أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، أن الأوروبيين يزعمون الوساطة بين إيران والولايات المتحدة، لكنهم فعلاً لم يفعلوا أي شيء لصالح إيران، إذ أن دوافعهم في العداء مع الجمهورية الإسلامية مبدئيا لا تختلف مع الأمريكيين، مضيفا: يجب ألا نعقد الأمل على الأوروبيين.

وأشار قائد الثورة الإسلامية أثناء استقباله أعضاء مجلس خبراء القيادة إلى جهود العدو للتأثير في أفكار صناع القرار وأصحاب القرار وعموم الشعب، بهدف الإيحاء بأنهم "غير قادرين" و التطور" غير ممكن"، وقال: على عكس محاولاتهم لحرف أنظار الشعب والمسؤولين عن حقائق البلاد وتحديد المصالح الوطنية وفقا لمآربهم، من الممكن حل جميع المشاكل الاقتصادية والمعيشية عبر استغلال الإمكانيات والقدرات الموجودة في البلاد وبالحكمة والمتابعة والتشاور الصحيح.

وفي إشارة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة بأنه لو كانت إيران قد لبت مطالب أميركا لكان الشعب في ظروف أفضل، قال آية الله العظمى السيد علي الخامنئي: إن المسؤولين والإعلام الأميركي والأوروبي يحاولون باستمرار من خلال إطلاق هذه المزاعم، الإيحاء بأن الشعب الإيراني غير قادر (على تحقيق الاكتفاء الذاتي) ولكن هذا الشعب لا يولي أي اهتمام لهذه الدعايات والإيحاءات .

وتابع: النقطة الأخرى التي يركز العدو عليها هي التخلي عن إشعارات وأهداف الثورة وقد أعلن بعض المسؤولين الاوروبيين مؤخرًا إن على إيران التخلي عن الشعارات الثورية.

وأضاف سماحته: أن طريق التفاوض والحوار مفتوح أمام كافة الدول في العالم عدى الكيان الصهيوني وأمريكا، مضيفا: ينبغي ألّا نثق إطلاقا بالدول التي ترفع راية العداء ضد الجمهورية الإسلامية كالولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، لأن عداء هذه الدول مع الشعب الإيراني بات أمرا واضحا وصريحا.

وتابع: دوافع العداء مع الجمهورية الإسلامية لا تفرق مبدئيا بين الأوروبيين والأمريكيين، إذ أن الأوربيين يزعمون الوساطة ويتحدثون طويلا، لكن كلامهم خاوٍ تماما.

وفي إشارة إلى الأداء الأوروبي بعد الاتفاق النووي وعدم التزامهم بوعودهم وأيضا ردة فعلهم بعد خروج واشنطن من الاتفاق النووي وفرض العقوبات الظالمة على إيران، قال: أن الأوروبيين رغم وعودهم، استمروا في التزاماتهم بالحظر الأمريكي والعقوبات الأمريكية ضد إيران، ومن المستبعد أن يمضوا بخطوة لصالح إيران في الفترة القادمة، لذلك يجب قطع الأمل منهم بشكل نهائي.

ولفت سماحته إلى عدم التزام الأوروبيين بتعهداتهم الـ11، وقال: نفس الأشخاص الذين تفاوضوا، يقولون الآن إن الأوروبيين فشلوا في الوفاء بأي من التزاماتهم، وهذا أقوى سبب لعدم الثقة بهم في أي مسألة.

واعتبر سماحته انه ورغم كل هذا العداء فإن الأمور تسير لصالح الجمهورية الإسلامية وقال: إن النظام الإسلامي اليوم ليس فقط أقوى مما كان عليه في العقود الأربعة الماضية بل إنه صار أقوى من السنوات العشر الأخيرة وتنامت قدراته الثورية والسياسية في المنطقة كما تعمقت جذوره الثورية.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى تطور النظام الإسلامي في مختلف المجالات، وقال: إن عبأ ثقيلا يقع على عاتق الجميع لوجود العديد من المشاكل في المجالين الثقافي والاقتصادي، والعدو نشط للغاية في مجال النفوذ والأنشطة الثقافية، لكن إذا وضع المسؤولين معيار عملهم على عدم الثقة بالعدو، فأنه يمكن بالتأكيد التصدي للمؤامرات وإحباطها.

وتطرق آية الله الخامنئي إلى تقييم الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للولايات المتحدة وأوروبا، وقال: إن أمريكا، التي هي عدونا الأول، تعتبر من الحكومات المنعزلة في العالم، كما أن الأوروبيين بدءوا يعترفون بضعفهم وتراجع قوتهم.

وفي إشارة إلى كلمة أحد زعماء أوروبا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أضاف: لقد اعترف مسؤول أوروبي صراحة بانحسار الحضارة الغربية ، لكن حتى في ظل ظروف الضعف، فإنهم يتباهون بنزعتهم المتعجرفة والاستكبارية.

وأشار قائد الثورة، إلى إحصائيات المراكز الدولية حول ديون الدول الأوروبية، وقال إن المشكلات الاقتصادية لهذه الدول خطيرة، والمشاكل السياسية لبريطانيا وفرنسا باتت واضحة أمام الجميع، لذلك يجب أن نغتنم هذه الفرصة.