بيان علماء البحرين في داخل البلاد بخصوص استشهاد سماحة العلامة الشيخ نمر باقر النمر (رحمه الله تعالى) .

 

و فيما يلي نص هذا البیان:

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

(وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)

في وقت عصيب تمر به المنطقة وفي الظرف الذي يفرض على كل حريص على مصلحة الأمة الإسلامية وبلدانها أن يستجيب لنداء العقل والدين، تتصاعد وتيرة الأحكام بالإعدام بصورة تنذر بمستقبل خطير لا يتمناه أي محب لوطنه وأمته.

إنه حساب خاطئ جدا ومضيّ إلى المجهول أن تنحو السياسة باتجاه تشديد الأحكام ضد المعارضين لسياساتها فتصل إلى حد الإعدام وأحكام المؤبد، كما يحصل عندنا في البحرين أيضا.

إن الوهم كل الوهم أن يُظن أن ذلك يُسكت الشعوب أو يُخمد صوتا حرا من أصواتها المطالبة بالحقوق والإصلاح عبر الوسائل السلمية.

وما كان جرم سماحة العلامة الشيخ نمر النمر؟ وبأي ذنب قتل؟

هل قتل أحدا أو مارس الإرهاب أو حتى دعى له؟!

هل دعا للفساد والإفساد أو مارسه؟!

إنما دعا للإصلاح عبر الوسائل السلمية، ورفض علانيةً العنف بالقول والفعل، كما تشهد بذلك كل كلماته ومواقفه.

من هنا نستنكر وندين قتل الأنفس البريئة ونحمل السلطات مسؤوليتها والعواقب المترتبة عليها.

إننا كشعب واحد وقلب واحد نعزي أهلنا في المنطقة الشرقية بهذا المصاب الجلل، باستشهاد أبنائنا المظلومين، وباستشهاد سماحة العلامة الشيخ نمر باقر النمر (رحمه الله تعالى)، ونتقدم إلى العوائل المكرمة المفجوعة بأحر التعازي، ونسأل الله تعالى لهم الصبر والسلوان، وأن يتغمد شهداءنا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جنته مع سادتهم الطاهرين محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

كما نرفع تعازينا إلى مقام صاحب العصر والزمان (عجَّل اللهُ فَرَجه الشريف)، والمراجع العظام، والحوزات العلمية، والأمة الإسلامية، وأتباع أهل البيت (عليهم السلام).

ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون

 

علماء البحرين

السبت ٢١ ربيع الأول ١٤٣٧

الموافق ٢ يناير ٢٠١٦م