إمام جماعة المركز الإسلامي بواشنطن: دعوة الإمام الخامنئي الشباب للبحث والتأمل حول حقيقة ما يدور من حولهم وعدم قبول وتصديق كل ما يسمعونه، تعتبر أحد ابرز محاور رسالة سماحته إلى الشباب في الغرب .

الإمام الخامنئي قدّم تصوراً واقعياً لحقيقة ما يجري في الغرب أجرى موقع " مشرق " الإعلامي، حواراً مع فضيلة الشيخ عبد العليم موسى إمام الجماعة بـ " مسجد الإسلام " وزعيم حركة "السابقون" التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، حاول من خلاله تسليط الضوء على رسالة الإمام الخامنئي الثانية إلى الشباب في الغرب . ونظراً لأهمية الحوار نشير فيما يلي إلى أبرز ما جاء فيه:

يرى الشيخ عبد العليم موسى أن احد ابرز معالم رسالة سماحة القائد يكمن في دعوة الشباب إلى ضرورة البحث والتحقيق حول حقيقة الأحداث والتطورات التي تدور من حولهم وفي العالم، والامتناع عن تصديق كل ما يسمعونه .

وأوضح فضيلته: أن قادة الدول الأخرى، وفي محاولة للهيمنة والتحكم بأذهان العامة، يحاولون في كل مرة تكرار الكليشة التي اعتادوا عليها دون ادنى تغيير يذكر، بيد أن قائد الثورة الإسلامية في إيران يحاول أن يقدّم تصوراً واقعياً إزاء حقيقة ما يجري، ولهذا ينبغي لنا جميعاً لفت الأنظار إلى أهمية هذا التصور وواقعيته .

 

وأشار إمام جماعة "مسجد الإسلام" بواشنطن، إلى أن رسالة الإمام الخامنئي الأولى ذات مضامين توعوية قيمة للغاية، إذ قلما تجد زعيماً إسلامياً بارزاً ومرموقاً يكتب رسالة ويوجّهها إلى الشباب في الغرب . ولهذا تعتبر هذه الرسالة خطوة هامة نحو الأمام .. خطوة هامة تطالب الشباب الغربي بامتلاك رؤية مستقلة إزاء الإسلام والمسلمين، ومحاولة البحث والتحقيق شخصياً في الوقائع والأحداث في الماضي والحاضر .

ويؤمن عبد العليم موسى، بأن رسالة سماحة القائد بادرة طيبة وتستحق التقدير، موضحاً: لقد كنت في إيران قبل فترة وشاركت في اجتماع تحدث فيه الإمام الخامنئي . واستطيع القول بكل جرأة أن سماحة القائد عندما يتحدث عن أميركا يدرك تماماً ما الذي يجري في هذا البلد. فأنا أعيش في أميركا وألمس عن كثب ما يجري هناك، ولهذا عندما يتحدث القائد عن أميركا، فهو يعلم جيداً ما الذي يجري في هذا البلد. كما انه يدرك تماماً ما يحدث في العالم الإسلامي . وفي ضوء كل ذلك فان فحوى هذه الرسالة ومضامينها مستمدة من صلب الواقع ويتحمل القائد مسؤولية الوقوف عندها ولفت الأنظار إليها .

ويشير زعيم حركة "السابقون" التي تتخذ من كاليفورنيا وواشنطن مقراً لها، إلى أن الرسالة الأولى لإمام الخامنئي تم توزيعها على نطاق واسع في أميركا ولاقت أصداء جيدة لدى المحافل الاجتماعية والثقافية. مضيفاً: أما بالنسبة للرسالة الثانية، فأن ثمة جهود مكثفة تقوم بها الحركة وكل الذين يناصرون الحقيقة ويهتمون بها، للتعريف بالمواضيع والمحاور التي حاولت الرسالة تسليط الضوء عليها، وذلك عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والعالم المجازي، التي تعتبر وسيلة فاعلة ومؤثرة وقليلة التكلفة . بل وأكثر من ذلك يحاول شبابنا توزيع نص الرسالة في أوساط المصلين خلال صلاة الجمعة التي تقام في المدن الكبرى، إضافة إلى الأجواء الجامعية والمراكز الثقافية .

وتابع الشيخ عبد العليم موسى: لدينا في أميركا ما يعرف بـ " الملتقى الإسلامي " وهو في غاية الانسجام، وان بوسعه القيام بهذا العمل على أفضل نحو . ويتمتع الملتقى بحضور ملفت في معظم المدن الأميركية الهامة بدءً من دالاس وسياتل وانتهاءً بواشنطن ونيويورك . ومما يذكر أن الملتقى يضمّ فريقاً منسجماً من علماء الإسلام من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) ، وممن يؤمنون بولاية الفقيه . وان الغالبية من هؤلاء العلماء هم من باكستان ممن يناصرون الجمهورية الإسلامية في إيران بقوة .

ويلفت فضيلته: في السابق كان السعوديون يسيطرون على جميع المساجد في أميركا، غير أن الأمر اختلف اليوم حيث أن وجود أتباع أهل البيت (عليهم السلام ) ومحبيهم بات طاغياً على هذه المراكز الدينية في جميع المدن الأميركية الكبرى . وأن الجميع لا يتوانى عن تقديم كل ما في وسعه لخدمة الإسلام والتعريف بنهج وسيرة أهل البيت (عليهم السلام) .

وحول رؤيته إلى السبل الكفيلة بتوعية الشباب الغربي ولفت أنظاره إلى حقيقة ما يجري من حوله ، يقول عبد العليم موسى: الشباب في أميركا مخدوع بما يروج له الإعلام الغربي، وليس لديه أدنى رغبة في التحري عن حقيقة ما يجري . ومما يؤسف له أن التوجهات التافهة واللاهية تشكل كل اهتماماتهم .. أنهم يمضون معظم أوقاتهم على مواقع الانترنت والهواتف النقالة . ولعل هذا ما يدعونا إلى التفكير جدياً بالسبل الكفيلة بالاهتمام بالإعلام الرقمي وصفحات الفيس بوك ومحاولة إثرائها بموضوعات مشوقة ذات مضامين جذّابة تستهوي الشباب . . أننا بأمس الحاجة للالتفات إلى وسائل الإعلام الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي، ومحاولة الاستحواذ على اهتمامات الشباب عن هذا الطريق، وبالتالي انتشاله من التفاهة والضحالة الغارقين فيها .