أدلى سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله بحديث خاص للتلفزيون الإيراني بمناسبة أربعينية القائدين الكبيرين الشهيدين الفريق الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما الشهداء (رحمهم الله تعالى) نوّه فيه بمناقب كل من قائد قوات فيلق القدس ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي قائلا: (لقد كان الشهيدان قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس من أعلى مصاديق خاصة أولياء الله).
لقد بدا سماحة أمين عام حزب الله في لبنان متأثرا للغاية باغتيال الجنرال قاسم سليماني (رض) حتى انه كان يتمنى قبل هذه الحادثة أن يفديه بنفسه من اجل أن يواصل هو قيادة محور المقاومة والإشراف على التطورات التي يواجهها المجاهدون في كل الجبهات.
من الواضح أن ما تحدث به يعبّر عن ما كان يمثله الحاج قاسم سليماني لسماحته وهو الذي عرفه على مدى 22 عاما كما لم يعرفه احد، ولهذا فقد كان سيد المقاومة (دام علاه) محقاً تماماً عندما استعبر في هذه المقابلة التلفزيونية وبكاه بكاء المفجوع بأعز أحبائه الذين فقدهم على طرق مقارعة الاستكبار الأميركي ـ الصهيوني.
من المؤكد أن ما رأيناه وسمعناه حتى الآن لا يمثل إلا جزءاً صغيراً من مآثر شخصية الفريق الحاج قاسم الذي كان أمة في رجل إضافة إلى كونه رجل الأمة والبشرية الذي ضحى بنفسه في سبيل أن يتخلص المسلمون وشعوب العالم من شبح داعش وجرائمه الإرهابية الدموية التي طاولت بني الإنسانية كافة في مختلف بقاع الأرض.
ذات يوم ستدرك الإدارة الأميركية الفاشية بأنها ارتكبت خطا فظيعا لا يعوضه ملء الأرض ذهبا، حينما اغتالت القائد العام للقوات المكافحة للإرهاب الداعشي، وهو في الحقيقة أمر يبرهن على أن الولايات المتحدة اهتزت بفزع من انتصار المقاومين في سوريا ولبنان والعراق بقيادة الفريق الشهيد سليماني والعلامة السيد حسن نصر الله والحاج أبو مهدي المهندس، على عصابات الإرهاب والتطرف التكفيرية التي راهن (التحالف الغربي ـ الصهيوني ـ العبري) على ظهورها واتساع نطاق سيطرتها في العالم الإسلامي للإساءة إلى الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه النبيلة.
لقد حقق الشهيد سليماني استراتيجية خلاقة ومتطورة واكبت العصر على مستوى مقاومة الاعتداءات و التهديدات الإسرائيلية، حتى أصبح المجاهدون على ثقة بان ما يخطط له الجنرال قاسم هو ما سوف يصل بهم إلى النصر المؤزر، وعلى هذا الأساس جاء تصريح خليفته في قيادة فيلق القدس اللواء إسماعيل قاءاني قائلا: (كان بطلاً ينتصر في كل ميدان يدخل فيه).
ويتضمن هذا التفسير أن مقاييس استشراف المعطيات في الخطوط الأمامية لجبهات الحق ضد الباطل، لم تكن غائبة عن مخيلة هذا المجاهد الربّاني الذي نظّم علاقته مع ربه فكان ان حباه الله سبحانه وتعالى بالرؤية الثاقبة والسداد والتوفيق والظفر في كل خطوة يخطوها على طريق الدفاع عن الأمة والمقدرات والحرمات، وهي التي كانت ستواجه محرقة داعشية مريعة لولا تصدي المقاتلين الغيارى لها ومطاردتها وتدمير عصاباتها المهووسة بالمذابح والتدمير والفساد.
لقد اعتبر سماحة السيد حسن نصر الله هذا الاغتيال الغادر منطلقا جديدا لتنامي قدرات قوى جبهة المقاومة والمواقع الثورية المناضلة مستنيرة بتوجيهات قائد الثورة المعظم سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) الذي كان قد بشر سيد المقاومة بالنصر في حرب تموز 2006 كما تنبأ له بتزايد نفوذ حزب الله لبنان محليا وإقليميا، وهو ما أكدته الأعوام القليلة الماضية، الأمر الذي يعزز الثقة كل يوم بان محور المقاومة سيواصل قدما ذات النهج المبدئي الأصيل الذي التزمه الفريق الشهيد سليماني والحاج الشهيد أبو مهدي المهندس اللذان يعتبران اليوم مُلهما للمجاهدين في العراق ولبنان وفلسطين وسوريا واليمن للانتصار على الشدائد والمصاعب والتعقيدات وصولا إلى إلحاق الهزيمة بالاستكبار الأميركي ـ الصهيوني.
وبما أن واشنطن هي المسؤولة عن إراقة دماء الشهيد سليماني وأصحابه فان عليها أن تذوق وبال أمرها وان تستعد للعقاب العادل وان تكون من الآن فصاعدا على حذر لان اغتيال الحاج قاسم ـ وكما قال سيد المقاومة ـ فتح أبواب المواجهة المباشرة مع أميركا، وهو أمر لم يكن مقررا من قبل أن يقدم الرئيس الأرعن دونالد ترامب على حماقته بارتكاب تلك الجريمة الجبانة بحق قائد قوات القدس ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في مطار بغداد يوم الجمعة 3/1/2020.
تعليقات الزوار