حرصت الجمهورية الإسلامية في إيران، منذ انطلاقة ثورتها وقيام نظامها الإسلامي، على تجسيد إسلام الكتاب والسنة بدلاً من إسلام الخرافة والبدعة .. تجسيد إسلام الجهاد والشهادة بدلاً من إسلام القعود والذلة .. تجسيد الإسلام الذي ينقذ المظلومين والمستضعفين، بدلاً من الإسلام الذي يكون ألعوبة بيد تجار الدين وأصحاب النفوذ وعشاق السلطة .. وبكلمة واحدة، تجسيد الإسلام المحمدي بدلاً من الإسلام الأميركي، وكفى بذلك فخراً ومجداً .

 

منير مسعودي

لا نبالغ إذا قلنا أن الإمام الخميني الراحل لم يفجر ثورة في إيران فحسب، وإنما أطلق انفجاراً - وعلى حد قول سماحته - "انفجاراً للنور" عظيماً لم ينجح في تحقيقه سوى الأنبياء العظام، مع هذا الفارق وهو أن ما حققه الأنبياء الكرام كان متصلاً بالوحي، وما أنجزه الإمام الخميني (قدس سرّه) كان مستلهماً من مدرسة نبي الإسلام العظيم وعترته الأطهار .

وبفضل إطلالة النور هذه، عاد الدين إلى واجهة الأحداث من جديد، وعاد (الإيمان) إلى واقع الحياة ليمثل احد أقوى الأسلحة وأمضاها في مقارعة الظلم، وتحكيم إرادة الله سبحانه في التوحيد والعدل والأمن والسلام .

إن أهمية انجاز الإمام الخميني (قدس سرّه) لا تتلخص في إسقاط إمبراطورية عمرها ألفين وخمسمائة عام. ولا في هزيمة القوى العظمى وعجزها عن المواجهة. كل ذلك هام ومثير للاهتمام، ولكن الأهم هو إقامة نظام إسلامي يرتكز إلى أسس النظرية الإلهية في الحكم التي رسم معالمها الإمام الخميني في كتابه الشهير "ولاية الفقيه، أو الحكومة الإسلامية" ، التي تعتبر اليوم أبرز النظريات الإسلامية وأكثرها كفاءة في إدارة النظام السياسي الإسلامي في عصرنا الحاضر .

ولا يخفى أن سبل إدارة المجتمع الإسلامي وحياة الإنسان المسلم، كانت على الدوام مثار جدل شغل أذهان علماء الإسلام والمفكرين الإسلاميين . وان ما تحقق على يد الإمام الخميني وقيادته للجمهورية الإسلامية على مدى عقد من الزمن، شكّل تجربة قيمة على هذا الصعيد، ومثّل الوجه الساطع للنهضة الخمينية المباركة .

ومع بروز الجمهورية الإسلامية في إيران إلى مسرح الأحداث، بدأ عصر جديد أخذت تظهر ملامحه في حياة المسلمين والشعوب المحرومة، بل وانعكست على سياسة الدول المقهورة والقوى الكبرى على حد سواء. إذ أن الفكر الذي جاءت به الجمهورية الإسلامية، والرؤية التي أشاعتها ورسخت معالمها، والوعي الإسلامي السليم الذي دعت إليه، لم يبق معزولاً عن المسلمين والمستضعفين والمحرومين في شتى بقاع الأرض .

لقد جسدت الجمهورية الإسلامية في إيران أنموذجاً جديداً لحياة المجتمعات الإسلامية وحكوماتها، وهو بمثابة الأمل الذي كان يراود جميع المصلحين والمفكرين والمخلصين على طول تاريخ الإسلام، وكانت تتطلع لتحقيقه الشعوب الإسلامية بأجمعها .

وكما قال سماحة القائد الإمام الخامنئي، حرصت الجمهورية الإسلامية في إيران، منذ انطلاقة ثورتها وقيام نظامها الإسلامي، على تجسيد إسلام الكتاب والسنة بدلاً من إسلام الخرافة والبدعة.. تجسيد إسلام الجهاد والشهادة بدلاً من إسلام القعود والذلة .. أحلال إسلام التعبد والتعقل محل إسلام الالتقاط والجهل .. أحلال إسلام الدنيا والآخرة محل إسلام عبادة الدنيا والرهبنة .. أحلال إسلام الدين والسياسة محل إسلام اللامبالاة وعدم الالتزام .. أحلال إسلام القيام والعمل محل إسلام الخنوع والخمول .. أحلال إسلام الفرد والمجتمع محل إسلام التظاهر والرسميات .. أحلال الإسلام الذي ينقذ المظلومين والمستضعفين، محل الإسلام الذي يكون ألعوبة بيد تجار الدين وأصحاب النفوذ وعشاق السلطة .. وبكلمة واحدة، أحلال الإسلام المحمدي محل الإسلام الأميركي، وكفى بذلك فخراً ومجداً .

المصدر: وكالة أنباء التقريب