قال متولي العتبة الرضوية المقدسة الشيخ أحمد المروي إن في أيام الأربعين الحسيني يتشرف أتباع الديانات والفرق والطوائف والأعمار المختلفة إلى كربلاء لزيارة أبا عبد الله الحسين (ع)، وهذا ما يؤكد أن الأربعين ظاهرة حضارية.

وقدم الشيخ المروي تعازيه بمناسبة أيام الأربعين قائلا إن الحب والشعور الديني النقي الموجود على طول طريق مشي الأربعين الحسيني من نجف الأشرف إلى كربلاء لا يمكن وصفه بالكلام.

وأضاف أن العديد من الأشخاص من مختلف الأديان والفرق والطوائف والأعمار يتواجدون في مسيرة الأربعين، وقد شكلوا في الواقع، قوس قزح من مختلف الأعمار والخلفيات الاجتماعية.

وأكد أن بعد أكثر من ألف عام أصبحت القلوب أكثر حبا واهتماما للإمام الحسين (ع)، والكثير من الناس فقدوا حياتهم في طريق زيارة الإمام أبا عبد الله (ع) عبر التاريخ، واليوم نحن نجحنا بزيارة حرمه المطهر.

وتابع متولي العتبة الرضوية المقدسة أن على الرغم من عدم وجود الحد الأدنى من المرافق والإمكانات لزوار الإمام الحسين (ع)، ولكن يتجه ملايين الزوار إلى كربلاء كل عام خلال أيام الأربعين، والشخص الذي يذهب مشيا على الأقدام لزيارة الإمام الحسين (ع)، لا يفكر أين سيأكل وأين سيستريح وينام.

وأشار أن الأربعين خلقت حضارة جديدة، وفي الواقع الأربعين ظاهرة حضارية، وفي هذه الأيام، حتى من أهل السنة والمسيحيين يقيمون مواكبا لخدمة زوار سيد الشهداء (ع) على طريق نجف إلى كربلاء. ويؤمن السنة بحب أهل البيت عليهم السلام، وليس من الغريب أن يقيمون مواكبا للإمام الحسين (ع)، ولكن ما هو الأمر الذي يدفع المسيحين للقيام بذلك ولديهم دين مختلف؟

وأضاف الشيخ أحمد المروي أن لدينا رواية من الإمام الرضا (ع) أنه إذا فهم الناس محاسن كلامنا، فسوف يتبعوننا، ونرى ترجمة كلامه في الأربعين الحسيني، والشوق الذي يعتريهم في مسيرة الزوار نحو كربلاء، وحتى الأشخاص الذين لا يؤمنون بالإسلام، يقعون في حب أهل البيت عليهم السلام، عندما يتعرفون على الإمام الحسين (ع).

وشدد على ضرورة الاستفادة من قدرات الفنون والإعلام لمعرفة أهل البيت عليهم السلام مضيفا أن عندما نعرف تعاليم الإمام الحسين (ع) للعالم بشكل صحيح، فمن المؤكد أن الكثير من الناس سيحضر من جميع أنحاء العالم لزيارته.

 

المصدر: العتبة الرضوية المقدسة