رحيل الإمام الخميني: وصال المحبوب وفراق الأحبة

لقد بلّغ الإمام الخميني قولاً ـ ومارس عملياً ـ جميع الأهداف والتطلعات وكل ما كان ينبغي له قوله أو فعله، بل سخر على الصعيد العملي كل وجوده من اجل تحقيق هذه الأهداف. والآن ـ وعلى اعتبار منتصف خرداد عام 1368هـ. (اوائل حزيران 1989م) ـ اعدّ الإمام نفسه للقاء عزيز افنى عمره لكسب رضاه. ولم يحن قامته لغيره ولم تبك عيناه لسواه، وان كل أناشيده العرفانية كانت تحكى ألم فراق المحبوب وبيان تشوقه للحظة وصاله. وها قد زفت الآن لحظة الوصال المؤنسة له والعصيبة لانصاره ومحبيه، فقد كتب في وصيته يقول: "بفؤاد وادع وقلب مطمئن ونفس مبتهجة وضمير يؤمل فضل الله، استودعكم ايها الاخوة والاخوات لأرحل إلى مقري الابدي. وأنا بحاجة مبرمة إلى صالح دعائكم. واسأل الله الرحمن الرحيم أن يقبل عذري في نقص الخدمة وفي القصور والتقصير، وارجو من ابناء الشعب أن يقبلوا عذري في كل نقص وقصور وتقصير. وأن يسيروا قدماً بعزم ومضاء".

وحينما تقف الجماهير المحبة للإمام جنب ضريحه، فإنها تتمتم بهذه العبادات المتواضعة لتجيب سماحته قائلة: أيّها الإمام! عن أي قصور أو تقصير تتحدث؟ فعلى حدّ علمنا وعلم آبائنا، وطبقاً لما رأينا وسمعنا، انك كنت صلاحاً ونوراً وطهراً خالصاً "اشهد أنك قد اقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وجاهدت في الله حق جهاده".

وها هي لحظة وصال المحبوب قد حانت في النصف من خرداد عام 1989م.

قبل ايام معدودة من رحيله، علمت الجماهير بمرض الإمام وما اجري له من عملية جراحية. ان الوضع الروحي للجماهير في تلك الايام يعجز الانسان حقاً عن وصفه، فمراسم الدعاء والتوسل تجري في كل حدب وصوب، في المنازل والحسينيات والتكايا والمساجد وفي مختلف انحاء البلاد، بل في كل مكان من العالم وجد فيه محب للإمام. ولعلك في تلك الايام لا تكاد ترى احداً بمقدوره اخفاء آثار الحزن والغم عن محياه. العيون باكية، والقلوب متعلقة بجماران.. الساعات تمرّ ببطء شديد، وإيران كلها تلهج بالدعاء. الفريق الطبي المشرف على علاج الإمام استنفذ ما في وسعه، غير ان ارادة الله تدفع المقادير باتجاه آخر: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية}.

في تمام الساعة العاشرة وعشرين دقيقة ليلاً، من الثالث عشر من خرداد 1368 (حزيران 1989م) حانت لحظة الوصال. وتوقف القلب الذي اضاء قلوب الملايين بنور الله والمعنوية.

في الأيام التي لازم فيها سماحته فراش المستشفى. وضع محبو الإمام عدسة خفية تصور الإمام في تلك الايام، واثناء العملية الجراحية، ولحظة التحاقه بالرفيق الاعلى. وحينها بثّ التلفزيون الايراني جانباً من حالات الإمام المعنوية والاطمئنان الذي كان عليه، كادت القلوب تتفجر من الشوق، بما يعجز أيّ وصف عن التعبير عنه.

كانت الشفتان في ذكر دائم، وفي آخر ليلة من عمره الشريف وبينما كان عدّة حقن من المواد المغذية موصولة بذراعيه، قام ليلتها يؤدي نافلة الليل ويتلو القرآن. بدت على محياه في الساعات الاخيرة طمأنينة وهدوء ملكوتيان وكان يتمتم بصورة دائمة بالشهادة بوحدانية الله ويقر بالاعتقاد برسالة النبي الأكرم(ص) حتى عرجت روحه العظيمة إلى الملكوت الاعلى. فكانت الرحلة التي خلّفت في القلوب ناراً لا تخمد.

ولما اذيع خبر رحيل الإمام، حدث ما يشبه الزلزال العظيم، فتفجرت الاحزان وانفجرت العيون بالدموع في إيران وفي كل مكان وجد فيه من عرف الإمام ونهل من فيض هدايته. وراح المحبون يلطمون الرؤوس والوجوه، بما تعجز الاقلام، بل يعجز أيّ بيان عن تصوير ابعاد ما حصل، وما تدفق من امواج الاحاسيس والمشاعر المتلاطمة.

ويحق للشعب الايراني وللمسلمين الثوريين، كل هذا النحيب والضجة التي لم يسجل التاريخ نموذجاً يضاهيها بالشدّة والعظمة، إذ انهم فقدوا عزيزاً اعاد لهم عزتهم المهدورة، وكفّ ايدي الملوك الظالمين والناهبين الأميركان والغربيين عن اراضيهم، وأحيا الإسلام وحقق للمسلمين المجد والعزّة، واقام الجمهورية الإسلامية، ووقف بوجه القوى الشيطانية بثبات ليواجه مئات المؤامرات التي استهدفت اسقاط النظام وقلب نظام الحكم وإثارة الفتن في الداخل والخارج طوال عشرة اعوام. كذلك قاد الدفاع المقدس على مدى ثمانية اعوام في جبهة واجه فيها عدواً كان يحظى بشكل صارخ بدعم القوى الشرقية والغربية الكبرى.

لقد فقدت الجماهير قائدها المحبوب ومرجعها الديني والمنادي بالإسلام الاصيل.. ربما يقف أولئك العاجزون عن درك واستيعاب هذه المفاهيم، حيارى وهم يشاهدون حال الجماهير ـ التي عرضتها الافلام التلفزيونية ـ اثناء مراسم توديع وتشييع ودفن الجثمان الطاهر للإمام الخميني، ولعلهم يصابون بالدهشة إذا ما سمعوا بوفاة العشرات الذين لم يتمكنوا من تحمل ثقل الصدمة، فتوقفت قلوبهم عن العمل، أو بسقوط العشرات الآخرين مغشياً عليهم من شدّة الحزن وتناقلتهم الايدي فوق رؤوس أمواج هائلة من البشر لينقلوا إلى المستشفيات.. إلى غير ذلك..

بيد أن أولئك الذين يعرفون معنى الحب والذين امتحنت قلوبهم لذته، يرون كل ذلك امراً طبيعياً، والحق ان الجماهير الايرانية كانت محبة للإمام الخميني، وما أجمل الشعار الذي رفع في الذكرى السنوية لوفاته "حب الخميني حب لكلّ ما هو جميل".

في الرابع من حزيران 1989م، عقد مجلس خبراء القيادة جلسته الرسمية، وبعد ان تليت وصية الإمام الخميني من قبل آية الله العظمى الخامنئي ـ وقد استغرق قراءتها ساعتين ونصف الساعة ـ ابتدأ البحث والتشاور حول تعيين من يحلّ محل الإمام الخميني ليكون قائداً للثورة الإسلامية، وبعد ساعات من البحث والنقاش تمّ وبالاجماع ترشيح آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (رئيس الجمهورية آنذاك) لتسنم هذا الموقع الخطير. وآية الله العظمى الخامنئي هو احد طلاب الإمام الخميني ـ سلام الله عليه ـ ومن الوجوه البارزة في الثورة الإسلامية، ومن انصار انتفاضة الخامس من حزيران، وقف جنباً إلى جنب سائر انصار الثورة حاملاً روحه في راحتيه طوال فترة نهضة الإمام وفي جميع الحوادث التي شهدتها الثورة.

سنوات عديدة والغربيون وعملاؤهم في الداخل كانوا يؤملون انفسهم بأيام ما بعد رحيل الإمام الخميني، بعد أن يئسوا من الحاق الهزيمة بالإمام في حياته. لكنّ وعي الشعب الإيراني وسرعة مجلس خبراء القيادة في اختيار الشخص المناسب للقيادة، ودعم انصار الإمام لذلك، بدد آمال اعداء الثورة، ولم يخب املهم في ان تكون وفاة الإمام نهاية نهجه فحسب، بل ان عصر الإمام الخميني ـ في الحقيقة ـ ابتدأ على نطاق أوسع من السابق بعد وفاته. وهل يموت الفكر والصلاح والمعنوية والحقيقة؟

في يوم وليلة الخامس من حزيران 1989م تجمع الملايين من ابناء طهران والمعزون من ابناء المدن والقرى، في مصلى طهران الكبير ليلقوا النظرة الأخيرة على الجثمان الطاهر لرجل اعاد بنهضته وثورته سيادة القيم والكرامة في عصر الظلم الاسود، وفجر في الدنيا نهضة التوجه إلى الله والعودة إلى الفطرة الإنسانية.

لم يكن ثمة ايّ مظهر من مظاهر المراسم التشريفاتية عديمة الروح. كل شيء كان جماهيرياً تعبوياً وعشقياً. وكان جثمان الإمام الموشح بالقماش الاخضر موضوعاً على دكة عالية يضيء كدرّة نفيسة ويتحلق حوله الملايين من اصحاب العزاء. وكان كل واحد من ذلك الجمع الغفير يتمتم بحزن مع إمامه الفقيد ويذرف الدموع. امتلأ المكان والطرق السريعة المؤدية إلى المصلى بالجماهير الموشحة بالسواد. ورفعت اعلام العزاء على الابواب والجدران، وانطلق صوت القرآن يدوي من مآذن المساجد والمراكز والدوائر والمنازل. وما ان هبط الليل حتى اوقتدت الشموع تذكيراً بالمشعل الذي أوقده الإمام، واضاءت منطقة المصلى وما حولها. تحلقت العوائل المفجوعة حول شموعها وهي ترنوا إلى المرتفع النوراني الذي رقد فيه إمامهم المحبوب.

لقد احالت صرخات "يا حسين" التي كانت تنطلق من التعبويين الذين شعروا باليتم، المكان إلى عاشوراء جديدة. هل حقاً ان هذا الصوت الرباني لم يعد ينطلق من حسينية جمران؟.. بقيت الجموع المفجوعة تندب فقيدها حتى الصباح.

وفي الساعات الاولى من يوم السادس من حزيران، ادّت الملايين الصلاة على جثمانه الطاهر بإمامه آية الله العظمى الكلبايكاني.

ان عظمة الموقف الحماسي الذي جسدته الحشود المليونية التي هبت لاستقبال الإمام الخميني في الثاني عشر من بهمن عام 1357ش (الأول من شباط عام 1979م)، وتكراره ثانية وبنحو اكثر ابهة وعظمة في مراسم تشييع جثمان الإمام الطاهر؛ لهي حقاً من عجائب التاريخ. لقد قدرت وكالات الأنباء العالمية الرسمية عام 1979 عدد الذين جاءوا لاستقبال الإمام بستة ملايين شخص. اما الذين شاركوا في مراسم التشييع فقد قدروا بتسعة ملايين شخص. هذا في وقت تضافرت جهود البلدان الغربية والشرقية خلال الاحدى عشرة سنة من قيادة الإمام في تصعيد عدائها للجمهورية الإسلامية وفرض عليها حرب الثماني سنوات ومئات المؤامرات والدسائس الاخرى، وجرعوا ابناء الشعب الايراني معاناة ومعضلات كثيرة، وأفقدوه اعزة لا يحصون في هذا الطريق. ومن الطبيعي كان ينبغي ان يتعب ابناء الشعب ويفتر حماسهم تجاه ثورتهم، إلاّ ان ذلك لم يتحقق مطلقاً. ان الجيل الذي تربى في مدرسة الإمام الخميني كان قد آمن تماماً بمقولة الإمام هذه التي يقول فها: "ان القدرة على تحمل المعاناة والآلام والتضحيات والحرمان، تتناسب مع عظمة الهدف وقيمته وسموه".

بدأت مراسم التشييع، فانطلقت الجموع الغفيرة من مصلى طهران إلى مرقد الإمام جوار مقبرة جنة الزهراء (مزار الشهداء)، وضجّت الجموع اطفالاً ونساءً ورجالاً وكأن أرواحهم تزهق من ابدانهم. مرت ساعات دون ان يتمكن الجمع من الحركة، بسبب تدفق الاحاسيس والمشاعر التي يصعب التحكم بها. مما اضطر المسؤولين إلى حمل الجثمان الطاهر بطائرة سمتية لينقل إلى مثواه الاخير.

ومع انهم كانوا قد وضعوا حواجز عالية للحيلولة دون ازدحام المعزّين في محل الدفن، إلا أنّه ما ان حطت الطائرة على الارض، حتى اضطرب كل شيء. فقد تأججت نار الفراق في القلوب، وفجر الاحساس بالفراق الحزن والغضب إلى درجة جعلت كل جهود الملكفين باتمام عملية الدفن تذهب سدى. وكان التلفزيون ينقل الوقائع في بث حيّ. وبصعوبة بالغة تمّ استرداد الجثمان من ايدي الجماهير، واعيد إلى الطائرة وحمل من جديد نحو حسينية جماران.

إنّ اولئك القابعين في الغرب، أو في ظل رؤيتهم الغربية، ممن يرون الحياة عبارة عن نافذة تطل على المال واللذة، وقد نسوا في صخب الحياة الآلية والاصالة والحب الحقيقي والقيم، لا يمكنهم ان يدركوا ابعاد ما يشاهدونه من صور تدفين جثمان الإمام الطاهر.

فلو سمح التضليل والتحريف ونعيق الاعلام المسموم لاعداء الحقيقة، بأن يطلع هؤلاء على وصية الإمام فحسب، أو خطاب من خطاباته، بنحو يتجردون فيه عن الخلفيات المسبقة، وبوحي من الانصاف والفطرة والوجدان، فانهم لا شك سوف يغيرون نظرتهم.

بعد ان تعذر اتمام مراسم الدفن نتيجة لتدفق مشاعر المعزين، أعلنت الإذاعة وعبر بيان رسمي عن تأجيل المراسم إلى اشعار آخر. غير ان المسؤولين كانوا على يقين من ان مرور الوقت سيضاعف أعداد الوافدين من عشاق الإمام من المدن والقرى البعيدة، لذا اضطروا إلى إتمام الدفن في عصر ذلك اليوم متحملين اشد المعاناة والصعوبات البالغة. وقد نقلت بعض وكالات الأنباء جانباً من تلك المراسم.

إن عشرات المجلدات التي ضمت القصائد الشعرية التي نظمها الإيرانيون وغير الإيرانيين. والتي تمّ جمعها ونشرها فيما بعد، تعدّ بحدّ ذاتها تعبيراً عن طبيعة العواطف الجماهيرية التي تفجرت في تلك الأيام. وكان من بينها ما عدّ من أمهات القصائد ومن أروع الملاحم الشعرية في الأدب الفارسي.

ومن يومها أخذت تقام مراسم العزاء في الرابع من حزيران من كل عام ـ حتى تاريخ كتابة هذه السطور ـ بالعظمة والأبهة نفسها التي أقيمت بها في السنة الأولى.

وبهمّة عشاق الإمام تمّ تشييد مبنى حوله ضريحه المقدس بسرعة لا تصدق، كتعبير عن نوع من وفاء الامة الإسلامية لهذا القائد المعنوي العظيم، وترجمة لخلوده الأبدي، وأضحى مزاره الشريف ـ خصوصاً في المناسبات الدينية ـ ملتقى أحبائه وزواره من أنحاء إيران ومن سائر البلدان. وراحت الراية الحمراء التي ترفرف فوق قبة ضريحه تعيد إلى الأذهان الراية الحمراء لقبة سيد الشهداء الحسين بن علي (ع) وتذكر بان النهضة العاشورائية للإمام الخميني ايضاً ـ كما هو حال الثورة الحسينية ـ ستدفق دماء العزّة والإنسانية والاستقامة على دين الله في عروق المسلمين الغيارى على مرّ التاريخ.

وهكذا أضحى رحيل الإمام، كما كانت حياته، منشأ للصحوة والنهضة، وخلد نهجه وذكراه. لأنه كان حقيقة، والحقيقة خالدة ما خلد الدهر.

لقد كان سماحته تجليّاً من تجليات "الكوثر". وان كوثر الولاية متدفق ابداً على مر العصور والأزمان؛ وستبقى حكاية هذا العبد الصالح خالدة خلود الدهر.

والسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً.

 

مؤلفات الإمام الخميني

ترك الإمام الخميني عشرات الكتب والمصنفات القيّمة في البحوث الأخلاقية والعرفانية، والفقهية، والأصولية، والفلسفية، والسياسية، والاجتماعية، وان الكثير منها لم ير النور حتى الآن. ومما يؤسف له أن عدداً من رسائله ومؤلفاته النفيسة فقدت أثناء الانتقال من منزل مستأجر إلى آخر، وخلال مداهمات أزلام السافاك المتكررة لمنزله ومكتبته الشخصية.

كان الإمام يمتلك خطاً جميلاً، وكان يتبع في تأليفاته قواعد التصنيف القديمة، والنظم في الكتابة ويتجنب الإطالة.. أن أسلوبه النثري واستخدام المحسنات البديعة والإبداع في التراكيب والأساليب المحببة، التي كانت تتجلى في بياناته السياسية والدينية، أحدثت تحولاً في الأدبيات الدينية والسياسية في إيران، وان المفردات والتركيبات الخاصة بالإمام أصبحت اليوم متداولة الاستعمال في المتون الأدبية الفارسية بل حتى في عرف المحاورات العامة لدى الشعب الإيراني. ومما يذكر أن بعض مؤلفات الإمام وتناسباً مع موضوعها التخصصي (الفقه، الأصول والعرفان) كتب أساسا باللغة العربية، كما أن بعضها كتب باللغة الفارسية.

وإضافة إلى المؤلفات العلمية، كان لدى الإمام عدد من الرسائل العلمية لبعض المفكرين تعد نسخاً خطية فريدةً، قام سماحته بإعادة كتابتها بخط جميل.

كتب بعض مؤلفات الإمام الخميني بأسلوب وبطريقة تخصصية بحتة، بحيث يتعذر فهم متونها وموضوعاتها دون الاستعانة بشرح أو تفسير أساتذة ذلك العلم. وبعضها الآخر كتب بأسلوب بسيط.

نورد فيما يلي تعريفاً بأسماء مؤلفات الإمام الخميني وتصانيفه تبعاً لتاريخ كتابتها. وبطبيعة الحال ان التعريف بأيّ واحد من هذه المصنفات يتطلب بحثاً مستقلاً، وقد تمّ بالفعل انجاز الكثير من ذلك عبر مقالات وكتب كثير نحيل القارئ إليها إذا ما رغب في المزيد.

 

1 ـ شرح دعاء السَحَر:

كتاب يضم مسائل عرفانية وفلسفية وكلامية عميقة، اعتمد فيه الإمام الآيات القرآنية وروايات أهل بيت العصمة (ع) في شرح دعاء المباهلة المعروف بدعاء السحر. كتبه باللغة العربية عام 1347هـ.

 

2 ـ شرح حديث رأس الجالوت:

شرح لحديث رأس الجالوت (احتجاجات الإمام الرضا (ع) على أصحاب الأديان المختلفة، من جملتها احتجاجاته على اليهود في قضية رأس الجالوت. كتبه الإمام عام 1348هـ (1929م).

 

3 ـ حاشية الإمام على شرح حديث رأس الجالوت:

إضافة إلى الشرح الذي كتبه الإمام للحديث المذكور وطبع في كتاب مستقل؛ كتب سماحته تعليقاً على شرح المرحوم القاضي سعيد القمي (من عرفاء القرن الحادي عشر) للحديث.

 

4 ـ الحاشية على شرح الفوائد الرضوية:

في هذا الأثر العرفاني، كتب الإمام الخميني آراءه على شكل حاشية لكتاب شرح الفوائد الرضوية للمرحوم القاضي سعيد القمي.

 

5 ـ شرح حديث جنود العقل والجهل:

اثر نفيس في علم الأخلاق، يضم آراء الإمام الكلامية والأخلاقية والعرفانية بأسلوب واضح، وبذلك أتاح سماحته الفرصة لقطاع أوسع من الجماهير للاستفادة منه، كما هي الحال مع كتاب شرح الأربعين حديث.

 

6 ـ مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية:

يعتبر هذا الكتاب من اعمق والمع تصانيف العرفان الإسلامي في عصرنا الحاضر. فرغ الإمام من تأليفه عام 1349هـ (1930م) وهو في سن الثامنة والعشرين من عمره.

 

7 ـ الحاشية على شرح فصوص الحكم:

كتاب فصوص الحكم، من تأليف الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي ـ من عرفاء العالم الإسلامي الكبار ـ وقد حظي بشروح عديدة، يعدّ أفضلها شرح القيصري. كتب الإمام الخميني عام 1355هـ، حاشية باللغة العربية على شرح فصوص الحكم للقيصري، وهي توضح مدى إحاطة الإمام بآراء أساطين العرفان، نظير الشيخ الأكبر، والقونوي الملا عبد الرزاق الكاشاني، والفرغاني، والعراقي والقيصري.

 

8 ـ الحاشية على مصباح الإنس:

كتاب "مصباح الإنس بين المعقول والمشهود"، شرح كتبه محمد بن حمزة بن محمد الغفاري على كتاب (مفتاح الغيب) لأبي المعالي محمد بن إسحاق القونوي (من تلامذة محي الدين بن عربي البارزين) الذي تناول موضوع العرفان النظري. وقد كتب الإمام الخميني آراءه ونقده العلمي على الكتاب بشكل حاشية استوعبت ثلث الكتاب وذلك عام 1355هـ (1936م).

 

9 ـ شرح الاربعين حديثاً:

"الأربعين حديثاً" أو "شرح الأربعين حديثاً" احد الآثار الأخلاقية والعرفانية النفيسة للإمام الخميني، كتبه باللغة الفارسية عم 1358هـ، ضم الكتاب أربعين حديثاً من أحاديث الأئمة الأطهار التي وردت في الكتاب الشريف "أصول الكافي" (الأحاديث الأربعة والثلاثين الأولى عدا الحديث 11 في المسائل الأخلاقية، والأحاديث الستة الأخيرة في المسائل الاعتقادية) تم شرحها بصورة مبسطة وبأسلوب أدبي مؤثر.

 

10 ـ سرّ الصلاة (صلاة العارفين ومعراج السالكين):

كتاب عرفاني عميق، كتبه سماحة الإمام باللغة الفارسية في بيان الأسرار المعنوية والعرفانية للصلاة وقد اتمه عام 1358هـ (1942م). ويمكن التعرف على مدى إحاطة الإمام الخميني بالعرفان النظري وطيّه مراتب العرافان العملي، من خلال بحوث هذا الكتاب العميقة والكتب التي مرّ ذكرها.

 

11 ـ آداب الصلاة:

صنف سماحته هذا الكتاب عام 1361هـ (1942م) بعيد تأليف كتاب سرّ الصلاة. وكتب سماحته في أول الكتاب يقول: "قبل فترة قمت بتحرير رسالة.. ولأن الرسالة لا تناسب حال العامة قررت تأليف رسالة أخرى لشرح الآداب القلبية لهذا المعراج الروحاني".

فهو إذن شرح مفصل لآداب الصلاة وأسرارها المعنوية، والكتاب حافل بالموضوعات الأخلاقية والعرفانية، وقد كتبه الإمام باللغة الفارسية.

 

12 ـ رسالة لقاء الله:

رسالة موجزة كتبت باللغة الفارسية وتناولت المسائل العرفانية.

 

13 ـ الحاشية على الأسفار:

قام الإمام الخميني طوال سنوات عديدة في قم، بتدريس كتاب (الأسفار الأربعة) للفيلسوف الشهير صدر المتألهين، وعلق على بحوثه إلاّ أننا للأسف لم نعثر حتى الآن على نسخة من تعليقاته هذه.

 

14 ـ كشف الأسرار:

هو كتاب سياسي عقائدي اجتماعي، كتبه سماحته عام 1364هـ (1944م)، أي بعد عامين من عزل رضاخان عن السلطة؛ ردّ فيه على ما اثاره احد الوهابيين من شبهات وتهم باطلة ضد الدين والعلماء في كتابه "اسرار هزار ساله"، وقد برهن الإمام في كتابه هذا استناداً للحقائق التاريخية، وضمن استعراض ونقد آراء فلاسفة اليونان القديمة، على أن فلاسفة الإسلام وفلاسفة الغرب المعاصرين، اكدوا على احقية التشيع والدور الفاعل البناء لعلماء الإسلام.

وتناول الكتاب فكرة الحكومة الإسلامية وولاية الفقيه في عصر الغيبة، وفضح السياسات المعادية للدين التي مارسها رضاخان ومن لف لفه في البلدان الإسلامية آنذاك.

 

15 ـ أنوار الهداية في التعليقة على الكفاية:

كتاب يتناول المباحث العقلية في علم أصول الفقه، كتبه الإمام الخميني باللغة العربية بصورة حاشية على كتاب كفاية الأصول لآية الله العظمى الآخوند الخراساني (ره) وقد انتهى من تأليفه عام 1368هـ (1949م). يعكس الكتاب ـ مع كتاب (منهاج الوصول) والرسائل المستقلة للإمام الخميني في المسائل الأصولية ـ إلى حدٍّ كبير آراء الإمام الخميني ومدرسته الأصولية.

 

16 ـ بدائع الدرر في قاعدة نفي الضرر:

رسالة تحقيقية اجتهادية كتبها الإمام باللغة العربية حول (قاعدة لا ضرر) التي تعتبر من القواعد الفقهية المهمة. أتم تأليفها في غرّة جمادى الأولى عام 1368هـ (1950م).

 

17 ـ رسالة الاستصحاب:

رسالة اجتهادية مفصلة كتبها سماحته باللغة العربية حول بحث "الاستصحاب" الذي يعدّ من البحوث البالغة الأهمية في علم أصول الفقه. أتم تأليفها عام 1370هـ (1951م).

 

18 ـ رسالة في التعادل والتراجيح:

كتبت هذه الرسالة عام 1370هـ (1951م). والتعادل والتراجيح من البحوث التكميلية في علم أصول الفقه التي تدور حول الملاك في انتخاب الدليل إذا ما تعارضت الأدلة.

 

19 ـ رسالة الاجتهاد والتقليد:

الاجتهاد والتقليد ايضاً من البحوث التكميلية والمهمة في علم أصول الفقه. وقد استدل الإمام الخميني في هذه الرسالة الاجتهادية على آرائه. كتبت هذه الرسالة عام 1370هـ.

 

20 ـ مناهج الوصول إلى علم الأصول:

كتاب تحقيقي واجتهادي في مباحث ألفاظ علم أصول الفقه، كتبه الإمام باللغة العربية بعد عام 1370هـ (1951م) وصدر في مجلدين لأول مرة عام 1993م مع تعليقات وفهارس ومقدمة كتبها آية الله فاضل اللنكراني.

 

21 ـ رسالة في الطلب والإرادة:

كتاب أصولي فلسفي وعرفاني، أتم الإمام الخميني تأليفه باللغة العربية عام 1371هـ (1952م).

 

22 ـ رسالة في التقيّة:

رسالة فقهية واجتهادية كتبها الإمام باللغة العربية في بحث "التقية" عام 1372هـ (1953م) وبرهن فيها على أن فلسفة وجوب التقية إنما تدور حول حفظ الدين لا محوه.

 

23 ـ رسالة في قاعدة من ملك:

رسالة اجتهادية في القاعدة الفقهية الموسومة بـ "قاعدة من ملك" وقد ذكرها مؤلف كتاب آثار الحجة (المطبوع سنة 1373هـ 1954م).

 

24 ـ رسالة في تعيين الفجر في الليالي المقمرة:

رسالة فقهية استدلالية في بيان كيفية تعيين طلوع الفجر في "الليالي المقمرة".

 

25 ـ كتاب الطهارة:

كتاب يشتمل على بحوث بشأن "الطهارة" ـ وهو من أبواب الفقه ـ وقد كتبه الإمام الخميني باللغة العربية بين عامي 1373و 1377هـ (1954 و1958م) بأسلوب فقهي استدلالي واجتهادي. يقع الكتاب في أربعة مجلدات.

 

26 ـ تعليقة على العروة الوثقى:

حاشية الإمام الخميني على مسائل كتاب " العروة الوثقى" (كتاب آية الله العظمى السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي الشهير) كتبها عام 1375هـ (1956م) ويتضمن الكتاب فتاوى الإمام الفقهية في أبواب الفقه المختلفة.

 

27 ـ المكاسب المحرّمة:

بحوث اجتهادية في الفقه الاستدلالي تتناول أنواع المكاسب المحرمة والمسائل المتعلقة بهذا الأمر، كتبها الإمام الخميني في الفترة ما بين عامي 1377 ـ 1380هـ (1956 و1961م) باللغة العربية، ويضم الكتاب بحوثاً طريفة حول حكم الموسيقى والغناء والرسم والنحت.

 

28 ـ تعليقة على وسيلة النجاة:

حاشية كتبها الإمام الخميني على كتاب وسيلة النجاة (الرسالة العملية لآية الله العظمى السيد أبي الحسن الاصفهاني)، وقد تضمنت فتاواه الفقهية على مسائل وسيلة النجاة.

 

29 ـ رسالة نجاة العباد:

رسالة ضمت فتاوى الإمام الخميني في الأحكام الفقهية، كتبها باللغة الفارسية. 30 ـ الحاشية على رسالة الإرث:

حاشية كتبها الإمام الخميني على (رسالة الإرث) للمرحوم الحاج ملا هاشم الخراساني (صاحب كتاب "منتخب التواريخ")، تضمنت فتاواه الفقهية في أحكام الإرث.

 

31 ـ تقريرات درس الأصول لآية الله العظمى البروجردي:

كتب الإمام الخميني في هذا الكتاب تقريراته عن دروس الأصول التي حضرها عند آية الله البروجردي، باللغة العربية.

 

32 ـ تحرير الوسيلة:

كتاب يضم فتاوى الإمام الخميني، كتبه باللغة العربية أثناء وجوده في منفاه الأول ـ تركيا ـ بين عامي 1964 و1965م.

 

33 ـ كتاب البيع:

اثر نفيس في الفقه الاستدلالي يتناول الأبواب المختلفة المتعلقة بالبيع والتجارة، كتبه سماحته في الفترة ما بين عامي 1380 و1396هـ (1961 و1976م) في النجف الاشرف.

 

34 ـ الحكومة الإسلامية أو ولاية الفقيه:

طبع قبل وبعد انتصار الثورة عدّة مرات باللغة العربية والفارسية. يضم الكتاب آراء الإمام الاجتهادية حول مبدأ الحكومة الإسلامية، وعدم إمكانية الفصل بين الدين والسياسية، وولاية الفقيه في زمن الغيبة، وهو في الأصل دروس ألقاها الإمام على طلبته في النجف الاشرف عام 1969م.

 

35 ـ كتاب الخلل في الصلاة:

كتاب ضم آراء الإمام الخميني الاجتهادية والاستدلالية حول بحث الأحكام الفقهية بشأن الخلل في الصلاة. كتبه الإمام باللغة العربية في السنوات الأخيرة من إقامته في النجف الاشرف.

 

36 ـ الجهاد الأكبر أو (جهاد النفس):

دروس للإمام الخميني حول ضرورة وأهمية تهذيب النفس، ألقاها في النجف الاشرف.

 

في ذات الوقت الذي تميزت هذه الرسالة بالاختصار، حوت من المسائل الأخلاقية والتربوية والسياسية الكثير.

 

37 ـ تقريرات دروس الإمام الخميني:

إضافة إلى مؤلفات الإمام الخميني في بحوث الفقه والأصول، كتبت العديد من التقريرات عن دروسه من قبل طلابه.

 

38 ـ توضيح المسائل (رسالة عملية):

كتاب يضم فتاوى الإمام الخميني في أبواب الفقه المختلفة، كتبه سماحته باللغة الفارسية ليكون رسالة عملية ينتفع بها مقلدوه.

 

39 ـ مناسك الحج:

فتاوى الإمام الخميني حول أعمال ومناسك الحج.

 

40 ـ تفسير سورة الحمد:

تفسير عرفاني لفاتحة الكتابة (سورة الحمد المباركة)، وهو في الأصل محاضرات ألقاها الإمام الخميني عام 1980.

 

41 ـ استفتاءات:

مجموعة من فتاوى الإمام الخميني ردّ بها على أسئلة المسلمين الشرعية في الأبواب الفقهية المختلفة خصوصاً المسائل المستحدثة.

 

42 ـ ديوان شعر:

نظم الإمام الخميني منذ شبابه العديد من القصائد الشعرية العرفانية والسياسية والاجتماعية، غير أن القسم الأعظم منها فقد أثناء الانتقال من منزل إلى منزل، أو نتيجة مداهمة شرطة السافاك لمنزله ومصادرتها لبعض محتويات مكتبته الشخصية. كما فقد بعضها الآخر لأسباب أخرى. هذا وكانت للإمام قصائد عديدة نظمها بعد انتصار الثورة في قوالب شعرية مختلفة منها الغزل والرباعي، وغيره.

جمعت قصائد الإمام الأخيرة وبعض ما تبقى من القصائد القديمة ونشرت في كتاب مستقل أطلق عليه اسم "ديوان الإمام". وقبل نشر هذا الكتاب، كانت بعض قصائد الإمام قد نشرت في كتب مستقلة حملت عناوين "طريق العشق" و"مستودع الأسرار" و"نقطة عطف" و"كأس الحب".

ويجد القارئ في مقدمة الديوان معلومات وافية حول أسلوب الإمام وطريقته في نظم أشعاره وتواريخ نظم قصائده. كذلك خصص ملحق الديوان للحديث عن المعالم الفنية والأدبية لتلك القائد أو الأشعار.

 

43 ـ الرسائل العرفانية:

كتب الإمام الخميني عدّة رسائل إلى اهل بيته وارحامه، ضمّنها بعض الإشارات الأخلاقية والعرفانية والتربوية، نجد نماذج منها في كتب "مستودع الأسرار" و"طريق العشق" و"نقطة عطف".

 

44 ـ الوصيّة السياسية الإلهيّة:

إن أحد أكثر بيانات الإمام الخميني خلوداً ـ والذي خاطب بها الأجيال الحاضرة واللاحقة ـ هو ما تضمنته وصيته السياسية الإلهيّة. إذ عرض الإمام فيها، ضمن توضيحه لعقائده الحقّة، أهم آرائه وإرشاداته بشأن القضايا السياسية والاجتماعية في المجتمعات الإسلامية والمجتمع البشري عموماً، في قالب من التحليلات الوثائقية والنصائح المشفقة.

 

45 ـ البيانات، والأحاديث، واللقاءات، والأحكام والرسائل (الأعمال الكاملة السياسية والاجتماعية للإمام الخميني):

فضلاً عن الكتب التي أصدرها الإمام الخميني مثل "كشف الأسرار" و"الحكومة الإسلامية" و"الوصية السياسية الإلهية"، تطرق سماحته إلى الكثير من آرائه وتوجيهاته السياسية والاجتماعية والدينية، ضمن مئات الخطب والأحاديث والكلمات والأحكام والرسائل، على مدى سنوات الجهاد والفترة التي تلت انتصار الثورة الإسلامية، وقد صدرت هذه التوجيهات بصور وعناوين مختلفة.

وتعتبر "صحيفة النور" المؤلفة من 22 مجلداً (ومجلد آخر كمفتاح للصحيفة) اشمل كتاب تمّ نشره حتى الآن. إذ درج فيه معظم ما صدر عن الإمام طبقاً لتتابعه الزمني، وطبيعي أن هناك الكثير من الآثار والرسائل والبيانات والأحكام الصادرة عنه لم تطبع في هذه الدورة، وهي بحد ذاتها تؤلف عدّة مجلدات أخرى.

ويوجد في الوقت الحاضر في أرشيف مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني (قده) 1126 خطبة، وما ينيف عن 470 حكماً، و367 رسالة موجهة إلى شخصيات سياسية ودينية خارج البلاد و420 رسالة موجهة إلى شخصيات إيرانية دينية وسياسية. واكثر من 350 بياناً، تعمل المؤسسة على إعدادها للنشر مع شروح وتوضيحات، على مراحل في يكتاب أطلق عليه اسم "الكوثر". ضمت كل من: الكوثر "خلاصة بيانات الإمام منذ البدء وحتى الوفاة" وتقع في مجلدين. والكوثر شرح وقائع الثورة الإسلامية منذ انطلاقتها وحتى انتصارها في شباط 1979م.