أشار رئيس "لقاء علماء صور ومنطقتها" إلى خروج الثورة الإسلامية منتصرة من مواجهة مؤامرات الاستكبار طيلة الأربعين سنة الماضية وقال: إن صمود الجمهورية الإسلامية في مواجهة قوى الاستكبار أنتج انتصارات محور المقاومة.

وأكد رئيس "لقاء علماء صور ومنطقتها" الشيخ علي ياسين بان الإمام الخميني كان شخصية إلهية كما أن ثورته أيضا كانت ثورة إلهية فما كان لله ينمو. فهذه الثورة المباركة التي أحيت الأمل في نفوس جميع المستضعفين والمحرومين على وجه الأرض خاصة من المسلمين الذين يعانون من ظلم قوى الاستكبار. والحمد لله خرجت هذه الثورة منتصرة في مواجهة مؤامرات الاستكبار كالحرب التي شنتّها العراق ضد إيران والحصار الذي افترض عليها طوال العقود الماضية. وكان هذا الانتصار بفضل الله تعالى والعمل له سبحانه فلم تهن الثورة الإسلامية ولم تستكن في مواجهة الدول العظمى واعتمدت على الله تعالى ونحن على يقين بأنها ستنجح في مواجهة العقوبات الأميركية كما نجحت في مواجهة باقي المؤامرات التي طالت هذه الثورة إلا أنها انتصرت في ظل إخلاصها وإعداد قادتها كما أصبحت محور المقاومة قوية ومنيعة من خلال دعم الجمهورية الإسلامية في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين.

وأضاف الشيخ علي ياسين أن صمود الجمهورية الإسلامية في مواجهة كل المؤامرات ودعهما لمحور المقاومة في مجابهة قوى الاستكبار أنتجت الانتصارات التي شاهدناها في سوريا والمنطقة. وكان عودة بعض السفارات العربية إلى دمشق في عداد هذه الانتصارات والتي تهدف إلى حصول تلك الدول إلى بعض الأدوار في الملف السوري كإعادة الاعمار ولكن صمود محور المقاومة ودعم الجمهورية الإسلامية لسوريا سيحولان دون تحقق أهداف تلك الدول.

وشدّد رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها على أن قادة العرب ليس أمرهم بيدهم لأنهم صنيعة دول الاستكبار ففي زمن الشاه المقبور بالرغم من انه كان ضد القضية الفلسطينية إلا أن حكام العرب كانوا في علاقات جيدة معه. فعند الانتصار الثورة الإسلامية ومجيء الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه إلى طهران طرد السفير اليهودي وأسس سفارة لفلسطين. فالإمام الخميني ينطلق مشروعه من الإسلام المحمدي الأصيل ولكن قادة العرب أولئك ينطلقون من الإسلام الأمريكي فشتّان ما بينهما. فالقضية الفلسطينية هي قضية إسلامية بعيدة عن حكام العرب الذين يعملون لدنياهم فهناك فرق بين من يعمل لدنياه ومن يعمل لآخرته. فلا يمكن المقارنة بين دعم الجمهورية الإسلامية للقضية الفلسطينية والذين يعملون على إنشاء علاقات مع الكيان الصهيوني ويمضون في التطبيع مع هذا الكيان الغاصب.

وصرح الشيخ علي ياسين بان منطلق الجمهورية الإسلامية هو منطلق إسلامي حرّ من صميم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فحكام العرب وان كانوا بالظاهر مسلمين إلا أنهم يعملون وفق إرادة الولايات المتحدة الاميريكة فتوحي إليهم وفقا لما تتّخذ من المواقف في العالم الإسلامي بهدف بثّ التفرقة بين المسلمين والسيطرة عليهم. فالجمهورية الإسلامية هي مصدر قوة للإسلام والمسلمين لأنها تنطلق من منطلق شرعي وان قائدها الإمام الخميني عمل على وحدة المسلمين ودعم حقوقهم كما نرى في القضية الفلسطينية وانه رضوان الله عليه كان يمضي بقول أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام حين قال في وصية لمالك الاشتر حول طريقة التعامل مع الناس بأنهم صِنفانِ: "إما أخ لك فی الدّين، أو نظير لك فی الخلق". فالإمام الخميني عمل طوال حياته على وحدة المسلمين وباقي الشعوب أيضا. ولكن إذا فقد الحاكم الإسلامي إرادته وجعلها في خدمة مآرب قوى الاستكبار العالمي فانه راح يعمل على التفرقة بين المسلمين كما نرى حكام السعودية وغيرهم من الحكام الذين يلعبون في المحور السعودي في المنطقة.

جدير بالذكر أن مركزية الصراع العربي الصهيوني قد تآكلت من وجهة نظر الحكومات العربية بشكل تدريجي إلى حصر الصراع بين الفلسطينيين والصهاينة ما أدى إلى استبعاد الصراع من قائمة أولويات السياسات الخارجية للأنظمة العربية التي تراجع موقفها في تبني قرارات أو مواقف حازمة ردا على مواقف الدول الأخرى، مثل الموقف من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده إليها كما أن تجاهل القضية الفلسطينية من قبل تلك الأنظمة أدّت إلى بثّ التفرقة بذريعة المواجهة مع ما يسمّى ب"الخطر الإيراني" في المنطقة.

فمنذ السنوات الأربعين الماضية أن الثورة الإسلامية كانت ولا تزال تدافع عن فلسطين في مختلف المجالات وتعتقد قيادة الثورة بأن فلسطين هي قضية العالم الإسلامي الأولى على الرغم من كل الهجمات التي لا يزال يقوم بها النظامان الصهيوني والأمريكي الغاشمان. فقضية الدفاع عن المظلومين في كل أنحاء المعمورة كانت ولا تزال الأساس الذي قامت عليه الثورة الإسلامية المباركة.

 

المصدر: وكالة رسا للأنباء