تطبيق المعاهدة نقض لاستقلال وعظمة إيران [1]

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّا لله وإنّا إليه راجعون .

اليوم أعجز عن التعبير عن مكنونات قلبي، وما يختلجه من ألم شديد، حتى إنّي أعجز عن النوم؛ بل وأعدّ أيام عمري، وأتمنّى الموت؛ لشدّة تأثّري بما يجري هذه الأيام في إيران (تصاعَدَ بكاء شديد من الحاضرين).

اليوم لا عيد في إيران، لقد حوّلوا العيد إلى عزاء، وزيّنوا الشوارع فرحاً، فرحوا ورقصوا في عزائنا، باعونا وباعوا استقلالنا وعادوا لتزيين الشوارع، بل رقصوا الدبكة وطبلوا فرحاً.

ولو إنّي كنت مكانهم لمنعت الفرح وتزيين الشوارع، ولأمرت برفع السواد على الأبواب وفوق البيوت حزناً وعزاءاً، فقد أذلّونا وأزالوا عظمتنا وأهانوا عظمة جيشنا.

لقد طرحوا قانوناً في المجلس، ينصّ، أولاً: على إلحاق البلاد بمعاهدة ?ينّا، وثانياً: إنّ تطبيق هذه المعاهدة! سيمنح الأمريكيين الحصانة القانونية في إيران، أي أنّ جميع الأمريكيين من مستشارين عسكريين مع عوائلهم وموظفيهم وإداريّهم وخدّامهم وكل من يرتبط بهم، يصبحون بموجب هذه المعاهدة مصونين من الملاحقة القانونية، أي لو أقدم خادم أمريكي أو طباخ أمريكي على اغتيال مرجع تقليدكم وسط المدينة، فلا يحق للشرطة حينها منعه أو القبض عليه، ولا يحق للمحاكم الإيرانية التحقيق معه أو محاسبته؛ بل يجب أن يرسل إلى أمريكا ليحاكم في محاكمها، ويُعيّن أسيادنا مصيره!.

لقد صوّبت الحكومة السابقة على المعاهدة سرّاً، وأرسلته الحكومة الحالية قبل عدة أيام إلى المجلس، ولم يَدُم الأمر طويلاً حتى تمت المصادقة عليه من خلال مسرحية مفتعلة، ولم يحركوا ساكناً.

وقبل عدة أيام أرسلوا نصّ المعاهدة إلى مجلس الشورى، فحدث جدال حوله واعترض عليه بعض النواب، لكنهم وبكل وقاحة مرّروا هذا القانون المُذل سيّئ الصيت وأيّدته الحكومة.

لقد حقّروا الشعب الإيراني وجعلوه أدنى من كلاب أمريكا، إذ بموجب هذه المعاهدة سيحاسبون كل من يتعرض أو يدهس كلباً أمريكياً حتى لو كان ملك إيران، لكن على العكس لن يتعرض أحد لأي أمريكي حتى لو كان طباخاً إذا ما دهس ملك إيران أو دهس مرجع تقليد أو دهس أعلى مسؤول في الحكومة، ولا يحق لأحد محاسبته، لماذا؟ لأنهم بحاجة إلى الاقتراض من أمريكا، فقد اشترطت أمريكا هذه المعاهدة عليهم؛ حتى يَقدّموا بعد ثلاثة أيام طلباً إلى الحكومة الأمريكية لاقتراض مبلغ 200 مليون دولار، وقد وافقت الحكومة الأمريكية على دفع هذا المبلغ قرضاً للحكومة الإيرانية خلال 5 سنوات، تستعيده 300 مليون دولار خلال 10 سنوات، فماذا يعني هذا؟

يعني يمنحون الحكومة الإيرانية قرضاً مع الفائدة مقداره 200 مليون دولار خلال 5 سنوات، يحققون منه فائدة مقدارها100 مليون دولار أي ما يعادل 800 مليون دولار بعد 10 سنوات؛ لكنهم مع ذلك وافقوا على بيع إيران واستقلال ايران مقابل هذه الدولارات، وجعلوا البلاد مستعمرة أمريكية، وجعلوا الشعب الإيراني أحقر من الوحوش، مقابل قرض مقداره 200 مليون دولار تعاد 300 مليون دولار بعد فترة، فيا للمصيبة وماذا يفعل رجال الدين معها؟

إلى أين يلجؤون؟ والى من يشتكون؟.

إنّ هذه المعاهدة تخالف رأي الشعب الإيراني، لكن شعوب العالم تعتقد أنّ الشعب الإيراني هو الذي حقّر نفسه إلى هذه الدرجة، ولم يعلموا أنها الحكومة، والمجلس الذي لا يرتبط بالشعب الإيراني؛ لأن الشعب لم ينتخبه، فقد قاطع الانتخابات معظم العلماء ورجال الدين في البلاد، وتبعهم الشعب فلم يصوّتوا لهذا المجلس، لكنهم شكّلوا هذا المجلس بالقهر والقوة.

إنّ تأثير رجال الدين يضرّ أعداء الشعب لا الشعب نفسه.

إنّ إحدى الكتب التاريخية المطبوعة هذه السنة، والتي تُدرّس للتلاميذ، يذكر في آخره ـ بعد أن يسرد مجموعة من الأكاذيب ـ أنّ إنهاء تأثير رجال الدين يصبّ في النهاية بمصلحة الشعب!

أي أنّ مصلحة الشعب تكمن في القضاء على تأثير العلماء ورجال الدين! نعم، لأن وجودهم يمنع وقوع الشعب أسيراً لإنجلترا حيناً ولأمريكا حيناً آخر؛ ولأن وجود علماء يمنع إسرائيل من السيطرة على اقتصاد إيران، ويمنع بيع البضائع الإسرائيلية في إيران بدون الرسوم الجمركية، ولأن وجود العلماء يمنع الحكومة من تحميل الشعب مشاكل اقتراض هذا المبلغ الضخم، ولأن وجود العلماء يمنع هذه الفوضى في بيت المال، ولأن وجود العلماء يمنع الحكومة من تنفيذ كل ما يحلو لها حتى لو كان مضرّاً تماماً بمصلحة الشعب، ولأن وجود العلماء يمنع هذه الصورة المبتذلة للمجلس، ولأن وجود العلماء يمنع تشكيل المجلس بالقهر والقوة ليرتكب مثل هذه الفضائح.

ولأن وجود العلماء يمنع اختلاط الفتيات والفتيان في الرياضة كما حصل في شيراز، ولأن وجود العلماء يمنع ما يحصل من فساد نتيجة قبول الرجال في مدارس النساء وقبول النساء في مدارس الرجال، ولأن وجود العلماء يقف حائلاً بوجه هذه الحكومة وهذا المجلس، ويقيل نواب المجلس، ولأن وجود العلماء يمنع تحكّم مجموعة من النواب بمصير الشعب، ولأن وجود العلماء يمنع عملاء أمريكا من القيام بهذا الفضائح ويطردونهم من إيران.

فهل تأثير الإيراني وتأثير العلماء يضرّ بمصلحة الشعب؟ كلا، بل يضرّ بمصالحكم أيها الخونة لا بمصالح الشعب.

لقد أدركتم أنّ وجود العلماء سيحول بينكم وبين ارتكابكم الفضائح والجرائم بحق الشعب، لهذا تحاولون القضاء على وجود العلماء وتأثيرهم.

هل تظنون أنّ بإمكانكم إيقاع الفرقة والاختلاف بين العلماء؟ كلا، لن يحدث هذا أبداً، ولن تحققوا مبتغاكم، فالعلماء متّحدون مع بعضهم، وإنّي أقف إجلالاً لجميع العلماء، أُقبّل أيديهم، وإذا كنت سابقاً أُقبّل أيدي المراجع العظام، فإنّي اليوم أُقبّل أيدي الطلاب أيضاً (بكاء الحاضرين)؛ بل أقبل اليوم يدي البقال أيضاً.

إنّي اليوم أحذّر جميع شرائح الشعب الإيراني من هذا الخطر، أيها الجيش الإيراني! إنّي أحذّر من هذا الخطر، أيها السياسيون في إيران! إنّي أحذّر من هذا الخطر، أيها التجار! إنّي أحذّر من هذا الخطر، يا علماء إيران! يا مراجع الإسلام! أيها السادة! يا نجف ! يا قم! يا مشهد! يا طهران! يا شيراز؟ إنّي أحذّر من هذا الخطر.

من الواضح أنّ أشياء تجري خلف الستار لا نعلمها، لقد طلبوا في المجلس عدم الكشف عنها، لا ندري ماذا يدبّرون لنا في الظلام، فماذا يفعلون أسوأ من هذا؟

لا أعلم شيئاً أسوأ من الأسر؟ ماذا يريدون أن يفعلوا بنا؟ ماذا يرومون؟ وماذا فعل هذا القرض بالشعب الإيراني؟

إنّ هذا الشعب الفقير سيدفع 100 مليون دولار أو 800 مليون تومان إلى أمريكا؟! ومع ذلك يبيعوننا لمثل هذا العمل؟!

ما فائدة الجنود الأمريكان وما فائدة المستشارين العسكريين الأمريكيين؟

إذا كانت إيران مستعمرة أمريكية فلماذا تعربدون علينا دائماً، ولماذا تتبجّحون باستمرار بالتطور والرقي؟ ولو كان هؤلاء المستشارون خدماً عندكم، فلماذا تجعلونهم أعلى من أسيادكم؟ لماذا تجعلونهم أعلى حتى من الملك؟ فإذا كانوا خدماً، فلم لا تعاملونهم كسائر الخدم، وإذا كانوا موظفين عندكم، فلم لا تعاملوهم كما تُعامِل سائر الشعوب موظفيها؟

وإذا كانت بلدنا مستعمرة أمريكية، إذاً أخبرونا، إذاً أرمونا خارج البلاد، ماذا يريدون أن يفعلوا بنا؟ ماذا تقول هذه الحكومة لنا؟ ماذا فعل هذا المجلس بنا؟

إنّ هذا المجلس غير قانوني، إنّ الاشتراك في هذا المجلس حرام بفتوى وبحكم مراجع التقليد، إنّ نواب هذا المجلس لا يمثلّون الشعب، إنّ هذا المجلس يدّعي أننا جئنا من الثورة البيضاء، فأي ثورة بيضاء؟

لقد جلبتم الويلات للشعب، أنا أعلم بما يجري، الله يعلم مقدار ما يعتريني من ألم، فأنا على علم بما يجري في القرى والمدن النائية، وبما يجري في مدينة قم البائسة، وأنا على علم بما يعانيه الشعب من جوع، وما تعانيه الزراعة في البلاد.

إنّ السكوت على الطغاة من الكبائر.

فكّروا بمصلحة هذه البلاد، فكّروا بمصلحة هذا الشعب، لماذا تحمّلون الشعب هذه الديون؟! لماذا تصبحون خدماً للآخَرين!!

نعم، إنّ للدولارات خدم أيضاً، أنتم تستفيدون من الدولارات ونصبح نحن خدماً للآخرين، وإذا ما دهسنا أمريكي بسيارته لا يحق لأحد محاسبته أو التحقيق معه، لكنكم تستفيدون من دولاراتهم، أليس الأمر كذلك، ألا يجب توضيح هذه الأمور؟ أولئك الذين يقولون يجب كَتْم الأفواه، أقول هنا يجب كَتْم الأفواه؟ هنا نكتم أفواهنا أيضاً؟ يبيعوننا ونكتم أفواهنا؟ يبيعون قرآننا ونكتم أفواهنا، والله مذنب من يلتزم الصمت، والله يرتكب كبيرة من لا يرفع صوت الاعتراض (تعالت أصوات الحاضرين بالبكاء).

انقذوا الإسلام

يا حكام الإسلام انقذوا الإسلام، يا علماء النجف انقذوا الإسلام، يا علماء قم انقذوا الإسلام، لقد انتهى الإسلام (تعالت أصوات الحاضرين بالبكاء)، يا دول الإسلام! يا حكام الدول الإسلامية! يا رؤساء الدول الإسلامية؟ يا سلاطين الدول الإسلامية! أيها الملك أنقذ نفسك، أنقذنا جميعاً.

أنُسحق بالحذاء الأمريكي؛ لأننا شعب ضعيف؟! لأننا لا نملك الدولارات؟! إنّ أمريكا أسوأ من إنجلترا، وإنجلترا أسوأ من أمريكا، والإتحاد السوفيتي أسوأ منهما، أحدهم أسوأ من الآخر، أحدهم أحقر من الآخر.

إنّ أمريكا اليوم أكره الدول إلى قلوبنا.

أما اليوم فإننا نواجه هؤلاء الخبثاء، نواجه أمريكا، ليعلم رئيس جمهورية أمريكا أنه أصبح أكره الناس عند شعبنا، اليوم أكره الناس عند شعبنا من ارتكب مثل هذا الظلم في دولتنا الإسلامية، اليوم أصبح القرآن خصمه، أصبح الشعب الإيراني خصمه، ولتعلم أمريكا أنه قد أساء إلى مكانتها في إيران، وأساء إلى سمعتها في إيران.

لقد باعونا إلى أمريكا، ويمنحون الحصانة للمستشارين؟ وحتى بعض النواب المساكين اعترضوا وقالوا: اطلبوا من اصدقائنا عدم تحميل البلاد أكثر من طاقتها، لا تبيعونا، لا تحوّلوا البلاد إلى مستعمرة أمريكية، لكن لم يصغ أحد لكلامهم.

لقد أخفوا عنّا مادة من معاهدة ?ينّا هي المادة 32، أنا لا أعلم ما هذه المادة، ورئيس المجلس لا يعلم أيضاً، ولا النواب يعلمون ما هي؛ حتى لا يعلمون أنهم وافقوا على القانون، لقد صوّتوا على القانون في المجلس، والبعض يعترف أنهم لم يعلموا أصلاً بماهية القانون، ولعلهم لم يوقعوا على القانون أيضاً) وهؤلاء أسوأ من الآخَرين؛ لأنهم جهّال.

أبدأ اليوم بإقالة سياسيّنا، والمسؤولين في بلادنا، واحد بعد الآخر، حتى لم يبق شيء من المناصب المهمة بِيَد السياسيين الوطنيين.

وليعلم الجيش أيضاً أنهم سيُقيلون قادته واحداً بعد الآخر، فهل حفظوا ذرة من الكرامة لكم؟ وهل حفظوا كرامة لنظامك بأن يقدّموا الجندي الأمريكي على قائدكم العسكري؟ بل وجعلوا الطباخ الأمريكي مقدّم على قائدكم العسكري؟ فهل من كرامة بقيت عندكم؟

لو كنت مكانكم لاستقلت من منصبي، لو كنت عسكرياً لاستقلت من منصبي؛ لأنّي لا أقبل الذل، ولو كنت نائباً في المجلس لاستقلت أيضاً.

إنّ قطع تأثير العلماء قطع ليد رسول الله، أتريدون قطع تأثير الإيرانيين؟! تريدون منح الحصانة للطباخين والميكانيكيين الأمريكان، للموظفين والإداريين والعسكريين وللفنيين الأمريكان ولعوائلهم، لكنكم ترمون قُضاتنا في السجن! تكبّلون المتديّنين بالقيود والخطباء في السجون، وترمون المدافعين عن الإسلام في سجون بندر عباس؛ لأنهم مؤيّدون لرجال الدين والعلماء، فهم إما رجال دين أو مؤيدون لرجال الدين.

لقد سجّلوا جرائمهم بحق الشعب في تاريخ إيران، وأثبتوا بالدليل ادّعاءهم أنّ مصلحة الشعب تكمن في قطع تأثير رجال الدين فيه، فما معنى هذا الادعاء؟ وهل إنّ مصلحة الشعب تكمن في قطع يد رسول الله عنه؟!

إنّ كل ما عند رجال الدين من عند رسول الله، إنهم يريدون قطع يد رسول الله عن هذا الشعب! حتى يفسحوا المجال لإسرائيل أن تفعل ما تشاء، ويفسحوا المجال لأمريكا أن تفعل ما تشاء في بلادنا.

إنّ أمريكا هي السبب في كل ما نعانيه اليوم.

نعم، كل ما نعانيه اليوم بسبب أمريكا، كل ما نعانيه اليوم بسبب إسرائيل، إنّ إسرائيل لأسوأ من أمريكا، النواب أيضاً من أمريكا، الوزراء كذلك من أمريكا، إنّ أمريكا هي التي عيّنتهم جميعاً، وإلا فلماذا لا يعترضون عليها؟

إنّ رجال الدين سد منيع بوجه أطماع المستعمرين.

إنّي الآن مشوّش الذهن، وفي حالة من الغليان، لا أتمكّن فيها من فَهْم هذا الموضوع جيداً.

في المجلس السابق الذي كان السيد حسن المدرس نائباً فيه، أرسلت روسيا إنذاراً إلى إيران حول قضية معيّنة (لا أتذكرها الآن) وإذا لم تنفّذ إيران هذه القضية ستدخل روسيا الى إيران من جهة قزوين وتحتل طهران، فضغطت الحكومة الإيرانية في ذلك الوقت على المجلس حتى يصوتوا على هذه القضية.

أحد المؤرخين الأمريكان ذكر: أنّ أحد رجال الدين وقف في المجلس ويديه ترتجف؛ لِكِبَر سنّه فقال: أيها السادة إذا كان علينا الموت فلماذا نقتل أنفسنا بأيدينا، فانتفض المجلس وتجرّأ على رفض هذه القضية، ولم تتمكن روسيا بعدها من فعل أي شيء ضد إيران.

هذا هو رجل الدين، لقد كان رجل الدين الوحيد في المجلس وتمكّن بجرأته على رغم ضعفه وكِبَر سنّه من الوقوف ضد انذار روسيا بكل قوّتها السابقة.

اليوم أيضاً يريدون منع رجال الدين، وإنهاء تأثيرهم في الشعب؛ حتى يتمكّنوا من تحقيق آمالهم وأمانيّهم، فماذا أقول؟

يجب على الشعب أن يصرخ معترضاً لماذا بعتمونا.

إنّ المواضيع كثيرة، والمفاسد في هذه البلاد كثيرة إلى درجة أنّي لا أتحمّل طرحها أمامكم لسوء حالتي الصحية، وأعجز عن كشف كل ما أعرفه لكم؛ لكي يجب عليكم كشف هذه الحقائق ونقلها للآخرين، فأنتم مكلّفون بكشف الحقائق للشعب، والعلماء مكلّفون أيضاً بكشفها للشعب، وعلى الشعب الاعتراض بالطرق السلمية على هذه المفاسد، عليهم الاعتراض على المجلس، والاعتراض على الحكومة، وسؤالهم لماذا قمتم بمثل هذا العمل؟ لماذا بعتمونا؟ أنحن عبيدكم؟

إنّ هذه الحكومة والمجلس غير شرعيين؛ لأنهم خانوا الإسلام والشعب، وأنتم أيها النواب لا تمثّلوننا، وحتى لو كنتم ممثّلينا في المجلس فهذا التمثيل والوكالة تسقط عنكم تلقائياً؛ بخيانتكم للوطن، وعملكم هذا هو خيانة للوطن.

إلهي، لقد خانوا الوطن، والحكومة خانت الوطن، وخانت الإسلام والقرآن، والنواب في المجلسين خونة، أولئك الذين وافقوا على هذا الأمر، والنواب في مجلس الأعيان خونة، ونواب مجلس الشورى الذين صوّتوا لهذا القانون خونة أيضاً، إنهم لا يمثلوننا، ليعلم العالم كله أنهم لا يمثلون إيران، وحتى لو كانوا كذلك فإنّي أعزلهم جميعاً من الوكالة، وأرفض جميع القوانين والقرارات التي أصدروها حتى الآن؛ لأنها قوانين باطلة حسب نص القانون، إذا كانوا يؤمنون بالقانون، لأن القانون ومنذ قيام الحركة الدستورية (المشروطة) وحتى الآن ينص طِبقاً للأصل الثاني الملحق بالدستور بوجوب إشراف المجتهدين على المجلس، فأي مجتهد أشرف على المجلس؟ فلو كان في المجلس خمسة من رجال الدين أو حتى رجل دين واحد، لأقحم هذا المجلس ولَمَا سمح بتمرير هذا القانون.

أما أولئك الذين اعترضوا ظاهراً على هذا القانون، فإنّي أقول لهم: إذاً لماذا لم تضعوا حلاًّ لهذا الأمر؟ لماذا لم توقفوا هذا الرجل عند حدّه؟ فهل إنّ الاعتراض يعني مجرد رفض القانون ثم تستمروا بهذا التملّق والتزلّف للحكومة؟

يجب أن ترفعوا أصواتكم بالاعتراض، وتعطّلوا المجلس، يجب أن تثيروا الصخب والفوضى حتى تمنعوا هذا القانون؛ لأن مجرد الاعتراض لا يحل المشكلة؟ وإذا رأيتم أنهم مرّروا القانون، فلا تسمحوا بوجود مثل هذا القانون، واطردوهم من المجلس، أنا أرفض هذا القانون ولا أعترف به، أنا لا أعترف بهذا المجلس، ولا أعترف بهذه الحكومة؛ لأنهم خانوا هذا الوطن.

اللهم أصلح أمور المسلمين، وأعزّ الإسلام، اللهم أذل كل من يخون هذا الوطن، وأذل كل من يخون الإسلام، وكل من يخون القرآن.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تاريخ 4/8/1343(1964م)

ـــــــــــــــــــ

[1] معاهدة تنص على منح الحصانة القانونية للأمريكيين في إيران.