أجرى موقع KHAMENEI.IR الإعلامي حواراً مع سفير الجمهورية اليمنيّة لدى الجمهورية الإسلامية السيّد إبراهيم محمد الديلمي حيث صرّح السيّد الديلمي بأن جريمة اغتيال الشهيد قاسم سليماني والشهيد أبومهدي المهندس ورفاقهما ليست مستغربة من أمريكا ذات الطبيعة العدوانيّة لافتاً إلى ضرورة المضيّ في عدة مسارات من أجل إخراج الأمريكيّين من المنطقة، ثمّ شدّد السفير اليمني على أنّ الطبيعي اليوم هو اتّخاذ المسلمين موقفاً واضحاً ضد الصفقات المشبوهة التي تروج لها الدوائر الغربية وبعض الدول العربية للأسف الشديد وعلى رأسها صفقة القرن.

بسم الله الرحمن الرحيم. نشكركم على هذه الفرصة ونبدأ الأسئلة إذا سمحتم لنا... نرى أنه بعد خمسة أعوام من العدوان السعودي الغاشم على اليمن واليمنيين والتحالف الذي كان معه -خاصة الإمارات- نرى أنه لحقت بهؤلاء هزيمة كبرى. هل يمكن أن تتحدثوا عن أبعاد هذه الهزيمة السعودية وكذلك كيفية مقاومة الشعب اليمني لهذا العدوان السعودي الغاشم؟

بسم الله الرحمن الرحيم، وصلّى الله وسلّم على سيدنا محمد وآله. في البداية أرحّب بكم أجمل الترحيب. الحقيقة هي أن العدوان على اليمن ليس سعودياً وإماراتياً فحسب، وإنما هو في الحقيقة عدوانٌ أمريكي وسعودي وإماراتي وبريطاني إلى جانب [مشاركة] الكيان الصهيوني في إطار ما سُمّي وأُطلق عليه زوراً وبهتاناً التحالف العربي؛ بينما هو في حقيقة الأمر تحالف صهيوني أمريكي في المقام الأول. وحقيقةً إنّ الخسائر السياسية التي مني بها هذا التحالف العدواني تمتد إلى مختلف الساحات وفي مختلف الجوانب.

العدوان السعودي الغاشم انطلق ضد اليمن قبل سنوات عدة. أنتم تعرفون أن المنطقة في الوقت الراهن تعيش اصطفافات واضحة المعالم لمواجهة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة وهناك تحالف عدواني ضد إرادة الشعوب العربية والإسلامية لتكريس صفقة القرن ووجود الكيان الصهيوني وما يسمى بتطبيع  العلاقات مع إسرائيل. هذه كلها مجتمعة جاءت لتركيع الشعب اليمني الباسل الذي دخل في ثورة ثقافية في المقام الأول تهدف إلى استنهاض أبناء الأمة العربية والإسلامية لمواجهة المشروع الصهيوأمريكي. حقيقةً أنه كان لكل طرف من أطراف العدوان الجائر الأهداف الخاصة به، الأمريكيّون لهم أهدافهم والسعوديون لهم أهدافهم وإلى ذلك. لعلكم لاحظتم أن العدوان انطلق مع بداية تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز السلطة في السعودية خلفاً للملك عبدالله بن عبدالعزيز وفي فترة كان محمد بن سلمان بدأ يسطع نجمه على اعتبار أنه سوف يكون ولياً للعهد بدلاً من محمد بن نايف وتمهيداً لاستلامه السلطة في المملكة السعودية بعد ذلك.

حقيقةً أن الهدف الرئيسي لمثل هذا النشاط بالنسبة للسعودية هو تكريس صورة البطل لمحمد بن سلمان الذي استطاع أن ينجز ويحقق في اليمن إنجازاً عسكريّاً مهمّاً يعيد للمملكة سيطرتها على القرار السياسي والسيادي اليمني وفي نفس الوقت يظهر كبطل في المنطقة ويُكرّس دور السعودية كقوة إقليمية تضاهي القوة الإقليمية الأخرى الموجودة في المنطقة. إنهم أعلنوا صراحةً أن اليمن اليوم وغداً سوريا وبعد ذلك سوف يذهبون باتجاهات أخرى، كما أعلنوا في تلك الفترة. ولكن هذا الهدف الرئيسي بالنسبة لهم لم يتحقق على الإطلاق ولم تتمكن السعودية من أن تتحول إلى قوة إقليمية مؤثرة في ملفات المنطقة كما أرادوا وبالتالي كُسرت هيبتها ومُرّغ أنفها في التراب اليمني نتيجة صمود وتضحيات أبناء اليمن والتفافهم حول قيادتهم الثورية الممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي الذي يقود وبكل اقتدار وبكل حكمة وحنكة وبصيرة مشروع المواجهة لهذا المشروع الذي يستهدف اليمن وكينونته السياسية والاجتماعية والشعبية.

اليمنيّون بعد خمس سنوات وبفضل الله سبحانه وتعالى استطاعوا تحقيق إنجازات كبرى على سبيل المواجهة التي لها إنعكاسات ليس على الداخل اليمني فحسب، وإنما على مجمل المنطقة. الشعب اليمني اليوم كشعب مسلم عزيز يُري الآخرين ماذا يجب أن يكون عليه الإنسان المؤمن في مواجهة طواغيت العصر. والشعب اليمني يقدم اليوم نموذجاً في المواجهة ويقدم نموذجاً نتمنى أن يحتذي به سائر أبناء الأمة الإسلامية والعربية في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي. المقوّمات الأخلاقية والدينية والثقافية لدى الشعب اليمني هي التي مكّنته من إدارة هذا الصراع وبالتالي ألحقت الهزائم بالعدوان. التاريخ اليمني والحضارة اليمنية ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ وتفرض على أبناء الشعب اليمني أن يكونوا بهذه العزة والكرامة في مواجهة كل المشاريع التي تستهدفهم.

اليمنيّون أيضاً صمدوا تاريخيّاً في مواجهة البريطانيين ودحروهم وكذلك في مواجهة العثمانيين وأجلوهم عن اليمن وكذلك في مواجهة البرتغال وكذلك في مواجهة السعودية. أنتم لو تذكرّتم تاريخ السعودية سترون أنّ هذه الحرب ليست الأولى التي تخوضها ضد اليمن فخاضت السعودية حروباً متعددة ضد اليمن وذلك في فترات مختلفة من القرن العشرين. في ثلاثينيات القرن الماضي قتلت السعودية ثلاثة آلاف حاج يمني. في عشرينيات القرن الماضي السعودية أيضاً تدخلت في اليمن من العام 62 إلى العام 70 فيما عُرف حينها بالحرب الملكية الجمهورية وكان تدخلها سلبياً ضد قرارات الشعب اليمني وضد رؤى وتطلعات اليمنيين. علاوة على ذلك وقفت السعودية ضد وحدة اليمن عندما توحد اليمن الشمالي واليمن الجنوبي في العام 1990 وكذلك دعمت حرب الإنفصال من أجل تقسيم اليمن في العام 1994. السعودية كذلك يُحسب لها في سجلّها الإجرامي أنها قتلت الرئيس اليمني وهو الرئيس إبراهيم محمد الحمدي في العام 1977 واغتالته عبر ملحقها العسكري في السفارة السعودية في صنعاء.

السعودية حاربت اليمنيين في العام 2009 أثناء الحرب التي إندلعت بين أنصارالله والنظام اليمني الذي كان علي عبدالله صالح يتزعمه واليوم نحن في العام السادس من المواجهة مع العدوان الأمريكي والسعودي الغاشم. تاريخنا وصبرنا وتضحياتنا وفدائنا وشجاعتنا تحتم علينا المواجهة والصبر حتى الانتصار. أنتم تعرفون ويعرف الجميع أن اليمن دائما ما تُسمّى مقبرة الغزاة فهي بحق مقبرة الغزاة الطاغين والطامعين والمعتدين. صحيحٌ أن الشعب اليمني شعب بسيط وشعب يعاني من الأزمات الإقتصادية والمشاكل التي تعصف بنظامه السياسي منذ عقود؛ لكنه شعب أبي وحر وكريم ومسلم يتطلع إلى فرض سيادته واستقلاله الكامل غير المنقوص.

 

في الملف اليمني نرى أن العدوان الصهيوأمريكي السعودي خلق أزمة إنسانية فهل لديكم إحصائيات الآن حول عدد الضحايا خاصة أنه رأينا قبل فترة آخر عملية إجرامية راح ضحيتها العديد من الأطفال والنساء. هل لديكم إحصائيات واضحة وخاصة؟ فنحن نرى الآن أن هناك مستشفيات تعاني بسبب الحصار الأمريكي والسعودي والصهيوني؟ كما تعرفون فإن ضحايا هذه الجرائم معظمهم من الأطفال والنساء لأنهم الأضعف من الناحية الجسدية في مثل هذه الأزمات...

إضافة إلى الحرب العدوانية والقتل المباشر والدعم الأمريكي والغربي والأوروبي بمختلف أنواع الأسلحة إضافة إلى الآلة الصهيونية سواء كانت إعلامية أم أمنية أو عسكرية وتحت غطاء واضح من قبل ما يسمى بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة للأسف الشديد وعبر قرارات صدرت من مجلس الأمن شرعنت وكانت غطاء للعدوان على اليمن ، إضافة إلى كل ذلك فإن هناك جريمة أخرى تُرتكب بحق اليمن واليمنيين وهي جريمة الحصار الذي منع الغذاء والدواء من الوصول إلى اليمنيين وساهم هذا الحصار بشكل واضح في وفاة عشرات الآلاف من اليمنيين الذين لايستطيعون الخروج للخارج لتلقي العلاج ولايستطيعون استيراد العلاجات؛ الأمر الذي يؤدي إلى وفاة المواطنين بسبب أمراض عديدة كأمراض القلب والسرطان وغير ذلك. هذه الجريمة الإنسانية تتم اليوم تحت مرأى ومسمع العالم أجمع وبمباركته للأسف الشديد وتحت نظر المنظمات المعنية بحقوق الإنسان والمنظمات المعنية بالصحة والدواء وغير ذلك. هذه الجريمة أضرّت باليمنيين في مختلف الساحات وهذه الجريمة النكراء لها تبعاتها المختلفة في الجوانب المتعددة سواء كانت على مستوى الجانب الصحي أو على مستوى الجانب الاجتماعي أو على مستوى الجانب الاقتصادي وغير ذلك.

المطارات اليوم مُغلقة وكذلك الموانئ محاصرة ويأتي ذلك بالرغم من القرارات الدولية التي يتخذها العدوان ذريعة لمثل هذا الحصار وهذا ما نذهب إليه دائما على أن القرار بالحرب والعدوان ضد اليمن واليمنيين والحصار هو قرار أمريكي وغربي في المقام الأول و قرار صهيوني كذلك نتيجة الغطاء الممنوح من قبل هذه المنظمات الدولية. وحقيقة أنه تحصل هناك بعض المجاعات كتلك التي حصلت خلال الفترة الماضية كما تعرفون وأيضاً تحصل هناك أمراض وأوبئة كوباء الكوليرا الذي عسف بحياة الآلاف من اليمنيين. هذا كلّه يزيدنا عزماً وإصراراً على أننا نواجه عدواناً متجرداً من كل القيم الإنسانية والدينية وغيرها وهو يمعن في قتل اليمنيين بمختلف الوسائل سواء عبر العدوان المباشر أو عبر الحصار الظالم. هذا كله يجرد العدوان من كل الأثواب التي يرتديها ويعلن أنه جاء لمساعدة الشعب اليمني وجاء لإنقاذ الشعب اليمني وجاء لحفظ الأمن والاستقرار في اليمن وجاء لحفظ سيادة اليمن بينما هو لم يقم بهذه الأفعال باليمن واليمنيين.

نحن نرى اليوم وجود العدوان حتى في المناطق التي لا تعاني من وجود جبهات عسكرية، أنتم تلاحظون أن العدوان اليوم متواجد في الأراضي اليمنية سواء في الجزر أو في بعض المحافظات مختلفة مثل محافظة المهرة على الحدود مع سلطنة عمان أو في المحافظات الجنوبية أي المناطق التي ليست فيه اشتباكات وليست فيها حروب على الإطلاق ولا تعاني من وجود جبهات مفتوحة. الحصار أيضاً يستهدف حتى المناطق التي لا يتواجد فيها أنصار الله بالرغم من أنّ السعودية تدّعي أنها تحارب أنصار الله. هناك مناطق وموانئ ومطارات مُغفلة ومحاصرة ومنافذ برية كذلك لا يتواجد فيها أنصار الله فلماذا الحصار؟ السعودية اليوم عندما تتواجد بقواتها في محافظة المهرة التي تبعد أكثر من 2000 كيلومتر عن مناطق الاشتباكات، لماذا تتواجد في تلك المناطق؟ لأن لها أهداف واضحة باتجاه احتلال وتقسيم وتجزئة اليمن.

بالنسبة للإحصائيات التي تحدثتم عنها نحن لا نستطيع لحدّ الآن تحديد إحصائيات دقيقة لسبب بسيط وهو أن الجرائم والضحايا والخسائر مستمرة في التصاعد بشكل يومي. هناك مؤسسات ومراكز رسمية وغير رسمية في اليمن تصدر بين الحين والآخر إحصائيات معينة فيما يتعلق بالأرقام التي أضرت بالاقتصاد اليمني أو بالبشر أو بالبنية التحتية أو بالجانب الإنساني والتاريخي والثقافي ولكن لا نستطيع أن نصل إلى رقم معين ونقول هذا هو الرقم النهائي لأنه كما قلت لكم فإن الأرقام في تصاعد يومي بل في كل ساعة. أضف إلى ذلك أنه من الصعب بمكان الآن تحديد مثل هذه الأرقام للمطالبة بعد ذلك بالتعويضات المتوجبة بسبب ممارسة العدوان ضد اليمن واليمنيين حتى تضع الحرب أوزارها ويكون هناك إحصائات دقيقة وواضحة. لا مناص أمام العدوان إلا أن يبادر إلى دفع كل التعويضات للشعب اليمني بسبب ما أحدثه خلال أكثر من خمس سنوات. هذا كله يعيدنا أيضاً إلى بعض الدراسات التي أصدرتها المؤسسات الدولية فهناك إحصائية أصدرها قبل سنتين تقريباً البنك الدولي ووضع أرقاماً معينة للخسائر في الجانب الاقتصادي في بعض المناطق وليس في كل اليمن ويمكن أن يستند إليها اليمنييون كشاهد حي وإثبات من بعض المؤسسات الدولية على عمق الجريمة التي استهدفت اليمن واليمنيين سواء بالعدوان المباشر أو بالحصار.

 

وإلى أين وصلت المباحثات اليمنية - اليمنية في خضمّ هذه الأزمة الموجودة؟

هناك ملاحظة يجب أن يفهمها المتابع الكريم وهي أن السعودية حاولت أن تُصوّر أن الصراع في اليمن هو صراع يمني - يمني بينما حقيقة الأمر هي أنّ الصراع في اليمن هو في المقام الأول عدوان خارجي من قبل دول متعددة من ضمنها المملكة السعودية التي اعتدت على بلدٍ عضو في الأمم المتحدة ويتمتع بالسيادة والاستقلال أي الجمهورية اليمنية وهذا كله مخالف للشرعية الدولية ولكل المواثيق الدولية الناظمة للعلاقات بين الدول. كان الحوار اليمني - اليمني جارياً قبل العدوان والمبعوث الدولي السابق إلى اليمن، جمال بن عمر، أعلن على منبر الأمم المتحدة بعد إنطلاق العدوان بأسابيع أن اليمنيين كادوا أن يوقعوا على إتفاقي سياسي شامل لنظم الحياة السياسية في اليمن لو لا التدخل السعودي وهذا ما حدث في مجلس الأمن.

بالنسبة للخلاف اليمني - اليمني يجب القول إنه دائماً ما يختلف اليمنييون ولكن هذا لايجيز للسعودية ولا لغيرها التدخل في الخلافات اليمنية - اليمنية فالمطلوب هو الحوار اليمني - اليمني من أجل استكمال العملية السياسية وخاصة بعد الثورة التي إنطلقت في اليمن في العام 2011 والتي تدخلت فيها الدول الغربية والسعودية وتبنوا في تلك الفترة في العام 2012 المبادرة الخليجية التي كانت تأتي في المقام الأول لإعاقة الحل السياسي فيما بين اليمنيين ولعدم إنجاز ثورتهم ولكن اليمنيين في العام 2014 في ثورة 21 سبتمبر استطاعوا إنقاذ اليمن و تخليصها من التزامات المبادرة الخليجية؛ المسماة خليجية زورا وإنما هي مبادرة أمريكيةـ تقدم بها نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في تلك الفترة إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيزـ هذه المبادرة قُدمت بثوب خليجي ولكنها في حقيقة الأمر مبادرة أمريكية كانت تهدف إلى الحفاظ على نظام علي عبدالله صالح وعلى نظام علي محسن الأحمر في تلك الفترة. الثورة التي انطلقت أي ثورة 21 سبتمبر في العام 2014 ساهمت وبشكل كبير في إعادة الاستقرار السياسي للمنظومة السياسية في اليمن ووقّع الجميع ووقع كل اليمنيين وكل الأحزاب اليمنية وكل الحركات الموجودة في اليمن شمالاً وجنوباً وقّعوا على وثيقة السلم والشراكة التي تبنتها الأمم المتحدة كحل للإشكالية السياسية اليمنية وإنهاء الخلاف اليمني - اليمني.

ولكن من انقلب على هذه الاتفاقية بعد توقيعها؟ هم السعوديون ومن ارتبط بهم فهم فرضوا على اليمنيين هذا العدوان الذي تتابعونه منذ خمس سنوات، وهذا يعني أن اليمنيين أنهوا خلافاتهم في تلك الفترة لولا التدخل السعودي وبشهادة الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمبعوث إلى اليمن، جمال بن عمر. هذا كله يؤكد أن اليمنيين لا خلاف بينهم وبالإمكان أن يكون هناك اتفاق سريع بينهم إذا تباينت وجهات النظر. كل الوثائق التي بناها اليمنيّون في مؤتمر الحوار الوطني وفي مبادرة السلم والشراكة وفي الجلسات التي رعتها الأمم المتحدة وصلت إلى الحل ولكن الذي أعاق الحل هو التدخل السعودي والعدوان على اليمن. لعل السائل يسأل نفسه سؤالاً بسيطاً وهو لماذا تتدخل السعودية في اليمن؟ ما هو الموجب لتدخلها وبأي منطق تتدخل السعودية في اليمن وتعتدي عليها؟ إذا كان هناك خلاف بين اليمنيين فما دخلها؟

 

*هناك مباحثات دولية تجري ويشارك فيها وفود من شخصيات يمنية؛ على سبيل المثال السيد محمد عبدالسلام. إلى أين وصلت هذه المباحثات و ما هي النتائج التي تركتها هذه الجهود؟

لو تُرك الأمر لليمن واليمنيين فهم قد التقوا معاً، هم ذهبوا إلى سويسرا والتقوا في سويسرا والتقوا على مدى جولتين أيضا في الكويت والتقوا كذلك في استكهلم العاصمة السويدية من أجل صياغة الحلول السياسية برعاية الأمم المتحدة ولكن السعودية كانت دائماً هي التي تعيق ومن ورائها الأمريكيّون. أمريكا أيضاً هي التي تعيق بتدخلات سفرائها في مثل هذه المفاوضات إيجاد الحل السياسي بين اليمنيين لأنهم [السعودية والأمريكيّون] لا يريدون مصلحة اليمن ولم يتدخلوا من أجل مصلحة اليمن وإنما من أجل مصالحهم ومن أجل فرض وصاياهم على اليمن من جديد وإعادة الهيمنة على المشهد السياسي اليمني من قبل وكيل المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة وهي السعودية. طبعاً كان محمد عبدالسلام رئيس الوفد الوطني في المفاوضات والوفد الوطني مُشكّل من مختلف التيّارات اليمنيّة التي تقف ضد العدوان وتتألّف من المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني. هذا الوفد قدم كل التنازلات وبادر بمختلف المبادرات واستجاب بكل الدعوات التي أطلقتها الأمم المتحدة ومبعوثها خلال السنوات الخمس الماضية ولكن، نتيجةً للتدخل الخارجي فشلت كل الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة إلى الآن في إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.

 

*قبل أشهر كان هناك لقاء بين السيد محمد عبدالسلام والوفد المرافق له مع الإمام الخامنئي، وحضرتكم شاركتم في ذلك اللقاء. هل بإمكانكم أن تتحدثوا عن ذلك اللقاء وكذلك الرسالة التي قدمتموها إلى سماحة الإمام الخامنئي والتي أرسلها السيد عبد الملك الحوثي؟

أنت تعرف أنه في وقت تآمر الجميع على اليمن وانخرطوا في هذا العدوان -لأن مختلف الدول في المنطقة والعالم كانت جزءاً لا يتجزأ من هذا العدوان على اليمن- البعض من الدول وقف موقف الحياد وفي مثل هذه الأمور وفي مثل هذه الأوقات وفي مثل هذه العواصف التي تعصف بالمنطقة فإن الحياد يعتبر مشاركة. في مثل هذه الاوقات فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحدها هي الدولة التي كان لها موقف واضح منذ اليوم الأول بل منذ الساعة الأولى من انطلاق العدوان على اليمن وأعلنت أنه يجب أن يتوقف هذا العدوان ويجب أن يرفع هذا الحصار عن اليمن ويجب أن يُترك لليمنيين حرية الإجتماع والتوافق حول بلدهم. هذا الموقف الإيراني الذي لا زال إلى اليوم صامداً هو الموقف الوحيد الذي شخّص المشكلة اليمنية بأنها تدخل خارجي يجب أن يتوقف ويجب أن يُترك مسار المباحثات السياسية لليمنيين تحت إشراف الأمم المتحدة ولا مانع من ذلك. كانت زيارتنا للإمام الخامنئي والرسالة التي أرسلها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي عبر الوفد الذي أتى إلى طهران في تلك الفترة هي للسلام على السيد الإمام الخامنئي وإبلاغ التحية والشكر على الموقف الإيراني الثابت إلى جانب اليمن واليمنيين والمنادي بضرورة وقف العدوان وترك اليمنيين وشأنهم.

كان لقاء طيباً واستمعنا من السيد الخامنئي إلى رؤيته حول الأوضاع التي تعصف بالمنطقة واليمن تحديداً ورغبته الحقيقية في توقف هذا العدوان و عودته سعيداً وتأكيده على البعد الحضاري في الشخصية اليمنية الضاربة بجذورها في التاريخ وأيضاً تقديره لليمنيين على مواجهتهم هذا العدوان وصمودهم هذا الصمود الكبير وتأكيده كذلك على أن العدوان على اليمن مهما طغى وتجبر فإنه إلى زوال وإلى هزيمة نكراء إن‌ شاء الله وكذلك تأكيده على موقف إيران الداعم والثابت إلى جانب الشعب اليمني في مختلف المجالات وكذلك رغبته في أن يعمّ السلام في المنطقة كلها وأنه من المؤسف جدّاً أن الكثير من الدول العربية وضعت نفسها كخادم للمشاريع الصهيوأمريكية في المنطقة وانخرطت بوعي وبدون وعي ونتيجة أحقاد متراكمة لمواجهة المشروع الإسلامي العظيم الذي يتصدى للمشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة وكانت أموالها وإمكانياتها هي في خدمة المشروع الصهيوأمريكي ولم تكن في أي يوم من الأيام في خدمة الإسلام والمسلمين. كذلك نقل تحياته وسلامه للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي وللشعب اليمني وإعجابه بتضحيات وصمود اليمنيين الأمر الذي يعبر عن الشخصية الإسلامية التي يجب أن يكون عليها كل أبناء العالم الإسلامي.

 

*نرى أن سماحة الإمام الخامنئي في جميع كلماته أو لقائاته مع الشخصيات الدولية تحدث عن اليمن ... أنتم كيف ترون هذه المواقف؟ في جميع اللقائات تقريباً خلال هذه السنوات الخمس منذ بدء العدوان نرى أن هذا المحور ثابت في كلامات سماحة الإمام الخامنئي.

نعم.. هذه المواقف الحارة والصادقة التي يطلقها الإمام الخامنئي ومختلف المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كل محفل هي حقيقةً تزيدنا في رصيدنا المعنوي وتثبت للعالم أن هناك أحرار وشرفاء لا زالوا موجودين ويقفون دائماً إلى جانب المظلومين ويرفضون العدوان على أبناء الأمة الإسلامية. هذه المواقف والمتابعات تؤكد على عمق العلاقة بين اليمن والجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى أن مهما سعى الأعداء للتفريق بين المسلمين وإبعادهم عن البعض فإن هناك مجموعة من القيم الإسلامية هي الناظمة والحاكمة لمثل هذه العلاقات الأخوية والوحدوية. الشعب اليمني كما تعرفون اليوم هو الشعب الوحيد  -من وجهة نظري- الذي يخرج بالمظاهرات المؤكدة على الوحدة الإسلامية وعلى وجوب نصرة فلسطين ومن يتصدى بالموقف الرسمي والشعب ضد المشروع الصهيوأمريكي سواء في صفقة ترامب أو غيرها.

وكذلك أنتم لو تلاحظون أنه لم يعد أحد يتحدث على المستوى الرسمي كدول وكحكومات عن القضية الفلسطينية إلا الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبالتالي نحن نجد أنفسنا في مثل هذا الموقف الذي يعبر عنه السيد الخامنئي بوجوب نصرة الفلسطين ومحاربة الإرهاب التكفيري الذي رعته المخابرات الأمريكية وغيرها. هذه المواقف كلها تأتي لتعميق العلاقة الحيوية والروحية في مشروع الحضارة الإسلامية الكبرى بين الجمهورية اليمنية والجمهورية الإسلامية في إيران والتي يعبر عنها السيد الإمام علي الخامنئي بكل جلاء وبكل وضوح.

وأشرتم إلى الموضوع الفلسطيني والسؤال هو أنه ما هو أهمية الموضوع الفلسطيني عند اليمنيين وكذلك مواجهة الكيان الصهيوني وخاصة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرح الآن صفقة القرن المشؤومة؟

حقيقة الأمر هي أن دخول اليمنيين في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي ككل هو نابع عن الإيمان والتاريخ الثقافي والحضاري. حتى من قبل أن تكون هناك علاقات سياسية مباشرة بين الجمهورية اليمنية والجمهورية الإسلامية في إيران فهذا هو الموقف الطبيعي ويجب أن يكون للمسلمين كلهم موقفاً من أمريكا ومن إسرائيل ويجب أن يكون لهم موقف واضح ضد الصفقات المشبوهة التي تروج لها الدوائر الغربية وبعض الدول العربية للأسف الشديد وعلى رأسها صفقة ترامب. هذه كلها تحتم على العرب والمسلمين أن يكون لهم موقف. نحن اليوم في موقف طبيعي والآخرون هم ليسوا في الموقف الطبيعي. أبناء اليمن اليوم هم في الموقف الطبيعي الذي تحتمه عليهم عاداتهم وتقاليدهم ودينهم وإنسانيتهم أما الآخرون الذين يقفون مع التطبيع ومع صفقة ترامب وينكرون ذلك على الجمهورية الإسلامية في إيران وعلى محور المقاومة وعلى الشعوب الإسلامية التي وقفت ضد المشروع الصهيوني هم الذين يقفون في الموقف الغريب وفي الموقف الخطأ وفي الموقف المنافي للفطرة وللحق وللمظلومية.

أنا أستغرب اليوم أنه لم يعد هناك أحد يتحدث عن فلسطين وعن وجوب مواجهة المشروع الصهيوأمريكي وكأنه أصبح هذا الأمر هو الشاذ وإنما أصبح الأمر الطبيعي هو معاداة الجمهورية الإسلامية في إيران وأصبح الموضوع الطبيعي هو القبول بإسرائيل والتعاون معها والتحالف ضمن أحابيل الشيطان الأمريكي بينما أصبح الموقف الغريب والمستهجن والمستغرب هو أن يقف المسلمون إلى جانب فلسطين وإلى جانب أبناء الأمة الذين يواجهون المشروع الصهيوأمريكي. هناك خلل حقيقي في منظومة القيم لدى أصحاب العرب والمسلمين ويجب أن يراجعوا أنفسهم ويجب عليهم أن يتقوا الله ويعودوا إلى أصالتهم.

ننتقل إلى موضوع مهم آخر وهو حول سيد شهداء محور المقاومة أي الشهيد الحاج قاسم سليماني ... كما تعرفون فإن اليمن هي الآن دولة محورية ورئيسية وهي في الخط الأمامي لمحور المقاومة... أنتم كيف رأيتم دور الشهيد سليماني على مستوى دعم محور المقاومة بشكل عام و دعم اليمن بشكل خاص؟

دعني هنا أتحدث عن دور الجمهورية الإسلامية الإسلامية وقد فصّلت فيه خلال الأجوبة السابقة ولكن تبرز هناك شخصية دائماً في مختلف الساحات وهي الحاج قاسم سليماني ولكن دعني أعرّج قبل الإجابة على ذلك، على طبيعة إستشهاده هو والحاج أبي مهدي المهندس وقيام الأمريكيّين بهذه الجريمة الغادرة والنكراء. هناك الكثير من الناس صدموا واستغربوا متسائلين كيف يقوم الأمريكيّون بمثل هذه العملية؟ ونحن نقول إن هذه هي طبيعة أمريكا وهذه هي الطبيعة العدوانية التي ألفت عليها أمريكا ولا تجد نفسها إلا في هذا المضمار فالذي قام به الأمريكي ليس بمستغرب وإنما هو طبيعي لأن أمريكا هي هكذا بقبحها و بإجرامها وبغدرها. الشهيد قاسم سليماني يُحسب له في مسيرته الجهادية المباركة أنه كان ناظم ألفة ووحدة محور المقاومة سواء في سوريا أو في العراق أو في اليمن أو في فلسطين أو في لبنان أو في إيران أو في غيرها من الدول مثل أفغانستان.

أنت تعرف أن مسيرة اليمنيّين المباركة التي قادها السيد الشهيد حسين بدرالدين الحوثي، كانت تؤكد منذ اليوم الأول لانطلاقها على وجوب الوحدة الإسلامية وعلى وجوب أن ينخرط المسلمون جميعا في حلف واحد ومنظم لمواجهة الأمريكيّين والصهاينة وإنهاء الغدة السرطانية المزروعة في جسد الأمة الإسلامية وهي ما يسمى بإسرائيل. كما أن السيد عبد ملك بدرالدين الحوثي وفي خطاباته المتعددة أكد على أن اليمن جزء لايتجزأ وركن ركين إلى جانب الشرفاء من أبناء الأمة العربية والإسلامية في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي واليمن جزء أساسي من محور المقاومة. طبعاً محور المقاومة ربما يحتاج إلى التطوير والتحديث لأن الواقع اليوم أن هذا الحلف اتجه نحو بناء حضاري ولم يعد محصوراً في حلف يتقاسم بعض المهام وبعض المسئوليات ولكن إن ‌شاء الله الحديث في هذا الموضوع حول كينونة محور المقاومة سيكون له مجال آخر.

لكن الذي لفتني بعد إستشهاد الحاج العزيز والمجاهد الكبير قاسم سليماني في حديث السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي هو دعوته للاستفادة من الحدث الجلل الذي أصاب الأمة بإستشهاد هذا القائد الإسلامي الكبير والذي أسماه السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بشهيد الأمة الإسلامية إلى جانب أبي مهدي المهندس ورفاقه العظماء؛ أكد على أن اليمن يرفض تجزئة الساحات ويؤكد على وجوب الوحدة والإنخراط في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي وبالتأكيد أن الحاج قاسم سليماني هو من أول من وضع قدميه في هذا الحلف المبارك. الشيء الآخر الذي لفتني كذلك كان في خطبة السيد الإمام الخامنئي في مصلى طهران عندما ألقى كلمته وأكد على مضامين رئيسية في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي ودحره من المنطقة وإنهاء الوجود العسكري الأمريكي كهدف رئيسي لمحور المقاومة.

هذا الإخراج للأمريكيّين من منطقتنا يتوجب كما ذكر الإمام الخامنئي المضي في عدة مسارات منها المسار الإعلامي والمسار العسكري والمسار الاقتصادي والسوق المشتركة وأيضاً المجال العلمي والبحثي وكذلك تبادل الزيارات من أجل التعرف على بعضنا البعض في محور المقاومة والممانعة الصامد بفضل الله سبحانه وتعالى. أنا أعتقد أنه بعد إستشهاد القائد العزيز الحاج قاسم سليماني ليس كما قبله وأننا الآن أمام فرصة حقيقية لبلورة عمل مشترك بمختلف الجوانب الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية وهذه البلورة لهذا المشروع سوف تفضي في الأخير إلى تحقيق الهدف الأكبر الذي وضعه محور المقاومة وهو إخراج الأمريكيّين والصهاينة من المنطقة ولا شيء يبرد حرارة قلوب المؤمنين إلا تحقيق هذا الهدف وخاصة بعد استشهاد العزيز الكبير الحاج قاسم سليماني الذي هو شهيد من شهداء الأمة وعلى درب الكثير من العلماء الذين مضوا في هذا الدرب الكبير والذي سوف يصل في النهاية إن ‌شاء الله إلى زوال إسرائيل وخروج الأمريكيّين من منطقتنا. هذا الهدف الرئيسي يتطلب الهمة العالية ويتطلب الشجاعة والبصيرة ويتطلب كذلك الإنخراط الكامل في سبيل تحقيق هذه الأهداف التي استشهد في طريقها وفي سبيلها العزيز الكبير الشهيد الحاج قاسم سليماني ومن معه.

كما تعرفون كانت للشهيد السليماني ميّزات أخرى؛ أي أنه كان قائداً ميدانياً وكذلك كان دبلوماسياً محنّكاً وكان لديه دور في القضايا السياسية والمساعدة في حل مشاكلها. هل لديكم ذكريات حول هذا الموضوع؛ على سبيل المثال في إحدى لقائاتكم مع الشهيد؟ وكيف ترون هذا الجانب من عمل الشهيد سليماني؟   

في حقيقة الأمر أن الشهيد العظيم الحاج قاسم سليماني والذي عرفناه بعد المؤتمرات وبعد اللقائات إضافة إلى كونه جنرالاً عسكرياً يدير قوة مباركة وهي قوة فيلق القدس؛ كان إلى جانب ذلك شخصية سياسية واستراتيجية ومحورية ينظر إلى الساحة الإسلامية نظرة معمقة ويربط بين جغرافيتها المختلفة من أجل تكوين التموضع الجيوسياسي الذي يمكّن محور المقاومة والممانعة على مختلف الصعد وعلى رأسها الصعيد السياسي من إعادة ألفته وبنائه ليتصدى للمشروع الأمريكي بصورة أكبر وأوضح. إنه دائماً ما كان يؤكد على القضية الفلسطينية ووجوب نصرتها وكان يرى أن أية حروب تشتعل في المنطقة سواء في سوريا أو في اليمن أو في ليبيا أو في العراق أو في غيرها من الدول الأخرى إنّما تصبّ في خدمة المشروع الصهيوأمريكي وليست منفصلة عنه. كما أنه في حربه مع الإرهاب التكفيري كان لايفصل بين محاربته للمشروع الأمريكي الصهيوني ومواجهته للمشروع التكفيري باعتبار أن المشروع التكفيري هو إبن غيرشرعي للمشروع الصهيوني الأمريكي لأن الكثير من الساسة والمحللين والإستراتيجيين يضيّعون البوصلة أحياناً ويفصلون بين المشروع الأمريكي والمشروع التكفيري ولكن الشهيد الحاج قاسم سليماني كان ينظر إليهما كوحدة  واحدة.

الشهيد سليماني في لقائاتنا معه كان يؤكد على ما يدور في المنطقة وفي العالم وفي الإستهداف للبنية القيميّة والدينيّة للمسلمين ويقول إن هذه الأحداث لا تأتي إلا من مصدر واحد وهو المشروع الصهيوأمريكي وكل الظواهر والأحداث التي تعصف بالمنطقة هي إنعكاس لطبيعة المشروع الصهيوأمريكي في المقام الأول.

طبعاً لا ننسى في الأخير الإشادة بالرد الإيراني الشجاع والباسل على جريمة اغتيال الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفاقه بدك أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة. هذا الرد القوي من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية يعبّر عن عزّة وكرامة الشعب الإيراني وعزّة قيادته ويعيد الأمل ويقوي المعنويات كثيراً باتجاه مواجهة العدو الأمريكي وكذلك الصهاينة. وهنا أعرّج على بيان القوات المسلحة اليمنية التي باركت هذه الضربة المسدّدة والقويّة وإن‌شاءالله كما يعد المسؤولون في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن هذا هو بداية الرد وأن الرد سوف يتسلسل وصولاً إلى تحقيق الهدف المعلن وهو إخراج الأمريكيّين من منطقتنا وإزالة إسرائيل بإذن الله.

 

في نهاية الحوار لا بدّ من أن أشكركم جداً على هذه الفرصة التي منحتمونا إياها لإجراء هذه المقابلة مع حضرتكم.

الله يسلمكم ويرحمكم ... حياكم الله.