أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي بأنه علينا أن نكون أقوياء لمنع وقوع الحرب وإحباط تهديدات الأعداء.

وخلال استقباله قادة وكوادر القوة الجوية في الذكرى الـ 41 للبيعة التاريخية لحشد من كوادر القوة الجوية مع الإمام الخميني الراحل قبل انتصار الثورة الإسلامية بأيام، أكد قائد الثورة ضرورة تعزيز قدرات البلاد في جميع المجالات خاصة الدفاعية منها وقال، إننا لا نسعى لتهديد أي بلد وشعب بل نسعى لصون امن البلاد وإحباط التهديدات.

وأشار سماحته إلى أن الضعف يشجع العدو على التطاول وأضاف، ينبغي أن نكون أقوياء لمنع وقوع الحرب وإحباط التهديدات.

وأكد آية الله الخامنئي على القوات المسلحة خاصة القوة الجوية للجيش والقوة الجوفضائية للحرس الثوري ومنظمة الصناعات الدفاعية لبذل المزيد من الجهود لتقوية البنية الدفاعية للبلاد في مختلف الأصعدة والدقة في المضي بالأعمال المهمة إلى الأمام والاستفادة القصوى من الطاقات والمواهب وقال، إن كان رؤساء أميركا السابقون يتابعون الطريق الشيطاني لهذا النظام (الأميركي الحالي) تحت مختلف الغطاءات فان الانحراف وإثارة الحروب والفتن وأطماع الأميركيين تجاه ثروات الآخرين، قد أصبحت اليوم علنية ومكشوفة، إلا أن هذا الطريق الباطل لأعداء الشعب الإيراني محكوم بالفشل حتما.

وقال سماحته، انه لو ساد في المجتمع فكر الإيمان بتحقق الوعد الإلهي الحتمي وعمل المسؤولون بيقظة فان التهديدات ستتحول إلى فرص وبإمكان الحظر أن يتحول إلى عنصر لتخليص البلاد من التبعية للنفط وحل الكثير من مشاكل البلاد.

واعتبر البيعة التاريخية من قبل حشد من كوادر القوة الجوية للإمام الخميني الراحل (رض) يوم 8 شباط/ فبراير عام 1979 بأنها كانت حدثا مدهشا لا يُنسى وحمل معه العديد من الدروس والعبر وأضاف، إن القوة الجوية للجيش كانت خلال العهد السابق واحدة من أكثر القوات قربا للسلطة وأميركا إلا أن نظام الطاغوت تلقى الضربة من هذه القوة بحيث لم يكن يتصور ذلك أبدا.

وتابع آية الله الخامنئي، انه وفقا للآيات القرآنية فان الباري تعالى يوجه الضربة للعدو من جهة لا يتصورها أبدا ويقوي ويدعم المؤمنين أيضا من جهة لا يتوقعونها أيضا، وهذا الأمر يعد من المنظار الديني "رزق لا يُحتَسَب" أي الرزق الذي لا مكان له في الحسابات المادية.

وأشار إلى الآيات القرآنية التي تشير صراحة وتؤكد على نصر الله لناصري دينه وأضاف، انه ينبغي الثقة بهذا الوعد الإلهي ومواصلة الحركة إلى الأمام بقوة وأمل بالمستقبل.

وأكد سماحته بأنه لو ساد مثل هذا الفكر والروح المعنوية في أي مجموعة ومجتمع إيماني فان أفراد تلك المجموعة يحوّلون التهديدات بعزم راسخ إلى فرص، مثلما تقوم القوة الجوية الآن، رغم الحظر الأميركي، بتصميم وتصنيع المقاتلات إلى جانب عمليات التصليح والصيانة.

واعتبر السر في نجاح وتقدم القوة الجوية هو تحويل التهديدات إلى فرص وقطع الأمل من الأجانب والاعتماد على القدرات والطاقات الداخلية وأضاف، إن هذا الأمر يمكن تعميمه على كل أنحاء البلاد وبالإمكان رغم الحظر، الذي يعد بحد ذاته عملا إجراميا، خلق الكثير من الفرص للبلاد.

وأكد قائد الثورة بأنه لو عمل المسؤولون بيقظة فبالإمكان في ظل ظروف الحظر تخليص اقتصاد البلاد من التبعية للنفط والتي تعد العنصر المهم للكثير من المشاكل.

وقال آية الله الخامنئي، بطبيعة الحال هنالك بعض الأفراد الفطنين داخل الإدارة الأميركية الحاكمة قد التفتوا إلى هذا الأمر وقالوا "لا ينبغي أن نسمح لإيران أن تخوض تجربة الاقتصاد بلا نفط ولهذا السبب علينا أن نفتح لها مسارا كي لا ينفصل اقتصادها عن عوائد النفط تماما" لذا يتوجب على المسؤولين خاصة الاقتصاديين أن يتحلوا باليقظة في هذا الصدد.

ونوه إلى تعقيدات أدوات وأساليب الأعداء وأضاف، انه بالمقابل أصبحت أساليب وطرق الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكثر تعقيدا من ذي قبل أيضا بحيث أن هنالك في مختلف أقسام البلاد أساليب وأعمالا منطقية ومعقدة وماضية إلى الأمام قدما تماما بحيث تؤّمن العمق الاستراتيجي للبلاد وتشل العدو.

وقبل تصريحات قائد الثورة، قدم قائد القوة الجوية للجيش العميد طيار عزيز نصير زادة تقريرا عن تقدم برامج هذه القوة في مجالات "الارتقاء بالقدرات القتالية" و"الإسناد والتقنية وصنع قطع الغيار" و"تطوير المنظمة والارتقاء بكفاءات الكوادر البشرية" وقال، إن تصميم وتصنيع الطائرات المسيرة والاعتدة الذكية والطائرات (العسكرية) ذات طيار وتصليح محركات وأجزاء الطائرات ومساعدة المناطق المنكوبة بالسيول عن طريق تحليق طائرات النقل وتدشين الإسعاف الجوي من خلال تجهيز طائرات بإمكانيات طبية متطورة، تعد جميعها من ضمن أنشطة القوة الجوية.