أكد مفتي سوريا، سماحة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون في مراسم تأبين أقامتها وزارة الدفاع السورية لأول مرة لمقاتل غير سوري، احياءً لذكرى الشهيد سليماني، أن سوريا لن تنتحي أمام اعتداءات الاستكبار العالمي، ونعى القائد المجاهد الشهيد قاسم سليماني مؤكداً أن سوريا وإيران بخير.

واستهل المفتي كلمته بالآية الشريفة: إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً

وتقدم بالتعازي لممثلة الرئيس السوري، السيدة بثينة شعبان، وزير الدفاع السوري، ممثل الإمام الخامنئي، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ووصف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنها توأم الطريق والثابتون على العهد والوعد، فيما وصف الحرس الثوري بأنه توأم الشهادة والروح والدم، وأثنى على القوات الروسية التي جاءت إلى أرض المسيح لتحتضنهم بنورها وترعاهم برسالتها، كذلك الوزراء وأعضاء القيادة وأبناء الجيش السوري الذي سجل للتاريخ مجداً وللتاريخ عزاً.

وقال: في هذه اللحظات التي يقلب فيها التاريخ صفحة من صفحاته، ليقرأ العالم كله أن الإنسان حينما يحمل مبدئاً وعقيدة، لو اجتمع عليه أهل الأرض ليذلوه فإن الله سيعزه، لأنه صاحب رسالة وصاحب عقيدة لذلك حينما علمت سوريا أن هنالك أكثر من 100 دولة قد اتفقت وتعاهدت على أن تذل هذه الأمة وأن تمرغ هذه الجباه وأن تمحق هذه الرسالة اجتمعوا وهم يظنون أن عددنا 23 مليون، فجمعوا من كل العالم مالاً وأشراراً وسلطوا أقمارا مظلمة على أرض باركتها السماء وقدستها أقدام الأنبياء يومها وقف القائد البشار في مجلس الشعب في آخر عام 2011 وقال تلك الكلمة التي هزت كيان الغاصبين وأعطت البشارة لكل المؤمنين، قال إن المعركة طويلة ولكن لا تخافوا فسوريا الله حاميها. هذه الجملة لا يمكن أن أنسها، لماذا قال هذه الجملة لأنه عَلِم عِلمَ اليقين أنه لن يقف مع سوريا إلا الأشراف، والأشراف في العالم اليوم قلة. ولم يقف مع سوريا إلا الأحرار والأحرار الذين رفضوا العبودية في العالم قلة.

وتابع: ولكن حينما يكون الله مع الأحرار ومع أهل الشرف والعقيدة والرسالة الخالدة، فإن الله يرسل المدد من الأرض والسماء، سنوات 3 قضاها شهداؤنا من رجال الجيش العربي السوري والعالم ينتظر استسلام هذا القائد، هكذا ظنوا، وظنوا بعد كامب ديفيد سيستسلم حافظ الأسد وما زلت أذكر تلك الجملة على درج القصر الجمهوري في دمشق وقد تذكرها الدكتورة العزيزة {بثينة شعبان} حينما قال للسادات لا تذهب إلى القدس فلن ينفعك الذهاب، فقال سأذهب فإن نجحت فلي ولكن وإن خسرت فعلي، فقال له: لا تذهب! فنجاحك في القدس خسارة. لن يعطوك شيئاً أبداً وعند قبيل الفجر وقف يودعه على الدرج وكأن هذا الشبل من ذاك الأسد، نعم هو، أتذكرين ما قاله الرئيس حافظ الأسد (رحمه الله) للسادات حين ودعه؟ قال ستذهب ولا بد؟! قال نعم، قال اذهب! الله معنا. هكذا قال الوالد وهكذا قال الشبل، الله معنا، وجاءت ساعة الحسم، إذا جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم، من فوقكم من أمريكا وأقمارها ومن أسفل منكم من الذين تنكروا لعروبتهم ونسوا اسلامهم. فكل حدودنا صارت مفتوحة وكل سمائنا صارت مراقبة لنا حقداً وكراهية وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وهرب أنصاف الرجال من وطننا، والتجأوا إليهم وبدأنا نقلب بصرنا في الأرض والسماء، من أين يأتي المدد، فإذا بإيران الإسلامية ترسل جندها وأبنائها وأحبابها ودرة أفئدتها وتقول لنا، القدس هي قبلتنا جميعاً، القدس ليست لعربي أو كردي أو فارسي، القدس هي أمانتكم يا أهل الشام، حيث صلى نبيكم يوم الإسراء مع كل الأنبياء صلاة واحدة، فيوم يأخذون القدس، سينتقون منكم بعدها، فلا تتخلوا عن القدس، فجاء لواء القدس، نعم، جاء لواء القدس وجاء أن إيران الإسلامية الذي وجد أن سقوط سوريا يعني سقوط المسيحية والإسلام.

واستدرك: لماذا؟ لأن سوريا هي التي احتضنت كل القديسين في التاريخ، انظروا إلى كل جبالنا، أترون جبلاً ليس عليه بيت أو خلوة لقديس؟ وسوريا هي التي ضمت كل أبناء الأمة الإسلامية بكل مذاهبها وأعراقها وأنواعها فقالت أرضي لكم نور وضياء وعطاء وإخاء لا نفرق بين أحد من رسله، فكلهم نؤمن به، لذلك كان الحقد عليكم يا أبناء وطني يا أبناء جيشنا العربي السوري.

وتابع: دمروا لكم الرادارات وظنوا أنهم سيأتون من السماء وما عرفوا أن السماء بيد واحد أحد، فكانت طائراتنا المسكينة التي نصلحها بأيدينا والتي ندعمها بشبابنا  على ضعفها وعلى ما تأخروا به عنا، تقوم بعمل جبار قوي يستغربونه والسبب أنهم لم يعرفوا أن الطائرة ليست بسلاحها إنما بقائدها، وإنما الوطن ليس بعدد أبنائه إنما بنوعية قادته، ولذلك سوريا التي استقبلت السليماني قاسماً ومغنية مقاوماً والمهندس رفيق درب، تقول لهم جميعاً اليوم أنتم لستم أسماء أو أرقام أنتم من كتبتم اسمكم على تاريخ الأمم وأنتم لم تموتوا أبداً ، ستبقون أحياء، لذلك اسمحوا لي أن أقول لكم، أيها الرجل العظيم، أبا زينب نم قرير العين وأنت تسمعني الآن أكثر مما تسمعونني، فقد التقى بي في الجو يوماً فقام من كرسيه وجاء إلي وقال: أبا سارية كلنا سارية، وكلنا نشتهي أن تكون كسارية، دمعت عيناه ودمعت عيناي وقلت له لا أنسى تلك الكلمة: قد جئتكم برجال يحبون الموت كما تحبون الحياة، قالها اجدادها لهرقل يوماً ولكسرى يوماً.

وأضاف: أيها السادة يوم تحتضن سوريا كل أبناء المقاومة وهذه أقولها لمن ظنوا أن سوريا لديها مقاتلون مستأجرون، بلاك ووتر، نقول لهم، نقسم لكم ما جاء إلى سوريا يوماً من يقاتل من أجل مال، إن كان روسيا أو إيرانياً أو كان من المقاومة من حزب الله، إنما جاؤوا لأنهم يعلمون أن سوريا هي حطم الأشرار وأرض الأحرار وحاملة القيم فإن سقطت كل قيمهم فعودوا إلى مقاتليكم المستأجرون الذين يجلسون اليوم في عواصم الغرب ويشتمون وطنهم وأمتهم واستحوا من القاسم الذي وصل إلى غزة من دون أن يمر على حاجز صهيوني.

وأشار: هكذا قال منذ أيام شباب غزة، هم يريدون أن يصلوا في القدس تحت حراب الصهاينة، وشهدينا ذهب إلى غزة ليحرر القدس من أن تكون تحت مظلة الصهاينة، فمن من قادة العرب والمسلمين ذهب إلى هناك ليعلمهم كيف يصنعوا سلاحاً وكيف يبنوا مقاومة؟ لذلك إن جيشنا العربي السوري وهذه رسالة إلى قائدنا وأبناء هذا الوطن الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبهم ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، ما أكثر الإغراءات التي جاءتهم ولكم أبوا لأن جيشنا العربي السوري جيش عقيدة فلا نعطي رتبة ملازم إلا لمن لازم خدمة الوطن، فإن صدق ولازم خدمة أرضه وعرضه وعقيدته جعلناه نقيباً لمجموعته، فصار نقيباً لهذه المجموعة يدلها على طرق النصر، فإن وجدناه صادقاً جعلناه رائد خير، وتقول له كن رائداً لمجموعتك. فرائد الخير لا يكذب أهله، حتى أن النبي سمى نفسه رائد خير.

وتابع: فإن كان رائد خير وأوصلهم إلى طرق النصر، قلنا له أنت مقدام، والمقدام عظيم يحمل عقيدة، فإذا كان مقداما فلا يكون إلا عقيداً، فاحمل العقيدة، فإن حملتها بصدق فأنت عميد لمجموعتك وثكنتك وضباطك، أنت عميد يقفون في ظلال فكرك فإن كنت عميد خير وقوة فاحمل اللواء، فحمل اللواء شرف، شرف أن تحمل لواء أمة، فإن حملته وحميته كما فعل مصعب بن عمير يوم حمل اللواء بيمينه فحمل اللواء بشماله فقطعت شماله، فصاح اللواء فجاءت نسيبة المازنية فحلمت اللواء وسلمته لبطل من أبطالنا، من حمل اللواء ودافع عنه فهو عماد أمة لأنه أبقى لها عزاً فإن كان لواء فخر وعز لم يبع رايته ولم تخفق إلا لعز فهو عماد يستند عليه لأنه أساس لجيش يبنى عليه قيم فإن كان عماد حق فسيكون فريقاً، فكن فريق أمة يا سيادة الرئيس بشار وكن فريق الشهداء يا قاسم فأنتم كل واحد منكم يمثل أمة ورسالة، هذا جيشنا الذي نراه تحية إلى الشعب الإيراني الذي صار توأم الدين والروح والأرض فطهران هي القدس ودمشق هي القدس، تحية للمقاومة في أرض لبنان الحبيب، نقول لكم أنتم لا زلتم جبهة أمتنا فلا تخضعوا لأحد فالله معكم، تحية إلى اخوتنا في العراق حشداً وجيشاً وشعباً ونقول لهم، إن هددكم ترامب بأنه سيأكل أموالكم إن طردتم جيشه، فاطردوا الأمريكان وسوريا مالها مالكم وعرضها عرضكم، اطردوا أمريكا من أرضكم هكذا تكون أحراراً، اخوتنا في روسيا بلغوا الشعب الروسي والرئيس بوتين أنك تصنع عالماً جديداً أمام أناس ظنوا أنهم يمسكون العالم بأيديهم فأبيت يا سيادة الرئيس إلا أن تجعل من روسيا بلداً بالأمس جئت إليها واقلت لمن أرادوا أن يصلوا في دمشق مع الأقدام الأمريكية ومع المستغلين ومع ارهابيي العالم أن يدنسوا المسجد الأموي ليصلوا فيه على دماء شهدائنا، قل لهم يا سيادة الرئيس بوتين قد صليت بالأمس في الأموي وفي كنيسة مريم العذراء فدمشق ما زالت تحتضن موسى وعيسى ومحمد وكل رسالات السماء، قل لهم أن افارق بيننا وبينكم أننا صلينا ودموع العين تفرح لنا والقلوب تعانقنا وأنتم تريدون أن تصلوا ودماء الشهداء قد أبحتموها والأرض اذللتموها والأعراض بعتموها.. فالفارق بيننا وبينكم أن قائد سوريا جبهته لم تخضع إلا لله وجيشه لم يثق إلا بالله وبالصادقين المقاومين، طبت حياً وميتاً أيها البطل، لن تناسك القلوب لأن الله أبقاك حياً. نم قرير العين فإيران بخير وسوريا بخير ولو جمعوا أهل الأرض عليها، الله حامينا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.