خلال ساعات قليلة، يفترض أن يعطي حزب الله الإشارة إلى وجهة جديدة لمعركته في وجه أعدائه. ونتائج التحقيقات التي تكثفت خلال الـ 24 الساعة الماضية في مسرح جريمة اغتيال القائد مصطفى بدر الدين، تكون قد أفضت إلى تحديد التفاصيل الكاملة لعملية الاغتيال ونوعية السلاح المستخدم وطريقة التنفيذ، وبالتالي الإشارة مباشرة إلى من بمقدوره تنفيذ مثل هذا العمل.

وبحسب المعلومات، فإنه قبل منتصف ليل الخميس – الجمعة بقليل، كان بدر الدين قد انهى اجتماعا ميدانيا في مقر للحزب قرب مطار دمشق، وبعد مغادرة رفاقه الاجتماع، كان لا يزال في باحة المبنى عندما دوى انفجار، تبين لاحقا انه ناتج من صاروخ موجه، من نوع شديد التطور، سقط على بعد نحو مترين من الشهيد، وهو يعمل وفق آلية تجعله اقرب إلى القنبلة الفراغية التي تتسبب بانفجار داخلي عند المستهدف، من دون أن تستهدفه بشظايا. وهو ما ظهر عندما نقلت جثة الشهيد إلى المركز الطبي، حيث تبين انه أصيب بشظايا صغيرة في بطنه وأسفل رأسه، لكن الدماء كانت تخرج من انفه وعينيه بما يؤشر إلى الضغط القائم بسبب الانفجار.

وبحسب المعلومات، فان هذا «المقذوف» لا يطلق من منصة آلية كمدفع أو ما شابه، بل يجري توجيهه، وذلك ربطا بعملية رصد دقيقة للمكان، وهو ما يتطلب عملا تقنيا رفيعا لا يتوافر إلا لدى دول متطورة. برغم أن جهاز امن المقاومة ترك منذ اللحظة الأولى الباب مفتوحا أمام كل الخيارات، وبينها أن تكون المجموعات المسلحة خلف العملية، أو جهاز يتبع لدولة مثل إسرائيل أو غيرها من الدول التي ترى في بدر الدين، وبما يمثل، هدفا ملحا.

ووفق ما هو مقدر، فان إعلان الحزب رسميا عن تحميل جهة ما المسؤولية المباشرة عن عملية الاغتيال، سيكون مقدمة لعمل من نوع مختلف من جانب المقاومة، لاعتبارات كثيرة، أبرزها الحاجة القوية إلى آلية ردع عن استهداف قادته وكوادره ومقاتليه في عمليات اغتيال بعيدا عن جبهات القتال، ثم في سياق معاقبة القتلة بمعزل عن هويتهم أو مكانهم، ثم في العمل على إحباط أي هدف سياسي يراد استثماره في المواجهة القائمة على الأراضي السورية، حيث كان الشهيد يتولى مسؤولية قوات حزب الله.

ومن المنتظر أن يُطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لتأبين الشهيد في ذكرى مرور أسبوع على استشهاده، يوم الجمعة المقبل.

المصدر: جريدة الأخبار