أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته بالحشود الهادرة التي اجتمعت يوم الاثنين في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت نصرة للقدس وفلسطين، أكد أن الذين يتمسكون بحق العودة ويرفضون التوطين والوطن البديل ويربون الأولاد والأحفاد على حلم العودة إلى فلسطين. هذا الحلم سيتحقق قريبا، وقريبا جدا إن شاء الله.

 

هذا التضامن عظيم وأنتم أهل المقاومة والوفاء

وأعرب السيد نصر الله عن شكره للحضور الكبير وقال: إن هذا التضامن عظيم وأنتم أهل المقاومة والوفاء، أنتم الذين كنتم وما زلتم تملأون الميادين والساحات، فالسلام عليكم يا أشرف الناس وأكرم الناس. أنتم الذين كنتم قبل أسابيع قليلة وفي هذه المنطقة بالتحديد مع سيدكم أبي عبد الله الحسين (ع) تعلنون التزامكم بفلسطين والقدس والدفاع عن المقدسات، قلتم له في اليوم العاشر واليوم مجددا أمام العدوان الأميركي الصهيوني السافر على القدس والمقدسات وعلى الأمة كلها نجدد موقفنا والتزامنا حتى النصر أو الشهادة، ليسمع العالم كله ما قلناه قبل أسابيع "ما تركت يا حسين". الحسين عنوان المظلومين وعنوان دين السماء الذي يعتدى عليه ومقدسات الأرض التي يعتدى عليها. أرحب بكل من شارك بهذه التظاهرة الجماهيرية من الأحزاب والتيارات وأخص بالذكر الإخوة والأخوات في حركة أمل وأهلنا في المخيمات الفلسطينية، الذين يتمسكون بحق العودة ويرفضون التوطين والوطن البديل ويربون الأولاد والأحفاد على حلم العودة إلى فلسطين. هذا العلم سيتحقق قريبا، وقريبا جدا.

وتابع قائلا: أولا باسمكم نتوجه بالتحية، تحية التقدير والتعظيم والإكبار للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة في غزة والضفة والقدس وأراضي 48 وبيت المقدس، على وقفتهم التاريخية والحركة السريعة منذ الساعات الأولى لقرار العدوان الأميركي الذي أعلنه ترامب. هذا الشعب الصامد المضحي يواجه اليوم بصدره، بالحجارة وبالسكين هذا العدوان ليدافع عن القدس ومقدسات الأمة كلها، مقدسات المسلمين والمسيحيين في العالم. له منا كل التحية والتقدير والإجلال والانحناء باحترام.

ثانيا، يجب أن نقدر جميع المواقف التي صدرت، رافضة لهذا العدوان على القدس والقضية الفلسطينية. ونقدر مواقف جميع الدول والرؤساء والحكومات والدول الذين رفضوا قرار ترامب ولم يستجيبوا له. هذا أمر مهم يجب أن ينتبه إليه من يخوض المواجهة.

 

ترامب وبعد قراره الأخير وجد نفسه وحيدا مهزولا معه "إسرائيل" فقط

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن ترامب تصور أنه عندما يعلن اعترافه بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" وبكل عنجهية واستكبار أنه سيخضع له العالم وستتسابق عواصم العالم لتلحق به. لكنه بدا غريبا وحيدا معزولا معه فقط "إسرائيل". هذا الأمر مهم ويجب البناء عليه وأن تعمل الحكومات العربية والإسلامية على تحصين مواقف الدول الرافضة لهذا الاعتراف.

وأشاد بالمواقف التاريخية لكل المرجعيات الدينية الإسلامية، السنية والشيعية، إلى المرجعيات الدينية المسيحية على اختلافها وخصوصا في المشرق العربي وقال: يجب أن نقدر كل التحركات الشعبية بأشكالها المختلفة، الإعلامية الاعتصامات التظاهرات، خصوصا التظاهرات التي خرجب في مدن كثيرة وعبرت فيها الجماهير عن غضبها وإدانتها لهذا العدوان والتزامها بقضية القدس وفلسطين.

 

اعرفوا قيمة حضوركم في الميادين والساحات، لان الرهان كان أنكم نستيم وتعبتم

واستطرد القول: اليوم وبعد كل الأحداث أن تخرج التظاهرات وتنظم الاعتصامات وأن يعبر الناس عن موقفهم الرافض للعدوان الأميركي وتضامنهم مع فلسطين، ومن اوجب الواجبات الإعلامية والنفسية والروحية، ومن الأشكال المهمة للتغلب على نتائج السنوات العجاف. أخاطبكم أنتم الذين تتظاهرون اليوم في الضاحية وكل الذين تظاهروا وكل الشعوب العربية والاسلامية والجاليات في العالم، أقول أن تظاهركم اليوم على درجة عالية من الأهمية في سياق المواجهة القائمة مع العدوان، اعرفوا قيمة حضوركم في الميادين والساحات وعلى مواقع التواصل، لان الرهان كان أنكم نستيم وتعبتم.

 

كل اعتصام أو احتشاد هو شكل من أشكال المواجهة

وأشار السيد نصر الله إلى أن الاحتضان الشعبي الذي يعبر عنه يشكل دعما معنويا كبيرا جدا للمقاومين والمنتفضين وأضاف: كل تظاهرة أو اعتصام أو احتشاد كان يحصل في أي مكان في العالم كان يزيدنا قوة ويشعرنا أننا لسنا وحدنا. الشعب الفلسطيني بحاجة إلى هذا الحضور الجماهيري والشعبي، التظاهرات اليوم تشكل البيئة الحاضنة في مواجهة العدوان.  للذين تظاهروا كل الشكر والدعوة لمواصلة التحدي، وهذا شكل من أشكال المواجهة.

 

الوفد البحريني لا يمثل شعبه بل السلطة الغاشمة التي أرسلته وحملته برسالة الملك

ولفت إلى أن الصف قد يشهد بعض الخروقات كما حصل في الوفد البحريني وقال: هذا الوفد لا يمثل شعب البحرين ولا إرادة البحرين، بل يمثل السطة الغاشمة التي أرسلته وحملته برسالة الملك حول السلام والتسامح والعيش المشترك مع الذين يهودون القدس والمحتل. هذا لا يعبر عن شعب البحرين، الشعب خرج في تظاهرات للتعبير عن تضامنه مع القدس وأطلق عليه الرصاص وقمع. هذه فضيحة للسلطة التي تقمع الشعب وتمنعه من التظاهر لأجل فلسطين وترسل وفدا للتطبيع مع العدو.

ورأى الأمين العام لحزب الله أن من فائدة القرار الأميركي أن يميز الخبيث من الطيب على امتداد العالم العربي والإسلامي مؤكدا بالقول: هناك شعبان خرجا وواجها الرصاص، الشعب الفلسطيني واليمني الذي خرج في صنعاء وصعدة بمئات الآلاف واللذان يقصفان من قبل سلاح الجو التابع للعدوان السعودي الأميركي .

 

إننا في لبنان اليوم نفتخر بإجماعنا الوطني حول القدس وحول فلسطين

وتابع أننا في لبنان اليوم نفتخر بإجماعنا الوطني حول القدس وحول فلسطين، وحول الموقف من قرار ترامب المدان والمستنكر من قبل جميع اللبنانيين، والمواقف التي أعلنت من قبل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والكتل النيابية والنواب ورئيس الحكومة ومختلف القوى السياسية والمكونات الشعبية وصولا إلى الخطاب المميز لوزير الخارجية في اجتماع الدول العربية في القاهرة وشدد قائلا : نجدد العهد أن نبقى مع فلسطين والقدس ومع المقدسات الإسلامية والمسيحية. نشهد اليوم انتفاضة حقيقية في الروح والفكر والموقف والإرادة والميدان والشارع فيها مسلمون ومسيحيون يتضامنون للدفاع عن المقدسات.

 ولفت إلى  اجتماع حكومة العدو في اليوم الثاني من قرار ترامب وإعلان بناء 14 ألف وحدة سكنية وتغيير الأسماء العربية للشوارع وقال : هذا القرار الأميركي يجب أن نعرف أنه جاء في سياق وليس معزولا، عندما نعود إلى ما قبله سنفهم ماذا جرى في منطقتنا خلال السنوات الماضية، عندما كنا نتحدث عن المشروع الأميركي الصهيوني في تدمير دولنا وشعوبنا وجيوشنا. عام 2011 قلنا لكم أن أميركا التي تدعم الجماعات الإرهابية وفي مقدمها "داعش" هدفها تدمير مجتمعاتنا وتصفية القضية الفلسطينية حتى يأتي يوم ينسى فيه الناس فلسطين.  لكن ستخيب آمالهم. وهذه الخطوة لها ما بعدها، الأميركيون سيقولون أن القدس خارج البحث ويجب إكمال التوسعة في المشروع الأميركي الإسرائيلي.

 

إذا واصلتم الرفض لا ترامب ولا كل العالم بإمكانه أن ينزع المقدسات والقدس منكم

وأهاب بالأمة الإسلامية وقال: على الأمة جمعاء مواجهة المشروع الأمريكي والمسؤولية لا تقع فقط على الشعب الفلسطيني، الصمود هو الحل. إذا رفضتم الخضوع للاملاءات الأميركية وبعض العربية، إذا لم توقعوا على أي مشروع وأصررتم على القدس عاصمة أبدية لفلسطين ورفضتم كل عائلة "أبو ديس" إذا رفضتم ذلك لا ترامب ولا كل العالم بإمكانه أن ينزع المقدسات والقدس. أنتم الأساس في أي موقف. إذا تخليتم سيقال لكل من يريد أن يقف من أجل القدس، هل تريد أن تكون فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين، موقفكم يا شعب فلسطين هو المفتاح لكل المرحلة التاريخية المقبلة وعليكم الرهان وكلنا معنيين أن نكون معكم.

 

الموقف اليوم هو العودة إلى عزل هذا الكيان بالكامل

واستطرد السيد نصر الله القول : بناء على ما تقدم وعلى نتائج هذا القرار أٌول اليوم لقد تمت الحجة الإلهية والعقلية والمنطقية، بعد قرار ترامب على كل أولئك الذي كانوا ومازالوا يراهنون على أميركا وعلى تدخل أميركي لمصلحة الفلسطينيين، تمت الحجة على الذين سلكوا طريق المفاوضات العقيم.  أميركا ليست راعية سلام في فلسطين والمنطقة، أميركا صانعة "إسرائيل" وراعية الإرهاب والاحتلال والتهويد والتهجير والإحراق والتدمير والفتن. أميركا صانعة "داعش" والجماعات التكفيرية، موقف الأمة الوحدوي يجب أن يكون الموت لأميركا. يجب أن تتركز كل الجهود والضغوط بخط عريض على عزل الكيان الصهيوني مجددا. أحاول أن أذهب إلى نقاط واقعية ليس المهم أن نرفع الشعارات، من أهم الردود على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" هو العودة إلى عزل هذا الكيان بالكامل عبر الضغط الشعبي والجماهيري وفي المجالس النيابية والحكومات والأنظمة ومواقع التواصل وعلى بعض النخب المستسلمة، يجب الضغط على الحكومات لقطع العلاقات وإغلاق السفارات الإسرائيلية، ووقف كل أشكال العمل مع الصهاينة عربي أو فلسطيني ومنع أي شكل من أشكال التطبيع وتفعيل عمل المقاطعة.

 

 أي وفد يأتي مطبعا أطردوه واضربوه بالنعال وارجموه بالحجارة لأنه لا يمثل شعبه

وخاطب الفلسطينيين بالقول: أقول لأهل القدس وفلسطين، أي وفد يأتي مطبعا أطردوه واضربوه بالنعال وارجموه بالحجارة لأنه لا يمثل شعبه، ويجب أن تحاسبه حكومته. الضغط السياسي لعزل "إسرائيل" أهم خطوة مطلوبة من السلطة الفلسطينية، قولوا لهم انتهينا من عملية التفاوض والتسوية ما لم يعد ترامب عن قراره هذا.  وأن تعلن جامعة الدول العربية وقمة التعاون الإسلامي وقف عملية السلام.

 

إني لا أتكلم باسم حزب الله بل باسم كل محور المقاومة

ثالثا أن يكون الرد على قرار ترامب انتفاضة، الفلسطينيون دائما كانوا السباقين في المقاومة والمواجهة الشعبية والانتفاضة ومعلمين كبار. الفلسطينيون هم الذين يقرروا ما يجب عليهم أن يفعلوا.  إن أهم رد على قرار ترامب العدواني هو إعلان انتفاضة فلسطينية ثالثة. وعلى كل العالم العربي والإسلامي أن يساندهم. أعلن أني لا أتكلم باسم حزب الله بل باسم كل محور المقاومة. دول محور المقاومة تخرج من محنة السنوات الماضية بالرغم من الجراح والآلام تخرج منتصرة قوية صلبة، هذا المحور يلحق الهزيمة بكل الأدوات التكفيرية، اليوم محور المقاومة سيعود ليكون أولوية اهتمامه وليعطي كل وقته للقدس وفلسطين.

 

أدعو جميع فصائل المقاومة إلى التواصل والتلاقي لوضع موقف لمواجهة العدوان

وأضاف: أدعو جميع فصائل المقاومة في المنطقة وكل الذين يؤمنون بالمقاومة للتواصل والتلاقي لوضع موقف لمواجهة العدوان، لنستعيد القدس ولتبقى القضية، لوضع استراتيجية موحدة للمواجهة، لنواجه جميعا باستراتيجية واحدة وواضحة ولوضع خطة ميدانية وعملانية متكاملة تتوزع فيها الأدوار وتتكامل الجهود في هذه المواجهة الكبرى. نحن في حزب الله سنقوم بمسؤولياتنا كاملة في هذا المجال.

 

ثقوا بمحور المقاومة الذي نقل الأمة من عصر الهزائم إلى عصر الانتصارات

وتابع السيد نصر الله : يجب أن تثقوا بربكم وبوعد الله "إن تنصروا الله ينصركم"، إن نصرنا الله بحضورنا ووحدتنا وتلاقينا وتحملنا المسؤولية وعدم خوفنا وتراجعنا، الله ينصرنا. ثقوا بربكم وأمتكم وبحركات المقاومة وبمحور المقاومة الذي نقل الأمة من عصر الهزائم إلى عصر الانتصارات.

 

 لنجعل القرار الأميركي الأحمق الغاشم بداية النهاية لهذا الكيان الغاصب إلى الأبد

ورأى أن الهدف من هذا القرار هو أن يكون بداية النهاية للقدس وللقضية الفلسطينية مشددا بالقول: لنجعل القرار الأميركي الأحمق الغاشم بداية النهاية لهذا الكيان الغاصب إلى الأبد وليكون شعارنا الموت لـ"إسرائيل". يجب أن نحول الخطر الى انجاز وهذه الهزيمة الدبلوماسية للحكومات العربية أن نحولها إلى انتصار لفلسطين وللمقدسات. نيتناهو أطلق من باريس تهديدات للمقاومة وللبنانيين، هو يريد أن يجعل المسألة سلاح حزب الله وصواريخه. أنا لن أرد عليه ، لان المسار يجب أن يبقى للقدس، العاصمة الابدية التي لن نتخلى عنها، القدس التي يقول عنها الشعب الفلسطيني "للقدس رايحيين شهداء بالملايين.  بكل ثقة ويقين أقول لكم قرار ترامب سيكون بداية النهاية لـ"إسرائيل". هذه وقفتنا وهذا موقفنا والتزامنا والى الأبد. نحن في لبنان بلد المقاومة وبلد التضحيات والشهداء وبلد الانتصارات، بقينا مع فلسطين وسنبقى حتى يصلي المسلمون في المسجد الأقصى والمسيحيون في كنيسة القيامة، ولن نترك فلسطين والقدس والمسجد الأقصى لأنه يمثل العنوان الذي استشهد من أجله الحسين ( عليه السلام) .