"ذو الفقار"... أو مصطفى بدر الدين، "رضوان"... أو عماد مغنية، ثنائي مقاوم داخل "حزب الله" شغلا اعلى المراكز العسكرية في جهاز المقاومة، وبشهادة أمينه العام السيد حسن نصرالله عن مغنية بعد استشهاده، انه كان مبدعا في وصول المقاومة إلى ما هي عليه اليوم من قدرات وإمكانات لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وبالتأكيد، فإن المعلومات معدومة عما يحمله بدر الدين من إسهامات في هذا المجال، إلا انه سيكون واحدا من طراز عماد مغنية، وما يُعرف عن الاثنين أنهما نقلا المقاومة من مرحلة متواضعة ومتدنية الإمكانات، إلى مقاومة جعلت أعداءها يصفونها بـ"الجيش القادر على صنع المعجزات"
من جديد، يُستهدف «حزب الله»، بجسمه المقاوم، قبل الحالة السياسية التي يشكلها في الساحة اللبنانية، فيُعلن عن اسم جديد... لقائد عسكري ذاع صيته في مقاومة الاحتلال، منذ ثمانينات القرن الماضي، حين كان في مقتبل العمر، شاب شاءت الظروف أن يكون الرفيق الوفي والصديق المقرب للقائد العسكري الشهيد عماد مغنية الذي شكل عماد الجسم المقاوم في «حزب الله»، حتى شكلا ثنائيا خطراً لدى الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات في العالم التي حاكت القصص والروايات حولهما، ونسبت إليهما كل عمليات الإرهاب في العالم، ونظمت البرامج واعدت جيوش الجواسيس والمخبرين، وعلى مدى أربعة عقود، للوصول إليهما.
وما يميز القائدان المقاومان عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، أنهما، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي كانا يعملان فيها، بلجوئهما إلى خوض المواجهة والاستمرار في تعزيز وتنمية مكانة المقاومة العسكرية وتطوير قدراتها، كانا متخفيين، لتجنب أي استهداف، فكانت سوريا ساحة مواجهتهما، وهذه المرة تحت ستار قوى تنظيمات إرهابية، تؤكد المعلومات والمعطيات يوما بعد يوم، إنها من صنيعة الولايات المتحدة الأميركية ومشروعها في المنطقة الذي تشكل فيه إسرائيل الأداة العملية والتنفيذية له.
«ذو الفقار»... أو مصطفى بدر الدين، «رضوان»... أو عماد مغنية، ثنائي مقاوم داخل «حزب الله» شغلا اعلى المراكز العسكرية في جهاز المقاومة، وبشهادة أمينه العام السيد حسن نصرالله عن مغنية بعد استشهاده، انه كان مبدعا في وصول المقاومة إلى ما هي عليه اليوم من قدرات وإمكانات لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وبالتأكيد، فان المعلومات معدومة عما يحمله بدر الدين من إسهامات في هذا المجال، إلا انه سيكون واحدا من طراز عماد مغنية، وما يُعرف عن الاثنين أنهما نقلا المقاومة من مرحلة متواضعة ومتدنية الإمكانات، إلى مقاومة جعلت أعداءها يصفونها بـ«الجيش القادر على صنع المعجزات»، بعد أن ادخلا إلى الأدبيات العسكرية للمقاومة، العلوم العسكرية الحديثة ودراسة الاستراتيجيات العسكرية للعدو وتكتيكاته، لتلبي حاجة المقاومة في عصر يختلف كليا عما كان سائدا في مرحلة الثمانينات، وتسخير كل ذلك في المواجهة التي يخوضها «حزب الله» مع الاحتلال، وهي مساهمات صنعت العديد من المعادلات والانتصارات، ورفعت من مكانة المقاومة التي أغرقت الاحتلال في هزائم لا تُعد ولا تحصى.
غداً... ستتوضح شخصية هذا القائد الشهيد... الذي تردد اسمه مع أولى العمليات النوعية التي نفذها مقاومون من «حزب الله» في الجنوب اللبناني في بداية الثمانينات، وبقي منذ تلك المرحلة شخصية يلفها الغموض وتحيطها سرية محكمة حتى داخل صفوف «حزب الله»، سيما انه كان من ابرز المطلوبين لأجهزة الاستخبارات الأميركية والصهيونية، ومع استشهاد قائد المقاومة في «حزب الله» عماد مغنية الذي كان بدر الدين رفيق دربه، صنفته دوائر الاستخبارات العالمية المعادية لـ «حزب الله»، ومنها أجهزة الاستخبارات الصهيونية بـ«خليفة مغنية».
أمس، ومع استشهاد بدر الدين، كُشفت، وللمرة الأولى صورة حديثة له، بعد الصورة الوحيدة التي ظهرت، غداة توجيه الاتهامات إلى «حزب الله» في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تماما كما حصل مع الشهيد عماد مغنية الذي ظهرت صوره الحديثة، بعد ساعات قليلة على استشهاده في العاصمة السورية دمشق، في الثاني عشر من شباط من عام 2008.
استشهاد القائد مصطفى بدر الدين، حضر بقوة لدى قادة الاحتلال، على الرغم من التقنين الذي مارسته وسائل الإعلام الصهيونية، بالتزامن مع غياب كلي للمسؤولين وجنرالات الحرب الإسرائيليين الذين أدركوا في السنوات الماضية القيمة التي يمثلها على مستوى المقاومة، فخرجت بعض الأصوات لتبدي ارتياحا من عملية الاغتيال، وقال رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني السابق اللواء احتياط يعقوب عميدرور في حديث لإذاعة جيش العدو أن قتل القيادي في «حزب الله» مصطفى بدر الدين جيّد بالنسبة لإسرائيل، وقال: «هل تساءل احد لماذا لم ينتقم «حزب الله» لموت عماد مغنية؟ زاعما أن الجواب هو انه لا يوجد عماد مغنية (!)، كل من جاء بعده وتولّى جزءًا من صلاحياته رحل عن هذا العالم، وقلّ وتبدد حجم الخبرة والتجربة والقوة الشخصية!، وهذا جيّد لإسرائيل، التي ليست دائمًا مسؤولة عن ذلك، ونحن لا نعرف إن كانت مسؤولة عن ذلك، ويجب أن تتذكروا أن كل من يعمل في سوريا له الكثير من الكارهين في سوريا من دون إسرائيل، ولكن من ناحية تل أبيب، في كلّ مرة يختفي أمثال بدر الدين ممّن يمتلكون الخبرة والتجربة من قائمة المطلوبين فهذا أفضل لنا».
وكشف المسؤول الصهيوني أن نقاشا حصل في السابق حول الجدوى من اغتيال هؤلاء الأشخاص، وأحد المحاورين قال لي إنها عبوة ناسفة ليس لها قعر، والجواب نعم هذا صحيح، لكن كلما اقتربنا من هذا القعر كلما تراجعت تجربة هؤلاء، لأن أصحاب الخبرة اختفوا، لكن لا يوجد شك أن مستوى التنفيذ لدى «حزب الله» هو في النهاية نتاج هذه الامور الثلاثة، تضرر كثيرا، لأن الأشخاص النوعيين اختفوا عن الخارطة، لذلك هناك اهمية كبيرة لمن يحارب منظمات «الإرهاب» ولقدراته، أن يضرب قادة هذه المنظمات، وقال: «أحيانا لديهم بديل ناجح جدًا والأمين العام لـ«حزب الله» (السيد حسن) نصر الله نفسه مثال على ذلك، لكن أحيانا وفي الكثير من الحالات، لا يوجد بديل، فهم ليسوا عبثًا تحولوا إلى قادة في هذه المنظمة، لأنهم جداً مؤهلون وراكموا الكثير من الخبرة مع الوقت، والبديل هو أقل خبرة من الناحية الشخصية والعملية».
محمود زيات
تعليقات الزوار