.

وأشار سماحته إلى محاولات العدو لسلب روح الاندفاع والنشاط لدى الشباب وقال: إنهم يريدون قتل الروح الثورية والحماسية لدى الشباب وهناك في الداخل أيضا البعض يحاولون دوما التعرض للشباب الثوري ونعتهم بتعابير نظير التطرف وهذا العمل خاطئ جدا.

وتناول قائد الثورة الإسلامية سبل بلوغ الاقتدار وزرع اليأس في نفوس الأعداء وقال: إن الأميركيين الآن ومن خلال تقسيم المهام يتعاطون بازدواجية مع إيران فبعضهم يوزع الابتسامات والبعض الآخر يعمل على إعداد القرارات ضد إيران .

ووصف مساعي الأميركيين للتفاوض مع إيران بأنها ذريعة للتغلغل وفرض مطاليب البيت الأبيض مؤكدا: إننا سمحنا بالتفاوض مع أميركا بالشأن النووي فحسب ولأسباب معينة، وبحمد الله فريقنا المفاوض كان أداءه جيدا ولن نسمح بالتفاوض مع أميركا في مجالات أخرى ولن نتفاوض معهم.

وقال الإمام الخامنئي: إن الصهاينة أعلنوا عقب المفاوضات النووية بأنهم تخلصوا من هاجس إيران خلال 25 عاما القادمة ولكنني أقول لكم أولا إنكم لن تبلغوا ذلك اليوم وبمشيئة الله لن يكون هناك بعد 25 عاما شيئا باسم الكيان الصهيوني وثانيا أن روح الجهاد والنضال لن تسمح للصهاينة بان يذوقوا طعم الراحة ولو للحظة.

واعتبر قضية الانتخابات بأنها مهمة جدا وتجسيد لحضور الشعب وثقته ورمز للسيادة الشعبية الدينية والحقيقية في إيران، وتابع انه وبسبب هذه الأهمية الفريدة نجد أن الانتخابات في إيران لم تتأخر حتى يوما واحدا طيلة 37 عاما الماضية مهما كانت الظروف صعبة .

وأشار إلى الدعاية الأميركية المتواصلة وعملائها ضد الانتخابات في إيران وقال: إنهم لم يحتجوا ولو لمرة على الانتخابات الصورية والاستعراضية للنظام الشاهنشاهي كما أنها لا تحتج أبدا الآن على الأنظمة الديكتاتورية والملكية بالمنطقة ولكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ورغم عشرات الانتخابات الشعبية والحقيقية تتعرض لهجمات الأبواق الدعائية .

وأشار سماحته إلى أهمية الانتخابات وقال: للأسف إن واحدة من العادات السيئة لدى البعض في الداخل هي التشكيك بنزاهة الانتخابات، وأضاف: إن وقوفنا في عام 2009 أمام إصرار البعض إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية كان من اجل الدفاع عن حق الناس وأصوات الشعب، مبينا أن مجلس صيانة الدستور هو العين الباصرة للشعب والنظام في الانتخابات وان جزء من حق الناس وهو تحديد الأهلية السياسية للمرشحين من قبل مجلس صيانة الدستور.

المصدر: موقع قناة العالم