تحظى المنظومات الصاروخية المتنقلة بأهمية فائقة في حماية سماء البلاد، نظرا للنمط المتسارع لتطور الأسلحة المضادة للإشعاع، إذ شكل هذا الأمر استراتيجية هامة لدى القوات المسلحة الإيرانية في مجال صناعات الدفاع الجوي، بناء على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية.

وبحسب وكالة مهر للأنباء: تؤدي الأنظمة الدفاعية التي تتشكل من معدات الكشف وتحديد الهوية والأسلحة وقسم التجهيز والاتصالات، دورا هاما للغاية في المواجهات العسكرية. لو تمعّنا بما يحصل أثناء الحروب والمواجهات، نرى أن الأنظمة الدفاعية كانت ولازالت الأكثر أهمية من حيث العمليات التنفيذية والجانب النفسي في تلك المواجهات.

وتشكل أنظمة الدفاع الجوي الأولوية لدى القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية في إيران، إذ إنها تعد الخط الأمامي في جبهة المواجهات، سيما أن القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية سبق وأكد على هذا الأمر قائلا: "أن مقر الدفاع الجوي الإيراني يشكل الخط الأمامي في الدفاع عن البلاد وأنه بمثابة كرامة البلاد وكيانه".

أحد الاستراتيجيات التي طالما أكد عليها القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، في مجال الدفاع الجوي، هو تزويد أنظمة الدفاع الجوي بإمكانية التنقل، ما شكل حافزا هاما لدى القوات المسلحة للتوصل إلى انجازات ملحوظة في تصميم وتطوير الدفاعات الجوية وصنع أنظمة صاروخية متنقلة.

 

1 – منظومة S-200 الصاروخية

أزيح الستار عن النسخة الأولى من منظومة صواريخ S-200 المتنقلة بعد 7 أشهر من إعلان قائد الثورة الإسلامية عن استراتيجية صنع النسخة المتنقلة من صواريخ S-200 عام  2012. هذه الصواريخ هي من ضمن الأنظمة الطويلة المدى والثقيلة الموجودة لدى القوات المسلحة الإيرانية وبإمكانها إصابة الأهداف جوا من على مسافة 250 -300 كم.

تم شراء صواريخ S-200 بعد الانتهاء من الحرب المفروضة على إيران من قبل نظام البعث البائد. يصل طول صواريخ منظومة S-200 إلى 11 مترا ووزنها يعادل 7 أطنان، ورؤوسها قادرة على حمل 217 كغ من المتفجرات.

وتعد عملية تزويد هذه المنظومة المتنقلة (والتي تشمل الرادار ومنظومة السيطرة والتحكم) أمرا معقدا وصعبا كونها ثقيلة، لكن ذلك لم يمنع المتخصصين والمهندسين الإيرانيين من القيام بهذا الأمر. 

 

2- منظومة صواريخ "سوم خرداد" المحلية الصنع

تشتمل هذه المنظومة على جميع الأقسام الأساسية للمنظومات الدفاعية، كالصواريخ وقمرة القيادة والسيطرة ورادار التتبع، إذ يعد ذلك من أهم الميزات لهذه المنظومة.

وتم تثبيت الصواريخ على منصة متحركة والتي هي عبارة عن عجلة ثلاثية الدفع، ما يفضي بخفض مستوى التهديد عند محل إطلاق الصواريخ إلى أدنى حد ممكن ويساعد على تغيير مقر العمليات والاستراتيجية الدفاعية، إذ يتيح ذلك بعدم قدرة العدو على معرفة سناريو العلميات ضده.

وتستطيع هذه المنظومة ملاحقة أربعة أهداف وإطلاق ثمانية صواريخ في آن واحد. نظرا لقدرة التنقل العالية واجتماع كافة الأنظمة على منصة واحدة في هذه المنظومة، فيبدو أنها صنعت لتستخدم ضمن استراتيجية "أطلق-اهرب" .

ومن ميزات هذه المنظومة أيضا هي الصواريخ المستخدمة فيها والتي هي من نوع "طائر 2 ب" ، إذ تشبه كثيرا صواريخ سام-6 (2K12 Kub) ونظام بوك الصاروخي الروسي، بل إنها تتفوق عليه من حيث التصميم الأمثل للأجنحة وزعانف الذيل.

 

3- منظومة "تلاش" الصاروخية

صممت منظومة صواريخ "تلاش" والتي مزودة بصواريخ نوع "صياد"، لملاحقة أهداف ذات مدى بعيد وارتفاع صدام متوسط فما فوقه.

وتشتمل هذه المنظومة على أربعة أقسام وهي: الصاروخ والقاذفة، رادار الاستكشاف والتتبع، قمرة القيادة والسيطرة، قسم المراقبة.

ويعد صاروخ "صياد-3" النسخة الأكثر تطورا من مجموعة صواريخ "صياد" والذي تم تشغيل وحدته الإنتاجية في تموز العام الماضي، إذ يمكن إطلاقه من منصة منظومة "تلاش" الصاروخية وقادر على إصابة الأهداف على الارتفاعات العالية وأيضا الصواريخ الباليستية.

 

4- منظومة "كمين-2" الصاروخية

منظومة كمين-2 هي الأحدث من بين المنظومات الصاروخية الإيرانية المتنقلة وأكثرها تطورا، حيث أزيح عنها الستار خلال الاستعراض العسكري الذي أجري في طهران بيوم الجيش لهذا العام. هذه المنظومة التي هي في الواقع النسخة المتطورة والمتنقلة لمنظومة صواريخ "مرصاد"، قادرة على رصد واستهداف أنواع الطائرات الموجهة وغير الموجهة، على الارتفاعات المنخفضة.

تتشكل منظومة مرصاد الدفاعية من أربعة أقسام وهي: القاذفة، الرادارات الاستكشافية، نظام التتبع البصري وقسم السيطرة والقيادة، وتستطيع رصد الأهداف من على بعد 150 كم وملاحقتها من بعد 80 كم.

تم تزويد منظومة مرصاد بصاروخ "شاهين" الذي قادر على إصابة الأهداف من على بعد 45 حتى 50 كم ومزود بنظام توجيه يسمى "اضرب وانسى".

وتم تثبيت جميع أجزاء ومعدات منظومة مرصاد على منصة قابلة للتنقل، حيث أوجدت منظومة دفاعية متكاملة ومتنقلة سميت "كمين-2".

توجد إلى جانب المنظومات المتنقلة المذكورة في الأعلى، لدى القوات المسلحة الإيرانية العديد من المنظومات الدفاعية الأخرى، كمنظومة "رعد" و"طبس" و"حرز نهم" و"تور ام-1" وما إلى ذلك.

نظرا للنمط المتزايد والمتسارع لتطور الأسلحة المضادة للإشعاعات الذي يشهده عالمنا في المجال الأسلحة الجوية اليوم، تعد إمكانية التنقل من أهم الميزات التي يجب أن تحظى بها أسلحة الاندفاع الجوي، للحفاظ على سماء البلاد والتصدي للهجمات الصاروخية (SEAD)./إنتهى.