إسمه الشريف: علي

 

أبوه: الأمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)

 

أمه: نجمة أو تكتم

 

كنيته: أبو الحسن، أبو علي

 

ألقبه: الرضا، والصابر، والزكي، والفاضل، والوفي، والرضي، وسراج الله، ونور الهدى، وقرة أعين المؤمنين ، وغيظ الملحدين، والوفي، وأشهرها: الرضا.

 

لقب الرضا: عن البزنطي _ وهو من كبار أصحاب الإمام الرضا والإمام الجواد عليهما السلام قال: قلت لابي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام: إن قوما من مخالفيكم يزعمون أن أباك إنما سماه المأمون الرضا لما رضيه لولاية عهده ؟ فقال عليه السلام: كذبوا والله وفجروا بل الله تبارك وتعالى سماه بالرضا عليه السلام لأنه كان رضي لله عز وجل في سمائه ورضي لرسوله والأئمة بعده صلوات الله عليهم في أرضه، قال: فقلت له: ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين عليهم السلام رضي لله عز وجل ولرسوله والأئمة بعده عليهم السلام ؟ فقال بلى، فقلت: فلم سمي أبوك عليه السلام من بينهم الرضا ؟ قال لأنه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهم السلام فلذلك سمي من بينهم الرضا عليه السلام.[1]

ومما يؤيد ما ذكرناه هو مانقل عن سليمان بن حفص قال: كان موسى بن جعفر عليهما السلام يسمي ولده عليا عليه السلام الرضا وكان يقول: ادعوا لي ولدي الرضا وقلت لولدي الرضا، وقال لي ولدي الرضا وإذا خاطبه قال: يا أبا الحسن[2]

 

تاريخ الولادة: 11 ذى القعدة سنة 148 (ه.ق)

 

محل الولادة: المدينة المنورة

 

تاريخ الولادة: يوجد اختلاف بين المحدثين الشيعة في تحديد اليوم والشهر والسنة التي ولد فيها الإمام الرضا عليه‌السلام: فقيل إن مولده كان بالمدينة في 11 ذي القعدة سنة ١٤٨ هـ عام وفاة جدّه الإمام الصادق عليه‌السلام وروى الصَّدوق أنه ولد بالمدينة يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ١٥٣ هـ بعد وفاة أبي عبد اللّه عليه‌السلام بخمس سنين

 

أمه: أما أمه فعلى الرغم من وجود الاختلاف في اسمها وكنيتها، فهناك اتفاق على كونها من أفضل نساء زمانها من حيث العقل والدين وكانت من أشراف العجم ـ و اسمها نجمة أو تكتم وقد أطلق عليها لقب الطاهرة بعد ولادتها للإمام الرضا عليه السلام

وروي أنه لما ولدت السيدة تكتم الإمام الرضا  عليه السلام  قالت : اعينوني بمرضعة !  فقيل لها: انقص الدر ؟

قالت: ما أكذب . ما نقص الدّر، ولكن علي ورد  من صلاتي وتسبيحي . وقد نقص منذ ولدت .

وهذا مما يدل على حرصها على عبادتها ووردها وانقطاعها إلى الله تعالى

 

الولادة الميمونة لشمس الشموس عليه السلام:

تقول أمه (تكتم الطاهرة) لمّا حملت بابني علي لم أشعر بثقل الحمل ، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً في بطني فيفزعني ذلك ويهولني، فإذا انتبهت لم أسمع شيئاً، فلما وضعته وقع على الأرض واضعاً يده على الأرض رافعاً رأسه إلى السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم، فدخل إلي أبوه موسى بن جعفر (ع) فقال لي: هنيئاً لك يا نجمة كرامة ربك، فناولته إياه في خرقة بيضاء فأذّن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى ودعا بماء الفرات فحنكه به ثم ردّه إلي وقال: خذيه فإنه بقية الله تعالى في أرضه وقد لقب الإمام الكاظم عليه السلام نجمة أم الإمام الرضا عليه السلام بعد ولادته بالطاهرة.

 

الإمام الرضا عليه السلام في مرحلة الطفولة والشباب :

لم تتعرض کتب التاریخ والسير لسيرته عليه السلام في مرحلة طفولته وشبابه وذلك غالبا لتعلق أرباب السير والتواريخ بالشخصيات التي كانت تستهوي عموم الناس كالملوك والأمراء وبالأشخاص الذين كانوا بعيدين عن الشبهات ومخالفة الحكومات في عصورهم وخاصة فيما يتعلق بأهل البيت عليهم السلام الذين منبوذين محاصرين ومراقبين وملاحقين من قبل الحكومات الجائرة في عصورهم عليهم السلام . كما أن للاختلاف في الانتماء إلى المدرسة والمذهب والعقيدة كان له الدور الكبير في ابتعاد هؤلاء عن تناول شخصيات الأئمة عليهم السلام في مختلف مراحل العمر . وهذا ما سبب حرمان الأجيال القادمة من الاطلاع والتعرف على سيرتهم عليهم السلام ما قبل الإمامة وحتى ما بعد إمامتهم عليهم السلام  .

لكن ينقل لنا التاريخ مدى الاهتمام والرعاية التی منحها الإمام موسى بن جعفر (ع) لابنه الإمام الرضا عليه السلام منذ نعومة أظفاره، فكان كثير الحب له، هكذا يروي المفضل بن عمر يقول :

دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) وعلي ابنه في حجره وهو يقبله ويمص لسانه، ويضعه على عاتقه ويضمه إليه ويقول: بأبي أنت ما أطيب ريحك وأطهر خلقك، وأبين فضلك ؟ قلت: جعلت فداك لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودة ما لم يقع لأحد إلاّ لك، فقال لي: "يا مفضل هو مني بمنزلتي من أبي (ع) ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " .

قال: قلت هو صاحب هذا الأمر من بعدك ؟ قال: " نعم من أطاعه رشد ومن عصاه كفر ".[3]

وهكذا ترعرع الوليد في ظل والده يزكيه بآداب الإمامة ويعلّمه أسرارها ويطلعه على ودائع النبوة .

وكان الإمام موسى بن جعفر يقول - حسبما جاء في حديث : -

" علي ابني أكبر ولدي وأسمعهم لقولي وأطوعهم لأمري، ينظر معي في كتاب الجفر والجامعة (كتابان من الكتب المهمة لأهل البيت عليهم السلام ) ، وليس ينظر فيه إلاّ نبي أو وصي نبي ".[4]

 

مرجعية الإمام الرضا عليه السلام في شبابه :

وكان سلام الله عليه منذ نعومة أظفاره يمتلك علم آبائه وأجداده فكان محور الفضيلة والمرجعية الدينية بين الناس في سني شبابه  وخلال سني حياته مع والده تولى إدارة بعض شؤون الطائفة نيابة عن والده، ولعل الحديث التالي يدل على ذلك . يقول زياد بن مروان القندي: دخلت على أبي إبراهيم (الإمام موسى بن جعفر عليه السلام) وعنده علي ابنه، فقال لي: " يا زياد هذا كتابه كتابي، وكلامه كلامي، ورسوله رسولي، وما قال فالقول قوله "[5]

وعن محمد بن سنان عن الحسن بن الحسن في حديث له قال: قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام: أسألك ؟ فقال: سل إمامك، فقلت: من تعني فاني لا أعرف إماما غيرك ؟ قال: هو علي ابني قد نحلته كنيتي.[6]

 ويقول ابن حجر من علماء السنة عنه عليه السلام: «كان يفتى في مسجد رسول الله و هو ابن نيّف و عشرين سنه»[7]

ويقول الذهبي الشافعي: " أفتى وهو شاب في أيام مالك ".[8]

أولاده: الأمام محمد التقي الجواد عليه السلام ، وهناك اختلاف في أنه هل يوجد لدى الإمام الرضا عليه السلام أولاد غير الإمام الجواد عليه السلام أم لا .

 

أولاده عليه السلام:

هناك اختلاف في كتب الأنساب والتراجم في عدد أولاده، وتحديد أسمائهم، فالبعض على  أن العقب من علي الرضا بن موسى الكاظم عليهما‌السلام في رجل واحد هو الإمام الجواد عليه السلام كما ينقل هذا القول عن الشيخ المفيد قدس سره وابن شهر اشوب والبعض الآخر على أن للإمام عليه السلام عدة أولاد غير الإمام الجواد عليه السلام كذكرهم ابنة له باسم فاطمة لكن أكثر الراويات على حصر نسله الشريف بالإمام الجواد عليه السلام ويؤيد هذا الرأي الرواية الواردة عن حنان بن سدير، قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام: أيكون إمام ليس له عقب؟ فقال أبو الحسن :  "أما أنه لا يولد لي إلاّ واحد ، ولكن اللّه منشى ء منه ذرية كثيرة".

حكام عصره (عليه السلام) في سني إمامته :المنصور الدوانيقي، المهدي العباسي، الهادي العباسي، هارون الرشيد، محمد الأمين، والمأمون العباسي

ولاية العهد: بويع له بولاية العهد في الخامس من شهر رمضان سنة مئتين وواحد هجرية بضغوط من قبل المأمون العباسي .

مدة عمره الشريف بناء على المشهور: 55 سنة . 

شهادته: أجمعت المصادر من الخاصّة والعامّة.على أمرين:

الأوّل: أنّ الإمام الرضا (عليه السلام) قضى شهيداً.

الثاني: أنّ قاتله هو المأمون العبّاسيّ، حيث أمر غلاماً له أن يفتّ حبّ الرمّان بأظفار مسمومة بسمّ خاص، وأن يزرق السمّ في عنقود من عنب.. فقدّم ذلك للإمام (عليه السلام) ، فقضى شهيداً في طوس، في قرية يُقال لها سَناباد في نُوقان.

 

تاريخ الشهادة: آخر صفر سنة 203 للهجرة .

مرقده الشريف: مدينة مشهد المقدسة التي ملأ ذكرها الآفاق .

[1]  - عيون أخبار الرضا (ع) ج 1، ص 13 و علل الشرائع، ج 1، ص 237.

[2]  - علل الشرائع، ج 1، ص 226.

[3]  - عيون أخبار الرضا) ع)، ج 1، ص 26.

[4]- بصائر الدرجات، جزء 3، باب 14، ج 24، ص 20.

[5]  - أصول الكافي، 1/312؛ عيون اخبار الرضا (ع)، 1/31؛ الإرشاد 2/250.

[6]  - الغيبه الشيخ الطوسي، ص 29 ر.ك: البحار، ج 49، ص 25.

[7]  - تهذيب التهذيب، 7/339.

[8]  - سيرة اعلام النبلاء، 9/388.